الموت يتربص طفلا بنصف قلب في مخيم الزعتري

جو 24 : هشام سليمان الحيصه- في خيمه رقم 1211 قالتها جدته " خطيته برقبتكم يا أردنيين ".. هو الطفل محمد ماهر قطوف الذي يوجد الان وسط الغبار والحياة المأساوية في مخيم الزعتري.. مخيم الموت والجحيم.. بعد ان اجرى عملية جراحية لقلبه قبل فتره وجيزة في سورية.
لم يغب محمد عن بالي لحظه منذ رأيته , بالأمس ماتت احدى جاراتنا ودفناها بعد صلاة العشاء، وعندما دخلت المقبرة الموحشة في تلك الليلة نسيت مصاب صديقي الذي فجع بوفاة امه، وتذكرت محمد وامه وجدته، حيث لم يبق من العائلة غيرهم على قيد الحياه، فقلت في نفسي ان الاموات في مقبرة قريتنا يسكنون قبورهم تحت التراب في كرامة واحترام اكثر من الذين يعيشون في مخيم الزعتري فوق التراب.
حدثت نفسي بان الموت افضل من العيش بمهانه وذل على يد من كان يحسب بانه اخ وصديق وسيقدم لي المعونة ويد المساعدة .
لا اتمنى الموت للطفل محمد لكي يرتاح فاني تعلقت به ووعدتهم باني سأعود في الايام القادمة لأخرج انا ومحمد، واتمنى ان لا تكون زيارتي لإخراج محمد من هذا الجحيم بعد فوات الاوان .
منذ خروجي من باب المخيم وانا افكر كيف سأخرجه، وحاولت ان اجري اتصالات واستخدم علاقاتي المحدودة، لكنني فشلت في تحقيق اي تقدم، ولن اعجز، لكني في صراع مع الوقت لأنني اتسابق انا والموت اينا يصل الى محمد اولا .
فقد محمد كل اوراقه الثبوتية عند اجتيازهم الحدود ولا يوجد معه ما يثبت بانه يعيش بنصف قلب، ولا انه يحتاج إلى عملية اخرى للبقاء على قيد الحياه، وأنه يحتاج للعيش تحت مروحه وماء بارد ونفس بلا غبار.
مشيا على الاقدام بخيبة امل، او بسيارة اسعاف تخرجه من الجحيم، او بسيارة نقل للموتى.. لا اعلم بأية وسلة سأدخل إليك في المرة القادمة يا محمد.
تلك المعاناة لا تحتاج لبكاء احد او الى الشفقة، فأم محمد قامت بما يكفي، لكنها تحتاج إلى يد تمتد لطفلها الذي يلاحقه الموت , فأم محمد وجدته تناشداكم .. لا تتركوا فلذة كبدهم لقمة سائغة في فم الموت.. وتذكروا قوله تعالى { ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} تلك نفس .. فهبوها الحياة.
لم يغب محمد عن بالي لحظه منذ رأيته , بالأمس ماتت احدى جاراتنا ودفناها بعد صلاة العشاء، وعندما دخلت المقبرة الموحشة في تلك الليلة نسيت مصاب صديقي الذي فجع بوفاة امه، وتذكرت محمد وامه وجدته، حيث لم يبق من العائلة غيرهم على قيد الحياه، فقلت في نفسي ان الاموات في مقبرة قريتنا يسكنون قبورهم تحت التراب في كرامة واحترام اكثر من الذين يعيشون في مخيم الزعتري فوق التراب.
حدثت نفسي بان الموت افضل من العيش بمهانه وذل على يد من كان يحسب بانه اخ وصديق وسيقدم لي المعونة ويد المساعدة .
لا اتمنى الموت للطفل محمد لكي يرتاح فاني تعلقت به ووعدتهم باني سأعود في الايام القادمة لأخرج انا ومحمد، واتمنى ان لا تكون زيارتي لإخراج محمد من هذا الجحيم بعد فوات الاوان .
منذ خروجي من باب المخيم وانا افكر كيف سأخرجه، وحاولت ان اجري اتصالات واستخدم علاقاتي المحدودة، لكنني فشلت في تحقيق اي تقدم، ولن اعجز، لكني في صراع مع الوقت لأنني اتسابق انا والموت اينا يصل الى محمد اولا .
فقد محمد كل اوراقه الثبوتية عند اجتيازهم الحدود ولا يوجد معه ما يثبت بانه يعيش بنصف قلب، ولا انه يحتاج إلى عملية اخرى للبقاء على قيد الحياه، وأنه يحتاج للعيش تحت مروحه وماء بارد ونفس بلا غبار.
مشيا على الاقدام بخيبة امل، او بسيارة اسعاف تخرجه من الجحيم، او بسيارة نقل للموتى.. لا اعلم بأية وسلة سأدخل إليك في المرة القادمة يا محمد.
تلك المعاناة لا تحتاج لبكاء احد او الى الشفقة، فأم محمد قامت بما يكفي، لكنها تحتاج إلى يد تمتد لطفلها الذي يلاحقه الموت , فأم محمد وجدته تناشداكم .. لا تتركوا فلذة كبدهم لقمة سائغة في فم الموت.. وتذكروا قوله تعالى { ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} تلك نفس .. فهبوها الحياة.