ديوان الخدمة: تعيين 23 خريج سياحة من أصل 4036 متقدما للتوظيف
جو 24 : هنا الخطيب- يعاني الطلبة ممن يحملون شهادات جامعية ودبلوما في التخصصات السياحية من معاناة كبيرة، فرغم ان تخصصاتهم تعتبر واجهة الاردن السياحية والثقافية، الا ان واقع الحال يحكي أن ذوي الخبرات افضل شأنا منهم في التوظيف جعلهم يعودون الى مضاجعهم منكسرين من اقفال الابواب لخريجي هذه التخصصات.
للمقبلين على العمل في القطاع السياحي قصص كثيرة، عنوانها المأساة والألم، فلا يؤمن لهم ديوان الخدمة وظائف تليق بهم، ولا القطاع الخاص على استعداد لتعيين طلاب دون خبرة، وان اغلب الموظفين في هذا القطاع ممن يحملون شهادات الثانوية العامة وما دون، وذلك بسبب حداثة التعليم السياحي.
القطاع السياحي بشكله الجديد يشهد فقرا في التوظيف وتحاول بعض المؤسسات جهدها في توفير ما يلزم من وظائف، الا ان هذه الفرص تكاد تكون شبه معدومة، ما يضطر الباحثين عن عمل للتراجع عن الفكرة بأكملها والعمل في قطاعات لا تمت بتخصصاتهم بصلة.
انتركونتيننتال : 62% من الموظفين يحملون شهادة الثانوية العامة فما دون.
وكشف البيان السنوي لشركة الفنادق والسياحة في الاردن المالكة لفندق "إنتركونتيننتال" ان الشركة والفندق تضم 532 موظفا منهم 62% "توجيهي وما دون"، و19% يحملون الشهادة الجامعية، و19% ممن يحملون شهادة الدبلوم.
ومع ان نسبة تشغيل الغرف في الفندق اقل من نسبة التشغيل في فندق "فورسيزنز" فان ما حققه من الايرادات لعام 2014 بلغ 25 مليون و515 الف دينار، مقارنة مع ما حققه "فورسيزنز" والذي بلغ 19 مليونا و419 الف دينار، حيث ان نسبة تشغيل الغرف في فندق الاردن بلغ 70%، فيما بلغ في الفورسيزنز حوالي 77%.
وبالرغم من ان فندق الاردن استفاد من الاعفاءات المنصوص عليها في قانون تشجيع الاستثمار النافذ وعملا بأحكام هذا القانون، حيث له حق الاستفادة من إعفاءات إضافية من الرسوم والضرائب على مشترياته من الاثاث والمفروشات واللوازم لغايات التحديث والتجديد مرة كل سبع سنوات على الاقل، وتم منح هذا الامتياز للشركة من مؤسسة تشجيع الاستثمار لغاية عام 2016.
الا ان ادارة الفندق عملت على رفع الكلف التشغيلية بسبب زيادة اسعار الكهرباء والغاز والبترول، وبذلك زادت كلف الطعام واسعار الغرف وغيرها من الخدمات.
خريجون: الفنادق لا تعتمد التأهيل العلمي بل تملأ شواغرها فقط.
هذا الامر دعا للتنويه بأن طلاب كليات السياحة في الجامعات الاردنية يعانون بعد تخرجهم من البحث عن وظيفة ضمن تخصصاتهم، وذلك بسبب اصطدامهم بواقع ان اغلب الموظفين في فنادق المملكة بلا درجات علمية مطلقا.
وقال خريج احدى كليات السياحة في الجامعات الاردنية فضل عدم ذكر اسمه انه عندما توجه لاحد الفنادق من أجل التدريب العملي، لم تعر ادارة الفندق أي أهمية لمؤهله العلمي، حيث تم توزيع الطلبة بناء على أشكالهم، واضاف "تخصصي كان "front desk" اي على الاستقبال، الا انهم وضعوني ضمن قائمة الحفلات".
وبخصوص وظيفة الاستقبال، بين الطالب أن ادارة الفندق فضلت تسليم هذه المهمة لطلبة متدربين قادمين من لبنان، وخاصة الفتيات.
ويقول انور محمد "اسم مستعار" انه حين بدأ مشوار العمل في احد الفنادق – بعد الانتهاء من تعليمه تخصص فندقة وسياحة – تم وضعة " waiter" ضمن قائمة العمل وبدرجة التدريب، واستمر حين انتهى من الفترة وكان مستعدا للتعيين، الا ان ادارة الفندق لم تعينه وقررت ان تعامله معاملة "المياومة".
فيما أشار خريج اخر في احدى كليات السياحة انه وصل في مرحلة من عمله في احد الفنادق لدرجة تؤهله ليصبح مديرا على قسم معين، حيث انه انهى جميع الدرجات ليصل الى ذلك بعد تعب ومشقة، وخلال وقت قصير تم تعيين شخص اخر غير متدرب او موظف في الفندق بدلا منه، وقد علم بعدها ان لهذا الشخص "واسطة" واستطاع الحصول على المنصب.
وقال "لم احتمل ذلك، فاستقلت وتركت قطاع السياحة بأكمله"، منوها الى انه لا فرص عادلة في هذا القطاع، وان تعب ومعاناة الموظفين تستغل من قبل الادارة وبالتالي يعين شخص غير مؤهل لشغل أي منصب.
مقابلة: تركز الفعاليات السياحية في مناطق معينة إحدى معيقات العمل في المجال.
وقال عميد كلية السياحة في جامعة اليرموك الدكتور خالد مقابلة لـ"الانباط" ان التعليم السياحي ما زال جديدا، وأول جامعة بدأت بمشروع التعليم السياحي كانت جامعة العلوم التطبيقية في عام 1997، وأول دفعة تم تخريجها سنة 2000، مشيرا الى أن عدد الجامعات التي تعمل على تخريج طلاب في تخصصات السياحة والفنادق محدود.
واضاف أن عدد خريجي الجامعات الاردنية 600 طالب وطالبة سنويا، وذلك في افضل الحالات، وبالتالي فإن هؤلاء الطلبة مقارنة مع 50 الف موظف في قطاع السياحة لا تعتبر نسبة كبيرة.
وبين أن المشكلة التي يواجهها القطاع السياحي في الأردن تتمثل في أن نخبة الطلبة المتخرجين يتسربون لدول الخليج العربي، وذلك بسبب الرواتب المغرية والمميزات المقدمة، ويعزى السبب لتسرب الخبرات الاردنية لاهتمام دول الخليج بالسياحة وخاصة السعودية.
وفيما يتعلق بتوظيف الطلاب ضمن القطاع السياحي الاردني فان اول دفعة من الادارة الفندقية في جامعة اليرموك تم تخرجها العام الماضي وكان عددهم 4 طلاب، والدفعة الفعلية للكلية سيتم تخرج طلابها العام الحالي.
ويؤكد مقابلة ان التوظيف بالنسبة لطلاب جامعة اليرموك لا يعتبر مشكلة بسبب العلاقات القوية التي بنتها ادارة الكلية مع اكثر من مكان سياحي في الاردن، ومن خلال اتفاقيات لتدريب وتشغيل الطلاب، وان المطلوب من هذه الجهات تقديم خبرات للطلبة مع مصروف جيب وشهادة خبرة.
ويوضح أن نظرة المجتمع للتعليم السياحي والتوظيف في القطاع اقل من المأمول، حيث يضطر طلاب كليات السياحة للعمل خارج مجالهم، مؤكدا أن للخبرة في قطاع السياحة دورا كبيرا جدا وأساسيا، اي ان الموظف الذي يحمل شهادة ثانوية عامة بخبرة كافية يخدم المؤسسة بشكل جيد جدا بعكس الموظف الذي يحمل شهادة جامعية دون خبرة.
واضاف ان القضية تكاملية، اي ان بيئة العمل في السياحة والفنادق ليست جاذبة، والسبب ان الرواتب في البدايات قليلة جدا وغير مشجعة وساعات العمل طويلة، وان المشاريع السياحية في الاردن تتركز في العاصمة والبتراء والعقبة والبحر الميت، اضافة الى مشقة التنقل من التجمعات السكانية الى بيئة العمل.
