التجديد ضروري
جو 24 : بعض الناس رجال ونساء يستسلمون لعاداتهم التي ألزموا انفسهم بها على مدار اعوام، او حتى حياتهم، وهم يحتفظون بنفس الملابس والطرق والاماكن والاصدقاء الذين رافقوهم طيلة عدة سنوات وهؤلاء يواجهون اتهامات بأنهم لا يُسايرون العصر،بل أن هناك من يتهمهم بالسير بعقارب الساعة الى الوراء. يشربون القهوة في ساعة معينة، والرياضة او القراءة في موعد ثابت،ذهب الاصدقاء ولم يتعنوا او يبحثوا عن جدد، لربما خوفا او عدم رغبة منهم بمنح ثقتهم واسرارهم القديمة لاشخاص جدد. وفي المقابل هناك من يخلع الماضي بكل ما فيه من حسنات وسيئات، وبالطبع،يجعلون بينهم وبين الماضي سدّا منيعا كي لا يُقال انهم خائفون من استرجاع علاقات وذكريات صارت في طي النسيان. بين التجدد والتقليد، قد تضيع حياة، او تتفتح اخرى، في السطور التالية اراء الناس في المصطلحين وايهما صحي من وجهة نظر علمية وصحية. الهدف التقليدي للحياة هو أن نعيش «في كل مرة احاول كسر جمود حياتي والعزف والتغريد خارج وتيرتها المتشابهة، أجفل واعود الى «الروتين» التقليدي الذي اعتدته قبل ان تقرع فكرة التغيير مخيلتي». «أخاف التغيير، اعشق ما هو تقليدي، في اللباس والشكل والسلوك، ونمط الحياة عموما». وتضيف منتهى، «في دروب الحياة التقليدية اسير، بكل أمان، لا اخشى ما قد يحدث صدفة». الاربعينية منتهى، ترفض فكرة التجدد والتجديد، تفضل ما هو تقليدي، في مواعيد الطعام والشراب، في الخروج، في أماكن التنزه والتسوق، في تسريحة الشعر ولونه، في الملابس وحتى الاصدقاء». هي تعي ذلك، وفي كل مرة تحاول التجديد او التغيير تتراجع، متعللة بمقولة «اللي تعرفه احسن من اللي ما بتعرفه». وختمت «الهدف التقليدي ان نحيا ونعيش». وفيما ترفض التقليدية، والتقليديون تقول الثلاثينية ، خالدة حسني «التعود جميل، ولكن بما لا يترك الفرد مستسلما لروتين قاتل يبرمج حياته». وتزيد «البعض يترنم بالماضي، ويعيشه اكثر من الحاضر، ويرى فيه خيرا اكثر من المستقبل». «وبرأي»، تتابع منتهى: «هذا قتل للحياة التي من المفترض ان ابرز صفاتها التغيير والتجديد». وتضيف «التعود، قاتل، وهو السبب وراء استسلام «التقليديون» لعادتهم»القديمة» والتي غالبا تنتمي الى الماضي. وزادت «اعرف اشخاص بلغوا من العمر سنوات الخريف، ومع ذلك لا زالوا يجلسون في ذات المكان، ويشربون من ذات الفنجان، وبنفس الزمان». وتؤكد « التقليدية امر يقتل جمالية الحياة، التي من اجمل سننها التعيير والتجديد في كل انماط الحياة من حين لاخر، مع الاحتفاظ بثوابت سلوكية اخلاقية عمادها القيم والمبادىء». وتنهي حديثها قائلة « اكره من يطيل مديح الماضي ، متناسيا الحاضر وحقه ان يعاش، ولا يعجبني من يستسلم لسهولة التقليدية ويبتعد عن منح نفسه فرصة التجديد». تغيير انماط لا افكار يقول صابر نذير ، لست ضد الانسان التقليدي مطلقا بل اعتبره انسانا رقيقا وحساسا وذو ذوق رفيع واصيل، لان الاصالة في الفن والذوق وطريقة العيش والتعامل مع الآخرين كانت اكثر جمالا من الوقت المعاصر». ويضيف صابر،»تغيير الاشياء السلوكية سهل وبسيط ولكن لتغيير الافكار، لابد من تغيير بيئتك ومحيطك و تغيير الناس الذين تعاشرهم وتغيير ثقافتك وهذا صعب للغاية نوعا ما». ويؤكد «بعض الاشياء صعبة التغيير، ولكن في النهاية لابد للانسان من تتبع ما يستجد، سيما ان البعض قد يتهم التقليدي بالرجعية،وحتى التخلف احيانا». ويضيف»التجديد المطلوب والاكثر اهمية، هو تجديد الفكر والرؤية بما يتلائم مع متطلبات العصر وبما يفيد في حياة الفرد والاخرين». التجديد ضرورة هل خطر لك انك تحتسي القهوة في كل يوم بذات الفنجان، وتأكل من ذات الطبق في وجباتك الغذائية، او ان ما تعشق من طعام تقليدي هو سبب ألمك او لا قدر الله ارتفاع نسبة تعرضك للاصابة بمرض ما». تقول الدراسات والابحاث العلمية ان «التقليدية» والاستسلام لانماط الحياة التقليدية، هي اقصر الطرق للاصابة بالامراض ومن ابرزها، السكري، والسرطان. تقول الاخصائية رندة روحي ان الخوف العميق من المجهول ينتاب غالبية الناس،وبالتالي يقف بينهم وبين المغامرة والاقبال على التجريب والتغيير والتجديد. وتضيف روحي « البعض يخشى الخروج عن المألوف الذي اعتاده في حياته، وكبر معه او عليه،لذا تجد رهبة في الاقبال على المستقبل الذي عنوانه بلا شك التغيير ، ويقبل ويقبل هؤلاء اكثر على التشبث بـما هو معلوم، ومعروف اي بمعنى تقليدي وثابت في حياتهم. وتقول «تمتاز المجتمعات الحديثة أنها اقل مقاومة للتغيير عن مجتمعاتنا العربية، ولذلك اسبابه منها ما هو نفسي، واجتماعي، وحتى اقتصادي». وتنصح روحي بضرورة كسر الحاجز النفسي في كثير من الانماط التقليدية التي قد تعيق الانسان من التواصل مع عصره واقرانه، سيما ان المألوف ليس بالضرورة هو الصحيح دائما. وتؤكد ان حس المغامرة يغذي شعور الانسان بوجوده وبالتالي يغطي طاقة ايجابية تكسر روتين الحياة الذي ثبت انه يورث العديد من المشاكل الجسدية والنفسية. وبينت ان التقليدية او الروتين الذي يكرره الناس في حياتهم اليومية من لحظة إيقاف المنبه صباحا والنهوض من السرير إلى التنقل لمقر العمل، كلها أمور تؤدي في أحيان كثيرة إلى قتل التفكير الخلاق، واكثر جلبا للسلبية. ونصحت روحي من يصاب بحالات متكررة من الملل اللجوء الى الحل السحري «التجديد» والبعد عن التقليدية، في ممارسات تفاصيل حياته اليومية.