تقرير | الضربة التي لا تقتلك تقويك .. تياجو سيلفا عاد للقمة
جو 24 : تراجع مستوى نجم دفاع باريس سان جيرمان بعد فضيحة ألمانيا في كأس العالم، لكن قائد البرازيل الأسبق جيلبرتو سيلفا يرى أنه عاد ليقدم أفضل ما لديه..
أحيانًا يود المرء تحقيق شيء ما مهما كلف الثمن .. عاش تياجو سيلفا كل يوم قبل عام من كأس العالم 2014 وهو يحلم بالفوز بالبطولة. أرهقه التفكير في رفع الجائزة الأغلى في عالم كرة القدم في بلاده، حتى تمكنت منه أعباء ذلك الحمل الثقيل للغاية.
قبل مباراة السيليساو في ثمن النهائي ضد تشيلي، انهار تياجو سيلفا من البكاء حين وصلت المباراة لركلات الترجيح وبدا الضغط هائلًا للغاية عليه. انكسر قائد للبرازيل ورفض تنفيذ أي ركلة جزاء ترجيحية.
ترشحت البرازيل بالفوز بنتيجة 2-3 بفضل ركلة نيمار الحاسمة، لكن سمعة تياجو سيلفا تضررت للغاية في أعين مواطنيه، لدرجة دفعت النجم البرازيلي المعتزل وبطل العالم في 1994 رانكو لوصفه بالطفل الباكي.
وعن ذلك تحدث لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي المعتزل جيلبرتو سيلفا قائلًا "تياجو يحظى كقائد باحترام جميع اللاعبين البرازيلي لكن تلك المباراة لم تكن جيدة لصورته. كانت لحظة توتر، ضغط وجميعنا توقعنا رد فعل مختلف من الجميع وخاصة تياجو. لقد كان القائد".
"لكن لا يمكن مهاجمة تياجو على ذلك. لقد كانت مباراة كأس عالم على أرض بلاده والبرازيل كان يمكن أن تتعرض للإقصاء. قد كانت لحظة عصيبة والعديد من الأمور تبادرت إلى مخيلته. يحلو للبعض تذكر تلك المباراة ونسيان قدراته، لكن لا ينبغي أن تسير الأمور بهذه الطريقة".
الانتقادات تؤلم كثيرًا، لكن نجم باريس سان جيرمان رد على الهجوم الشخصي عليه بتسجيل هدف الافتتاح للبرازيل في ربع النهائي ضد كولومبيا، غير أن بطاقة صفراء أبعدته عن نصف النهائي الذي شهد السباعية التاريخية لصالح البطلة ألمانيا.
بالنسبة للكثيرين، فقد اعتبروا أن تياجو سيلفا تخلف عن الموعد مجددًا حين كان السيليساو بأمس الحاجة له. عاد قلب الدفاع للعب مباراة تحديد المركز الثالث ضد هولندا لكنه كان خائر القوى وفشل في منع البرازيل من تلقي هزيمة مؤذية أخرى.
صعق فشل حملة البرازيل للفوز باللقب المنشود جميع أفراد المنتخب، لكن تياجو سيلفا على وجه التحديد كان أكثر المصدومين ربما لأنه يُعتبر معصومًا.
وقد قال جيلبرتو، الفائز بمونديال 2002، عن ذلك "ما كان علينا أن نصنع وحشًا من تياجو. كان له لحظات جيدة وسيئة خلال كأس العالم لكننا جميعًأ نعرفه كرياضي، كشخص. جميعنا رتكب الأخطاء ونتعرض للانتقاد لكن أولئك فقط على الملعب هم من يعلمون المصاعب التي يتعرض لها اللاعب. لا يمكننا لوم لاعب واحد أو آخر، خاصة ليس تياجو، على فشل كأس العالم".
لسوء حظ تياجو سيلفا، فقد عانى من إصابة عضلية في بداية الموسم أجبرته على الغياب عن أول 4 مبايات للسيليساو بعد عودة دونجا كمدرب للمنتخب، ليحصل نيمار على شارة القيادة التي توقع تياجو سيلفا أن يستعيدها فور تعافيه من الإصابة في نوفمبر. دونجا قرر عكس ذلك، لم يعد نيمار قائدًا مؤقتًا، بل أصبح القائد الجديد للبرازيل في وجود مدافع ميلان الأسبق، فشعر الأخير بالخيانة.
وقد تحدث ابن ريو دي جانيو قبل مباراة نوفمبر الدولية ضد النمسا "بصدق، لم أتوقع هذا. أكذب لو قلت أنني لم أنزعج، فأنا أشعر كأن شيئًا كان ملكي سُلِب مني. إنه أمر مؤلم ويجعلني حزينًا خاصة لأن لا أحد جاء ليتحدث معي بشأنه. نيمار لم يخاطبني".
تلقى الرأي العام هذه التصريحات على أنها ثورة غضب، وبدا إيحاء ذلك أن نيمار، فتى البرازيلي الذهبي، أساء بشكل أو بآخر لتياجو سيلفا وهو أمر لم يرق أبدًا للمشجعين. لكن تم عقد ئحادثات تهدئة بعدها وقال جميع المعنيين بالأمر أن القصة تم حلها بشكل ودي . ذلك لم يخفف الشعور السائد بأن تياجو سيلفا عانى من مشاكل كبيرة داخل وخارج الملعب.
حيث قال المدرب الفرنسي جاي رو أنه "في حال حدث شيء خطير في حياته أثر على مستواه المتراجع بشدة فسيكون ذلك تفسيرًا معقولًا"، فيما ادَّعى الفائز بكأس العالم 1998 فرانك لوبوف "تياجو سيلفا يعاني من مشكلة ذهنية. أحيانًا تشعر أنه غافل، وربما مرتبك".
اللاعب نفسه اعترف أن كأس العالم ترك على ذهنه ندبة لا تشفى، قائلًا "بعد إصابتي كان الوضع معقدًا للغاية وعلى المستوى النفسي لم أكن بخير، حتى المهام السهلة كانت صعبة للغاية" .. السطر الأخير كفيل لفهم أن صاحبه شخص يعاني من شيء قريب من الاكتئاب.
غير أن تياجو سيلفا قال العام الماضي مشيرًا إلى المرض الذي أدخله المستشفى فستة أشهر في 2005 "لقد تغلبت على مرض السل وحياتي كانت على المحك. يمكنني التغلب على هذا الوضع".
وقد فعل .. فقد تحسن مستواه بشكل متصاعد منذ عودته في العام الماضي والآن عاد ليؤدي في المستوى الذي جعل باولو مالديني يقارنه بفرانكو باريزي وأليسَّاندرو نيستا، واصفًا البرازيلي بـ "المدافع المثالي". الأكثر تشجيعًا من عودته للَّعب جيدًا مرة أخرى هي دلائل تعافيه ذهنيًا.
فحين ارتفعت نسبة الخطر على باريس سان جيرمان في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال ضد تشيلسي، ارتقى سيلفا ليس فقط لتسجيل هدف التأهل في الوقت الإضافي، بل كذلك لمستوى الحدث بأتم معنى الكلمة بعد أن رفض الاستسلام بسبب لمسة يد ارتكبها في الشوط الإضافي وكلفت فريقه المنقوص من زلاتان إبراهيموفيتش - بداعي الطرد - ركلة جزاء كادت تودي بفرص الترشح.
حيث قال "أشعر أنني عدت لأصبح بخير الآن. من الصعب عدم الاتفاق مع ذلك". من الصعب ألا تتفق معه، والتحدي الباقي الآن بالنسبة له أصبح إنقاذ سمعته مع البرازيل بدءً من بطولة كوبا أميركا بتشيلي، ولا يشك جيلبرتو سيلفا أن القائد السابق للسيليساو يبقى قادرًا على حفر اسمه كأحد أفضل قلوب الدفاع البرازيليين على الإطلاق رفقة دومينجوس دا جويا وماورو راموس، بفضل الجودة التي يمتلكها والتي تحتاج لتكليلها بميداليات.
"حين تنظر لمدافعين آخرين مثلوا السيليساو في الماضي، ستجد العديد من الفائزين والأبطال. ربما حين يتعلق الأمر بالألقاب لا نجد تياجو على نفس مستوى اللاعبين الآخرين، لكن إذا صرفت النظر عن تلك النقطة فهو قريب وحتى يتساوى مع آخرين صنعوا التاريخ بهذا القميص. حتى دون شارة القيادة، ما زال تياجو نقطة مرجع للمجموعة البرازيلية والمشجعين. إنه قائد لديه مستقبل باهر مع السيليساو".
