هيفا وهبي لن تقلب التراب ذهباً!
جو 24 : لو تحلّت هيفا وهبي بالقليل من حضور الصوت، لَما وجدت نفسها تتعمّد محاكاة الجمهور بأدوات أخرى. عملها الجديد "بريثينغ يو إن" تجربة غنائية أولى بالإنكليزية، بدت فيها كأنها تُفرِغ كل ما في جعبتها لتصنع شيئاً من لا شيء.
قدّم المخرج طارق فريتخ وهبي في دور "النجمة العالمية". الأغنية سعيٌ إلى إثبات أنّ المغنية اللبنانية تغزو العالم. لعلّ المخرج استوحى من هنا فكرة رائد الفضاء الذي يتعرّض لحادث وبقوّة الحب ينجو ويهبط على الأرض ليرقص ويحضنها. يفتقر الكليب تماسك الفكرة. بدا مجموعة مَشاهد لا يمتّ بعضها الى البعض الآخر، غرضها افتعال حالة. ليست القضية أنّ وهبي تدندن بالإنكليزية، وأنّ خطيب جينيفر لوبيز السابق كاسبر سمارت يشاركها البطولة. المسألة أنّ الأغنية لا وزن لها. كلمات ضعيفة ولحن ركيك وأداء بلا أثر. لكنّها الديفا التي لا تُحاسَب على هذا. مَن يبحث في حضرتها عن الصوت؟ مَن ينتظر من جديدها قيماً فنية؟ الأنظار في غير اتجاه. هنا الفساتين تصنع عملاً يُراد به بلوغ مصاف "العالمية". أمكن اختزال الكليب بالأزياء على جسد "النجمة". متعبٌ البحث عن اختزال آخر. اللوحات الراقصة جزء من هذه الأزياء. تطارد العين ما اختفى وليس ما ظهر. الكليب متواضع مشهدياً (صوِّر في أميركا)، صحراوية المكان طغت على روحيته. بدا كأنه يفتقر لمسات مخرج لم يبدُ طوال الوقت حاضراً. سرعان ما تلاشت فكرة الحبّ كصانع معجزات، واتجه الكليب نحو تكريس وهبي امرأة مغرية تملك الكثير من القدرة على الإيحاء. لا بأس بكلّ هذا، ففيه جمالية، وإنما ضعف الأغنية وضياع الصوت ضربا التوازن، وأصبحت الأولوية اختراع ما تيسّر لتعويض ما فات.
تتقن الفنانات الغربيات تقديم الإغراء المشهدي، وفي الآن عينه يقدّمن أغنيات ذات معنى. بالغت وهبي في تقليد هذا الدور. حقّها، فلها جمهور يصدّق ويصفّق، وإن قدَّمت تراباً قَلَبَه الى ذهب.
فاطمة عبدالله -النهار
قدّم المخرج طارق فريتخ وهبي في دور "النجمة العالمية". الأغنية سعيٌ إلى إثبات أنّ المغنية اللبنانية تغزو العالم. لعلّ المخرج استوحى من هنا فكرة رائد الفضاء الذي يتعرّض لحادث وبقوّة الحب ينجو ويهبط على الأرض ليرقص ويحضنها. يفتقر الكليب تماسك الفكرة. بدا مجموعة مَشاهد لا يمتّ بعضها الى البعض الآخر، غرضها افتعال حالة. ليست القضية أنّ وهبي تدندن بالإنكليزية، وأنّ خطيب جينيفر لوبيز السابق كاسبر سمارت يشاركها البطولة. المسألة أنّ الأغنية لا وزن لها. كلمات ضعيفة ولحن ركيك وأداء بلا أثر. لكنّها الديفا التي لا تُحاسَب على هذا. مَن يبحث في حضرتها عن الصوت؟ مَن ينتظر من جديدها قيماً فنية؟ الأنظار في غير اتجاه. هنا الفساتين تصنع عملاً يُراد به بلوغ مصاف "العالمية". أمكن اختزال الكليب بالأزياء على جسد "النجمة". متعبٌ البحث عن اختزال آخر. اللوحات الراقصة جزء من هذه الأزياء. تطارد العين ما اختفى وليس ما ظهر. الكليب متواضع مشهدياً (صوِّر في أميركا)، صحراوية المكان طغت على روحيته. بدا كأنه يفتقر لمسات مخرج لم يبدُ طوال الوقت حاضراً. سرعان ما تلاشت فكرة الحبّ كصانع معجزات، واتجه الكليب نحو تكريس وهبي امرأة مغرية تملك الكثير من القدرة على الإيحاء. لا بأس بكلّ هذا، ففيه جمالية، وإنما ضعف الأغنية وضياع الصوت ضربا التوازن، وأصبحت الأولوية اختراع ما تيسّر لتعويض ما فات.
تتقن الفنانات الغربيات تقديم الإغراء المشهدي، وفي الآن عينه يقدّمن أغنيات ذات معنى. بالغت وهبي في تقليد هذا الدور. حقّها، فلها جمهور يصدّق ويصفّق، وإن قدَّمت تراباً قَلَبَه الى ذهب.
فاطمة عبدالله -النهار