"الهدّاف".. عملة مفقودة في ملاعب كرة القدم الأردنية

جو 24 : لو كان هناك برنامج تلفزيوني مخصص للبحث عن لاعبين هدافين أسوة بالبرامج التي تبث فضائياً لإكتشاف المواهب الفنية والغنائية لشاركت الفرق الأردنية بذلك البرنامج والسبب أن هذه الفرق ما تزال تفتقد منذ سنوات طويلة للمهاجم "الهداف" والموهوب الذي يسجل من إنصاف الفرص.

وتعاني كرة القدم الأردنية من غياب "الهدّاف الحقيقي" عن ملاعبها حيث ظهر واضحاً أن مؤشر التهديف العام للفرق قد شهد انخفاضاً ملموساً إلى جانب تدني نسبة معدل تسجيل المهاجمين الذين يتنافسون على حصد لقب هداف الدوري الأردني للمحترفين.

ويتصدر قائمة هدافي الدوري الأردني مع ختام مباريات الأسبوع "16" مهاجم فريق الرمثا ركان الخالدي برصيد "8" أهداف فقط وبمعدل تسجيل نصف هدف في المباراة الواحدة.

وحافظ ركان الخالدي على صدارة الهدافين رغم تغيبه عن مباريات فريقه الخمس التي أقيمت في مرحلة الإياب بسبب الإصابة ومع ذلك بقي يتصدر القائمة برصيد"8" أهداف وبفارق هدف وحيد عن مهاجم الوحدات محمود زعترة الذي سجل "7" أهداف فقط، وهو ما يؤكد بأن فرق كرة القدم الأردنية أصبحت بلا أنياب.

ورغم أن عدد المباريات التي تخوضها الفرق بعهد الإحتراف زاد في بطولة الدوري بعدما تم رفع عدد الفرق المحترفة إلى "12" فريقاً إلا أن منسوب التهديف لدى مهاجمي الكرة الأردنية ما يزال شحيحاً للغاية مقارنة مع هدافي الكرة الأردنية في سنوات الزمن الجميل.

ولم تنجح الفرق الأردنية على امتداد السنوات الماضية في إكتشاف هداف جديد لكرة القدم الأردنية من شاكلة مصطفى العدوان وسلطان العدوان وحسونة يدج ووليد مولا ونبيل التلي والحاج علي ومنير مصباح وسهل غزاوي وابراهيم مصطفى وجريس تادرس وجهاد عبد المنعم وخالد العقوري وحتى محمود شلباية وغيرهم، وإن كان المهاجم الشباب حمزة الدردور يبشر بالخير كموهبة تهديفية قادمة لكنه يحترف حالياً بالخليج السعودي ، والإعتماد عليه غير كاف.

ولم يتبقى من عمر بطولة دوري المحترفين في نسختها الحالية سوى ست جولات وهداف البطولة لا يزال بجعبته "8" أهداف فقط، وهو مؤشر واضح على معاناة الفرق الأردنية وافتقادها للمهاجم الهداف.

وسبق لجريس تادرس نجم فريق الفيصلي أن توج في إحدى السنوات بلقب هداف الدوري الأردني برصيد"24" هدفاُ، مثلما سبق له ولمهاجم الوحدات محمود شلباية أن توجا بجائزة هدافي العرب.

وعملت الفرق الأردنية جاهدة للتغلب على معضلة غياب الهداف من خلال تعزيز صفوفها بمهاجمين أجانب إلا أن هؤلاء المحترفين لم يكونوا بحجم المطلوب ولم يحققوا الهدف من احترافهم مع الفرق الأردنية في ظل محدودية قدراتهم الفنية والبدنية، فغالبية من يتم التعاقد معهم لا يتفوقون بمستواهم كثيراً عن مستوى المهاجم المحلي.

وشهدت المباريات الست في الأسبوع "16" تسجيل "7" أهداف فقط ، سُجل منها "3" أهداف في مباراة الحسين إربد والرمثا، وهو مؤشر يعد خطيراً جداً بالنسبة لمستقبل الكرة الأردنية وعلى صعيد اللاعبين المهاجمين.