أم محمد الأردنية التي لا تنام الليل خشية موت أطفالها "صور"
أمل غباين - لا تغمض أعين الأمهات سهراً في رعاية أبنائهن، خاصة عندما يطرح المرض أحدهم الفراش فلا تقر عيناها بنوم ولا يهدى لها بال، وتصبح تلك الليالي مرة ما أن تحاصر الظروف المالية السيئة تلك الأم، والتي بالكاد تجد ما يسد رمق أبنائها.
أما ان يجفل النوم من عين أم خشية موت اطفالها فهذا الأمر لأحسب انه الاشد والاكثر مرارة كالعلقم، أمّ أسدل الخوف ستاره على لياليها، تراقب فينة أطفالها وفينة أخرى تنظر لسقف الغرفة الآيل للسقوط.
ذلك الشعور لا يعرف حجم مرارته سوى سيدة اردنية تعيش في خالدية المفرق، تدعى هالة احمد الحوامدة "ام محمد" والتي اطلقت صرخة استغاثة عبر jo24 لانقاذ ابنائها الثلاثة.
تسرد أم محمد معاناتها لـJo24، والدموع تبلل كلماتها التي تبعثرت وغلب عليها عبارة "ساعدوني احمي اولادي يلي طلعت فيهم من الدنيا".
وبعد دقائق في محاولات لجبر كسر خاطرها وتهدئة قلبها المحترق على أبنائها، بدأت الأم بشرح مأساتها التي تحرمها النوم، حيث ان أوضاع الاسرة المالية لا تمكنهم من اصلاح سقف البيت الايل للسقوط جراء تشبعه بمياه الامطار، ذلك المنزل الذي جمع طوب غرفته ومطبخه من اموال اصحاب الخير.
تضع أم محمد اطفالها طوال النهار امام ساحة المنزل خشية من سقوط ذلك السقف عليهم، وما أن تخونهم أشعة الشمس ويباغتهم الليل حتى تستودع أم محمد أبناءها حفظ الرحمن وتقضي ليلتها تحرس أطفالها خشية من انهيار السقف.
تعيش ام محمد مأساة خوفها على اطفالها من موت مفاجئ في حال انهيار سقف المنزل، أو أن يمس أحد أشباح الفقر المدقع الحائمة في أرجاء البيت أحد أبنائها، إلا أنها رغم ذلك كان أقصى ما تتمناه فقط هو ان يتم اصلاح السقف لحماية اطفالها.
أم محمد اردنية اصيلة رفضت ان تطلب اي مساعدة مالية وكان جل همها في بث صرختها حماية اطفالها الثلاث وان تضعهم بفراشهم وتذهب لنومها قريرة العين لا أن تبقى اسيرة الخوف على حياتهم طوال ليالٍ وصفتها بـ"السوداء".
استغاثة أم محمد نضعها على مكاتب المسؤولين ومنهم الديوان الملكي ووزيرة التنمية الاجتماعية علّها تجد صدى لدى احدهما.