ما الذي تغيّر في صحيفة الغد؟!
أحمد الحراسيس- ربما صار لزاما علينا أن نحدد تعريفا واضحا لـ"الوطنية".. فلا يُعقل ان يظلّ أحدهم يصف كل مواقفه بالوطنية بينما ينعت كلّ من يخالفه بـ"غير الوطني".
عادة، الذين يغلب على تفكيرهم منطق الأثمان لا يجدون أيّ حرج بالانقلاب حتى على أنفسهم، وما كان في نظر اولئك بالأمس "غير وطني"، قد يصبح في "الغد" وطنيا.
بالأمس القريب، كتبت رئيسة تحرير صحيفة الغد اليومية، جمانة غنيمات، مقالا حول قضية بيع أسهم مؤسسة الضمان في بنك الاسكان، وشنّت هجوما شرسا على من وصفتهم بالمتآمرين على أنفسهم، مؤكدة ضرورة أن يدافع كل صاحب ضمير عن المؤسسة "لا أن يبيعها لأجل المال، وهو ثمن بخس مقابل الوطن".. وهي تهمة لا يعرف ألمها "الباحثون عن المكاسب فقط في تحالفهم مع السلطة".
غنيمات في ذلك المقال استماتت بالدفاع عن مؤسسة الضمان الاجتماعي، وامتدحت رئيس صندوق استثمار أموال الضمان، سليمان الحافظ، واصفة تصريحاته بـ"المطمئنة والواثقة"، لكن يبدو أن شيئا ما قد تغيّر، فالكاتبة نفسها كتبت اليوم مقالا تنتقد فيه الحافظ نفسه واطلالاته الإعلامية، وجاءت على ذكر قضية بيع أسهم الضمان في بنك الاسكان!! فهل تغيّر المنطق واختلفت الموازين؟!!
ألم تكن "الثقة واضحة في الرسالة المطمئنة التي بعث بها سليمان الحافظ، للأردنيين"؟! ما الذي تغيّر منذ 22 تشرين أول 2014 وحتى 16 اذار 2015؟! كيف تصبح "محدودية البيانات الصحفية الصادرة عن الحافظ والمتركزة أساساً على توجيه رسائل للإعلام بعدم النشر في قضية البيع المزعوم لأسهم "الضمان" في بنك الإسكان لمستثمرين قطريين" أمرا سلبيا اليوم؟!
"صراحة"، لا نعلم لماذا اعتبر الحديث في هذه القضية سابقا -التي طرحناها بأعلى درجات المهنية- "ابتزازا لأجل المال" واتُّهم أردنيون في وطنيتهم بينما صار ذكرها اليوم "موقفا وطنيا"؟! ما هو الموقف الصحيح والوطني فعلا؟!! والأهم.. ما هو "الثمن البخس"؟!