القمح البولندي سليم وصالح للاستهلاك
جو 24 : كتب تحسين التل:- تعد اللجان التي تشكلها وزارة الصناعة والتجارة، من أكفأ اللجان التي تقوم بفحص عينات القمح على مستوى العالم، إذ تعمل اللجان المشكلة من قبل الوزارة على فحص القمح الوارد من الدول الأوروبية ضمن مواصفات محددة، لا يمكن تجاوزها إذا أردنا أن نسمح بدخول كميات من القمح الصالح للاستخدام البشري، وبجودة عالية. ومع أن المواصفات المعتمدة في وزارة الصناعة والتجارة، والغذاء والدواء محددة ضمن أرقام معينة، وثابتة، وغير قابلة للنقاش في بعض النسب؛ يمكن تجاوز بعض الأخطاء التي لا تؤثر على القيمة الغذائية للمنتج، فإذا ظهرت أخطاء في كمية القمح الواردة كما هو الحال عليه في شحنة القمح البولندي، وذلك بوجود بعض الحبوب ذات اللون الأحمر، فهذا لا يعني أن الشحنة غير صالحة للاستهلاك البشري بأكملها، بدليل ما سيأتي:
أولاً: إن عملية أخذ العينات العشوائية تشوبها بعض الشوائب، إذ لا يجوز أخذ مائة غرام كعينة، والاستناد عليها في تقييم شحنة القمح برمتها، فالعينات العشوائية تؤخذ بهذه الطريقة: 400 غرام لكل 5 طن قمح، ومن مواقع تبعد عن الجوانب مقدار 50 سم، ومن الأعلى والوسط والأسفل، وعندما يتم تجميع من 5-10 كغم أو (3 كغم من كل حاوية)؛ تخلط مع بعضها (bulk sample) وترسل للمختبر لفحصها.
أما بالنسبة للسوس: تؤخذ عينات من عمق 3 متر لكل حاوية، أو بعمق 10 سم من سطح الحاوية إذا كانت درجة الحرارة 15 درجة مئوية.
إن الحاويات التي تم اكتشاف الحبوب الحمراء فيها (وعددها قليل جداً، أي أنها لا تؤثر على الكمية بشكل عام)، كانت ظاهرة للعيان، ولا تحتاج الى فحص مخبري لتمييز لون القمح؛ كان يجب على الجهة التي سمحت بتنزيل 19 ألف طن الانتظار الى حين وصول نتيجة المختبر، وما دام الأمر كذلك، فالشحنة سليمة وصالحة للاستهلاك لأن الجهة الفاحصة سمحت بتنزيل هذه الكمية الكبيرة، فقد تبين لهم أن حاويات القمح حققت الشروط الواجب توافرها في شحنة القمح، ولهذا أمر المسئول بتفريغها وفق الأصول.
الجميع يحاول أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع، والإعلام الأردني ينشر المقالات والتقارير الإخبارية دون أن يكون هناك تقرير يفصل المشكلة بالأرقام، ودون أن يكون هناك فهم لطبيعة القمح وما هي الخصائص التي يجب أن تتوفر في القمح لكي يكون صالحاً للإستهلاك البشري. أسئلة كثيرة لم يطرحها الإعلام حتى يستفيد منها المواطن، ويعلم كيف يكون شكل القمح الصالح للشراء.
بعجالة سأشرح الخصائص التي يجب أن تتوفر في القمح ليكون صالحاً للشراء، وللإستهلاك البشري، والمعلومات التالية هي معلومات موثقة وعلمية وعالمية، إن تحققت فالقمح القادم من أي مكان في العالم وليس من بولندا فقط؛ يكون صالحاً للاستهلاك، وجودته عالية:
القمح له خصائص معروفة تتعلق بطول حبة القمح، وشكلها الخارجي، وعدم تعرضها للأمراض ومنها الفطريات، والتعفن، هذا أولاً. ثانياً: أن تكون نسبة الجلوتين إندكس أكثر من 75 % .. وهنا سأشرح ما هو الجلوتين إندكس. إنه البروتين الذي يعطي العجين (الحيل) بمعنى آخر: القوام والشكل الذي يجعل من العجين متماسك ومطاطي يسهل تقطيعه وخبزه. وإذا كانت نسبة الجلوتين (بروتين القمح) متدنية؛ عندها يكون المزيج بدون حيل ولن تتماسك كمية العجين ويكون الخبز مفتتاً. ولكي نجعل البروتين ينمو علينا أن نجعلها تمتص الماء أثناء العجن فتشكل قواماً مطاطياً.. يستخدم العجين القوي لصناعة الخبز، والعجين الضعيف لصناعة الكيك.. وبالمناسبة؛ الجلوتين موجود في القمح والشعير والشوفان.
