في الذّكرى الثّانية لرحيل الشّاب معاذ السّعوديّ
جو 24 : الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله، النّبي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السّلام عليك أيّها الحبيب، السّلام على كلّ مَن أحبّك وبكى عليك، أو كاد، السّلام على كلّ من خفّف عنّا المصاب برحيلك، وتمنّى أنّ بيده ما يدفع الأذى، أو يمنعه،...
فقد صادف يوم الجمعة: 3/4/2015م، ذكرى ميلاد الفقيد الغالي أخي معاذ يرحمه الله، إذ أمضى من عمره أربعة وعشرين ربيعاً، ويصادف اليوم الإثنين: 13/4/2015م، الذّكرى الثانية لرحيله إذ رحل عنّا تاركاً في قلوبنا أحزاناً ما زلنا غير قادرين على تحمّلها، حتّى إننا تعلّمنا منها أن ندعو لكلّ النّاس بالنّجاة منها، نعم، معاذ ذلك الشّاب القرآني المبتسم، البارّ بوالديه وصحبهم، معاذ آخر درهم من دراهم أمّي ادّخرته في كيسها خوفاً من حوادث الليل والنّهار، ولكن يداً امتدّت إليه فسرقته، وسرقت آمالاً كانت أمّي، وكنّا نحلم أن تكون!!
نعم، ما زالت دموع أمّي تنهمر عليه، غالية تأكلُ الوجنات، وتجعل القلب يخفق على هذا الشّاب الذي رحل عن الدّنيا وفي جيبه أحد عشر ديناراً أردنيّاً، " وكَـــرَتَـــة "( kareta ) أداة تساعد في لبس الحذاء ( أكرمكم الله، وحفظكم بما يحفظ به الصّالحين من عباده) إذا أراد أن يمتطيه، قال لأمّي قبل أن يرحل- وقد اشترى لها طَرْدَ ماءٍ من محلاّت صديقه وصديقنا البارّ الأستاذ عثمان سالم عبداللطيف الرّفوع الذي خطب عروساً قبل أيّام، نظنّ أنْ لو كان معاذ حيّاً لحيّاه وبارك له، وهنّأه: نعم، قال لأمّي: إنّ له منها ديناراً واحداً، وعشرةً لآخر لم يذكر اسمه، وقد بحثنا عنه وفتّشنا لكننا لمّا نهتدِ إليه حتّى الآن، ويعلم الله أننا نحبّ صاحبها من دون أن نعرفه؛ لأنّ يده الكريمة قد لامست يد معاذ، ونفسه الطّيبّة قد أحبّت معاذاً، إذ لولا تلك المحبّة لما كان في أمانته هذه العشرة الدّنانير التي ما زالت أمّي محتفظة بها. نحمد الله أن أعطانا أخاً مثل معاذ الذي أعطانا بأخلاقه حبّ النّاس الطّيّبين الذين ما زالوا يذكرونه بخير، فهو صديق المآذن، والمساجد، والمرضى، إذ عرف عنه أنّه كان يؤدّي خدمات تمريضيّة جليلة لأولئك المرضى الرّاقدين على فرشهم في مساكنهم، ويشهد على ذلك ربّنا ربّ العزّة والجبروت، ورياح، وثلوج بصيرا، وبردها القارس الذي ما كان يوماً عائقاً في وجه خدمات معاذ الجليلة، وقد فقد هؤلاءِ المرضى تحيّته، وابتسامته، ودواءه، وأشياء أخرى يعلمها خالقنا الكبير الرحيم.
أيّها الغالي، أعجبني قولُ محبيّك كلّه، ورأيت أن أضمّ ما كتبه بعضهم، فهذا أخي وصديقي أبو المثنّى الأستاذ الدّكتور خليل عبد الرّفوع؛ يحكي قصّتك، وقصّة صدقك وصدقه، إذ يقول:" معاذ السعودي، الفتى الذي ضمخ قلوب محبيه عشقاً ومحبةً لن تنسى، معاذ أيُّها الرّاحل إلى مستقر رحمة الله صادحاً بالنداء الأبديّ (الله أكبر)، كم أوجعنا رحيلك يا صديق المساجد والسّنابل والدّعاء، لك ترديدة المحراب وصدى المآذن، يا ابن بصيرا، أيّها المدلّلُ في ابتسامة والِدَيك العزيزين وإخوتك النّبلاء وفتية الفجر في غدوهم وروحتهم، سلام على روحك مع الشّفق وما وسق ، واللّيل إذا اتّسق، كلّما تنّفس صبحٌ وعسعس ليلٌ، كم يهدّ رحيلُك مريديك وكأنّك مع الغيم تسافر حيث الغيث يقبل صوتك ليمدَّ به أنفاس المصلين ، فلك الرّحمة تتغمّد نشيجك. يا أيّها المعاذ سلام عليك في كلّ حين". وهذا النّجيب الصّادق الخجول المبادر لفعل الخير، أحمد سميح سلمان السّعوديّ يشارك بهذه الكلمات من أنشودة مشهورة تقول:...،:"
قد بِتُّ ﺃﻧتظِرُ ﺍﻟﻠِّﻘﺎء ﻭﺷﻤﺴَﻪ ولظَى ﺍﻟﺤﻨﻴنِ ﻳُــذِﻳﺒُﻨﻲ ﻛﺎﻟﻨّﺎﺭِ
ﻭﺗﻌطّﺸتْ ﻋﻴﻨﻲ ﻟِﺒُﻌْدِ ﻣَﺰﺍﺭِﻛم ﻫﺘﻔتْ طيورُ ﺍﻟﺸّوﻕ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭِ
ﺇﻧّﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺩَ ﺍﻟزّﻣﺎﻥُ بِذِكْرِكُم ﻫﺎﺟتْ ﺩﻣوﻉُ ﺍﻟوﺟدِ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎﺭِ
ﺳﻠَِﻤتْ ﻗﻠوﺏُ ﺃﺣﺒّﺘﻲ ﻓﻲ ﺻُﺒْﺤِﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎﺋِﻬﺎ ﺑﺮﺣﻴﻠِﻬﺎ ﺑِﻘَﺮﺍﺭﻱ،.. ."
السّلام عليك حبيبَنا، ما دام في الوجود نسمةٌ تدغدغ وجه أمّي الرّؤوم الّتي فقدت الأب والأمّ والأخوة والأخوات والابن، وغير قليل من الفرط، السّلام على روحك في الملأ الأعلى عند ربٍّك الكريم الذي لا ينظر إلى أفعالك، وإنّما ينظر إلى قلّة حِيْلَتِكَ، وصبرنا، وهو معنا نعم المولى، ونعم المُعين!!
مَنْ تعلّم منك الزّهد في الحياة أخوك ومحبّك: عـمـر عبدالمعطي عبدالوالي السّعوديّ
13/4/2015م.
السّلام عليك أيّها الحبيب، السّلام على كلّ مَن أحبّك وبكى عليك، أو كاد، السّلام على كلّ من خفّف عنّا المصاب برحيلك، وتمنّى أنّ بيده ما يدفع الأذى، أو يمنعه،...
فقد صادف يوم الجمعة: 3/4/2015م، ذكرى ميلاد الفقيد الغالي أخي معاذ يرحمه الله، إذ أمضى من عمره أربعة وعشرين ربيعاً، ويصادف اليوم الإثنين: 13/4/2015م، الذّكرى الثانية لرحيله إذ رحل عنّا تاركاً في قلوبنا أحزاناً ما زلنا غير قادرين على تحمّلها، حتّى إننا تعلّمنا منها أن ندعو لكلّ النّاس بالنّجاة منها، نعم، معاذ ذلك الشّاب القرآني المبتسم، البارّ بوالديه وصحبهم، معاذ آخر درهم من دراهم أمّي ادّخرته في كيسها خوفاً من حوادث الليل والنّهار، ولكن يداً امتدّت إليه فسرقته، وسرقت آمالاً كانت أمّي، وكنّا نحلم أن تكون!!
نعم، ما زالت دموع أمّي تنهمر عليه، غالية تأكلُ الوجنات، وتجعل القلب يخفق على هذا الشّاب الذي رحل عن الدّنيا وفي جيبه أحد عشر ديناراً أردنيّاً، " وكَـــرَتَـــة "( kareta ) أداة تساعد في لبس الحذاء ( أكرمكم الله، وحفظكم بما يحفظ به الصّالحين من عباده) إذا أراد أن يمتطيه، قال لأمّي قبل أن يرحل- وقد اشترى لها طَرْدَ ماءٍ من محلاّت صديقه وصديقنا البارّ الأستاذ عثمان سالم عبداللطيف الرّفوع الذي خطب عروساً قبل أيّام، نظنّ أنْ لو كان معاذ حيّاً لحيّاه وبارك له، وهنّأه: نعم، قال لأمّي: إنّ له منها ديناراً واحداً، وعشرةً لآخر لم يذكر اسمه، وقد بحثنا عنه وفتّشنا لكننا لمّا نهتدِ إليه حتّى الآن، ويعلم الله أننا نحبّ صاحبها من دون أن نعرفه؛ لأنّ يده الكريمة قد لامست يد معاذ، ونفسه الطّيبّة قد أحبّت معاذاً، إذ لولا تلك المحبّة لما كان في أمانته هذه العشرة الدّنانير التي ما زالت أمّي محتفظة بها. نحمد الله أن أعطانا أخاً مثل معاذ الذي أعطانا بأخلاقه حبّ النّاس الطّيّبين الذين ما زالوا يذكرونه بخير، فهو صديق المآذن، والمساجد، والمرضى، إذ عرف عنه أنّه كان يؤدّي خدمات تمريضيّة جليلة لأولئك المرضى الرّاقدين على فرشهم في مساكنهم، ويشهد على ذلك ربّنا ربّ العزّة والجبروت، ورياح، وثلوج بصيرا، وبردها القارس الذي ما كان يوماً عائقاً في وجه خدمات معاذ الجليلة، وقد فقد هؤلاءِ المرضى تحيّته، وابتسامته، ودواءه، وأشياء أخرى يعلمها خالقنا الكبير الرحيم.
أيّها الغالي، أعجبني قولُ محبيّك كلّه، ورأيت أن أضمّ ما كتبه بعضهم، فهذا أخي وصديقي أبو المثنّى الأستاذ الدّكتور خليل عبد الرّفوع؛ يحكي قصّتك، وقصّة صدقك وصدقه، إذ يقول:" معاذ السعودي، الفتى الذي ضمخ قلوب محبيه عشقاً ومحبةً لن تنسى، معاذ أيُّها الرّاحل إلى مستقر رحمة الله صادحاً بالنداء الأبديّ (الله أكبر)، كم أوجعنا رحيلك يا صديق المساجد والسّنابل والدّعاء، لك ترديدة المحراب وصدى المآذن، يا ابن بصيرا، أيّها المدلّلُ في ابتسامة والِدَيك العزيزين وإخوتك النّبلاء وفتية الفجر في غدوهم وروحتهم، سلام على روحك مع الشّفق وما وسق ، واللّيل إذا اتّسق، كلّما تنّفس صبحٌ وعسعس ليلٌ، كم يهدّ رحيلُك مريديك وكأنّك مع الغيم تسافر حيث الغيث يقبل صوتك ليمدَّ به أنفاس المصلين ، فلك الرّحمة تتغمّد نشيجك. يا أيّها المعاذ سلام عليك في كلّ حين". وهذا النّجيب الصّادق الخجول المبادر لفعل الخير، أحمد سميح سلمان السّعوديّ يشارك بهذه الكلمات من أنشودة مشهورة تقول:...،:"
قد بِتُّ ﺃﻧتظِرُ ﺍﻟﻠِّﻘﺎء ﻭﺷﻤﺴَﻪ ولظَى ﺍﻟﺤﻨﻴنِ ﻳُــذِﻳﺒُﻨﻲ ﻛﺎﻟﻨّﺎﺭِ
ﻭﺗﻌطّﺸتْ ﻋﻴﻨﻲ ﻟِﺒُﻌْدِ ﻣَﺰﺍﺭِﻛم ﻫﺘﻔتْ طيورُ ﺍﻟﺸّوﻕ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭِ
ﺇﻧّﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺩَ ﺍﻟزّﻣﺎﻥُ بِذِكْرِكُم ﻫﺎﺟتْ ﺩﻣوﻉُ ﺍﻟوﺟدِ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎﺭِ
ﺳﻠَِﻤتْ ﻗﻠوﺏُ ﺃﺣﺒّﺘﻲ ﻓﻲ ﺻُﺒْﺤِﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎﺋِﻬﺎ ﺑﺮﺣﻴﻠِﻬﺎ ﺑِﻘَﺮﺍﺭﻱ،.. ."
السّلام عليك حبيبَنا، ما دام في الوجود نسمةٌ تدغدغ وجه أمّي الرّؤوم الّتي فقدت الأب والأمّ والأخوة والأخوات والابن، وغير قليل من الفرط، السّلام على روحك في الملأ الأعلى عند ربٍّك الكريم الذي لا ينظر إلى أفعالك، وإنّما ينظر إلى قلّة حِيْلَتِكَ، وصبرنا، وهو معنا نعم المولى، ونعم المُعين!!
مَنْ تعلّم منك الزّهد في الحياة أخوك ومحبّك: عـمـر عبدالمعطي عبدالوالي السّعوديّ
13/4/2015م.