جيــــران الـيــــوم.. هــل يقتسمون الفرح والحزن معا؟
جو 24 : الجار رفيق الأفراح والأحزان، حيث لا يستطيع الشخص العيش بمفرده وبمعزل عن باقي أفراد مجتمعه، ولكن يحتاج الأمر إلى التواصل والتعارف ليس فقط من
اجل تبادل المنافع وقضاء الاحتياجات ولكن أيضا من اجل الوصول إلى حالة من التوازن النفسي، فالعلاقات التي تربط الجيران مع غيرهم تجعل الشخص يشعر دائما بمؤازرة في السراء أو الضراء وهو ما يخفف كثيرا من أعباء الحياة وضغوطها السلبية على كاهل الاخرين.
تبين ميادة عيسى ان اكثر المحافظين على العلاقات بين الجيران هم كبار السن بالرغم من بعد المسافات فما زالوا يتذكرونهم قائلة:» أنني ارى جدتي احيانا تتذكرهم ولكن في بعض المرات عندما لا تجد من يقلها اليهم فلا تتردد في الاتصال بهم والاجمل انهم هم ايضا ياتون ويتعذرون وفي المناسبات يجتمعون.
مبينة انه وجد من الابناء في الحاضر وهم القله من يهتمون بالجار لربما لانه من عادات الوالدين وهذا ما حببهم اليهم او ماتعودوا ان يراه من قبل والديهم والوقت الحاضر والاشغال اخذت كعذر لعدم التواصل.
خوف من التطفل
فاطمة محمد تقول: «في الحقيقة لا أحد ينكر أهمية بقاء العلاقات الإنسانية مثل الجيرة في حالة جيدة ومستمرة، ولكن امورا كثيرة تحكمنا بعدم التواصل او معرفة الجيران مضيفة:» أنني بحكم موظفة وأم أيضا أكون مضطرة في أغلب الأحيان إلى الاكتفاء بالسؤال فقط عن جاراتي، وترك الزيارات للمناسبات العامة أو الأكثر خصوصية، فجدولي المنزلي مليئ بالأعمال المنزلية والوظيفية، بالاضافة إلى هذا ساعات المذاكرة للأولاد، ولذلك فلن يتبقى في يومي ولا حتى ساعة واحدة للزيارة، لهذا أنا أكتفي بطرق باب جاراتي والسؤال عن حالهن بعد عودتي من العمل مباشرة، حتى لا أترك لبعضهن ممن يفتقدن لذوقيات الزيارة فرصة لسرقة وقتي وتضييع ساعاته الثمينة في ما لا يفيد من الأقوال والأعمال، ولأنني بطبعي أخاف تطفل الجيران على حياتي وعملي، فقد جعلت لهن أوقاتا ومناسبات محددة للزيارة يعرفنها جيدا.
جيران زمان غير
تذكر غالية يحيى انها نشأت، وكبرت على زيارة الجيران، واليوم لدي أولاد وبنات في عمر الشباب، ولا زلت أتذكر كيف كانت الأبواب مفتوحة إلى المساء، وكيف كان الجيران يلتئمون في أوقات الحزن والفرح قائلة:» كان لدينا أوان خاصة للجيران، نستخدمها يوميا لإعطائهم جزءا من هذه الطبخة أو تلك، وهذا يعكس قوة
العلاقات في ذلك الوقت، بينما اليوم يخاف الجار من جاره، وينام بعض الجيران جياعا، في حين ينام الآخرون في قمة الشبع، ولا يعلمون عن أحوال جيرانهم شيئا، وربما مرض الجار مرض الموت، ولحق بالرفيق الأعلى، ولا يعلم جيرانه عنه شيئا جيران زمان يختلفون عن جيران هذه الأيام في كل شيء، لهذا نحن نعيش اليوم في مجتمع متفكك.
علاقة
أما رندا يوسف توضح ان العلاقة الوحيدة التي أقامتها مع جيرانها منذ خمسة أعوام فهي بسبب ابنتها الصغيرة التي كانت زميلة لطفلة من جيرانها وهذه العلاقة
لم تتعد حدود الزيارة الرسمية حيث ليست هناك أفكار وميول مشتركة بينهم ولا حتى أحاديث مشتركة. مضيفة ان هناك جارات لا تعرف اسمائهم وانما تعرفهم بالشكل فقط ومنهن من التقتهم مصادفة عند باب البناء وتكتفي بالتحية والسلام ولا تعرف ماذا حصل للناس حتى إن بعض الجيران يسكن بداره الجديدة سنوات وعندما يرحل لا يكون قد عرف اسم جاره.
