دوري الأبطال | من الأفضل؟ الـMSN أو الـMEH؟!
تمكن برشلونة من نفض غبار الموسم الماضي عنه والنهوض مجددًا لحصد الأخضر واليابس في الكرة الأوروبية، حيث وصل إلى آخر شهر من الموسم وهو مرشح فوق العادة للفوز بجميع الألقاب التي نافس عليها مع بداية "السنة الكروية".
نهضة برشلونة هذه تعود بدرجة كبيرة لقوة هجومه الذي أصبح في الأشهر الأخيرة يُسجل عددًا كبيرًا من الأهداف ويقود الفريق لتحقيق الانتصار تلو الآخر حتى عندما لا تكون باقي الخطوط في أبهى حللها، فيكفي أن نذكر أن ثلاثي البلاوجرانا قد سجل لوحده هذا الموسم ما يفوق 100 هدفًا لنعرف عن أي هجوم نتحدث.
قوة ثلاثي برشلونة المُكوّن من نيمار، ميسي وسواريز والذي يُطلق عليه الـMSN فتحت نقاشات كبيرة في الأخيرة حول هوية أفضل ثلاثي هجومي في تاريخ البلاوجرانا، كما أن جل من خاضوا هذا النقاش وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف يقارنون بين الثلاثي الحالي وثلاثي موسم 2008/2009 الذي سجل 100 هدفًا وقاد الفريق الكتلوني للفوز بالثلاثية التاريخية.
وفي موضوعنا هذا، سنُحاول أن نخوض رفقتكم مقارنة بين الـMSN وما أطلقت عليه الـMEH (ميسي، إيتو وتيري هنري)، والتي سنُنهي بخلاصة شخصية مبنية على حقائق رقمية وتكتيكية.
دعونا نبدأ بالمقارنات الرقمية والتي تبدو للوهلة الأولى وأنها في مصلحة الثلاثي الحالي والذي يُعد رقميًا أفضل ثلاثي في تاريخ النادي الكتلوني.
الـMSN سجل حتى الآن 112 هدفًا، وهو رقم لم يتمكن أي ثلاثي هجومي في تاريخ البرسا من تسجيله، ويتفوق على عدد الأهداف الذي سجّله ميسي، هنري وإيتو في موسم الثلاثية والذي كان 100 هدفًا، علمًا أن البرسا مازال أمامه 5 مباريات قبل نهاية الموسم في حالة تأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا.
على صعيد الأرقام الجماعية، تفوق الثلاثي الحالي واضح، وهو شيء يُحسب له كثيرًا خاصة إن علمنا أن خط وسط برشلونة موسم 2008/2009 كان يضم لاعبين يتفوقون كثيرًا مهاريًا على لاعبي وسط برشلونة الحاليين. إنييستا وتشافي كانا حينها في قمة عطائهما، دون نسيان يايا توريه وسيدو كيتا.
لكن إن تطرقنا للمقارنة على الصعيد الفردي بين أداء الثلاثي، فقد نفهم أكثر سبب تفوق الـMSN:
المقارنة بين هنري ونيمار تأتي لصالح هذا الأخير. فالنجم البرازيلي مازال في مقتبل عمره الكروي ويملك القدرة البدنية الكافية لتحمل ضغط مباريات الفريق الكتلوني، أما هنري، ورغم إمكانياته الخارقة إلا أن مستواه البدني تراجع كثيرًا آنذلك، وهو ما أثر عليه خاصة وأنه اضطر للعب على الرواق الأيسر، وهو ما كان يتطلب منه الركض كثيرًا.
نيمار بالمقابل تأقلم بشكل مميز مع ميسي وسواريز، وهو ما يُمكنه أحيانًا من التوغل عبر العمق واللعب قرب منطقة الجزاء بشكل أكبر، وبالتالي يجعله باستمرار أمام فرص التسجيل، عكس هنري الذي كان غالبًا متطرفًا في الراوق الأيسر.
