متحدثون لـJo24: الانتخابات كشفت جنوح الاسرائيليين نحو التطرف، ومواجهة منتظرة مع الاردن

ملاك العكور- تفرض نتائج الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة وفوز اليمين المتطرف تحديات كبيرة على عملية السلام، في ظل تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لحساب مكافحة الارهاب والملف النووي الايراني.

الشياب: حرب على تطرف دون اخر

وحول ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور حسني الشياب، أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة هي إعلان لوفاة مساعي السلام التي يلهث وراءها العرب منذ عدة عقود.

وأشار إلى أن نتنياهو في تصريحاته الأخيرة أكد على أن الدولة الفلسطينة انتهت ولم يعد لها وجود في أذهان الاسرائيليين.

وأضاف الشياب لـJO24، أن مشروع يهودية الدولة يكرس للعنصرية الاسرائيلية، ما يعني أن وجود فلسطينيين في الداخل الاسرائيلي يتناقض مع ذلك المسعى، متسائلاً عن مصيرهم في ظل الرفض الاسرائيلي الدائم والمعلن لقيام دولة ثنائية القومية.

وبين أن اسرائيل خلال الفترة الحالية تتجه لتصعيد العلاقة ليس فقط مع الفلسطينيين بل مع كافة الدول المجاورة، مشيراً إلى أن الارهاب الذي يمارسه الكيان الصيهوني يشابه ارهاب الحركات الاسلامية المتطرفة ولكن تحت شعار اليهودية.

وتابع، إن تلك الأحداث تضع علامة استفهام على الدول العربية التي تعتبر ارهاب التطرف الاسلامي أولوية يجب محاربته، إلا أنها في ذات الوقت لم تضع مواجهة الارهاب الاسرائيلي بنفس الدرجة من الأولوية، بل على العكس فإن عدداً منها تقيم علاقات سلام وتعاونات مع الكيان الصهيوني.

وتساءل الشياب إن كانت الدول العربية تتجه بعد نتائج الانتخابات الاسرائيلية للحرب على جبهتين، أولهما الحرب على التطرف الصهيوني والتطرف الإسلامي، وأن تعيد النظر بعلاقتها مع الكيان الصهيوني بما فيها اتفاقياتها السلام المبرمة وما نتج عنها من تعاون.

وأوضح الشياب أن المستجدات والعلاقات الاقليمية تخلو من الوجود العربي، في ظل عدم وجود نظام عربي قادر على رسم السياسات وتنفيذها مؤكداً أن الدول العربية أصبحت تابعاً للدول الواضعة للسياسات.

الرنتاوي: مواجهة اسرائيلية - أردنية مرتقبة

مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن انتخابات الكنيست الإسرائيلي العشرين لم تخرج عن السياق العام لتطور اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي خلال العقدين الفائتين، وانزياحه المتواصل نحو اليمين القومي والديني.

وأشار الرنتاوي إلى ضرورة أن يحضّر الذين راهنوا على تغيير في إسرائيل بنتيجة الانتخابات وأزمة العلاقات مع واشنطن أنفسهم لسنوات صعبة في مواجهة جبهة عاتية من الغلاة والمتطرفين.

وبيّن الرنتاوي أنه على الدولة الأردنية أن تتحضر لمرحلة صعبة في علاقاتها مع اسرائيل، والتحضر لما قد تواجه في القدس تحديداً، سيما مع حكومة يلعب فيها المستوطنون والمتدينون والقوميون المتطرفون، دوراً يتعدى "بيضة القبان".

وأضاف الرنتاوي لـJo24، إن سنوات أربع عجاف تنتظر الفلسطينيين والمنطقة برمتها، حيث لن يحدث اختراق على المسار التفاوضي، الأمر الذي سيرسم خط تماس ومواجهة بين الأردن وإسرائيل باعتبار أن للأردن مصالح حيوية في عملية السلام والحل النهائي للقضية الفلسطينية.

وأوضح أن اليمين المتطرف، لن يهدأ له بال حتى يستكمل مهمته في تهويد القدس وأسرلتها وهو ما يمس الرعاية الهاشمية للمقدسات، حيث سيكون خط التماس الثاني بين الأردن وإسرائيل "وهنا قد تبدأ المواجهة من نقطة متقدمة، من مرحلة ما بعد استدعاء السفير".

قمحاوي: لا أحد من الاسرائيليين سيقدم تنازلات

ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي، الدكتور لبيب قمحاوي، انتظار البعض أن تأتي الانتخابات الاسرائيلية بالخير على العرب "ضربا من العبث"، مشددا على ان "لا اليمين المتطرف ولا حتى حزب الوسط سيقدم للعرب تنازلات".

وأضاف قمحاوي إن النتائج يجب أن لا تشكل صدمة لأي أحد، مؤكدا على ان "فوز نتنياهو لا يشكل خطورة جديدة في ظل تسليم السلطة الفلسطينية، وسيطرة اسرائيل على مواردها المالية، وإقامة المستوطنات على قدم وساق، إضافة إلى استمرار التنسيق الأمني".

وأضاف قمحاوي لـJo24، ان نتياهو كان يعتقد أنه سيخسر الانتخابات، ليفصح في اخر اللحظات عن رفضه قيام دولة فلسطينية، لتنقلب التوقعات ويحقق الفوز في الانتخابات على هذا الأساس؛ ما يعني أن الدولة الاسرائلية برمتها ليست مع السلام.

وأكد قمحاوي، أنه يجب على العرب والفلسطنيين أن يسعوا نحو مزيد من الوعي والعمل الجدي باتجاه خلق وقائع جدية، على رأسها التخلص من السلطة الفلسطينة، معتبراً إياها أداة من أدوات الاحتلال.