مشاكل
مؤيد سليمان أكد أن علاقة الجيران هذه الأيام لا تأتي إلا بالمشاكل فقال: مشاكل الجيران لا تنتهي حيث أنني أقيم في بناء برجي منذ عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت والخلافات قائمة بين جميع سكان البناء وجميعها لأسباب مادية تتعلق بالإصلاحات التي يجب أن نجريها لكل شيء يتعطل في مرافق البناء الذي نقطنه كالمصعد والإنارة وتنظيف الدرج وغير ذلك. قائلا: كم أتمنى أن تعود أيام زمان التي كان الجيران فيها بمثابة الأهل ومعك بالسراء والضراء.
اما خليل باسل له رأي اخر مبينا انه ليست جميع العلاقات مع الجيران ضعيفة ومثيرة للمشاكل قائلا: على الرغم من ظروف الحياة المعيشية الصعبة التي أعيشها والمتمثلة في البحث عن الرزق يوميا إلا أن علاقتي بجيراني ممتازة جدا أزورهم ويزورونني في الأعياد والمناسبات وأعرف أخبارهم وأحرص على التواصل معهم كلما سنح لي الوقت.
درس في الجوار
يبين خالد جميل حيث كان مسافرا خارج البلاد للعمل انه ما زال هناك علاقات بين الجيران كالسابق وافضل موضحا انه خلال سفره تعرضت أسرته لحادث سير، ولم يشأ الأهل إزعاجه بالخبر، وقد قام الجيران بتقديم مايلزم من الرعاية والعناية بزوجته وطفلته، ولم أستطع أن أقدم ما يجب علي تقديمه من الشكر لهؤلاء الجيران الأوفياء لهذا أصبحت أرى أن الجار أقرب إلي من الأهل.
حسن الجوار أمان وسلم اجتماعي
يرى الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم الاجتماع في الجامعة الاردنية أن بقاء علاقات الجوار بحالة جيدة من شأنها أن ترفع المعنويات، وتعزز الشعور بالانتماء، وتحسن من أنماط السلوك المتبادل بين الجيران من جهة، وبين أفراد الأسرة ذاتها أيضا، إذ ينعكس الأمر على مسألة السلام الداخلي الذي يتمتع به الفرد، فحب الخير، وحسن الخلق، والتعاون في صناعة السلم الاجتماعي يجعل الفرد أكثر ثقة بنفسه وبمن حوله أيضا، ويمنحه دفعة قوية للتفاعل مع صعوبات الحياة بشكل أفضل.
كما يؤكد خمش ان العلاقات الإنسانية في حالات الطوارئ أن وجود علاقة جوار قوية تخفف كثيرا من مشاكل التمزق وانهيار المجتمعات في حال وقوع امر، مشير إلى أن وجود تماسك اجتماعي قد يجعل نسبة الضرر أخف، ويجعلهما أقدر على مواجهة المخاوف والتحديات.
اجل تبادل المنافع وقضاء الاحتياجات ولكن أيضا من اجل الوصول إلى حالة من التوازن النفسي، فالعلاقات التي تربط الجيران مع غيرهم تجعل الشخص يشعر دائما بمؤازرة في السراء أو الضراء وهو ما يخفف كثيرا من أعباء الحياة وضغوطها السلبية على كاهل الاخرين.
تبين ميادة عيسى ان اكثر المحافظين على العلاقات بين الجيران هم كبار السن بالرغم من بعد المسافات فما زالوا يتذكرونهم قائلة:» أنني ارى جدتي احيانا تتذكرهم ولكن في بعض المرات عندما لا تجد من يقلها اليهم فلا تتردد في الاتصال بهم والاجمل انهم هم ايضا ياتون ويتعذرون وفي المناسبات يجتمعون.
مبينة انه وجد من الابناء في الحاضر وهم القله من يهتمون بالجار لربما لانه من عادات الوالدين وهذا ما حببهم اليهم او ماتعودوا ان يراه من قبل والديهم والوقت الحاضر والاشغال اخذت كعذر لعدم التواصل.
خوف من التطفل
فاطمة محمد تقول: «في الحقيقة لا أحد ينكر أهمية بقاء العلاقات الإنسانية مثل الجيرة في حالة جيدة ومستمرة، ولكن امورا كثيرة تحكمنا بعدم التواصل او معرفة الجيران مضيفة:» أنني بحكم موظفة وأم أيضا أكون مضطرة في أغلب الأحيان إلى الاكتفاء بالسؤال فقط عن جاراتي، وترك الزيارات للمناسبات العامة أو الأكثر خصوصية، فجدولي المنزلي مليئ بالأعمال المنزلية والوظيفية، بالاضافة إلى هذا ساعات المذاكرة للأولاد، ولذلك فلن يتبقى في يومي ولا حتى ساعة واحدة للزيارة، لهذا أنا أكتفي بطرق باب جاراتي والسؤال عن حالهن بعد عودتي من العمل مباشرة، حتى لا أترك لبعضهن ممن يفتقدن لذوقيات الزيارة فرصة لسرقة وقتي وتضييع ساعاته الثمينة في ما لا يفيد من الأقوال والأعمال، ولأنني بطبعي أخاف تطفل الجيران على حياتي وعملي، فقد جعلت لهن أوقاتا ومناسبات محددة للزيارة يعرفنها جيدا.
