زوار عفرا والبربيطة يشكون نقص الخدمات وانتشار النفايات
لم تترافق عمليات تطوير الحمامات المعدنية في عفرا والبربيطة، بل ظلت على امتداد سنوات ، اما مغلقة ، أو مفتوحة بصورة عشوائية، تعكس صورة من الاهمال، الذي يشوه طبيعة المكان، وصورة السياحة في المحافظة، خاصة مع تدفق الافواج السياحية من مختلف مناطق المملكة فترة عيد الفطر المبارك.
في الحمامات اعداد كبيرة من الناس الذين يفدون يوميا، على مياه ذات تميز، لكن للزوار فيها ملاحظات، اذ يقول الشباب محمد الطراونة وعلي المجالي واحمد المعايطة القادمين من محافظة الكرك للسياحة والاستجمام في الموقع ان بركة المياه الحارة تنتشر فيها الطحالب، والمياه في البرك لا تستبدل والموقع يخلو تماما من الرقابة التي تحافظ على النظافة فيه.
ويرى احمد المرافي وعدد من الشباب في الموقع ان البرك مليئة بالنفايات، فيما الموقع تتوزع فيه بقايا الطعام في كل مكان، وقالوا ان وزارة السياحة لم تبخل على هذه المياه وهذا الموقع بالتطوير والتحديث والبنية التحتية، لكنه ظل مهملا، فلا وجود فيه لدليل او مرشد، ولا وجود للاشارات التحذيرية ولا للاسعاف والدفاع المدني والسلامة العامة.
ويؤيد قصي الربابعة ذلك ، فهو قادم من محافظة إربد للاستشفاء والاستمتاع بطبيعة المنطقة ، لكنه قال «من المؤسف ان يكون هذا الموقع على هذا النحو من عدم النظافة « وطالب بوجود موظفين لتبديل المياه في البرك ، وقال ان «بركة المقلى» مليئة بالاوساخ، في حين يرى منتصر النوافلة ان النظافة ليست المطلب الوحيد في هذا المكان، بل تنعدم فيه الخدمات الاخرى مثل المركز الصحي المغلق ومكان نظيف للصلاة، ومراكز للشرطة والدفاع المدني.
وقال إن الزائر للموقع يدفع بدل الدخول الى حمامات عفرا ، لكنه لا يجد غير مكان فيه كثير من النفايات، وعدد من الغرف التي شاهدت فيها بقايا طعام، تماما مثل المصاطب وارجاء الحمامات التي تمتلئ اماكن الجلوس فيها بالعظام وبقايا الطعام، فيما علي الفقهاء من مأدبا طالب بزراعة المساحات الفارغة في الموقع ، والاهتمام بالنظافة ونقلها من المكان ، وتوفير حاويات وبراميل كافية.
من جانبه،أكد نائب رئيس لجنة المواقع السياحية في عفرا والبربيطه ، المهندس حمد البدور، رئيس لجنة بلدية الطفيلة الكبرى ، تقصير اللجنة المشكلة من وزارة السياحة لادارة الموقع حيث انها لم تجتمع طيلة تشكيلها للوقوف على المشاكل المتنوعة التي تعاني منها حمامات عفرا والبربيطة.
وأشار البدور الى وجود عمال للنظافة من قبل بلدية الطفيلة وضاغطة لنقل النفايات تعمل في الموقع للحد من انتشار النفايات، موضحاً ان وزارة السياحة لم تصرف المخصصات المالية لبلدية الطفيلة الكبرى والبالغة (56) الف دينار منذ تشكيل اللجنة، ما ادى الى تراجع عمليات النظافة لعدم توفر مخصصات مالية في البلدية لديمومة عمليات النظافة في حمامات عفرا والبربيطة.
وفي تصريح صحفي سابق علق مدير السياحة في الطفيلة خالد الوحوش حول تطوير وتشغيل موقع حمامات عفرا والبربيطة وقال « بعد تطوير الحمامات واستكمال البنية التحتية فيها ، جاء دور التشغيل للموقع ، وقامت اللجنة المشكلة لادارة المواقع السياحية في المحافظة برئاسة الامين العام بادارة الموقع، وجرى الاعلان عن عفرا والبربيطه للاستثمار ، لتحقيق مبدأ المنافسة ، من اجل التشغيل.
ولفت الوحوش الى ان عدد الزوار لهذه المياه في تزايد، يتصاعد في ايام العطل والاعياد ، الى قرابة الفي زائر ، مهيباً بالمواطنين المحافظة على الموقع والاهتمام بالنظافة، وان يدرك الجميع ان مبلغ دينار واحد لايكفي لادامة الخدمات في الموقع، اذ المطلوب الاول تبديل كثير من ممارسات وسلوكات الزوار الذين يلقون بالنفايات عشوائيا في الوادي.
ويقع وادي عفرا ، على بعد (26) كيلو مترا، الى الشمال من مدينة الطفيلة ، تبلغ مساحة منطقة الرفد السطحية فيه (43،5) كم2 ، فيما تمثل الصخور المكونة للمنطقة تتابعا من صخور الكريتاسي.
وتتدفق المياه في عفرا من صخور المنطقة ، من اكثر من (15) ينبوعا على امتداد الوادي ، فيما تقع أعلى الينابيع على ارتفاع (270) مترا فوق سطح البحر ، لتصل كمياتها قرابة (500) لتر في الثانية ، تتراوح حرارتها ما بين (45-48 ) درجة مئوية ، ثابتة عبر فصول السنة ، بينما تصل درجة الحرارة في احداها الـــــى (51) درجة مئوية.
وتحتوي المياه المعدنية في عفرا على الكالسيوم والصوديوم ، والمغنيسيوم ، والبايكربونات والكلوريد والكبريتات ، فيما اطلق عليها « المياه الرادونية « بفعل تركيز عنصر الرادون فيها بشكل لافت ، بمعدل (18،3) نانوكوري/ لتر ، والتي يمكن الاستفادة منها في علاج الامراض الروماتزمية ، وتيبس المفاصل ، والالتهابات المفصلية ، وتيبس العضلات ، وتنشيط الدورة الدموية ، وتصلب الشرايين ، وفقر الدم ، وبعض انواع العقم. الراي