وأشار المقابلة الى قوانين العمل التي قد تكون مجحفة احيانا بالموظف، فالكثير من المؤسسات لا تلتزم بالقوانين من تأمين الموظفين صحيا او بتسجيلهم ضمن مؤسسة الضمان الاجتماعي، وعدم التزام بعضها بالحد الادنى للاجور، اما بخصوص العمالة الوافدة في القطاع فقد تجاوز عددهم 8 آلاف موظف، اي 17%.
واعتبر أن هذه النسبة تؤثر على القطاع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرا الى ضرورة ايجاد خطة او استراتيجية من خلال وزارة السياحة والعمل لاستبدالهم باردنيين خلال 5 سنوات، ما يوفر فرص عمل اضافية، حيث أن الاردني اقدر واعلم من الاجنبي في التعبير عن بلده وثقافته.
وقال ان لهذا الشأن تعزيز للاقتصاد الوطني، وتركيز البعد الثقافي والاجتماعي للثقافة الاردنية، كما ان الاردني يغار على مصلحة الوطن، وهو احق بتمثيله، مؤكدا أن العمالة الوافدة في القطاع السياحي مكلفة جدا، بسبب تأمين مساكن لهؤلاء الموظفين، اضافة الى تصريح عمل وتذاكر طيران.
واوضح ان التوظيف بهذا المجال اكاديمي فقط، مشيرا الى ان فرص التوظيف من خلال ديوان الخدمة المدنية محدودة جدا لان الفنادق قطاع خاص.
وبين ان كليات السياحة في الجامعات الاردنية تقوم على تشجيع طلابها للعمل في القطاعات الخاصة، منوها الى ان جامعة اليرموك تركز على الانفتاح على المجتمع المحلي و تلمس حاجاته، وذلك بالبدء في برامج تدريبية معتمدة ضمن التعليم العالي ضمن اربع تخصصات للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة او حصلوا على علامات متدنية، والتخصصات " سياحة علاجية وتدريب الطيران وفنادق ومطاعم وتغذية"، حيث ان مدة التدريب تكون 8 أشهر ضمن برامج تدريبية في اماكن معينة، وتساهم الجامعة في عملية التوظيف.
ويضيف المقابلة الى قائمة المعيقات في القطاع السياحي، نقص كوادر اكاديمية لتخصصات سياحية وفندقية في الجامعات، وبذلك فقد أبرمت جامعة اليرموك اتفاقية تعاون مع جامعة السوربورن الفرنسية لدراسة الماجستير باللغة الانجليزية، وبتخصص "ادارة الضيافة الدولية" وهو اول برنامج مشترك بين الاردن وفرنسا.
وقال إن على وزارة السياحة أن تقدم للخريجين مهارات عملية عن طريق المساهمة في تنمية الموارد البشرية والفندقية بالتعاون مع وزارات ذات علاقة، وذلك عبر دورات تأهيلية، حتى يستطيع الطالب اخذ وقته في التجربة السياحية.
ديوان الخدمة المدنية
وتعتبر تخصصات السياحة في الجامعات الاردنية المتعددة شبه معدومة ضمن قائمة توظيف ديوان الخدمة المدنية، فالتخصصات التي تم ادراجها ضمن البرنامج هما تخصص ادارة الفنادق (عام) للذكور، وتخصص آثار للاناث، حيث انه تقدم الكثير من الطلبة على مدى عام 2012 الى عام 2013، وما زال التعيين ضعيفا.
وعلى كافة الاصعدة تعتبر التخصصات السياحية راكدة، حيث انه تقدم لتخصص آثار (ذكور) 600 طالب تم تعيين 4 فقط، ومن ذات التخصص آثار (اناث) تقدم 1322 وتم تعيين شخص واحد فقط، اما من حملة شهادة الدبلوم المتوسطة فيعتبر تخصص ادارة الفنادق من التخصصات المشبعة عند الذكور حيث تقدم حوالي 322 وتم تعيين 10 فقط.
وهذا يؤكد أن لا اقبال ملحوظا على تخصصات كليات السياحة في الجامعات، حيث تعتبر تخصصات راكدة او مشبعة، ولم تكن يوما تخصصات مطلوبة او متوسطة الطلب.
وجاءت تلك الاحصائيات ضمن دراسة للعرض والطلب على التخصصات الجامعية كافة لعامي 2012 – 2013، التي اعدها ديوان الخدمة المدنية.
كما ان تخصص ادارة الفنادق يعتبر من التخصصات الراكدة في اقليم الشمال لمن يحملون الشهادة الجامعية فقد تقدم 398 من الذكور ولم يتعين احد خلال عامين، ومن الاناث تخصص الاثار تقدم 598 وتم تعيين واحدة فقط، اما ممن يحملون شهادة الدبلوم من الذكور فقد تقدم لتخصص ادارة الفنادق 209 وتم تعيين 7 منهم.
وبالنسبة لحملة الشهادة الجامعية من اقليم الشمال فقد تقدم 587 من تخصص الاثار (اناث) ولم يتعين احد، وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا في توظيف الطاقات العلمية في قطاع السياحة، مع العلم بأن اكثرهم اخيرا يعملون في مجالات اخرى بعيدة كل البعد عن السياحة او يضطرون للسفر خارجا للعمل.
تضييق الخناق على اصحاب العمل لتوظيف الاردنيين
من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم وزارة العمل نبيل عمار لـ"الانباط" ان وزارة العمل تعمل على استحداث مديريات تشغيل داخل الوزارات، اي تعيين ذات التخصص ضمن الوزارات.
وفي غرف الصناعة والتجارة فان الوزارة بصدد وضع مكاتب تشغيل لاصحاب العمل الذين يريدون تجديد تصاريحهم ورخصهم، اضافة الى تنسيق متجدد بين وزارة العمل والنقابات، وبحثت الوزارة خطوة تعيين خبرات مختلفة وتم الموافقة عليها كالتعيين في وزارة الاشغال ضمن المجالات المطلوبة.
اما بخصوص القطاع السياحي وواقعه في الاردن فقد أشار عمار الى ان الوزارة مهتمة بشكل قطعي لتعيين عمالة اردنية الى جانب العمالة الوافدة، ولذلك فانه يجب ان تكون مقابل كل 10 عمال وافدين حوالي 50 -70 عمالة اردنية، للعمل على محاربة البطالة في القطاع.
ويؤكد بأن توظيف الاردنيين احيانا قد يشكل لهم محور جدل في اعادة النظر بـ"النجمة" في الفنادق، وان الابقاء على العمالة الوافدة من شأنه الحرص على الاستمرارية في العمل، لان اغلبهم يكونون قد كسبوا خبرات من سنوات طويلة واصبح من الصعب الاستغناء عنهم.
ونوه عمار الى ان الوزارة تحرص على تضييق الخناق على اصحاب العمل ممن يستقدمون العمالة الوافدة برفع رسوم تصاريح الاستقدام والتي كانت قديما حوالي 130 دينارا الى 290 دينارا واصبحت الآن حوالي 500 دينار،وان اي عملية نقل كفالة عامل وافد من شركة لاخرى او تغيير الكفيل فان هناك رسوما جديدة يجب دفعها.
وأضاف بأنه صدرت موافقة من رئاسة الوزراء على ان المؤسسات التي تقدم خدمات للعمالة الوافدة وليس لها تصاريح تحجب عنها هذه الخدمة، سواء كان ذلك بتحويل النقود او الاستفادة من الخدمات العامة كالكهرباء والماء والصحة، والوزارة تقوم بتنفيذ هذا القرار مع الوزارات المعنية بالامر.
وزارة السياحة لا ترد
قامت "الانباط " بالاتصال مع امين عام وزارة السياحة عيسى قموه للحصول منه على تصريح حول هذا الامر الا انه طلب من سكرتيرته بالرد على هاتفه الشخصي، حيث قالت إن "عطوفته" في اجتماع وسينتهي بعد نصف ساعة، ورغم معاودة الاتصال مرارا وتكرارا الا انه لم يرد، ما دفع الانباط لارسال رسالة نصية على هاتفه لكن دون جدوى. الانباط
للمقبلين على العمل في القطاع السياحي قصص كثيرة، عنوانها المأساة والألم، فلا يؤمن لهم ديوان الخدمة وظائف تليق بهم، ولا القطاع الخاص على استعداد لتعيين طلاب دون خبرة، وان اغلب الموظفين في هذا القطاع ممن يحملون شهادات الثانوية العامة وما دون، وذلك بسبب حداثة التعليم السياحي.
القطاع السياحي بشكله الجديد يشهد فقرا في التوظيف وتحاول بعض المؤسسات جهدها في توفير ما يلزم من وظائف، الا ان هذه الفرص تكاد تكون شبه معدومة، ما يضطر الباحثين عن عمل للتراجع عن الفكرة بأكملها والعمل في قطاعات لا تمت بتخصصاتهم بصلة.
انتركونتيننتال : 62% من الموظفين يحملون شهادة الثانوية العامة فما دون.
وكشف البيان السنوي لشركة الفنادق والسياحة في الاردن المالكة لفندق "إنتركونتيننتال" ان الشركة والفندق تضم 532 موظفا منهم 62% "توجيهي وما دون"، و19% يحملون الشهادة الجامعية، و19% ممن يحملون شهادة الدبلوم.
ومع ان نسبة تشغيل الغرف في الفندق اقل من نسبة التشغيل في فندق "فورسيزنز" فان ما حققه من الايرادات لعام 2014 بلغ 25 مليون و515 الف دينار، مقارنة مع ما حققه "فورسيزنز" والذي بلغ 19 مليونا و419 الف دينار، حيث ان نسبة تشغيل الغرف في فندق الاردن بلغ 70%، فيما بلغ في الفورسيزنز حوالي 77%.
وبالرغم من ان فندق الاردن استفاد من الاعفاءات المنصوص عليها في قانون تشجيع الاستثمار النافذ وعملا بأحكام هذا القانون، حيث له حق الاستفادة من إعفاءات إضافية من الرسوم والضرائب على مشترياته من الاثاث والمفروشات واللوازم لغايات التحديث والتجديد مرة كل سبع سنوات على الاقل، وتم منح هذا الامتياز للشركة من مؤسسة تشجيع الاستثمار لغاية عام 2016.
الا ان ادارة الفندق عملت على رفع الكلف التشغيلية بسبب زيادة اسعار الكهرباء والغاز والبترول، وبذلك زادت كلف الطعام واسعار الغرف وغيرها من الخدمات.
خريجون: الفنادق لا تعتمد التأهيل العلمي بل تملأ شواغرها فقط.
هذا الامر دعا للتنويه بأن طلاب كليات السياحة في الجامعات الاردنية يعانون بعد تخرجهم من البحث عن وظيفة ضمن تخصصاتهم، وذلك بسبب اصطدامهم بواقع ان اغلب الموظفين في فنادق المملكة بلا درجات علمية مطلقا.
وقال خريج احدى كليات السياحة في الجامعات الاردنية فضل عدم ذكر اسمه انه عندما توجه لاحد الفنادق من أجل التدريب العملي، لم تعر ادارة الفندق أي أهمية لمؤهله العلمي، حيث تم توزيع الطلبة بناء على أشكالهم، واضاف "تخصصي كان "front desk" اي على الاستقبال، الا انهم وضعوني ضمن قائمة الحفلات".
وبخصوص وظيفة الاستقبال، بين الطالب أن ادارة الفندق فضلت تسليم هذه المهمة لطلبة متدربين قادمين من لبنان، وخاصة الفتيات.
ويقول انور محمد "اسم مستعار" انه حين بدأ مشوار العمل في احد الفنادق – بعد الانتهاء من تعليمه تخصص فندقة وسياحة – تم وضعة " waiter" ضمن قائمة العمل وبدرجة التدريب، واستمر حين انتهى من الفترة وكان مستعدا للتعيين، الا ان ادارة الفندق لم تعينه وقررت ان تعامله معاملة "المياومة".
فيما أشار خريج اخر في احدى كليات السياحة انه وصل في مرحلة من عمله في احد الفنادق لدرجة تؤهله ليصبح مديرا على قسم معين، حيث انه انهى جميع الدرجات ليصل الى ذلك بعد تعب ومشقة، وخلال وقت قصير تم تعيين شخص اخر غير متدرب او موظف في الفندق بدلا منه، وقد علم بعدها ان لهذا الشخص "واسطة" واستطاع الحصول على المنصب.
وقال "لم احتمل ذلك، فاستقلت وتركت قطاع السياحة بأكمله"، منوها الى انه لا فرص عادلة في هذا القطاع، وان تعب ومعاناة الموظفين تستغل من قبل الادارة وبالتالي يعين شخص غير مؤهل لشغل أي منصب.
مقابلة: تركز الفعاليات السياحية في مناطق معينة إحدى معيقات العمل في المجال.
وقال عميد كلية السياحة في جامعة اليرموك الدكتور خالد مقابلة لـ"الانباط" ان التعليم السياحي ما زال جديدا، وأول جامعة بدأت بمشروع التعليم السياحي كانت جامعة العلوم التطبيقية في عام 1997، وأول دفعة تم تخريجها سنة 2000، مشيرا الى أن عدد الجامعات التي تعمل على تخريج طلاب في تخصصات السياحة والفنادق محدود.
واضاف أن عدد خريجي الجامعات الاردنية 600 طالب وطالبة سنويا، وذلك في افضل الحالات، وبالتالي فإن هؤلاء الطلبة مقارنة مع 50 الف موظف في قطاع السياحة لا تعتبر نسبة كبيرة.
وبين أن المشكلة التي يواجهها القطاع السياحي في الأردن تتمثل في أن نخبة الطلبة المتخرجين يتسربون لدول الخليج العربي، وذلك بسبب الرواتب المغرية والمميزات المقدمة، ويعزى السبب لتسرب الخبرات الاردنية لاهتمام دول الخليج بالسياحة وخاصة السعودية.
وفيما يتعلق بتوظيف الطلاب ضمن القطاع السياحي الاردني فان اول دفعة من الادارة الفندقية في جامعة اليرموك تم تخرجها العام الماضي وكان عددهم 4 طلاب، والدفعة الفعلية للكلية سيتم تخرج طلابها العام الحالي.
ويؤكد مقابلة ان التوظيف بالنسبة لطلاب جامعة اليرموك لا يعتبر مشكلة بسبب العلاقات القوية التي بنتها ادارة الكلية مع اكثر من مكان سياحي في الاردن، ومن خلال اتفاقيات لتدريب وتشغيل الطلاب، وان المطلوب من هذه الجهات تقديم خبرات للطلبة مع مصروف جيب وشهادة خبرة.
ويوضح أن نظرة المجتمع للتعليم السياحي والتوظيف في القطاع اقل من المأمول، حيث يضطر طلاب كليات السياحة للعمل خارج مجالهم، مؤكدا أن للخبرة في قطاع السياحة دورا كبيرا جدا وأساسيا، اي ان الموظف الذي يحمل شهادة ثانوية عامة بخبرة كافية يخدم المؤسسة بشكل جيد جدا بعكس الموظف الذي يحمل شهادة جامعية دون خبرة.
واضاف ان القضية تكاملية، اي ان بيئة العمل في السياحة والفنادق ليست جاذبة، والسبب ان الرواتب في البدايات قليلة جدا وغير مشجعة وساعات العمل طويلة، وان المشاريع السياحية في الاردن تتركز في العاصمة والبتراء والعقبة والبحر الميت، اضافة الى مشقة التنقل من التجمعات السكانية الى بيئة العمل.
وأشار المقابلة الى قوانين العمل التي قد تكون مجحفة احيانا بالموظف، فالكثير من المؤسسات لا تلتزم بالقوانين من تأمين الموظفين صحيا او بتسجيلهم ضمن مؤسسة الضمان الاجتماعي، وعدم التزام بعضها بالحد الادنى للاجور، اما بخصوص العمالة الوافدة في القطاع فقد تجاوز عددهم 8 آلاف موظف، اي 17%.
واعتبر أن هذه النسبة تؤثر على القطاع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرا الى ضرورة ايجاد خطة او استراتيجية من خلال وزارة السياحة والعمل لاستبدالهم باردنيين خلال 5 سنوات، ما يوفر فرص عمل اضافية، حيث أن الاردني اقدر واعلم من الاجنبي في التعبير عن بلده وثقافته.
وقال ان لهذا الشأن تعزيز للاقتصاد الوطني، وتركيز البعد الثقافي والاجتماعي للثقافة الاردنية، كما ان الاردني يغار على مصلحة الوطن، وهو احق بتمثيله، مؤكدا أن العمالة الوافدة في القطاع السياحي مكلفة جدا، بسبب تأمين مساكن لهؤلاء الموظفين، اضافة الى تصريح عمل وتذاكر طيران.
واوضح ان التوظيف بهذا المجال اكاديمي فقط، مشيرا الى ان فرص التوظيف من خلال ديوان الخدمة المدنية محدودة جدا لان الفنادق قطاع خاص.
وبين ان كليات السياحة في الجامعات الاردنية تقوم على تشجيع طلابها للعمل في القطاعات الخاصة، منوها الى ان جامعة اليرموك تركز على الانفتاح على المجتمع المحلي و تلمس حاجاته، وذلك بالبدء في برامج تدريبية معتمدة ضمن التعليم العالي ضمن اربع تخصصات للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة او حصلوا على علامات متدنية، والتخصصات " سياحة علاجية وتدريب الطيران وفنادق ومطاعم وتغذية"، حيث ان مدة التدريب تكون 8 أشهر ضمن برامج تدريبية في اماكن معينة، وتساهم الجامعة في عملية التوظيف.
ويضيف المقابلة الى قائمة المعيقات في القطاع السياحي، نقص كوادر اكاديمية لتخصصات سياحية وفندقية في الجامعات، وبذلك فقد أبرمت جامعة اليرموك اتفاقية تعاون مع جامعة السوربورن الفرنسية لدراسة الماجستير باللغة الانجليزية، وبتخصص "ادارة الضيافة الدولية" وهو اول برنامج مشترك بين الاردن وفرنسا.
وقال إن على وزارة السياحة أن تقدم للخريجين مهارات عملية عن طريق المساهمة في تنمية الموارد البشرية والفندقية بالتعاون مع وزارات ذات علاقة، وذلك عبر دورات تأهيلية، حتى يستطيع الطالب اخذ وقته في التجربة السياحية.
ديوان الخدمة المدنية
وتعتبر تخصصات السياحة في الجامعات الاردنية المتعددة شبه معدومة ضمن قائمة توظيف ديوان الخدمة المدنية، فالتخصصات التي تم ادراجها ضمن البرنامج هما تخصص ادارة الفنادق (عام) للذكور، وتخصص آثار للاناث، حيث انه تقدم الكثير من الطلبة على مدى عام 2012 الى عام 2013، وما زال التعيين ضعيفا.
وعلى كافة الاصعدة تعتبر التخصصات السياحية راكدة، حيث انه تقدم لتخصص آثار (ذكور) 600 طالب تم تعيين 4 فقط، ومن ذات التخصص آثار (اناث) تقدم 1322 وتم تعيين شخص واحد فقط، اما من حملة شهادة الدبلوم المتوسطة فيعتبر تخصص ادارة الفنادق من التخصصات المشبعة عند الذكور حيث تقدم حوالي 322 وتم تعيين 10 فقط.
وهذا يؤكد أن لا اقبال ملحوظا على تخصصات كليات السياحة في الجامعات، حيث تعتبر تخصصات راكدة او مشبعة، ولم تكن يوما تخصصات مطلوبة او متوسطة الطلب.
وجاءت تلك الاحصائيات ضمن دراسة للعرض والطلب على التخصصات الجامعية كافة لعامي 2012 – 2013، التي اعدها ديوان الخدمة المدنية.
كما ان تخصص ادارة الفنادق يعتبر من التخصصات الراكدة في اقليم الشمال لمن يحملون الشهادة الجامعية فقد تقدم 398 من الذكور ولم يتعين احد خلال عامين، ومن الاناث تخصص الاثار تقدم 598 وتم تعيين واحدة فقط، اما ممن يحملون شهادة الدبلوم من الذكور فقد تقدم لتخصص ادارة الفنادق 209 وتم تعيين 7 منهم.
وبالنسبة لحملة الشهادة الجامعية من اقليم الشمال فقد تقدم 587 من تخصص الاثار (اناث) ولم يتعين احد، وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا في توظيف الطاقات العلمية في قطاع السياحة، مع العلم بأن اكثرهم اخيرا يعملون في مجالات اخرى بعيدة كل البعد عن السياحة او يضطرون للسفر خارجا للعمل.
تضييق الخناق على اصحاب العمل لتوظيف الاردنيين
من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم وزارة العمل نبيل عمار لـ"الانباط" ان وزارة العمل تعمل على استحداث مديريات تشغيل داخل الوزارات، اي تعيين ذات التخصص ضمن الوزارات.
وفي غرف الصناعة والتجارة فان الوزارة بصدد وضع مكاتب تشغيل لاصحاب العمل الذين يريدون تجديد تصاريحهم ورخصهم، اضافة الى تنسيق متجدد بين وزارة العمل والنقابات، وبحثت الوزارة خطوة تعيين خبرات مختلفة وتم الموافقة عليها كالتعيين في وزارة الاشغال ضمن المجالات المطلوبة.
اما بخصوص القطاع السياحي وواقعه في الاردن فقد أشار عمار الى ان الوزارة مهتمة بشكل قطعي لتعيين عمالة اردنية الى جانب العمالة الوافدة، ولذلك فانه يجب ان تكون مقابل كل 10 عمال وافدين حوالي 50 -70 عمالة اردنية، للعمل على محاربة البطالة في القطاع.
ويؤكد بأن توظيف الاردنيين احيانا قد يشكل لهم محور جدل في اعادة النظر بـ"النجمة" في الفنادق، وان الابقاء على العمالة الوافدة من شأنه الحرص على الاستمرارية في العمل، لان اغلبهم يكونون قد كسبوا خبرات من سنوات طويلة واصبح من الصعب الاستغناء عنهم.
ونوه عمار الى ان الوزارة تحرص على تضييق الخناق على اصحاب العمل ممن يستقدمون العمالة الوافدة برفع رسوم تصاريح الاستقدام والتي كانت قديما حوالي 130 دينارا الى 290 دينارا واصبحت الآن حوالي 500 دينار،وان اي عملية نقل كفالة عامل وافد من شركة لاخرى او تغيير الكفيل فان هناك رسوما جديدة يجب دفعها.
وأضاف بأنه صدرت موافقة من رئاسة الوزراء على ان المؤسسات التي تقدم خدمات للعمالة الوافدة وليس لها تصاريح تحجب عنها هذه الخدمة، سواء كان ذلك بتحويل النقود او الاستفادة من الخدمات العامة كالكهرباء والماء والصحة، والوزارة تقوم بتنفيذ هذا القرار مع الوزارات المعنية بالامر.
وزارة السياحة لا ترد
قامت "الانباط " بالاتصال مع امين عام وزارة السياحة عيسى قموه للحصول منه على تصريح حول هذا الامر الا انه طلب من سكرتيرته بالرد على هاتفه الشخصي، حيث قالت إن "عطوفته" في اجتماع وسينتهي بعد نصف ساعة، ورغم معاودة الاتصال مرارا وتكرارا الا انه لم يرد، ما دفع الانباط لارسال رسالة نصية على هاتفه لكن دون جدوى. الانباط