بالتأكيد، بينما لن يفارقه ماضيه أبدًا، ما سيفعله سيلفا في المستقبل القريب سيحدد مسيرته وهو يعلم أكثر من الجميع أن الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى.
أحيانًا يود المرء تحقيق شيء ما مهما كلف الثمن .. عاش تياجو سيلفا كل يوم قبل عام من كأس العالم 2014 وهو يحلم بالفوز بالبطولة. أرهقه التفكير في رفع الجائزة الأغلى في عالم كرة القدم في بلاده، حتى تمكنت منه أعباء ذلك الحمل الثقيل للغاية.
قبل مباراة السيليساو في ثمن النهائي ضد تشيلي، انهار تياجو سيلفا من البكاء حين وصلت المباراة لركلات الترجيح وبدا الضغط هائلًا للغاية عليه. انكسر قائد للبرازيل ورفض تنفيذ أي ركلة جزاء ترجيحية.
ترشحت البرازيل بالفوز بنتيجة 2-3 بفضل ركلة نيمار الحاسمة، لكن سمعة تياجو سيلفا تضررت للغاية في أعين مواطنيه، لدرجة دفعت النجم البرازيلي المعتزل وبطل العالم في 1994 رانكو لوصفه بالطفل الباكي.
وعن ذلك تحدث لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي المعتزل جيلبرتو سيلفا قائلًا "تياجو يحظى كقائد باحترام جميع اللاعبين البرازيلي لكن تلك المباراة لم تكن جيدة لصورته. كانت لحظة توتر، ضغط وجميعنا توقعنا رد فعل مختلف من الجميع وخاصة تياجو. لقد كان القائد".
"لكن لا يمكن مهاجمة تياجو على ذلك. لقد كانت مباراة كأس عالم على أرض بلاده والبرازيل كان يمكن أن تتعرض للإقصاء. قد كانت لحظة عصيبة والعديد من الأمور تبادرت إلى مخيلته. يحلو للبعض تذكر تلك المباراة ونسيان قدراته، لكن لا ينبغي أن تسير الأمور بهذه الطريقة".
الانتقادات تؤلم كثيرًا، لكن نجم باريس سان جيرمان رد على الهجوم الشخصي عليه بتسجيل هدف الافتتاح للبرازيل في ربع النهائي ضد كولومبيا، غير أن بطاقة صفراء أبعدته عن نصف النهائي الذي شهد السباعية التاريخية لصالح البطلة ألمانيا.
بالنسبة للكثيرين، فقد اعتبروا أن تياجو سيلفا تخلف عن الموعد مجددًا حين كان السيليساو بأمس الحاجة له. عاد قلب الدفاع للعب مباراة تحديد المركز الثالث ضد هولندا لكنه كان خائر القوى وفشل في منع البرازيل من تلقي هزيمة مؤذية أخرى.
صعق فشل حملة البرازيل للفوز باللقب المنشود جميع أفراد المنتخب، لكن تياجو سيلفا على وجه التحديد كان أكثر المصدومين ربما لأنه يُعتبر معصومًا.
وقد قال جيلبرتو، الفائز بمونديال 2002، عن ذلك "ما كان علينا أن نصنع وحشًا من تياجو. كان له لحظات جيدة وسيئة خلال كأس العالم لكننا جميعًأ نعرفه كرياضي، كشخص. جميعنا رتكب الأخطاء ونتعرض للانتقاد لكن أولئك فقط على الملعب هم من يعلمون المصاعب التي يتعرض لها اللاعب. لا يمكننا لوم لاعب واحد أو آخر، خاصة ليس تياجو، على فشل كأس العالم".
لسوء حظ تياجو سيلفا، فقد عانى من إصابة عضلية في بداية الموسم أجبرته على الغياب عن أول 4 مبايات للسيليساو بعد عودة دونجا كمدرب للمنتخب، ليحصل نيمار على شارة القيادة التي توقع تياجو سيلفا أن يستعيدها فور تعافيه من الإصابة في نوفمبر. دونجا قرر عكس ذلك، لم يعد نيمار قائدًا مؤقتًا، بل أصبح القائد الجديد للبرازيل في وجود مدافع ميلان الأسبق، فشعر الأخير بالخيانة.
