"الدستور".. أربعة شهور عجاف تلقي بظلالها على اسر الصحفيين والعاملين
أمل غباين - "السيارة للبيع لأن جريدة الدستور لا تدفع رواتب" اعلان لبيع سيارة احد عمال الصيانة في صحيفة الدستور. وهبة جودة.. عامل يلخص مأساة زملاءه والزملاء الصحفيين في "الدستور" والذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ اربعة أشهر..
تركت قضية عدم دفع الرواتب في الصحيفة اثارا عميقة في حياة معظم العاملين في صحيفة الدستور ربما لن تمحوها سنوات نعيم طويلة بعد كل هذه الشهور العجاف التي ذاقوا خلالها المرار.
عدم تقاضي موظف لراتبه اربعة أشهر متتالية في بلدنا كفيل بأن يدمر أسرة بأكملها، خاصة ان الغالبية العظمى من الموظفين لا يتبقى في جيوبهم فلس واحد بعد انقضاء الايام العشرة الاولى من الشهر فكيف بمن غاب راتبه لشهور.
زملاء لنا في الدستور، رفضوا ذكر اسمائهم، بثوا همومهم التي تزايدت جراء عدم تسلمهم مستحقاتهم المالية والحسرة تملأ قلوبهم، فمنهم من وضع زوجته وأطفاله عند اهلها نظرا لعدم تمكنه من الايفاء بأدنى متطلبات أسرته، ومنهم من اوقفته دوريات النجدة ليتضح انه مطلوب للتنفيذ القضائي بسبب مطالبات مالية ومنهم من يهم ببيع بعض اثاث منزله ليدفع اجرة السكن.
احد الزملاء بين انه وبسبب الغاء التأمين الصحي نظرا لعدم سداد الدستور للمستحقات المالية لشركة التأمين اضطر ان يسدد نفقات ولادة زوجته على نفقته الخاصة، بعد قيامه باقتراض الملبغ، فيما بين زميل آخر أن البنك يطارده لعدم سداده لقرض مالي.
أما "وهبة جودة" والذي عرض سيارته للبيع قال: "انا مطلوب للتنفيذ القضائي بسبب عدم سدادي لأجرة المنزل والذي احتصل صاحبه على أمر اخلاء وعليه قررت بيع السيارة حافظا على كرامتي وكرامة عائلتي التي تعوّل عليّ لتأمين متطلبات الحياة".
احد عمال المطبعة في الدستور كشف هو الاخر عن معاناته بقوله: "والله لم يمر علي طوال حياتي معاناة كما امر بها الان.. ادخل لبيتي بعد ان اتأكد من زوجتي ان اطفالي نيام واخرج قبل استيقاظهم لأني لا اقوى على النظر بأعينهم وانا مقصر بحقهم ماديا.. لا اجرؤ على ان اضع عيني بعين ابني الذي لا اقوى اليوم على اعطائه مصروفه اليومي".
مشكلة الدستور بدأت تستفحل أكثر، ولا حلّ يلوح في الأفق.. وبالتأكيد الأمر لا يتعلق بالزملاء الصحفيين وحسب، فالعاملون في الصحيفة يعانون المرار ذاته.
