المجالي يتحدث عن تحصين الجبهة الداخلية في جامعة جرش
نظمت كلية الآداب في جامعة جرش ندوة ثقافية بعنوان " تحصين الجبهة الداخلية " تحدث فيها أعضاء جمعية الشؤون الدولية دولة الأستاذ الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأسبق ومعالي الدكتور عزت جرادات وزير التربية والتعليم الأسبق وعطوفة فاضل علي السرحان مدير الأمن العام الأسبق ، وقدم الدكتور المجالي في بداية الحوار الذي أدارته الدكتور جودي البطاينة من قسم اللغة العربية في كلية الآداب شرحاً مفصلاً عن نشأة الجمعية وتطورها وأهدافها والمرتكزات الأساسية التي تعمل لأجلها وأشار إلى أن الجمعية هي مؤسسة أهلية تأسست قبل نحو ثلاثون عاماً تضم نخبة من رؤساء الحكومات السابقة ووزراء سابقين وعدد من المفكرين والسياسيين ورجال الدولة وأساتذة الجامعات وتتناول الشؤون المحلية حديث الساعة وغيرها من المواضيع الهامة التي تمس امن البلد وما يدور على الساحة الأردنية حيث يتم مناقشتها للخروج بتوصيات يتم نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لتوعية أبناء المجتمع الأردني بضرورة تكاتف كافة الجهود في سبيل الدفاع عن أمننا ووطننا والوقوف جنباً إلى جنب مع أجهزتنا الأمنية وجيشنا الباسل، وقال : إن الأمور الهامة فيما يخص الأردن نقوم بصياغة التوصيات ونرفعها إلى جلالة الملكة والحكومة للاطلاع عليها واتخاذ ما يرونه مناسباً بشأنها، مؤكداً في هذا السياق على الدور الجوهري الذي يلعبه طلبة الجامعات والأساتذة ورجال الدين ورجال الإعلام وغيرهم من فئات المجتمع في دعم قواتنا المسلحة والأمن العام والذي يعد أمراً أساسياً في تحصين جبهتنا الداخلية.
وتلى الدكتور جرادات بيان الجمعية حول تحصين الجبهة الداخلية وقال تمر المنطقة بفترة غير مسبوقة من عدم الاستقرار أثرت على دولها تأثيراً سلبياً وبدرجات متفاوته وصلت حد انهيار بعضها وتكاثرت الحركات ذات الفكر المتطرف والتكفيري التي أخذت تمارس الإرهاب بأبشع صوره تحت غطاء الدين وتعاظمت الانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية والقومية التي غذتها جهات أجنبية مشبوهة ولفت البيان إلى المشاكل الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة واتساع مساحات الفقر التي يعاني منها الأردن على الرغم من ذلك تحرك الأردن نحو الإصلاح بشكل ملحوظ ومبكر وان هناك توافقاً وطنياً على الثوابت الأردنية المتمثلة بالنظام الملكي الهاشمي والدولة الدستورية ووحدة المجتمع الأردني، إن مجريات الأحداث في المنطقة تبين إن فترة عدم الاستقرار والصراعات المذهبية والسياسية والتدخلات الأجنبية قد تستمر لعدة سنوات، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والإجراءات التعسفية التي تمارسها السلطات الإسرائيلية وخاصة في الأماكن المقدسة والاستمرار في قضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء المستوطنات عليها ، وأضاف البيان: كل هذا يعتبر تهديداً لأمن الأردن وسبباً جوهرياً ليس في عدم الاستقرار فحسب بل وانتشار الإرهاب بكافة أشكاله. وعليه فإن الأردن لا يستطيع الاطمئنان إلى أن النار ستبقى خارج حدوده إلا بتعزيز صموده الجبهة الداخلية وجاهزيتها لتتمكن من دعم القوات المسلحة وأجهزة الأمن والوقوف معها صفاً واحداً للمحافظة على أمن واستقرار الأردن .وأكد البيان على أن عدم استقرار المنطقة والصراعات الدائرة جاءت نتيجة حتمية للإخفاقات العربية المستمرة سواء أكان ذلك في وضع إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة المشروع الصهيوني التوسعي أو بما يتعلق بتطوير أنظمة الحكم في كل دولة، مما أدى إلى شعور الناس باليأس والإحباط وظهور التطرف والإرهاب وتدخل أطراف متسترة الغايات والأهداف غير محددة الهوية عملت على تغذية عناصر التطرف والإرهاب من أجل خدمة مصالحها، الأمر الذي مكن هذه العناصر للانتشار بسرعة هائلة واختراق الحدود ونشر الفوضى والقتل والدمار وتشريد السكان وتهجيرهم والوصول إلى فئة الشباب وخاصة طلبة المدارس والجامعات والعمل على غسل عقولهم بإغراءات المال والسلطة وبإسم الدين أو المذهب أو التخلص من الدولة الفاسدة، وأكد البيان على الدور الذي تلعبه المؤسسات التربوية والدينية والثقافية والاجتماعية ومسؤوليتها الكبيرة من حيث تنوير وتوعية كافة أفراد المجتمع إلى خطورة حركات التطرف والتكفير والإرهاب عليهم وعلى الوطن تحت أي غطاء ديني أو مذهبي أو طائفي، وقال البيان أيضاً: أن المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة والأردن جزء منها، تتطلب من كافة المواطنين مهما كانت مواقفهم واتجاهاتهم ومطالبهم أن يتنبهوا لخطورتها ، وان يحشدوا كل طاقاتهم وجهودهم نحو الأولوية التي تعلو على الأولويات وهي درء الخطر عن الأردن والحفاظ على أمنه واستقراره واعتبار أنفسهم شركاء للدولة ورديف للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وبهذا نكون قد بعثنا برسالة إلى القوات المسلحة وأجهزة الأمن بأن أهلكم وذويكم بخير يقفون معكم ويشدون على أيديكم القابضة على زناد السلاح الموجه إلى أعداء الوطن ويقولون لكم سلمتم وسلمت أياديكم وسلم الوطن الذي احتضنكم أطفالاً فأصبحتم رجالاً تعرفون كيف تحافظون عليه وتدفعون بالغالي والنفيس الأذى عنه. وتطرق السرحان في حديثة إلى نظرة شمولية للبيان وأكد أن الأولوية الأولى في هذه المرحلة هي التصدي للأفكار المتطرفة والتكفيرية ودحض المخطط الصهيوني في إقامة دولة يهودية هدفها تفكيك المجتمع الإسلامي والنيل منه بإثارة الفتن والنعرات العنصرية والطائفية وأضاف واجبنا كأردنيين وعرب ومسلمين التصدي لهذه المخططات بالفكر والعقل وتحصين الجبهة الداخلية، ودعا الجميع إلى حضور الاجتماعات الدورية التي تقيمها الجمعية والمشاركة الفاعلة وطرح الأفكار والآراء للخروج بتوصيات جميعها تصب في مصلحة الوطن . بعد ذلك جرى حوار تفاعلي بين المحاضرين والحضور والتي لقيت صداً ايجابياً لدى المحاضرين من بعض المقترحات التي تناولها تناولها.
وحضر الندوة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بني هاني وعميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور محمد ربيع ورئيس هيئة المديرين محمد الحوامدة وأعضاء الهيئة ومحافظ جرش ومدير المخابرات وكبار المسؤولين في محافظة جرش وأسرة الجامعة وقدم عميد كلية الآداب في نهاية الندوة درع الكلية للمجالي.