jo24_banner
jo24_banner

أنجيلينا جولي تكتب: لهذا قررتُ استئصال المبيض

أنجيلينا جولي تكتب: لهذا قررتُ استئصال المبيض
جو 24 : قبل عامَين، كتبتُ عن خياري إجراء عملية استئصال وقائية للثديين. فقد كشف فحص دم بسيط أنني أحمل جينة BRCA1، ما جعلني عرضةً بنسبة تُقدَّر بـ87 في المئة للإصابة بسرطان الثدي، وبنسبة 50 في المئة للإصابة بسرطان المبيض. لقد فقدت والدتي وجدّتي وخالتي بسبب السرطان.

أردت أن تكون النساء الأخريات المعرّضات للخطر على اطلاع على الخيارات. ووعدت بأن أتابع المسألة عبر تقديم أية معلومات يمكن أن تكون مفيدة، بما في ذلك عن العملية الجراحية الوقائية الجديدة التي كنت قد قرّرت الخضوع لها لاستئصال المبيضَين وقناتَي فالوب.
أخطط لإجراء هذه الجراحة منذ بعض الوقت. إنها أقل تعقيداً من استئصال الثدي، لكن مضاعفاتها أكثر حدّة. فهي تؤدّي إلى انقطاع الدورة الشهرية. لذلك حضّرت نفسي جسدياً ونفسياً، وناقشت الخيارات مع الأطباء، واستقصيت حول الطب البديل، وتمت دراسة هرموناتي من أجل استبدال الإستروجين أو البروجسترون. لكنني كنت أشعر بأنه ما زال أمامي أشهر عدة لتحديد موعد لإجراء عملية الاستئصال.
المراحل الأولى
ثم قبل أسبوعين، تلقّيت اتصالاً من طبيبي الذي أعلمني بنتائج فحوص الدم: "نتيجة فحص مستضد السرطان أو أنتيجين السرطان CA-125 طبيعية". فتنفّست الصعداء. يقيس هذا الفحص كمية بروتين CA-125 في الدم، ويُستخدَم لرصد سرطان المبيض. أجريه سنوياً بسبب تاريخي العائلي.
لكن لم يكن هذا كل شيء. فقد تابع الطبيب: "بعض مؤشرات الالتهابات مرتفعة، وإذا نظرنا إليها معاً، فقد تكون مؤشراً عن المراحل الأولى للإصابة بالسرطان". التزمت الصمت. فأضاف: "ثمة احتمال بنسبة 50 إلى 75 في المئة ألا يكشف أنتيجين CA-125 عن الإصابة بسرطان المبيض إذا كان لا يزال في مراحله الأولى". وطلب مني رؤية الطبيب الجراح على الفور لفحص المبيضَين.
مررت بما شعرت به آلاف النساء على ما أعتقد. قلت في نفسي إنه علي أن أحافظ على هدوئي، وأن أكون قوية، وأنه ليس هناك من سبب يدفعني إلى التفكير في أنني لن أعيش لأرى أولادي يكبرون وأتعرّف إلى أحفادي.

ارتياح
اتصلت بزوجي في فرنسا، وقد استقل الطائرة في غضون ساعات قليلة وعاد إلى المنزل. الجميل في هذه اللحظات في حياة المرء هو أنها تتسم بوضوح شديد. في مثل هذه اللحظات تعرف ما هو الهدف من حياتك وما هي الأمور المهمة. إنها تحفّزك وتمنحك سلاماً داخلياً.
في اليوم نفسه، ذهبت لرؤية الطبيبة الجراحة التي عالجت والدتي من قبل. آخر مرة رأيتها فيها كانت يوم وفاة والدتي، وقد اغرورقت عيناها بالدموع عندما رأتني وبادرتني بالقول: "تشبهينها كثيراً". انهرت. لكننا تبادلنا الابتسام واتفقنا على أننا مستعدتان لمعالجة أية مشكلة، "فلنباشر في ذلك على الفور".
لم يكن هناك ما يدعو للقلق في نتائج الفحص الذي أجرته لي أو الصورة بالموجات ما فوق الصوتية. شعرت بالارتياح لأنه في حال كنت مصابة بالسرطان، فهذا يعني أنه لا يزال في مراحله الأولى. وإذا كان هناك شيء آخر في جسمي، فسوف أعرف ما هو في غضون خمسة أيام. أمضيت الأيام الخمسة في حالة من التشوّش، وقد حضرت مباراة كرة القدم التي شارك فيها أولادي، وسعيت جاهدة للحفاظ على هدوئي وتركيزي.
ثم حان موعد معرفة نتائج الفحوص. جاءت نتيجة التصوير المقطعي PET/CT scan جيدة، كما أن اختبار الورم كان سلبياً. غمرتني سعادة عارمة، مع أنني لم أستطع معانقة أولادي بسبب خضوعي للكاشف الإشعاعي. كان لا يزال هناك احتمال بأن أكون مصابة بالسرطان في مرحلة مبكرة، لكنه ورم محدود جداً بالمقارنة مع الورم المتقدّم والمتفشّي. وقد شعرت بالارتياح لأن الخيار كان لا يزال متاحاً أمامي لاستئصال المبيضَين وقناتَي فالوب، وقد اخترت القيام بذلك.

الأدوية البديلة
لم أفعل ذلك فقط لأنني أحمل الجينة BRCA1، وأريد أن تصل هذه الرسالة جيداً إلى النساء. في حال تبيّن في الفحوصات أنهن حاملات للجينة BRCA، فهذا لا يعني أن عليهن اللجوء مباشرة إلى العملية الجراحية. لقد تكلمت مع عدد كبير من الأطباء والجرّاحين واختصاصيي الطب الطبيعي البديل. ثمة خيارات أخرى. بعض النساء يتناولن حبوب منع الحمل أو يعتمدن على الأدوية البديلة إلى جانب الفحوصات المنتظمة. هناك أكثر من طريقة واحدة لمعالجة أي مسألة صحية. الأهم هو الاطلاع على الخيارات واختيار الأنسب لك شخصياً.
في حالتي، اتفق الأطباء الشرقيون والغربيون الذين التقيتهم على أن الجراحة لاستئصال المبيضَين وقناتَي فالوب هي الخيار الأفضل، لأنه فضلاً عن كوني حاملة لجينة BRCA، توفّيت ثلاث نساء في عائلتي بسبب السرطان. وقد أشار الأطباء المتابعون لحالتي أنه يجب أن أجري جراحة وقائية قبل عشر سنوات تقريباً من السن الأصغر التي ظهر فيها السرطان لدى أفراد أسرتي. جرى تشخيص إصابة والدتي بسرطان المبيض عندما كانت بسنّ الـ49. اليوم عمري 39 عاماً.
وقد خضعت الأسبوع الماضي لعملية استئصال المبيضَين وقناتَي فالوب بواسطة المنظار. كان هناك ورم صغير حميد في مبيض واحد، إنما لا آثار للسرطان في أي من الأنسجة.
وقد وضعوا لي لصوقاً يحتوي على إستروجين متطابق حيوياً. وأُدخِل لولب مزوَّد بهرمون البروجسترون في رحمي. سوف يساعدني ذلك في الحفاظ على التوازن الهرموني، لكن الأهم هو أنه يساهم في منع الإصابة بسرطان الرحم. اخترت الاحتفاظ بالرحم، لأنه لم تُسجَّل إصابات بسرطان الرحم في أسرتي.
لا يمكن القضاء على كل المخاطر، والحقيقة هي أنني ما زلت عرضةً للإصابة بالسرطان. سأبحث عن طرق طبيعية لتعزيز جهاز مناعتي. أشعر بأنني أتمتع بالأنوثة، وأنا مقتنعة تماماً بالخيارات التي أقوم بها من أجلي ومن أجل عائلتي. أعرف أنه لن يُضطر أولادي إلى أن يقولوا ذات يوم: "توفّيت والدتنا بسبب سرطان المبيض".

مرحلة انقطاع الدورة الشهرية
بغض النظر عن البدائل الهرمونية التي أتناولها، أنا الآن في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. لن أتمكّن من إنجاب مزيد من الأولاد، وأتوقّع بعض التغييرات الجسدية. لكنني أشعر بالارتياح إزاء كل ما قد يحدث، ليس لأنني قوية بل لأن هذا جزءٌ من الحياة. وليس هناك ما يدعو للخوف.
أتعاطف كثيراً مع النساء اللواتي يُضطررن إلى إجراء مثل هذه الجراحة في مرحلة مبكرة جداً من حياتهن، قبل إنجاب الأولاد. وضعهن أصعب بكثير من وضعي. لقد تقصّيت ووجدت أنه بإمكان المرأة استئصال قناتَي فالوب إنما الاحتفاظ بالمبيضَين، وبالتالي الاحتفاظ بالقدرة على الإنجاب وعدم دخول مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. آمل أن تكون النساء على دراية بذلك.
ليس سهلاً اتخاذ مثل هذه القرارات. لكن بإمكان المرء أن يسيطر على زمام الأمور، ويعالج أية مشكلة صحية بطريقة مباشرة. يمكنك أن تطلب النصيحة، وتطّلع على الخيارات، وتتخذ القرارات الأنسب لك. المعرفة قوة.

المصدر: "نيويورك تايمس" .النهار ، ترجمة نسرين ناضر

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير