في يوم الكبار …ديربي إنجلترا يقف في وجه كلاسيكو اسبانيا
عداء تاريخي ولّد عداوة الملعب
عداء كل من برشلونة والريال وأيضاً ليفربول ومانشستر يونايتد له خلفية تاريخية ، واحدة سياسية والأخرى اقتصادية ، ففي اسبانيا يعود العداء إلى ثلاثينيات القرن الماضي حيث كان العداء مستحكماً بين مقاطعة كتالونيا وعاصمتها برشلونة رمز الهوية الكتالونية والعاصمة مدريد ذات الطبيعة الديمقراطية ، ومع قدوم فرانكو وانقلابه على الحكم الملكي لم يسمح بهوية أخرى غير الاسبانية فنشبت حرب أهلية بي فعانى النادي الأمرين من أنصار فرانكو لكنه بالمقابل كان يتلقى مساعدات من الحكومة المركزية بسبب علاقة الديكتاتور الاسباني الممتازة مع الإدارة .
على الجانب الانجليزي يعود العداء إلى القرن التاسع عشر حيث كانت ليفربول مزدهرة بسبب مينائها البحري الشهري في حين كانت مانشستر مدينة صناعية،. لكن شق مدينة مانشستر لقناة مائية عام ١٨٩٤ وافتتاح وبنائها لمينائها الخاص سبب خسائر فادحة لمدينة ليفربول وارتفع معدل البطالة والفقر مما أثار الحنق والكراهية من أهالي ليفربول على مدينة مانشستر .
العداء الرياضي
بدأ العداء الرياضي في اسبانيا عقب المباراة الشهيرة في نصف نهائي كأس اسبانيا وانتهت مباراة الذهاب على ملعب برشلونة بثلاثية نظيفة ، وفي الإياب عانى النادي الكتالوني من جملة مضايقات وأجبر تحت التهديد على الخسارة بنتيجة مذلة هي الـ ١١-١ الشهيرة .
السبب الثاني للعداوة بين ريال مدريد وبرشلونة كان اللاعب ألفريدو دي ستيفانو حيث وقّع أولاً من نادي برشلونة ثم وقع مع ريال مدريد عبر ناد وسيط فبات كلا الناديين يمتلكان حقوق اللاعب، وتم الاتفاق أن يلعب ثلاثة مواسم في ريال مدريد وثلاثاً أخرى في برشلونة ووافق الناديان على الأمر، لكن اللجنة المختصة في الاتحاد الاسباني رفضت وأصرت على دفع برشلونة لتعويضات للريال فكان أن تنازل الأخير عن دي ستيفانو .ومن هنا تأتي الاتهامات الدائمة للاتحاد الاسباني بمحاباة الريال على حساب برشلونة .
في انجلترا فإن عداوة الاقتصاد انتقلت إلى الملعب بعد عام واحد فقط أي في ١٢ تشرين الأول أوكتوبر عام ١٨٩٥ عد عام على افتتاح قناة مانشستر للشحن البحري في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1895، التقى ناديا ليفربول ونيوتون هيث (اللقب السابق لمانشستر يونايتد) للمرة الأولى على ملعب أنفيلدز وفاز ليفربول بنتيجة 1-7 وهو الأكبر على مدى السنوات الـ ١١٧ اللاحقة . ومع ازدياد الحضور الجماهيري للقاءات الفريقين الذي تمت تغذيته من الحقد المتبادل ازدادت حدة المشاحنات ليجبر الاتحاد الانجليزي الناديين على اللعب ظهراً حيث لا يكون استهلاك الكحول في قمته مما يخفف من حدة الصراعات.
صراع الزعامة
برشلونة وريال مدريد هما الأكثر حصداً للألقاب في اسبانيا والأمر نفسه ينطبق على ليفربول ومانشستر يونايتد، وكلاهما الأفضل على الصعيدين المحلي والأوروبي لذلك يكون الصراع بينهما لفك الارتباط وتكريس الزعامة المحلية والأوروبية.
الملفت أن ريال مدريد كان المتسيد السابق للدوري الاسباني وأوروبا إلى أن جاء كرويف وتحوّلت البوصلة وبدأ البرشا يكتسح الألقاب واحداً تلو الآخر ويقلص الفجوة معه سواء عبر فان خال وريكارد والأهم بيبي جوارديولا الذي جاء بالفريق الأسطوري الذي اكتسح العالم . وهذا الأمر ينطبق تماماً مانشستر يونايتد الذي عاش في ظل ليفربول الأسطوري لفترات طويلة قبل أن يأتي السير أليكس فيرجسون ويحوله إلى القوة الهائلة التي اكتسحت إنجلترا والعالم في سبع وعشرين عاماً درب فيها هذا الفريق خرّج العديد من اللاعبين العظام .