جيران زمان غير
تذكر غالية يحيى انها نشأت، وكبرت على زيارة الجيران، واليوم لدي أولاد وبنات في عمر الشباب، ولا زلت أتذكر كيف كانت الأبواب مفتوحة إلى المساء، وكيف كان الجيران يلتئمون في أوقات الحزن والفرح قائلة:» كان لدينا أوان خاصة للجيران، نستخدمها يوميا لإعطائهم جزءا من هذه الطبخة أو تلك، وهذا يعكس قوة
العلاقات في ذلك الوقت، بينما اليوم يخاف الجار من جاره، وينام بعض الجيران جياعا، في حين ينام الآخرون في قمة الشبع، ولا يعلمون عن أحوال جيرانهم شيئا، وربما مرض الجار مرض الموت، ولحق بالرفيق الأعلى، ولا يعلم جيرانه عنه شيئا جيران زمان يختلفون عن جيران هذه الأيام في كل شيء، لهذا نحن نعيش اليوم في مجتمع متفكك.
علاقة
أما رندا يوسف توضح ان العلاقة الوحيدة التي أقامتها مع جيرانها منذ خمسة أعوام فهي بسبب ابنتها الصغيرة التي كانت زميلة لطفلة من جيرانها وهذه العلاقة
لم تتعد حدود الزيارة الرسمية حيث ليست هناك أفكار وميول مشتركة بينهم ولا حتى أحاديث مشتركة. مضيفة ان هناك جارات لا تعرف اسمائهم وانما تعرفهم بالشكل فقط ومنهن من التقتهم مصادفة عند باب البناء وتكتفي بالتحية والسلام ولا تعرف ماذا حصل للناس حتى إن بعض الجيران يسكن بداره الجديدة سنوات وعندما يرحل لا يكون قد عرف اسم جاره.
مشاكل
مؤيد سليمان أكد أن علاقة الجيران هذه الأيام لا تأتي إلا بالمشاكل فقال: مشاكل الجيران لا تنتهي حيث أنني أقيم في بناء برجي منذ عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت والخلافات قائمة بين جميع سكان البناء وجميعها لأسباب مادية تتعلق بالإصلاحات التي يجب أن نجريها لكل شيء يتعطل في مرافق البناء الذي نقطنه كالمصعد والإنارة وتنظيف الدرج وغير ذلك. قائلا: كم أتمنى أن تعود أيام زمان التي كان الجيران فيها بمثابة الأهل ومعك بالسراء والضراء.
اما خليل باسل له رأي اخر مبينا انه ليست جميع العلاقات مع الجيران ضعيفة ومثيرة للمشاكل قائلا: على الرغم من ظروف الحياة المعيشية الصعبة التي أعيشها والمتمثلة في البحث عن الرزق يوميا إلا أن علاقتي بجيراني ممتازة جدا أزورهم ويزورونني في الأعياد والمناسبات وأعرف أخبارهم وأحرص على التواصل معهم كلما سنح لي الوقت.
درس في الجوار
يبين خالد جميل حيث كان مسافرا خارج البلاد للعمل انه ما زال هناك علاقات بين الجيران كالسابق وافضل موضحا انه خلال سفره تعرضت أسرته لحادث سير، ولم يشأ الأهل إزعاجه بالخبر، وقد قام الجيران بتقديم مايلزم من الرعاية والعناية بزوجته وطفلته، ولم أستطع أن أقدم ما يجب علي تقديمه من الشكر لهؤلاء الجيران الأوفياء لهذا أصبحت أرى أن الجار أقرب إلي من الأهل.
حسن الجوار أمان وسلم اجتماعي
يرى الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم الاجتماع في الجامعة الاردنية أن بقاء علاقات الجوار بحالة جيدة من شأنها أن ترفع المعنويات، وتعزز الشعور بالانتماء، وتحسن من أنماط السلوك المتبادل بين الجيران من جهة، وبين أفراد الأسرة ذاتها أيضا، إذ ينعكس الأمر على مسألة السلام الداخلي الذي يتمتع به الفرد، فحب الخير، وحسن الخلق، والتعاون في صناعة السلم الاجتماعي يجعل الفرد أكثر ثقة بنفسه وبمن حوله أيضا، ويمنحه دفعة قوية للتفاعل مع صعوبات الحياة بشكل أفضل.
كما يؤكد خمش ان العلاقات الإنسانية في حالات الطوارئ أن وجود علاقة جوار قوية تخفف كثيرا من مشاكل التمزق وانهيار المجتمعات في حال وقوع امر، مشير إلى أن وجود تماسك اجتماعي قد يجعل نسبة الضرر أخف، ويجعلهما أقدر على مواجهة المخاوف والتحديات.