2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

فيروز لابطال الكرامة: صوتي لاجل الحق والجهاد

فيروز لابطال الكرامة: صوتي لاجل الحق والجهاد
جو 24 : "القصة الكبيرة" عنوان الاغنية التي صدحت بها فيروز في الذكرى الاولى لمعركة الكرامة عام 1969 تمجيدا لتلك المعركة الخالدة ولتوثيق اعظم انتصار حققه الابطال الاردنيون.

والاغنية جزء من أوبريت تم إنجازه بداية عام 1969 للإحتفال بالذكرى السنوية الأولى لمعركة الكرامة، وتعود كلمات الأوبريت الذي تبلغ مدته نحو 25 دقيقة للأخوين رحباني بالتعاون مع وزير الإعلام آنذاك صلاح ابو زيد، والألحان للأخوين رحباني".

وتركزت كلمات الأوبريت على إبراز قدرة المواطن الأردني سواء العامل أو الطفل أو المزارع أو العسكري على تحقيق النصر كلا في موقعه، وتقول فيها صوتي لأجل الحق والجهادِ، لقصةٍ من شرقنا جميلة ، للحب ، للعزة للبطولة، والقصة الأخيرة ، قصتنا الكبيرة نكتبها جميعاً بالأحرف الكبيرة .

معركة الكرامة بكل دلالاتها ورمزيتها هي ذروة من جمالية الفكرة وعمقها وقدسيتها حاكى الكاتب الأردني والعربي وحي المعركة من أجل انصاف ذلك الدم الشريف الذي يعول عليه في كتابة بلا حدود، وها هي معركة الكرامة تعود الان في حربنا ضد الارهاب والتطرف .

ووصفت الفنانة سلوى العاص اغنية (تخسى يا كوبان ما انت ولف لي) بأنها أجمل الاغاني الوطنية التي تغنت بالكرامة واهم الاغاني الوطنية منذ عام 1971 نظرا لقيمة كلماتها العالية وهي التي كتب كلماتها دولة الشهيد وصفي التل مع حابس باشا المجالي مع الشاعر حسني فريز.

واستعرضت الفنانة سلوى اهم الاغاني التي قدمتها عبر مسيرتها الفنية الجادة للكرامة قائلة ان من أجمل الاغاني التي قدمتها اغنية بريق الوطن رفرف فوق رؤوس النشامى ـ وحنا يوم الكرامة فوزنا ، وشدوا الركايب وافزعوا للغارة قوموا عليهم يا سباع بغارة .

ودعا الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري مدير مديرية الفنون في وزارة الثقافة سابقا رابطة الفنانين التشكليين الى عمل نشاط بصري مع مديرية التوجيه المعنوي حول هذه المعركة المجيدة ، مؤكدا اننا ما زلنا نعيش على حسها كصورة في ضمير الإنسان الأردني والعربي .

من جانبه تمنى رئيس رابطة الفنانين التشكليين غازي انعيم ان توضع المعركة التي جسدّت بطولات قواتنا المسلحة الباسلة في دائرة الذاكرة والضوء من خلال الفن التشكيلي ، مؤكدا الحاجة لتعاون بين الرابطة والتوجيه المعنوي في الجيش العربي لاقامة معرض تشكيلي سنوي لاحياء ذكرى هذه المعركة .

وقال انعيم نريد لهذا المعرض ان يكون تقليدا سنويا وان يزداد في كل عام القا وبهاء حاملا بين ثناياه ومنحوتاته نفحات عبقة تعود بنا إلى ذكرى الماضي التليد والامجاد العظيمة التي سطرها رجال قواتنا الباسلة في حرب الكرامة المجيدة .

واضاف ان معركة الكرامة لم تغب عن أذهاننا لحظة بل كانت حاضرة في وجداننا كدليل عمل وحافز إلى المزيد من البذل والعطاء ، وتمنى ان تعمم هذه الظاهرة على مستوى مدارس المملكة بان يكون هناك معرض سنوي يتناول فيه الطلاب معركة الكرامة بألوانهم لعبروا عن هذه المعركة المجيدة .

ويوضح المدير العام للمكتبة الوطنية محمد العبادي ان البطولة في التراث والثقافة العربية حاضرة بقوة سواء عبر الكتابات التاريخية او الأدبية او حتى الشعر كونه ديوان العرب ، لافتا الى ان معركة الكرامة في التاريخ الحديث هامة جدا كما انها شكلت نهوضا جديدا في الصراع العربي الاسرائيلي ومنعطفا تاريخيا بعد الانكسارات ليحيا الأمل ويستثير الكثير من الأدباء والشعراء.

وقال العبادي ان البطولات عبر التاريخ متواصلة وما يزال المثل البطولي حاضرا بقوة في الادب الاردني من وحي معركة الكرامة ، مؤكدا ان دور المبدع يتجلى من خلال استنهاض قيم البطولة وإعلاء قيم الحق العابر للاجيال وكل ذلك يتجسد في معركة الكرامة.

وقال رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين عليان العدوان ان معركة الكرامة هي رمز تاريخي ووطني لكل اردني وشريك في هذا البلد لانها كانت نقلة نوعية بالتاريخ العسكري والنضالي للأمة العربية كون الأمة العربية تعرضت لعدة نكبات وأتت الكرامة لتعيد الهيبة للأمة والاسلام وتحطم الاسطورة القائلة ان الجيش الاسرائيلي لا يهزم.

وتستذكر الدكتورة أماني غازي جرار مقولة خالدة للراحل المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه "لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم وبفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم وأجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم".

وتؤكد جرار ان معركة الكرامة هي معركة نصر وعز حقيقيين ، فقد احتسب في التأريخ يوم 21 آذار 1968 يوم فخر للاردنيين ، حيث تصدت قوات الجيش العربي الأردني لهجوم الاحتلال الاسرائيلي ، وانتهت المعركة لتعلن فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي من أهدافها العسكرية ، وأثبت العسكري الأردني قدرته على تجاوز الأزمات السياسية، وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر.

وتقول إذا كانت التربية الوطنية عبارة عن جملة الافعال والآثار التي يحدثها بإرادته قائد انسان في شعبه، فقد حققت ذلك جوهرا بمعنى الكلمة القيادة الهاشمية ، وقد ترجم ذلك فعلا الجيش العربي الباسل أصحاب العراقة والمجد وحماة الوطن.

ويقول القاص والاديب نايف النوايسة ان قيمة واهمية معركة الكرامة انها ردت الاعتبار للاردنيين وجيشهم العربي، كونها جاءت عقب هزيمة العرب في حرب حزيران العام 1967 التي كونت إحساسا لدى المواطن العربي بالخذلان وفقدان الثقة بمؤسساته .

ويضيف النوايسة هنا اصبح للكرامة معنى والثقة بالنفس لامة مجروحة وبينت للعالم ان امة العرب قادرة على صنع المعجزات اذا جمعت صفوفها وتجاوزت مشاكلها وحشدت لعدوها ما يكسر شوكته، إن هزيمة العدو الصهيوني في الكرامة هي إعادة الروح للأمة من المحيط الى الخليج واسترداد للثقة المفقودة بقدرة الجيوش العربية على المواجهة.. كما ان هذه المعركة عززت اللحمة بين الشعبين الاردني والفلسطيني.

ويقول لقد افزعت الكرامة العدو واخافته وراح يعيد حساباته السياسية واستراتيجياته العسكرية وهو الذي يظن نفسه الأقوى في المنطقة وادرك جيدا ان الجيش العربي الاردني يملك الشجاعة والثقة بالنفس وهو قادر على فعل الاعاجيب اذا توفرت له ترسانة اسلحة قادرة، مؤكدا ان معركة الكرمة اعادت الاعتبار للأمة التي حرجت ذليلة وجريحة في نكسة حزيران، حيث كان الرد الاردني قوياً وحاسما وتاريخيا..

ومن جانبه يقول الناقد محمد المشايخ عضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين: في الوقت الذي امتلأت فيه المكتبة العربية بكم هائل من النصوص الإبداعية التي تبكي ويلات هزيمة الخامس من حزيران1967، ولـّد الانتصار الذي حققته القيادة الهاشمية والجيش العربي المصطفوي في معركة الكرامة نصوصا تملأ الدنيا فرحا وزهوا، جمع بعضها الناقد قاسم محمد الدروع في كتابه(صدى معركة الكرامة في الشعر).

ويضيف المشايخ ولأن المنتصر يُستقبل بالورود عادة، فقد استقبل أدباء الأردن والعرب وهيئاتهم الثقافية هذا النصر وما زالوا يحتفلون في كل عام به، معبرين عن امتنانهم البالغ للقيادة التي كانت تقف خلفه ، وللشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إنجازه ، هذا نصر يبعث على الفخار والإعتزاز، ويؤكد البطولة والرجولة والتلاحم بين القيادة الهاشمية الفذة والشعب، ويرفع المعنويات لتحقيق المزيد من البطولات في حالات الحرب والسلم أيضا.

ومن وجهة نظر الكاتبة الجزائرية المقيمة في المملكة خيرة بلقصير فان معركة الكرامة هي تمخض حقيقي لما بعد الهزيمة 67 لبلوغ الانتصار كذلك الذي سجله التاريخ في اليرموك والقادسية وحطين ، وتقول ان تلك الدماء التي سالت هي أهم الوثائق الأدبية التي لا يمكن أن يبلغ أوجها قلم، وكما هي استثناء حربي عسكري ما بعد النكسة .

وتؤكد بلقصير ان معركة الكرامة هي أيضا استثناء أدبي فني ومخزون روحاني ولغوي إذ ترقى إلى مكانة عالية لتعكس الموروث الثقافي والإبداعي الذي استعان به الكتاب الأردنيون والعرب على حد سواء في القصيدة الموزونة والحرة والنثر وأيضا العمل الروائي لتشكل صرخة وجود وليس صرخة عاطفية فحسب .

واعتبر الشاعر مصطفى الخشمان معركة الكرامة أنها أثرت الأدب الاردني والأدب العربي من حيث الاغاني والموسيقى والرواية وكل ما له علاقة بالبطولة ، مؤكدا ان الأغاني ما تزال تتغنى وتمجد بطولات قواتنا الباسلة وتمجد قواتنا المسلحة، مبينا انه ومنذ معركة الكرامة ما يزال الادباء يتسابقون بتمجيد هذه المناسبة من خلال نظم الشعر والقصص البطولية ورسم اللوحات التشكيلية وسواها من الابداعات السمعية البصرية والترانيم الموسيقية التي تحتفي بنصر الكرامة وتضحيات الشهداء الابرار.


(بترا)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير