الخطوبة القصيرة توقع الشباب في مطب الطلاق المبكر
جو 24 : فتيات لم يأخذن فرصتهن للتمتع بتفاصيل حياتهن وعيشها كما يجب. السبب هو إصرار عائلتها على عقد القران مبكرا وبعد فترة قصيرة جدا من الخطوبة كطريق واضح للتعرف على شريكها، رغم أن النتيجة تكون في كثير من الحالات فسخ العقد لأنهما اكتشفا أنهما لا يصلحان لبعضهما بعضا، فضلا عن الاختلاف في الثقافة والتفكير، لتصبح الفتاة مطلقة بسبب إصرار ذويها الذي يأتي من منبع الخوف عليها، لكن بنتائج سلبية.
والعشرينية ريم هي واحدة من هؤلاء الفتيات، فقد فسخت خطوبتها مرتين، ولكن أصر والدها على عقد القران، لأنه يرفض أن تجلس مع خطيبها بدون العقد.
عدم معرفة ريم الكافية بالشابين اللذين تقدما لخطبتها جعلها تقع في مطب الطلاق، لاسيما وأن والدها رفض وفي كلتا الحالتين أن يأتي الشاب ويجالس ابنته قبل كتب الكتاب، وعندما تبين لها نقاط الخلاف وفسخت خطوبتها أصبحت في عداد المطلقات.
أما الثلاثينية ميساء فقد عانت من الشيء ذاته، إلا أنها اعتبرت ما مرت به في خطبتها الأولى بمثابة درس لها، مؤكدة أن إعطاء نفسها والشاب فرصة لمعرفة كل منهما الآخر جيدا قبل كتب الكتاب أمر في غاية الأهمية.
تقول “الزواج لا يمكن أن يكون ناجحا ما لم يدرس كل واحد فينا الآخر جيدا”، مشيرة إلى أن تفاهم الخطيبين مع بعضهما بعضا وتبادل الأفكار ووضع النقاط على الحروف قبل كتب الكتاب حق للطرفين ولا يعيب الفتاة أو أهلها ما دامت في إطار المسموح.
ومن جهته، يؤيد الستيني عبدالكريم فياض إعطاء الخطيبين وقتا كافيا قبل كتب الكتاب ليتعرف كل منهما على الآخر، لافتا إلى أنه لم يكتب كتاب أي من بناته الخمس إلا بعد ثلاثة أشهر، معتبرا هذه الفترة كافية ومناسبة حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
ويضيف أنه لن يجعل حياة بناته “حقل تجارب”، من أجل التمسك بعادات وتقاليد لا تتواءم مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه.
ويتفق معه العشريني بسام سيف، الذي يجد أن رفض والد الفتاة إطالة فترة الخطوبة حتى ولو لشهر واحد أمر غير منصف ويحمل كلا من الشاب والفتاة أعباء مادية ونفسية هما بغنى عنها.
ويضيف أن الشاب من حقه أن يجلس مع الفتاة مرة ومرتين وثلاث مرات ما دامت هذه الجلسات لا تسيء إلى الفتاة ولا لعائلتها، مؤكدا أن قرار الزواج ليس بالأمر الهين ولا يمكن أن يتخذه الشاب لمجرد “البنت حلوة وأهلها كويسين”.
في حين يرى الأربعيني عدنان، أن إطالة فترة الخطوبة ضروري لزيادة التفاهم بين الخطيبين وزيادة فهم الطباع والتفكير والتفاهم على ظروف الطرفين.
ويرى أنه من غير المنطق أن ينتظر كلا الطرفين حتى ينجبا الأطفال ليتمكنا من معرفة كل منهما الآخر، وإن كان بالإمكان الاستمرار ليبقى الأطفال في النهاية هم الضحايا.
وداد تجد أن قصر فترة الخطوبة لا تمكن الخطيبين من فهم طباع بعضهما بعضا جيداً، كما أنها تدفع الطرفين للتغاضي عن أشياء كثيرة يعتقدون أنها صغيرة وغير مهمة تكبر مع الأيام والعشرة وتتسبب في النهاية بالطلاق.
“الخطوبة حق مشروع والدنيا مش طايرة”، هكذا عبر الثلاثيني أحمد حسن عن رأيه في الخطبة الطويلة، مؤكدا أنها تجعل الخطيبين مستعدين لكل شيء ومدركين لكل نواحي الحياة الزوجية المقبلين عليها.
ومن جهته، يشير اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن الخطوبة هي فترة تعارف خاصة في الزواج التقليدي، لذا لابد من أخذ مساحة كافية للتعارف.
ويلفت مطارنة إلى أن مقومات الزواج الناجح ترتكز على التكافل الاجتماعي، والثقافي والانسجام الفكري والمعرفي، ولا يمكن أن يحصل هذا إلا من خلال فترة كافية من الخطوبة يتواجد فيها الخطيبان بمواقف طبيعية بعيدا عن التصرفات المصطنعة، لافتا إلى أن مرور الوقت في العلاقة يكسر التصنع ويبدأ الاثنان بالتعامل مع بعضهما على الطبيعة.
ويقول “تشكل الخطوبة مرحلة مهمة في حياة الزوجين ومستقبل التكوين الأسري”، الأمر الذي يزيد من أولوية زيادة فترة الخطوبة واللقاءات، سعيا لضمان نجاح الزواج وديمومته، لافتا إلى أن النضوج يتطلب معرفة بمكونات الأسرة ورؤية كل منهما للزواج.
وعلى صعيد آخر، يجد مطارنة أن قصر فترة الخطوبة مطب من شأنه أن يقود إلى الطلاق السريع ما بعد الزواج، خصوصا عندما يبدأ الأزواج بالتعرف على شخصية الآخر وعدم التوافق وعدم الانسجام بينهما.
ويردف أن السرعة في اتخاذ قرارات الزواج وعدم التريث وأخذ الوقت الكافي في التعرف على الآخر يجعل العلاقة الزوجية في مهب الريح.
استشارية العلاقات الزوجية الدكتورة نجوى عارف، تؤكد أن الاهتمام بفترة الخطوبة ليست بفكرة رؤية الخطيبين لبعضهما بعضا كل يوم، وإنما في التنوع في اللقاءات والخروج وتبادل العلاقات الاجتماعية.
وتلفت إلى ضرورة أن يشمل الحديث كل أمور الحياة وتصوراتهما عن الحياة الزوجية ليتشارك كل منهما في أمور حياتهما الزوجية حتى المادية، منوهة إلى أن نسبة كبيرة من الأسر الأردنية تعقد القران بسرعة حتى تسمح للخاطبين من رؤية بعضهما بعضا وتبادل الحديث.
وتستغرب عارف التغير الكبير الذي يطرأ على الرجل العربي بعد عقد القران، لافتة إلى تغير شخصيته وأفكاره عن فترة ما قبل كتب الكتاب فيبدأ بالتدقيق على كل كبيرة وصغيرة، ويرفض الكثير من التصرفات ويتحكم بأخرى، معتبرة ظهور مثل هذه الفروقات الكبيرة والمشاكل التي تدل على أن نهاية هذه العلاقة ستكون الطلاق، فالأفضل فسخ الخطوبة.
وتوصي عارف بضرورة تأخير مسألة كتب الكتاب، وتنمية فكرة أن يكون الشباب والفتيات صادقين منذ بداية العلاقة وأن يكونوا واضحين، الأمر الذي يجعلهم يتجاوزون الكثير من المشاكل والعقبات.
بدوره، يشير اختصاصي علم الاجتماع الأسري المحامي الشرعي الدكتور فتحي طعامنة، إلى أن من أهم أسباب الطلاق في المجتمع الأردني ومن خلال البحث والاستقراء؛ قصر فترة الخطوبة.
ويتمثل قصر فترة الخطوبة، وفق طعامنة، في ذهاب أهل الشاب لرؤية الفتاة وطلبها ومن ثم يراها الشاب مرة أو مرتين فيأتي بعدها عقد الزواج، الأمر الذي تنتج عنه آثار سلبية كثيرة.
ويلفت طعامنة إلى تحكم العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي بقصر الخطوبة؛ إذ يعتبر الأهالي الخطيب غريبا عن خطيبته فلا يسمح للشاب له أن يجلس مع الفتاة ويتحدث معها.
