ألمانيا - إسرائيل .. علاقات ثنائيّة مُركّبة
د. عادل الاسطل
جو 24 : اعتدل مزاج رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" إثر إعادة انتخاب حزب المحافظين بزعامة "ديفيد كاميرون" لتولي الوزارة البريطانية، كون الحزب أكثر قرباً من إسرائيل والليكود تحديداً، وبرغم كل ذلك السرور، إلاّ أننا نرى بأن هناك سروراً أكبر باتجاه العلاقات التي تربط إسرائيل بدولة ألمانيا، باعتبارها ليست لأنها أكثر قرباً وتأييداً للدولة الإسرائيلية فقط، بل وكما يعُدها الإسرائيليون بمثابة معجزة تاريخية، سيما وأنها جاءت بعد تاريخ طويل من المعاناة اليهودية التي سببتها ألمانيا النازية.
بعد وقت قصير جداً من الهولوكوست، وفي العام 1952 تحديداً، استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي "دافيد بن غوريون"، إخضاع دولة ألمانيا الغربية، للتوقيع على اتفاق تعويضات، مقابل الضحايا اليهود كتعويض عن الضرر الذي لحق بهم، حيث أقرّ الاتفاق بأن تقوم ألمانيا بتحويل ما قيمته 3 مليار مارك ألماني، إلى الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى دفع معاشات للناجين منهم.
وبالرغم من أن "بن غوريون" اعتُبر بطلاً لدى البعض، بسبب أن المعاهدة اعتُبرت بمثابة انتزاع حق من حقوق اليهود، إلاّ أنه اعتُبِر خائناً لدى البعض الآخر، حيث جُوبه بمعارضة شرسة، تصدّرها القيادي في تنظيم (الأرغون) الإرهابي "مناحيم بيغين" الذي لم يدّخر جهداً في مهاجمته والمستشار الألماني "كونراد أديناور" أيضاً، لوصفه الاتفاق بأنه إهدار لكرامة شعب إسرائيل.
بدأت العلاقات الثنائية بقوّة بين البلدين في العام 1965، وما ساهم في قوّتها، هو قيام ألمانيا الشرقية بدعم الدول العربية بالأسلحة، التي كانت تهدف إلى تحرير الأراضي العربية، ممّا دفع ألمانيا الغربية إلى الوقوف بأثقالها إلى جانب إسرائيل.
وبصرف النظر عن كميّة الاستياء التي تبديه الحكومة الألمانية باتجاه النشاط الاستيطاني، إلاّ أن العلاقات وعلى مستوياتها تسير كما يرام، فبالإضافةً إلى ما تُمثله من تعاونات متميزة، وسواء كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أيضاً، فإنه يُعتقد من الآن فصاعداً اعتبار ألمانيا الحليف التالي بعد الولايات المتحدة، وذلك في ضوء العلاقات المتراجعة مع الولايات المتحدة، برغم من أنها مقتصرة بنسبة أكبر، بين الرئيسين الأمريكي "باراك أوباما" وزعيم الليكود "نتانياهو".
عقب الانتخابات الإسرائيلية، وتكليف "نتانياهو" بتشكيل الحكومة، الذي بالكاد أخرج حكومة يمينيّة، واعتبرها الكثيرون، بأنها الأكثر تطرفاً، وفي ضوء إعلان البيت الأبيض بأن "أوباما" ليس مستعدّاً للقاء "نتانياهو" وذلك تأففاً ونكداً، سيما وأنه عمل جهود مضاعفة من أجل إسقاطه، وإن كان ذلك لأجل العرب، تبعاً لسياسة الولايات المتحدة ومصالحها، إلاّ أن ألمانيا رحبت بذلك الفوز وبتلك الحكومة أيضاً، برغم أن لها مصالح استراتيجية مع العرب أيضاً.
لا أحد يجهل كميّة العلاقة بين البلدين، فعلاوة على مثاليّتها القائمة، فإن ألمانيا تُكن احتراماً للدولة الصهيونية بوجهٍ خاص، وسواء كان ذلك بمساندتها في المحافل الدولية، أو بإمدادها بالمال والسلاح أو من خلال مقاومتها لمعاداة الساميّة، أو بقيامها بإدارة ظهرها للدول الأوروبية التي قامت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقد كانت المستشارة الألمانية، "أنغيلا ميركل"، تُعيد في كل مناسبة، ما يُكِنّه الزعماء والشعب الألماني باتجاه إسرائيل، للتأكيد على دعمها لها، واعترافاً بأن ذلك الدعم، هو بمثابة جزء من روح الشعب الألماني، معتبرةً بأنّ اليهود شعب لديه الحق في أن يكون له كينونة صهيونيّة باعتبارها حركة قوميّة للشعب اليهودي، وتجسيداً لهذا الحق الذي يريد خصومها إنكاره.
وكنا شاهدنا جسوراً عسكرية ألمانية امتدت باتجاه إسرائيل، وبضمنها انضمام ست غواصات (دولفين) المنقطعة النظير، إلى سلاح البحرية الإسرائيلي، باعتبارها قادرة على حمل صواريخ نوويّة، كانت إسرائيل قد ابتاعتها بلا أثمان مناسبة، وسنرى عمّا قريب، تقاطر أربع سفن عسكرية أخرى، مهمّتها حماية المنشآت البحرية الإسرائيلية، باعتبارها من جملة المنح الألمانيّة المقدّمة لإسرائيل.
وتتوضح أهميّة متزايدة في تكبير تلك العلاقات نحو الاستراتيجية، وذلك من خلال قيام رئيس الدولة الإسرائيلي "رؤفين ريفلين" بزيارة لألمانيا، للاحتفاء بمرور 50 عاماً (اليوبيل الذهبي) على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي توافق الثاني عشر من مايو/أيار الجاري، ومن أجل تكريس وتعظيم العلاقات الدبلوماسية بينهما، من خلال التأكيد على التحالفات السابقة، ولتوقيع المزيد من الاتفاقيات المختلفة.
وتتضح العلاقة بصورة أكبر، من خلال الحفاوة البالغة التي تلقاها "ريفلين" داخل البلاد، حيث استُقبل من قِبل الرئيس الألماني "يواخيم جاوك"، والمستشارة "ميركل"، ووزير الخارجية "فرانك فالتر شتاينماير" ووزراء آخرين، وكان عبّر "جاوك" عن العلاقة المشتركة، بأنها علاقة متميّزة وتزداد زخماً يوماً بعد يوم.
وبالمقابل فإن وزيرة الدفاع الألمانية "أورسولا فوندِر لاين" هي الآن في زيارة رسميّة لإسرائيل، والتي تأتي لنفس المناسبة، ولبحث قضايا سياسية وعسكرية، إضافة إلى تهنئة "نتانياهو" بالحكومة الجديدة، باعتبارها رسالة تأييد ألمانيّة، تعبّر عن الرغبة بالاستماع إليها والتعاون معها.
بعد وقت قصير جداً من الهولوكوست، وفي العام 1952 تحديداً، استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي "دافيد بن غوريون"، إخضاع دولة ألمانيا الغربية، للتوقيع على اتفاق تعويضات، مقابل الضحايا اليهود كتعويض عن الضرر الذي لحق بهم، حيث أقرّ الاتفاق بأن تقوم ألمانيا بتحويل ما قيمته 3 مليار مارك ألماني، إلى الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى دفع معاشات للناجين منهم.
وبالرغم من أن "بن غوريون" اعتُبر بطلاً لدى البعض، بسبب أن المعاهدة اعتُبرت بمثابة انتزاع حق من حقوق اليهود، إلاّ أنه اعتُبِر خائناً لدى البعض الآخر، حيث جُوبه بمعارضة شرسة، تصدّرها القيادي في تنظيم (الأرغون) الإرهابي "مناحيم بيغين" الذي لم يدّخر جهداً في مهاجمته والمستشار الألماني "كونراد أديناور" أيضاً، لوصفه الاتفاق بأنه إهدار لكرامة شعب إسرائيل.
بدأت العلاقات الثنائية بقوّة بين البلدين في العام 1965، وما ساهم في قوّتها، هو قيام ألمانيا الشرقية بدعم الدول العربية بالأسلحة، التي كانت تهدف إلى تحرير الأراضي العربية، ممّا دفع ألمانيا الغربية إلى الوقوف بأثقالها إلى جانب إسرائيل.
