أولويات الفتاة وأهلها.. الزواج أم الدراسة ؟
جو 24 : العريس المناسب الذي تتوافر فيه كل المواصفات أصبح اليوم عملة صعبة، ونادرا ما تجد الفتيات شبابا قادرين على الزواج وتحمل تكاليفه في ظل ظروف الحياة الصعبة من جهة، ومبالغة العروس وأهلها في طلباتهم من جهة أخرى. كما إن اغلب المقبلين على الزواج من الشباب المقتدر والمميز يفضل الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الثانية والعشرين، وهذا يعني أن مثل هذه الفتاة لا تزال في مرحلة الدراسة الجامعية. ترى ماذا تفعل مثل هذه الفتاة: هل تقبل بشاب قد يكون ‹لقطة› وفرصة قد لا تتكرر لاحقا فيما لو رفضته وتتخلى عن دراستها الجامعية؟ أم تقبل به شريطة إكمال دراستها؟ أم توافق على الخطبة وتستمر في الدراسة؟ تضاؤل فرص الزواج «هو في حد اليوم لاقي يتزوج»، هكذا بدأت مريم عبدالكريم حديثها بعفوية شديدة، وأضافت قائلة: تقدم لي عريس ايام الدراسة الجامعية، واعترف بانني رفضته وفضلت الدراسة معتبرة اياها سلاحا للفتاة يحميها في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وعندما انتهيت من دراستي قررت العمل ايضا لاثبات وجودي وشخصيتي. وبعد فترة صحوت على حقيقة انني تجاوزت سن التاسعة والعشرين، وفي هذا العمر تبدأ فرص الزواج تتضاءل امام الفتاة حيث يعتبر الكثيرون ان الفتاة في هذه السن كبيرة. وتشير مريم الى انه في السابق كان يتقدم للزواج بها الطبيب والمهندس والجامعي وغيرهم.. ولكن بعد وصولها الى هذه السن ايقنت ان عليها ان تتنازل وان ترضى بمن يتقدم اليها لانها ترى انه لم يتبق امامها سوى عامين بحسب قول امها لتدخل قائمة ‹العوانس» وهذا شكل خوف بالنسبة لي. واضافت مريم : « علي ان الحق نفسي قبل ان افقد جميع الفرص، وبالفعل تزوجت بمن هو اقل منها مستوى ثقافيا، فهو خريج احد المعاهد في حين انها تحمل شهادة الهندسة في الكمبيوتر. وتعترف انها اكتشفت بعد ان تزوجت ان قرارها القبول بالزواج بمن هو اقل منها مستوى كان غير صائب لوجود فارق في التعليم والمكانة الوظيفية بينهما، كلما تقدم العمر بالفتاة تضاءلت أمامها فرص الزواج المعقولة خصوصا ان اغلب الشباب العرب يفضل ان تكون زوجته صغيرة السن على ان تكون كبيرة ومتعلمة وجامعية. الزواج يُعثِّر الدراسة حنان فهد ترى ان الفتاة اليوم ليست أقل شأنا من الرجل في التعليم الجامعي، خصوصا بعد ان باتت الحياة العصرية تتطلب التعليم، وتقول: الدراسة الجامعية اصبحت اليوم مقياسا حتى لمدى احترام وتقدير الآخرين لنا، والدليل ان نظرة الناس إلى الاشخاص تتغير لمجرد علمهم ان فلانا دكتور أو فلانة مديرة أو مسؤولة أو مهندسة... الخ. كما أصبحت الشهادة الجامعية ايضا مقياسا للتمييز بين الناس ووسيلة اسهل لكسب الرزق، ولهذا فان اكمال الدراسة الجامعية اهم من الموافقة على زواج قد يقطع الدراسة أو يعثرها. لا زواج ولا شهادة وأكدت صباح خالد أن الزواج لا يزال في المقدمة لدى كثير من أولياء الأمور، في حين تأتي الدراسة في مرتبة أقل اهتماما، وقد لا يكون هناك اهتمام أساسا بها من قبل البعض، لذلك عندما تتعثر الفتاة في الدراسة أو تواجه مشكلات ما، فإن الانقطاع عن الدراسة هنا أمر وارد وشائع، وهي تكثر بين الفتيات اللاتي يعانين من مشكلات اجتماعية واقتصادية. وبينت أن الأسرة قد تلجأ لإيقاف الفتاة عن الدراسة لتزويجها فجأة دون مقدمات؛ لأنها غير مقتنعة أساسا بدراستها وترى أن الزواج هو الخلاص لها، وأنه هو من سيحل كل مشكلاتها ومشكلات أسرتها، لتتفاجأ بعدها أنها أصبحت أكثر عبئا عندما يفشل الزواج، لتعود لأسرتها بلا تعليم ولا عمل ولا تخطيط للمستقبل، خاصة حينما يكون لديها أطفال، وقد تصبح الفتاة أكثر عبئا عندما تكون تجربتها في الزواج مريرة. حسب طموح الفتاة واعتبرت عبير الشناوي ان طموح الفتاة وشخصيتها يلعبان دورا كبيرا في الأمر.. فمن الممكن ان توافق على الزواج شرط أن يتعهد زوجها بتركها تكمل دراستها وعدم الانجاب الا بعد الحصول على شهادتها الجامعية. وأضافت: مدى نجاح الزوجة في تحقيق ذاتها دراسيا ومهنيا وعدم التضحية في الوقت ذاته بحياتها الزوجية يعتمد على مدى تصميمها ومثابرتها للحصول على مبتغاها.. وهناك الكثيرات ممن نجحن في التوفيق بين الدراسة ومسؤوليات الزواج. ويتوقف الامر كذلك على مدى اقتناع الزوج باهمية أن تحمل زوجته شهادة جامعية. اما هند حسن فتخالفها الرأي وتقول: حتى لو أصرت الفتاة على اكمال الدراسة بعد الزواج واشترطت على زوجها ذلك، فانها قد لا تضمن ظروف حياتها الزوجية وما يطرأ عليها من تغيرات قد تعيق اكمالها لدراستها.الزواج يجب ان يأتي بعد الشهادة، ومهما تأخرت الفتاة في الدراسة، فان عمرها بعد التخرج لن يتجاوز في الغالب 24 سنة، وهذه سن مناسبة للزواج في هذه الايام.والشهادة الجامعية ضمانة للفتاة في الحصول على وظيفة مناسبة تساعد بها زوجها في ظل الظروف الحياتية الصعبة في الوقت الحالي، كما انها ستكون قادرة على منح تعليم افضل لابنائها. التعليم يسبق الزواج الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي تقول ان التعليم مهم جدا للفتاة في هذا الزمن وان الزواج يأتي في اي وقت اما التعليم فقد لا يكون متاحا في اي وقت وحسب رأيه يجب على كل فتاة ان تكمل تعليمها مهما صعبت عليها الامور ومن ثم الزواج فإن التعليم عمره ما كان عائقا وانما العكس يزيد من الفرص للزواج وتربية اجيال فيما بعد. وتجد انه بالتعليم يرتقي الإنسان متعجبا من الأشخاص الذين يصفون مستقبل تعليم البنت ببيت الزوجية، المرأة قد ترى أنّ الزواج أهم من التعليم لكن الرجل يهمه التعليم ايضا. الدستور