علي جابر يرصد 3 أسباب تمنح وسائل الإعلام التقليدي سر البقاء
قدم الدكتور علي جابر - مدير مجموعة "إم بي سي" وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام - 3 أسباب تقف وراء بقاء وسائل الإعلام التقليدي في المقدمة، في ظل المنافسة الشرسة التي يلقها من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأوضح خلال مشاركته في جلسة تحت عنوان "هل الإعلام التقليدي هو الإعلام الحقيقي" ضمن فعاليات اليوم الأول من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، أن الإعلام التقليدي سوف يبقى محافظاً على مكانته خلال السنوات المقبلة وسيبقى جديرا بلقب الإعلام الحقيقي الذي يمثل القدوة لوسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي.
وشدد أنه بالرغم من السقطات الكبيرة التي عانى منها الإعلام التقليدي عبر التاريخ، إلا أنه لا يمكن وضعه خارج الإطار المتناسق لنشر الأخبار الصحيحة بعد التأكد من تدقيق المعلومات ومراحل نشرها.
ورأى أن هناك مشكلة حقيقية في تعريف التواصل الاجتماعي بأنها وسيلة إعلامية حقيقية وخاصة مع عدم وجود الرقابة الواقعية والمناسبة على مراحل إعداد ونشر الأخبار.
وأشار جابر إلى الأهمية الكبيرة والمتواصلة التي ما زالت تتمتع بها وسائل الإعلام التقليدية في الوطن العربي، وذلك من خلال 3 أمور، وهي، أن الدول العربية يوجد بها حالياً أكثر من 1400 قناة فضائية تلفزيونية ما يمثل دلالة واضحة على حجم الإعلام التقليدي.
كما أن الوطن العربي يعد واحدا من أكثر مناطق العالم انتشاراً لأجهزة التلفاز، وما تزال المصدر الأساسي للأخبار والترفيه في البيوت العربية.
ولفت جابر إلى أن الأمر الثالث يتجسد في اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى التلفزيوني بشكل كبير في تعزيز التواصل.
واختم علي جابر حديثه مؤكداً بأن الإعلام التقليدي "حي يرزق" ولا ينبغي لنا أن نستعجل انتهاء دوره، بل أن الواقع يظهر أن الوسائل الإعلامية التقليدية ما تزال تقدم الترفيه والخبر بشكل جذاب للغاية يساهم في الحفاظ على نسب المشاهدة العالية.
وسائل التواصل الاجتماعي
في المقابل، أكد أحمد شهاب الدين - الصحفي والبروفيسور المساعد في جامعة كولومبيا - أن الوضع تغير بشكل كبير بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن السنوات العشر الماضية شهدت تغييرات وتطورات كثيرة بفعل الانتشار الكبير لهذه الوسائل حيث إنها ساهمت بشكل كبير في تغيير النظرة إلى الإعلام والتعامل مع القضايا التي تثار فيه.
وأضاف أن الجميع أصبح يتلقى الأخبار عبر وسائل الإعلام الاجتماعي أكثر من الصحف والقنوات التلفزيونية، وأظهرت قنوات التواصل الاجتماعي أهميتها للأخبار في الأحداث السياسية ودفعت الحكومات للحرص على تلبية المتطلبات الخاصة بأفراد المجتمع كما أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعي في مقدمة الوسائل التي تحصل على أعلى نسب متابعة بل وأصبحت في الصف الأول اليوم مقارنة مع وسائل الإعلام التقليدي.
وأشار إلى أن الإعلام التقليدي أصبح يعتمد كذلك وأكثر من أي وقت مضى على وسائل الإعلام الاجتماعي للوصول إلى الجمهور ونشر المعلومات والأخبار وغيرها من التغطيات الإعلامية.
وأشار إلى أنه في العام 2014 قد وصل عدد مستخدمي الفيسبوك إلى 82 مليون مستخدم في العالم العربي و400 مليون جهاز نقال و135 مليون مستخدم للإنترنت، وقال: "أصبح الإنترنت مصدر لمعظم الناس، وهناك العديد من الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي بطرق غير إيجابية كما هو الحال بالنسبة لعدد من وسائل الإعلام التقليدي وبذلك فهناك تشابه بين الإعلاميين".
وشدد شهاب على أن الإعلام الاجتماعي أصبح يسرق الأضواء من الإعلام التقليدي، وعلى الأخير أن يبحث عن أساليب تمكنه من البقاء في الساحة خلال السنوات المقبلة ولاسيما مع التطورات التقنية الكبيرة والمتلاحقة التي يشهدها عالمنا اليوم.
يذكر أن فعاليات قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب تعد الحدث الأول والأكبر من نوعه في المنطقة، والتي تنظم فعالياتها بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة 17-18 مارس 2015.
وتتضمن القمة عدد من الجلسات التفاعلية التي يشارك فيها قائمة من كبار المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف بلدان الوطن العربي والعالم، حيث تتناول الجلسات عدد من الموضوعات التي تتركز حول الإیجابیة كأسلوب تواصل، وتأثیر منصات التواصل الاجتماعي على إنسانیتنا، والتواصل الاجتماعي للتغلب على التحدیات، بالإضافة إلى طرح موضوعات تطرح العلاقات بين الإعلام التقلیدي والإعلام الاجتماعي ودور كل منهما في صياغة المستقبل.