كيف نستوعب قرار الامانة نقل بعض دوائرها إلى مبنى المخابرات القديم
تامر خرمه- منطق غريب يهيمن على العقليّة التي تصدر عنها قرارات أمانة عمان، التي تبذل جهودا ملموسة في حلّ معضلة الاختناق المروري. رغم هذه الجهود قرّرت الأمانة خنق الشريان الذي يربط وسط العاصمة بأطرافها، عبر قرار نقل بعض مكاتبها إلى مبنى المخابرات القديم في منطقة العبدلي.
بالأمس القريب، حاربت أمانة عمان العاملين في سوق الجمعة بأرزاقهم، عبر نقل "البسطات" إلى منطقة رأس العين، بذريعة ازدحام العبدلي، متجاهلة أن هذا السوق لا يفتح أبوابه إلا في عطلة نهاية الأسبوع.
واليوم تريد الأمانة نقل عدد من مكاتبها إلى ذات المنطقة التي أخلتها من "البسطات"، فهل تتخيّل حجم الأزمة المروريّة التي ستشهدها منطقة العبدلي -المزدحمة أصلا- طيلة أيّام الدوام، عند انتقال مكاتب الأمانة إليها ؟
المبنى الحالي لأمانة عمان تسبب في ازدياد الازدحام في المنطقة التي شيّد عليها، فتخيّل كيف سيكون الوضع عند انتقال جزء من مكاتب الأمانة إلى أكثر الأماكن ازدحاما في العاصمة.
المنطقة التجاريّة بأبراجها المنتظرة، وقصر العدل، وكثير من المؤسّسات في "العبدلي" تجعل هذه المنطقة الأكثر ازدحاما في العاصمة، وهنا تريد أمانة عمان تشييد مكاتب جديدة لها، وكأن الأزمة المروريّة الناجمة عن وجود هذه المؤسّسات لا تكفي. ترى هل هنالك أيّ تخطيط تستند إليه أمانة عمان في عملها، أم أن القرارات تصدر هكذا، بقدرة سلطان ؟!
المضحك أن الأمانة تريد استغلال بضعة أمتار لتشييد مبنى كراجات عامودي لسيّارات الموظّفين المفترض نقلهم، ما يعني أنّها مدركة لاستحالة اصطفاف السيّارات في العبدلي، فكيف سيكون الوضع عند بدء دوام موظفي الأمانة وانتهائه ؟
أمّا مبنى المخابرات السابق فقد أكل عليه الدهر وشرب، وبلغ من القدم ما يفرض على صيانته كلفة عالية، فهل فكّرت الأمانة بهذه الكلفة، التي سيتحمّلها المواطن في نهاية المطاف ؟
الأصل يا أمين عمان توسيع العاصمة ونقل الحركة لأطرافها، وتخفيف الضغط عن مركز المدينة، ولكن هذا القرار لن يزيد طينة الازدحام إلا بلّة.
الغريب أن أمين عمان يعتزم استغلال باطن الأرض واقتراح مشروع "الميترو" ادراكاً منه لحجم الاختناق المروري الذي تعانيه شوارع العاصمة، خاصة في المنطقة الممتدة بين دوار المدينة الرياضية والمتحف الوطني، وهي ذات المنطقة التي سيزيد انتقال مكاتب الأمانة إليها في خنقها. قرارات عجيبة تصدر فجأة، وبعد تنفيذها يقول لسان حال من أصدرها: ليت ما جرى ما كان.