متخصصون: النفاق ينتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي
جو 24 : انتقلت أساليب النفاق الاجتماعي من الغرف المغلقة إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت من أكثر الوسائل تفاعلا بين الناس ومشاركة حتى في تفاصيل حياتهم الشخصية.
ويؤكد مختصون أن ظاهرة النفاق الاجتماعي بدأت تتسع مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتتزايد في المجتمعات التي تسودها المحسوبية، لكنها تقل في الدول التي تحقق العدل والشفافية وتكافؤ الفرص الاجتماعي بين أفرادها.
وتعتبر مديرة مركز النوع الاجتماعي الدكتورة عصمت حوسو في دراسة أعدتها أن النفاق الاجتماعي يعني التلوّن، حيث يبدي الشخص رأيا خلافا لقناعاته، ويستخدم (القناع) المناسب حسب الموقف لتحقيق منفعة ذاتية قصيرة المدى على حساب القيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية، فهو يعكس بذلك مظهرا سلوكيا منحرفا عن شخصية الانسان العربي السوية، أي تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة.
وتؤكد أن الذكاء الاجتماعي المعاكس للنفاق يعني رفع مستوى (الحساسية الاجتماعية) قولا وفعلا، ويستند على جوهر القيم الإنسانية ومعايير القبول الاجتماعي، فيسهّل عملية التواصل مع الآخر ويخفّف حدة الاحتقان الاجتماعي على مستوى الفرد والجماعة على حد سواء، ويزيد من التماسك والتضامن الاجتماعي بين الأفراد، أي تغليب المصلحة العامة بعيدة المدى على المصلحة الذاتية الآنية.
وتشير الصحفية رشا اليعقوب إلى تنوع أساليب النفاق الاجتماعي وتوسعها خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن البعض أصبح يتخذ من النفاق اسلوبا لادارة شؤون حياته وإلى اعتباره ذكاء واسلوبا من أساليب تحقيق المصلحة والأهداف في الحياة، فهو لا يقتصر على الجانب السلبي بل يمتد بصورة ايجابية إن كان لاتمام مصلحة أو انجاز عمل أو لتطوير العلاقات الاجتماعية.
وتبين الحقوقية فرح " الطويل البطاينة "، اتساع ظاهرة النفاق لتشكل جزءا من الحياة إذ أصبح لا يمكن تجنب هذا الاسلوب، فهناك أمور تمثل ذلك من خلال المصلحة والمنافع والمكاسب الشخصية لمن يتخذون من النفاق طريقا لاشباع حاجاتهم وتعبئة رغباتهم، مشددة الى اعتبار النفاق بداية لانحدار القيم والاخلاق في المجتمع والى ضرورة مكافحتها بتطبيق مبدأ الدين المعاملة واتخاذ اسلوب قويم للتخلص من التملق والنفاق في المجتمع خاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل.
الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي خلدون العيسى يرى أن آلية التفاعل بين مستخدمي صفحات التواصل تتمحور حول مناسبة معينة وتزداد في ظروف اجتماعية بغية اعلام الأصدقاء بما يحدث، وفي بعض الأحيان يتم عمل صفحات أو مجموعات للتشارك والتفاعل حول المناسبات المتنوعة، مشيرا إلى وجود عبارات باتت تستخدم في كل وقت ولكل الأشخاص كنوع من المجاملة وهذا يسهم في جعل مواقف الاشخاص تبدو متلونة ولا تعبر بالضرورة عن شعورهم الحقيقي .
يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط العزام أن ظاهرة النفاق الاجتماعي تتشكل بفعل وجود طرفين في المجتمع؛ الأول يكون مصدر القوة ويمتلك النفوذ والهيبة والقدرة على بناء علاقات اجتماعية ولديه مكانة مميزة في المجتمع وهو الذي يسيطر غالبا على مصادر القوة والنفوذ ؛ أما الطرف الثاني من يسعى للحصول على حاجات أو رغبات من الطرف الاول بصورة تفاعلية .
ويزيد أن الطرف الثاني يكون ذا مواقف متلونة ومهزوزة وادوار اجتماعية خاملة يسعى الى النفاق لتلبية رغبات وحاجات بصورة ارضائية من الطرف القوي، تتشكل بصورة "الحيلة الدفاعية" وتكثر في المجتمعات والبيئات ذات التفاعل التدرجي بمعنى تشعر أنه لا بد من التقرب من الكوادر العليا أو أصحاب القوة والنفوذ لبلوغ حاجة معينة أو مطلب معين وغالبا ما تكثر لدى افراد الطبقة الوسطى.
ويشدد أن المجتمعات التي يسودها العدل والشفافية وتكافؤ الفرص يقل فيها النفاق الاجتماعي، وأن ما يسوده النرجسية والمحسوبية يكثر فيها هذا الاسلوب، مشيرا إلى اعتبار التظاهر بموقف والاحتفاء بمناسبات معينة على أعين الناس بهدف تشكيل صورة وهو في داخله كاذب مساهما في تعزيز صورة النفاق في المجتمع .
ويؤكد استاذ التربية الاسلامية عمر ملكاوي دور المدرسة في تشكيل شخصية الطالب، لكونها تعزز المعلومات والأفكار والمبادئ والاخلاق في كافة المجالات لاعتبارها البيئة الاجتماعية الاولى بعد بيئة الأسرة وهي المناخ الذي ينخرط فيه الطالب ويكتسب منه قواعد اساسية في التعامل في جميع مجالات حياته .
ويوضح أهمية دور المعلم لاعتباره قدوة للطالب ويعزز السلوك الصحيح لديه ويغرس القيم عندما تظهر في سلوكه أمام طلابه، مبينا أيضا دور المعلم في تعريف الطلبة بالظواهر السلبية التي تهدد كيان المجتمع.
ويؤكد المربي ابو علي أهمية دور الاسرة في تشكيل شخصية الطفل وتربيتها بصورة صحيحة على اعتناق المبادئ السليمة مما يزيد من سلامة سلوكه، وتعزيز الثقة في نفس الطفل ودور الأم في تكوين الطفل منذ نعومة أظفاره وغرس المفاهيم القويمة التي تجعله ثابتا في مواقفه مستقبلا من خلال اشباع حاجاته وتعويده على تجنب الانماط السلوكية التي لا يقبلها المجتمع .
والنفاق الاجتماعي ظاهرة تمتد الى الغيبة والنميمة وتجعل الافراد يميلون الى التلون في مواقفهم، ولعل من أبرز اسبابها قلة التدين وعدم التنشئة السلوكية الصحيحة للافراد في المجتمع، وفي مواقع التواصل الاجتماعي،حيث يشبهه البعض النفاق باسلوب دبلوماسي في العلاقات الاجتماعية خصوصا المناسبات المختلفة التي يتم تبادلها على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.
(بترا)
ويؤكد مختصون أن ظاهرة النفاق الاجتماعي بدأت تتسع مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتتزايد في المجتمعات التي تسودها المحسوبية، لكنها تقل في الدول التي تحقق العدل والشفافية وتكافؤ الفرص الاجتماعي بين أفرادها.
وتعتبر مديرة مركز النوع الاجتماعي الدكتورة عصمت حوسو في دراسة أعدتها أن النفاق الاجتماعي يعني التلوّن، حيث يبدي الشخص رأيا خلافا لقناعاته، ويستخدم (القناع) المناسب حسب الموقف لتحقيق منفعة ذاتية قصيرة المدى على حساب القيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية، فهو يعكس بذلك مظهرا سلوكيا منحرفا عن شخصية الانسان العربي السوية، أي تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة.
وتؤكد أن الذكاء الاجتماعي المعاكس للنفاق يعني رفع مستوى (الحساسية الاجتماعية) قولا وفعلا، ويستند على جوهر القيم الإنسانية ومعايير القبول الاجتماعي، فيسهّل عملية التواصل مع الآخر ويخفّف حدة الاحتقان الاجتماعي على مستوى الفرد والجماعة على حد سواء، ويزيد من التماسك والتضامن الاجتماعي بين الأفراد، أي تغليب المصلحة العامة بعيدة المدى على المصلحة الذاتية الآنية.
وتشير الصحفية رشا اليعقوب إلى تنوع أساليب النفاق الاجتماعي وتوسعها خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن البعض أصبح يتخذ من النفاق اسلوبا لادارة شؤون حياته وإلى اعتباره ذكاء واسلوبا من أساليب تحقيق المصلحة والأهداف في الحياة، فهو لا يقتصر على الجانب السلبي بل يمتد بصورة ايجابية إن كان لاتمام مصلحة أو انجاز عمل أو لتطوير العلاقات الاجتماعية.
وتبين الحقوقية فرح " الطويل البطاينة "، اتساع ظاهرة النفاق لتشكل جزءا من الحياة إذ أصبح لا يمكن تجنب هذا الاسلوب، فهناك أمور تمثل ذلك من خلال المصلحة والمنافع والمكاسب الشخصية لمن يتخذون من النفاق طريقا لاشباع حاجاتهم وتعبئة رغباتهم، مشددة الى اعتبار النفاق بداية لانحدار القيم والاخلاق في المجتمع والى ضرورة مكافحتها بتطبيق مبدأ الدين المعاملة واتخاذ اسلوب قويم للتخلص من التملق والنفاق في المجتمع خاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل.
الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي خلدون العيسى يرى أن آلية التفاعل بين مستخدمي صفحات التواصل تتمحور حول مناسبة معينة وتزداد في ظروف اجتماعية بغية اعلام الأصدقاء بما يحدث، وفي بعض الأحيان يتم عمل صفحات أو مجموعات للتشارك والتفاعل حول المناسبات المتنوعة، مشيرا إلى وجود عبارات باتت تستخدم في كل وقت ولكل الأشخاص كنوع من المجاملة وهذا يسهم في جعل مواقف الاشخاص تبدو متلونة ولا تعبر بالضرورة عن شعورهم الحقيقي .
يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط العزام أن ظاهرة النفاق الاجتماعي تتشكل بفعل وجود طرفين في المجتمع؛ الأول يكون مصدر القوة ويمتلك النفوذ والهيبة والقدرة على بناء علاقات اجتماعية ولديه مكانة مميزة في المجتمع وهو الذي يسيطر غالبا على مصادر القوة والنفوذ ؛ أما الطرف الثاني من يسعى للحصول على حاجات أو رغبات من الطرف الاول بصورة تفاعلية .
ويزيد أن الطرف الثاني يكون ذا مواقف متلونة ومهزوزة وادوار اجتماعية خاملة يسعى الى النفاق لتلبية رغبات وحاجات بصورة ارضائية من الطرف القوي، تتشكل بصورة "الحيلة الدفاعية" وتكثر في المجتمعات والبيئات ذات التفاعل التدرجي بمعنى تشعر أنه لا بد من التقرب من الكوادر العليا أو أصحاب القوة والنفوذ لبلوغ حاجة معينة أو مطلب معين وغالبا ما تكثر لدى افراد الطبقة الوسطى.
ويشدد أن المجتمعات التي يسودها العدل والشفافية وتكافؤ الفرص يقل فيها النفاق الاجتماعي، وأن ما يسوده النرجسية والمحسوبية يكثر فيها هذا الاسلوب، مشيرا إلى اعتبار التظاهر بموقف والاحتفاء بمناسبات معينة على أعين الناس بهدف تشكيل صورة وهو في داخله كاذب مساهما في تعزيز صورة النفاق في المجتمع .
ويؤكد استاذ التربية الاسلامية عمر ملكاوي دور المدرسة في تشكيل شخصية الطالب، لكونها تعزز المعلومات والأفكار والمبادئ والاخلاق في كافة المجالات لاعتبارها البيئة الاجتماعية الاولى بعد بيئة الأسرة وهي المناخ الذي ينخرط فيه الطالب ويكتسب منه قواعد اساسية في التعامل في جميع مجالات حياته .
ويوضح أهمية دور المعلم لاعتباره قدوة للطالب ويعزز السلوك الصحيح لديه ويغرس القيم عندما تظهر في سلوكه أمام طلابه، مبينا أيضا دور المعلم في تعريف الطلبة بالظواهر السلبية التي تهدد كيان المجتمع.
ويؤكد المربي ابو علي أهمية دور الاسرة في تشكيل شخصية الطفل وتربيتها بصورة صحيحة على اعتناق المبادئ السليمة مما يزيد من سلامة سلوكه، وتعزيز الثقة في نفس الطفل ودور الأم في تكوين الطفل منذ نعومة أظفاره وغرس المفاهيم القويمة التي تجعله ثابتا في مواقفه مستقبلا من خلال اشباع حاجاته وتعويده على تجنب الانماط السلوكية التي لا يقبلها المجتمع .
والنفاق الاجتماعي ظاهرة تمتد الى الغيبة والنميمة وتجعل الافراد يميلون الى التلون في مواقفهم، ولعل من أبرز اسبابها قلة التدين وعدم التنشئة السلوكية الصحيحة للافراد في المجتمع، وفي مواقع التواصل الاجتماعي،حيث يشبهه البعض النفاق باسلوب دبلوماسي في العلاقات الاجتماعية خصوصا المناسبات المختلفة التي يتم تبادلها على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.
(بترا)