وبصرف النظر عن كميّة الاستياء التي تبديه الحكومة الألمانية باتجاه النشاط الاستيطاني، إلاّ أن العلاقات وعلى مستوياتها تسير كما يرام، فبالإضافةً إلى ما تُمثله من تعاونات متميزة، وسواء كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أيضاً، فإنه يُعتقد من الآن فصاعداً اعتبار ألمانيا الحليف التالي بعد الولايات المتحدة، وذلك في ضوء العلاقات المتراجعة مع الولايات المتحدة، برغم من أنها مقتصرة بنسبة أكبر، بين الرئيسين الأمريكي "باراك أوباما" وزعيم الليكود "نتانياهو".
عقب الانتخابات الإسرائيلية، وتكليف "نتانياهو" بتشكيل الحكومة، الذي بالكاد أخرج حكومة يمينيّة، واعتبرها الكثيرون، بأنها الأكثر تطرفاً، وفي ضوء إعلان البيت الأبيض بأن "أوباما" ليس مستعدّاً للقاء "نتانياهو" وذلك تأففاً ونكداً، سيما وأنه عمل جهود مضاعفة من أجل إسقاطه، وإن كان ذلك لأجل العرب، تبعاً لسياسة الولايات المتحدة ومصالحها، إلاّ أن ألمانيا رحبت بذلك الفوز وبتلك الحكومة أيضاً، برغم أن لها مصالح استراتيجية مع العرب أيضاً.
لا أحد يجهل كميّة العلاقة بين البلدين، فعلاوة على مثاليّتها القائمة، فإن ألمانيا تُكن احتراماً للدولة الصهيونية بوجهٍ خاص، وسواء كان ذلك بمساندتها في المحافل الدولية، أو بإمدادها بالمال والسلاح أو من خلال مقاومتها لمعاداة الساميّة، أو بقيامها بإدارة ظهرها للدول الأوروبية التي قامت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقد كانت المستشارة الألمانية، "أنغيلا ميركل"، تُعيد في كل مناسبة، ما يُكِنّه الزعماء والشعب الألماني باتجاه إسرائيل، للتأكيد على دعمها لها، واعترافاً بأن ذلك الدعم، هو بمثابة جزء من روح الشعب الألماني، معتبرةً بأنّ اليهود شعب لديه الحق في أن يكون له كينونة صهيونيّة باعتبارها حركة قوميّة للشعب اليهودي، وتجسيداً لهذا الحق الذي يريد خصومها إنكاره.
وكنا شاهدنا جسوراً عسكرية ألمانية امتدت باتجاه إسرائيل، وبضمنها انضمام ست غواصات (دولفين) المنقطعة النظير، إلى سلاح البحرية الإسرائيلي، باعتبارها قادرة على حمل صواريخ نوويّة، كانت إسرائيل قد ابتاعتها بلا أثمان مناسبة، وسنرى عمّا قريب، تقاطر أربع سفن عسكرية أخرى، مهمّتها حماية المنشآت البحرية الإسرائيلية، باعتبارها من جملة المنح الألمانيّة المقدّمة لإسرائيل.
وتتوضح أهميّة متزايدة في تكبير تلك العلاقات نحو الاستراتيجية، وذلك من خلال قيام رئيس الدولة الإسرائيلي "رؤفين ريفلين" بزيارة لألمانيا، للاحتفاء بمرور 50 عاماً (اليوبيل الذهبي) على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي توافق الثاني عشر من مايو/أيار الجاري، ومن أجل تكريس وتعظيم العلاقات الدبلوماسية بينهما، من خلال التأكيد على التحالفات السابقة، ولتوقيع المزيد من الاتفاقيات المختلفة.
وتتضح العلاقة بصورة أكبر، من خلال الحفاوة البالغة التي تلقاها "ريفلين" داخل البلاد، حيث استُقبل من قِبل الرئيس الألماني "يواخيم جاوك"، والمستشارة "ميركل"، ووزير الخارجية "فرانك فالتر شتاينماير" ووزراء آخرين، وكان عبّر "جاوك" عن العلاقة المشتركة، بأنها علاقة متميّزة وتزداد زخماً يوماً بعد يوم.
وبالمقابل فإن وزيرة الدفاع الألمانية "أورسولا فوندِر لاين" هي الآن في زيارة رسميّة لإسرائيل، والتي تأتي لنفس المناسبة، ولبحث قضايا سياسية وعسكرية، إضافة إلى تهنئة "نتانياهو" بالحكومة الجديدة، باعتبارها رسالة تأييد ألمانيّة، تعبّر عن الرغبة بالاستماع إليها والتعاون معها.