المباريات والمواجهات المباشرة بين الفريقين
تشابه رقمي على صعيد عدد المواجهات بين الفريقين في الدوري حيث بلغ 163 لقاءً فاز مانشستر يونايتد بـ 64 وليفربول بـ 55 وتعادلا بـ 44 .وفي اسبانيا تواجه الفريقان بمقدار 169 لقاءً فاز ريال مدريد بـ 71 وبرشلونة بـ 66 وتعادلا بـ 32 لقاءً وهو ما يظهر تقارباً إلى حد كبير ويظهر حدة التنافس بين الناديين ، وسنرى اليوم من سيفوز باللقاء 170 من الكلاسيكو والـ 164 من ديربي انجلترا.
الانتقالات
نتيجة العداء الشديد بين قطبي انجلترا لم ينتقل أي لاعب بشكل مباشر بين الناديين منذ العام ١٩٦٤ حيث كان فيل تشيرنول هو آخر انتقال أيام المدربين بازبي وشانكلي اللذان يتمتعان بعلاقة جيدة ، لكن كان هناك بعض الانتقالات الغير مباشرة كانتقال مايكل أوين إلى مانشستر بعد أن كان هداف ليفربول الأول ، لكنه حتى وصل إلى الأولد ترافورد مرّ بريال مدريد ونيوكاسل يونايتد ، وهو ما ينطبق على بول إينس الذي كان أحد نجوم المان يونايتد قبل أن ينتقل إلى الإنتر ويعود إلى ليفربول ويقدم أداءً ممتازاً .
لكن الوضع لم يكن هو نفسه بين الريال وبرشلونة، فرغم العداوة الهائلة كانت هناك انتقالات هزّت السوق والعلاقة بين الناديين وأبرزها بطبيعة الحال لويس فيجو الذي كان نجماً للبرشا لمدة خمس سنوات ثم تحول إلى ريال مدريد عام 2000 في ليلة وضحاها بعد أن دفع فلورنتينو بيريز قيمة كسر العقد ، ومن وقتها بدأت قيمة كسر العقد ترتفع في عقود الناديين تحسباً لأي عملية مماثلة.
أحد الانتقالات المباشرة الهامة كان للويس إنريكي الذي بدأ حياته في ريال مدريد حيث لعب له خمسة أعوام من 1991 حتى 1996 ثم انتقل إلى برشلونة وبات أحد أبنائه حيث اعتزل فيه عام 2004، وهو اليوم مدرب الفريق وقائد دفته وسيكون حاضراً في الكلاسيكو أيضاً.
هل هناك تشابه في الموسم الحالي مابين ديربي إنجلترا وكلاسيكو اسبانيا
بالنظر إلى وضعية كل من برشلونة وريال مدريد ووضعية ليفربول ومانشستر يونايتد قد لا نرى أي تشابه لكون عملاقي اسبانيا محتكرين بشكل شبه كلي للصدارة (دون أن ننسى أتلتيكو مدريد )،في حين يعاني كل من عملاقي إنجلترا لحجز مكان بين الكبار لكن فعلياً هناك تشابه طفيف بين حالتي ليفربول وبرشلونة حيث أن الفريقين كانا في حالة تجديد ، ليفربول لتعويض نجم الفريق الأول لويس سواريز الذي وللمفارقة ذهب إلى برشلونة مع العديد من اللاعبين الجدد أمثال راكيتيتش وماثيو فكان لزماً على المدرب إنريكي أيضاً القيام بالعديد من التجارب للتوصل إلى تشكيل مثالي.ورغم المرور في العديد من المطبات الكبرى إلا أن المدربين في النهاية وصلا لتشكيل مناسب وبدءآ حصد النتائج الكبيرة ويتوقع أن يسيرا بعيداً .
المحصلة
الكلاسيكو أهم ديربي إنجلترا في العالم العربي لاختلاف وضعية كرة القدم عن الماضي، فشعبية الريال وبرشلونة وميسي ورونالدو تطغى على أي فريق او نجم آخر. دون أن ننسى وأيضاً لتراجع الكرة الانجليزية على صعيد الاندية حالياً مقارنة بالتفوق الاسباني .لكن يبقى لديربي إنجلترا محبوه وعشاقه المتشبعين بعبق التاريخ الذين يسعون دوماً وعبر الحوار أو الدلائل لكسر شوكة الكلاسيكو والدوري الاسباني…لكننا جميعاً في النهاية رابحون بوجود كرة قدم قوية وجميلة في أكثر من مكان في العالم .سوبر
تابعو الأردن 24 على 