وقد تحدث ابن ريو دي جانيو قبل مباراة نوفمبر الدولية ضد النمسا "بصدق، لم أتوقع هذا. أكذب لو قلت أنني لم أنزعج، فأنا أشعر كأن شيئًا كان ملكي سُلِب مني. إنه أمر مؤلم ويجعلني حزينًا خاصة لأن لا أحد جاء ليتحدث معي بشأنه. نيمار لم يخاطبني".
تلقى الرأي العام هذه التصريحات على أنها ثورة غضب، وبدا إيحاء ذلك أن نيمار، فتى البرازيلي الذهبي، أساء بشكل أو بآخر لتياجو سيلفا وهو أمر لم يرق أبدًا للمشجعين. لكن تم عقد ئحادثات تهدئة بعدها وقال جميع المعنيين بالأمر أن القصة تم حلها بشكل ودي . ذلك لم يخفف الشعور السائد بأن تياجو سيلفا عانى من مشاكل كبيرة داخل وخارج الملعب.
حيث قال المدرب الفرنسي جاي رو أنه "في حال حدث شيء خطير في حياته أثر على مستواه المتراجع بشدة فسيكون ذلك تفسيرًا معقولًا"، فيما ادَّعى الفائز بكأس العالم 1998 فرانك لوبوف "تياجو سيلفا يعاني من مشكلة ذهنية. أحيانًا تشعر أنه غافل، وربما مرتبك".
اللاعب نفسه اعترف أن كأس العالم ترك على ذهنه ندبة لا تشفى، قائلًا "بعد إصابتي كان الوضع معقدًا للغاية وعلى المستوى النفسي لم أكن بخير، حتى المهام السهلة كانت صعبة للغاية" .. السطر الأخير كفيل لفهم أن صاحبه شخص يعاني من شيء قريب من الاكتئاب.
غير أن تياجو سيلفا قال العام الماضي مشيرًا إلى المرض الذي أدخله المستشفى فستة أشهر في 2005 "لقد تغلبت على مرض السل وحياتي كانت على المحك. يمكنني التغلب على هذا الوضع".
وقد فعل .. فقد تحسن مستواه بشكل متصاعد منذ عودته في العام الماضي والآن عاد ليؤدي في المستوى الذي جعل باولو مالديني يقارنه بفرانكو باريزي وأليسَّاندرو نيستا، واصفًا البرازيلي بـ "المدافع المثالي". الأكثر تشجيعًا من عودته للَّعب جيدًا مرة أخرى هي دلائل تعافيه ذهنيًا.
فحين ارتفعت نسبة الخطر على باريس سان جيرمان في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال ضد تشيلسي، ارتقى سيلفا ليس فقط لتسجيل هدف التأهل في الوقت الإضافي، بل كذلك لمستوى الحدث بأتم معنى الكلمة بعد أن رفض الاستسلام بسبب لمسة يد ارتكبها في الشوط الإضافي وكلفت فريقه المنقوص من زلاتان إبراهيموفيتش - بداعي الطرد - ركلة جزاء كادت تودي بفرص الترشح.
حيث قال "أشعر أنني عدت لأصبح بخير الآن. من الصعب عدم الاتفاق مع ذلك". من الصعب ألا تتفق معه، والتحدي الباقي الآن بالنسبة له أصبح إنقاذ سمعته مع البرازيل بدءً من بطولة كوبا أميركا بتشيلي، ولا يشك جيلبرتو سيلفا أن القائد السابق للسيليساو يبقى قادرًا على حفر اسمه كأحد أفضل قلوب الدفاع البرازيليين على الإطلاق رفقة دومينجوس دا جويا وماورو راموس، بفضل الجودة التي يمتلكها والتي تحتاج لتكليلها بميداليات.
"حين تنظر لمدافعين آخرين مثلوا السيليساو في الماضي، ستجد العديد من الفائزين والأبطال. ربما حين يتعلق الأمر بالألقاب لا نجد تياجو على نفس مستوى اللاعبين الآخرين، لكن إذا صرفت النظر عن تلك النقطة فهو قريب وحتى يتساوى مع آخرين صنعوا التاريخ بهذا القميص. حتى دون شارة القيادة، ما زال تياجو نقطة مرجع للمجموعة البرازيلية والمشجعين. إنه قائد لديه مستقبل باهر مع السيليساو".
بالتأكيد، بينما لن يفارقه ماضيه أبدًا، ما سيفعله سيلفا في المستقبل القريب سيحدد مسيرته وهو يعلم أكثر من الجميع أن الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى.