المعارضة الكويتية تتبنى صيحات مدوّية بساحة الإرادة
يدور الحديث في الكويت عن مجموعة "صفقات" بين المعارضة والحكومة، أول تلك الصفقات عملية تغيير نظام الدوائر، فـ"غالبية" المعارضة تنادي بالدوائر الخمس لضمان عودتها إلى المجلس المقبل والذي من المؤكد أن تجري انتخاباته في ديسمبر المقبل، وفي المقابل فإن "الأغلبية" توقف حملاتها ضد رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك.
في ما ستكون صفقات مقبلة بين "المعارضة" نفسها لضمان عدم التضارب في المصالح.
وبحسب ما أعلنه اتفاق تكتل "نهج" و"الأغلبية" فإن تجمع ساحة الإرادة اليوم ستكون هنالك صيحات يدوّيها عشرات الآلاف من المواطنين الذين من المتوقع خروجهم مساء اليوم، وقد وزّعت الحركة الدستورية الإسلامية "حدس" أوراقاً للمعارضين والمشرفين على الاحتجاجات مكتوباً عليها "مجموعة من الصيحات"، أرادت المعارضة أن يصل صوتها بكل قوة، بحسب ما ذكرته "الوطن" الكويتية.
وكان عدد من النواب أشاروا إلى أن هذه الصيحات رسالة "قوية" إلى الحكومة، حتى لا يتم التلاعب بتقسيمات الدوائر، فالغالبية لم تُخفِ قلقها من نظام جديد تحاول الحكومة تمريره من أجل ضمان النواب "القبيضة"، بحسب قولهم.
يُذكر أن الشارع الكويتي تخوّف من "خلاف" نشأ بين تكتل "نهج" ونواب الأغلبية على من يقود الشارع، لكن يبدو أن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد "اتفاق" بين الطرفين، حيث سيمثل كل طرف مجموعة من النواب.
وفي شأن متصل، سيقوم نواب المجلس الحالي بالتوقيع على استقالاتهم في ساحة الإرادة وأمام الشارع الكويتي، ليكون شاهداً على وعودهم، وسيتم تقديمها رسمياً غداً الى الأمانة العامة لمجلس الامة غداً الثلاثاء.
كما سيتم تعليق لوحة على بوابة مجلس الأمة مكتوب عليها "الله يرحمه"، فيما أعلن أنه تم تجهيز الساحة بعدد 600 كرسي و10 سماعات والاتفاق على أن تكون المنصة مرتفعة منعاً لاقتحامها من قبل أي فرد.
ومن جهتها، أكد كتلة نهج جاهزيتها للخروج إلى تجمع ساحة الإرادة كل أسبوعين، وذلك على خلفية إحالة الحكومة قانون الانتخاب بنظام الدوائر الخمس الى المحكمة الدستورية للنظر فيه،
وأعربت "نهج" عن اعتقادها بأن الحضور في التجمع سيخالف التوقعات الحكومية بكثير، وسيكون العدد بمثابة "الصدمة" لهم لأن هناك مجاميع شبابية وتكتلات سياسية تداعت للحضور ومساندة الكتلة في ندوتها الجماهيرية.
وفي المقابل، وصف وكيل المراجع الشيعية في الكويت محمد باقر المهري تجمع ساحة الإرادة الذي سيقام اليوم بـ"الانقلابي". بينما وصف أحمد السعدون التجمع بأنه يأتي "انتصاراً" لإرادة الأمة.
"لعبة" تكتيكات بين الحكومة والمعارضة
ومن جهة متصلة، قال المحلل السياسي عبدالرحمن المسفر لـ"العربية.نت" إن المهم في تجمع ساحة الإرادة هو ما سيقال ومضمون الخطاب السياسي الذي ستقدمه المعارضة للشارع الكويتي؟ وهل سيشتمل التجمع القوى الوطنية السياسية الحية؟
وأضاف: "إذا نجحت المعارضة في تجمع الليلة، ستدخل في حيز التأثير على الشارع الكويتي".
ورأى المسفر أن التجمع ليس بالكثرة التواجدية، إنما بالتصاعد والتطور والتكتيكات التي تلعبها المعارضة، كما هو المشهد في أي حراك سياسي في جميع الدول العربية.
وبيّن أن الكويت تشهد "لعبة" تكتيكات بين الحكومة والمعارضة، وكل طرف يريد أن يقود الشارع في اتجاهه، مشدداً على أن المعارضة تريد استثارة الشارع وتوعيته بأهميته ومنع الحكومة من التفرد بالسلطة.
وقال إن الحكومة أعلنت أنها ستضع قوات أمنية للحفاظ على الجماهير، لإيصال رسالة أنها تقوم بدورها بشكل حضاري.
ومن جهة ثانية، قال المسفر إن الصراع اليوم بين المعارضة والحكومة ينتقل عبر الإعلام، فالمعارضة تشكو من هيمنة الحكومة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بينما تجد في مواقع التواصل الاجتماعي عزاءها، بل أحياناً كثيرة تأثيراً واسعاً وكبيراً، ومن خلال تويتر تتواصل مع الشارع بشكل مباشر، بل إن صراعات كثيرة بدأنا نراها اليوم عبر "تويتر".
ونوّه المسفر الى أن الخطورة تكمن في عدد من السيناريوهات المتوقعة ومنها التفرد الحكومي لتغيير نظام الانتخابات، وهي تبرر ذلك فإن الدوائر ليست عادلة، في ما السيناؤيو الثاني أن تحكم المحكمة الدستورية بالموافقة على تعديل الدوائر شكلاً ورفضها مضموناً، وفي هذه الحالة على الحكومة التسريع في حل المجلس "المعلق" والدعوة للانتخابات.
بينما السيناريو الثالث مقاطعة المعارضة للانتخابات إذا ما تم تعديل الدوائر، وهو الأمر الذي سيكون له وقع خطير على البلد، أما السيناريو الرابع، فهو انتظار الحكومة الانتخابات المقبلة، ومن ثم تقدمه كمشروع في المجلس المقبل لتعديل نظام الدوائر. العربية