إيتو × سواريز : مواصفات متشابهة، والخبرة صنعت الفارق
أما إن تحدثنا عن سواريز وإيتو، فإن الكامروني متفوق بشكل واضح على الصعيد الفردي وأسباب ذلك كثيرة. فصامويل كان في موسم 2008/2009 ذا خبرة طويلة مع برشلونة، متفاهمًا مع هنري وميسي ويلعب كرأس حربة حقيقي لا يترك منطقة الجزاء سوى ناذرًا، وذلك كون ميسي كان يلعب على اليمين حينها.
إيتو استفاد كثيرًا من المساحات التي كان يخلقها زميليه عبر الأروقة وكذلك للتمريرات الحريرية التي كانت تصله من لاعبي خط الوسط وراءه ليسجل كمًا كبيرًا من الأهداف. أما سواريز، فرغم تألقه الحالي، إلا أن بدايته مع البرسا كانت صعبة.
النجم الأوروجوياني لم يتمكن من بداية الموسم سوى بعد مرور شهرين على انطلاق المنافسة، وهو ما جعله يفقد كمًا كبيرًا من المباريات، كما أنه احتاج لفترة من أجل التأقلم مع زملائه ومحيطه الجديد، لكن الوقت كان كفيلًا بتحسين وضعه وجعله لاعبًا قادرًا على مقارعة أرقام إيتو في المستقبل القريب.
ميسي: تطور واضح أمال كفة الـMSN
أما ميسي، فلا يمكن للأرقام سوى أن تُزكي التفكير المنطقي الذي لا يُلائم كرة القدم دائمًا. النجم الأرجنتيني نضج كثيرًا كلاعب، وأصبح أكثر فعالية أمام المرمى وأكثر قدرة على صنع الفارق، وهو تطور طبيعي لأي لاعب مثله يعيش في ظروف مثالية مثل ظروف البرسا.
العامل الآخر الذي جعل أرقام ميسي ترتفع مقارنة بموسم ثلاثية جوارديولا هو حصوله على حرية أكبر داخل أرضية الملعب وتحوله للعمق عوض اللعب على الجهة اليمنى فحسب، وهو ما قربه أكثر من مرمى الخصوم وجعله مؤهلًا للتسجيل أكثر.
تفاهم ميسي مع نيمار بعد موسم مليء من العثرات كان له دوره، فقد شاهدنا خلال الأشهر الأولى من الموسم الحالي أنهما قد أصبحا يعرفان تحركات بعضهما البعض، وذلك ساعدهما كثيرًا على خلق ثغرات في دفاعات الخصوم.
وما الجديد في التكتيك؟
أما على الصعيد التكتيكي، فلا شك أن الخصائص التي اكتسبها برشلونة هذا الموسم مع لويس إنريكي ساعدت ثلاثي المقدمة على التسجيل بوثيرة أكبر...اللعب على المرتدات السريعة، واستغلال الكرات الثابتة بشكل مميز، بالإضافة إلى تراجع ميسي شيئًا ما للخلف مقارنة بالمواسم السابقة مكّن البرسا من اكتساب عمق أكبر بكثير، وبالتالي أعطى مهاجميه فرصًا أكبر للتسجيل.
جودة خط الوسط في موسم 2008/2009 كانت أفضل بكثير من الآن، لكن الفريق حينها كان يعشق الاستحواذ على الكرة، ولا يعرف لغير ذلك بديلًا، فكان يجد أمامه خصومًا متكتلين، وهو ما يعطي الفرصة أكثر للاعبي خط الوسط للمشاركة في العمل الهجومي وبالتالي التسجيل بوثيرة أكبر، عكس الموسم الحالي حيث أصبحت جل الأهداف حكرًا على ثلاثي المقدمة.
وفي رأيي الشخصي، وإن طُلب مني الحسم في الاختيار بين الثلاثيين، فإنني سأميل للثلاثي الحالي نظرًا لصغر سنه مقارنة بثلاثي الـMEH، وكذلك تطوره المستمر والذي يجعلني أتوقع نجاحًا باهرًا له في قادم السنوات، وهو شيء لا ينتقص من جودة نجوم البرسا آنذاك والذين كانوا فعلًا من بين الأهم في تاريخ كرة القدم.جول