ثالثاً: الرطوبة: عند طحن القمح يجب أن تكون النسبة بعد إضافة الماء لغسل القمح: 13 % وتسمى هذه العملية بعملية الترطيب؛ لمنحه القوام الملائم لعملية العجن، والخبز..
رابعاً: التكسير؛ نسبة التكسير في القمح يجب أن لا تتجاوز 4% لأن القمح إذا تعرض للتكسير خلال النقل، والتفريغ سيفقد كثير من خصائصه الغذائية.
القمح المشار إليه، إذا طابق المواصفات العالمية يكون سليماً وصالحاً ويمكن التعامل مع الصنف على أنه مادة غذائية متكاملة ومفيدة لجسم الإنسان، فالقمح يمر بمراحل قبل الإستخدام في المخابز، إذ يدخل عبر شفاطات ضخمة لغربلته، وتسمى عملية الغربلة؛ الفرز، حيث تقوم ماكنات كبيرة بفرز المواد العالقة بالقمح، مثل العيدان الصغيرة، والحجارة (الصرار) وحبوب الذرة، والتراب، والزوان، وكثير من الأشياء العالقة.
بعد الغربلة والفرز يؤخذ القمح الى الترطيب، والترطيب هو الغسل، إذ تقوم ماكنات وآلات كبيرة بعملية غسل القمح لعدة مرات، وتمريره عبر إسطوانات تسمى (بريمات) لتنشيفه حتى يكون صالحاً للطحن، وبذلك يكون قد أخذ نسبة من الماء للمحافظة على الجلوتين إندكس من أجل عملية خبز متكاملة، وكما قلنا؛ الجلوتين هو البروتين الذي ينمو بعد تعرضه للماء.
بعد الطحن؛ يتم تنخيل مادة الطحين عبر مناخل ضخمة، وتقوم فرازات بفرزه الى ستة أصناف: الطحين الموحد (مخابز) وطحين الزهرة للحلويات الذي يميل لونه للأبيض، وطحين أسمر بلدي، والسميد، والنخالة، والنفطة، ومادة النفطة تستخدم للخبز الأسمر ومن يعاني من مرض السكري، أو توضع على الدجاج والسمك بدل القرشلة وما الى ذلك..
رغبت ومن خلال خبرتي في هذا المجال أن أبين كيفية التعامل مع القمح كمادة استراتيجية رئيسية للمواطن الأردني والعربي والعالمي والتي يمكن أن نتعامل معها بنوع من الحكمة، والمنطق، بعيداً عن التشنج ورمي التهم دون دليل علمي.. شحنات القمح لن تتوقف والوطن بحاجة دائماً لمادة القمح؛ يعني كل ستة أشهر نحتاج الى 500 ألف طن، ويمكننا أن نختبر القمح بفحصه إذا اعتمدنا على المقاييس العالمية المعروفة دون أن نتهم أحداً بالفساد.
أولاً: إن عملية أخذ العينات العشوائية تشوبها بعض الشوائب، إذ لا يجوز أخذ مائة غرام كعينة، والاستناد عليها في تقييم شحنة القمح برمتها، فالعينات العشوائية تؤخذ بهذه الطريقة: 400 غرام لكل 5 طن قمح، ومن مواقع تبعد عن الجوانب مقدار 50 سم، ومن الأعلى والوسط والأسفل، وعندما يتم تجميع من 5-10 كغم أو (3 كغم من كل حاوية)؛ تخلط مع بعضها (bulk sample) وترسل للمختبر لفحصها.
أما بالنسبة للسوس: تؤخذ عينات من عمق 3 متر لكل حاوية، أو بعمق 10 سم من سطح الحاوية إذا كانت درجة الحرارة 15 درجة مئوية.
إن الحاويات التي تم اكتشاف الحبوب الحمراء فيها (وعددها قليل جداً، أي أنها لا تؤثر على الكمية بشكل عام)، كانت ظاهرة للعيان، ولا تحتاج الى فحص مخبري لتمييز لون القمح؛ كان يجب على الجهة التي سمحت بتنزيل 19 ألف طن الانتظار الى حين وصول نتيجة المختبر، وما دام الأمر كذلك، فالشحنة سليمة وصالحة للاستهلاك لأن الجهة الفاحصة سمحت بتنزيل هذه الكمية الكبيرة، فقد تبين لهم أن حاويات القمح حققت الشروط الواجب توافرها في شحنة القمح، ولهذا أمر المسئول بتفريغها وفق الأصول.
الجميع يحاول أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع، والإعلام الأردني ينشر المقالات والتقارير الإخبارية دون أن يكون هناك تقرير يفصل المشكلة بالأرقام، ودون أن يكون هناك فهم لطبيعة القمح وما هي الخصائص التي يجب أن تتوفر في القمح لكي يكون صالحاً للإستهلاك البشري. أسئلة كثيرة لم يطرحها الإعلام حتى يستفيد منها المواطن، ويعلم كيف يكون شكل القمح الصالح للشراء.
بعجالة سأشرح الخصائص التي يجب أن تتوفر في القمح ليكون صالحاً للشراء، وللإستهلاك البشري، والمعلومات التالية هي معلومات موثقة وعلمية وعالمية، إن تحققت فالقمح القادم من أي مكان في العالم وليس من بولندا فقط؛ يكون صالحاً للاستهلاك، وجودته عالية:
القمح له خصائص معروفة تتعلق بطول حبة القمح، وشكلها الخارجي، وعدم تعرضها للأمراض ومنها الفطريات، والتعفن، هذا أولاً. ثانياً: أن تكون نسبة الجلوتين إندكس أكثر من 75 % .. وهنا سأشرح ما هو الجلوتين إندكس. إنه البروتين الذي يعطي العجين (الحيل) بمعنى آخر: القوام والشكل الذي يجعل من العجين متماسك ومطاطي يسهل تقطيعه وخبزه. وإذا كانت نسبة الجلوتين (بروتين القمح) متدنية؛ عندها يكون المزيج بدون حيل ولن تتماسك كمية العجين ويكون الخبز مفتتاً. ولكي نجعل البروتين ينمو علينا أن نجعلها تمتص الماء أثناء العجن فتشكل قواماً مطاطياً.. يستخدم العجين القوي لصناعة الخبز، والعجين الضعيف لصناعة الكيك.. وبالمناسبة؛ الجلوتين موجود في القمح والشعير والشوفان.
ثالثاً: الرطوبة: عند طحن القمح يجب أن تكون النسبة بعد إضافة الماء لغسل القمح: 13 % وتسمى هذه العملية بعملية الترطيب؛ لمنحه القوام الملائم لعملية العجن، والخبز..
رابعاً: التكسير؛ نسبة التكسير في القمح يجب أن لا تتجاوز 4% لأن القمح إذا تعرض للتكسير خلال النقل، والتفريغ سيفقد كثير من خصائصه الغذائية.
القمح المشار إليه، إذا طابق المواصفات العالمية يكون سليماً وصالحاً ويمكن التعامل مع الصنف على أنه مادة غذائية متكاملة ومفيدة لجسم الإنسان، فالقمح يمر بمراحل قبل الإستخدام في المخابز، إذ يدخل عبر شفاطات ضخمة لغربلته، وتسمى عملية الغربلة؛ الفرز، حيث تقوم ماكنات كبيرة بفرز المواد العالقة بالقمح، مثل العيدان الصغيرة، والحجارة (الصرار) وحبوب الذرة، والتراب، والزوان، وكثير من الأشياء العالقة.
بعد الغربلة والفرز يؤخذ القمح الى الترطيب، والترطيب هو الغسل، إذ تقوم ماكنات وآلات كبيرة بعملية غسل القمح لعدة مرات، وتمريره عبر إسطوانات تسمى (بريمات) لتنشيفه حتى يكون صالحاً للطحن، وبذلك يكون قد أخذ نسبة من الماء للمحافظة على الجلوتين إندكس من أجل عملية خبز متكاملة، وكما قلنا؛ الجلوتين هو البروتين الذي ينمو بعد تعرضه للماء.
بعد الطحن؛ يتم تنخيل مادة الطحين عبر مناخل ضخمة، وتقوم فرازات بفرزه الى ستة أصناف: الطحين الموحد (مخابز) وطحين الزهرة للحلويات الذي يميل لونه للأبيض، وطحين أسمر بلدي، والسميد، والنخالة، والنفطة، ومادة النفطة تستخدم للخبز الأسمر ومن يعاني من مرض السكري، أو توضع على الدجاج والسمك بدل القرشلة وما الى ذلك..
رغبت ومن خلال خبرتي في هذا المجال أن أبين كيفية التعامل مع القمح كمادة استراتيجية رئيسية للمواطن الأردني والعربي والعالمي والتي يمكن أن نتعامل معها بنوع من الحكمة، والمنطق، بعيداً عن التشنج ورمي التهم دون دليل علمي.. شحنات القمح لن تتوقف والوطن بحاجة دائماً لمادة القمح؛ يعني كل ستة أشهر نحتاج الى 500 ألف طن، ويمكننا أن نختبر القمح بفحصه إذا اعتمدنا على المقاييس العالمية المعروفة دون أن نتهم أحداً بالفساد.