ويؤكد ضرورة أن ينظر إلى هذه العملية بعين الواقعية، لافتا إلى إمكانية جلوس الشاب ووفق تعاليم الدين مع خطيبته، رؤيتها والحديث إليها ومعرفة منطقها وتصرفاتها وتفكيرها وتعاملها، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق من جلسة واحدة.
ويتابع طعامنة “إذا أردنا أن يكون الزواج ناجحا، لابد أن نوائم بين فترة خطوبة تنضبط مع الشرع والعادات والتقاليد”، مشددا على عدم التسرع في اتخاذ القرار في الزواج وتفادي اكتشاف أحدهما عدم توافقه مع الآخر وبالتالي اللجوء إلى الطلاق.
ويجد طعامنة أن للخطوبة القصيرة سلبيات على العلاقة الأسرية، فلا يجب أن تؤخذ الفتاة على شكلها فحسب وإنما لابد من التركيز على القضايا المعنوية التي لا تذهب ولا تتلاشى وإنما يزداد بريقها مع الوقت كتفكيرها وثقافتها وفكرها وحسن التدبر وحسن المنطق، وهو ما لا يكشف عنه إلا مع الوقت.الغد
والعشرينية ريم هي واحدة من هؤلاء الفتيات، فقد فسخت خطوبتها مرتين، ولكن أصر والدها على عقد القران، لأنه يرفض أن تجلس مع خطيبها بدون العقد.
عدم معرفة ريم الكافية بالشابين اللذين تقدما لخطبتها جعلها تقع في مطب الطلاق، لاسيما وأن والدها رفض وفي كلتا الحالتين أن يأتي الشاب ويجالس ابنته قبل كتب الكتاب، وعندما تبين لها نقاط الخلاف وفسخت خطوبتها أصبحت في عداد المطلقات.
أما الثلاثينية ميساء فقد عانت من الشيء ذاته، إلا أنها اعتبرت ما مرت به في خطبتها الأولى بمثابة درس لها، مؤكدة أن إعطاء نفسها والشاب فرصة لمعرفة كل منهما الآخر جيدا قبل كتب الكتاب أمر في غاية الأهمية.
تقول “الزواج لا يمكن أن يكون ناجحا ما لم يدرس كل واحد فينا الآخر جيدا”، مشيرة إلى أن تفاهم الخطيبين مع بعضهما بعضا وتبادل الأفكار ووضع النقاط على الحروف قبل كتب الكتاب حق للطرفين ولا يعيب الفتاة أو أهلها ما دامت في إطار المسموح.
ومن جهته، يؤيد الستيني عبدالكريم فياض إعطاء الخطيبين وقتا كافيا قبل كتب الكتاب ليتعرف كل منهما على الآخر، لافتا إلى أنه لم يكتب كتاب أي من بناته الخمس إلا بعد ثلاثة أشهر، معتبرا هذه الفترة كافية ومناسبة حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
ويضيف أنه لن يجعل حياة بناته “حقل تجارب”، من أجل التمسك بعادات وتقاليد لا تتواءم مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه.
ويتفق معه العشريني بسام سيف، الذي يجد أن رفض والد الفتاة إطالة فترة الخطوبة حتى ولو لشهر واحد أمر غير منصف ويحمل كلا من الشاب والفتاة أعباء مادية ونفسية هما بغنى عنها.
ويضيف أن الشاب من حقه أن يجلس مع الفتاة مرة ومرتين وثلاث مرات ما دامت هذه الجلسات لا تسيء إلى الفتاة ولا لعائلتها، مؤكدا أن قرار الزواج ليس بالأمر الهين ولا يمكن أن يتخذه الشاب لمجرد “البنت حلوة وأهلها كويسين”.
في حين يرى الأربعيني عدنان، أن إطالة فترة الخطوبة ضروري لزيادة التفاهم بين الخطيبين وزيادة فهم الطباع والتفكير والتفاهم على ظروف الطرفين.
ويرى أنه من غير المنطق أن ينتظر كلا الطرفين حتى ينجبا الأطفال ليتمكنا من معرفة كل منهما الآخر، وإن كان بالإمكان الاستمرار ليبقى الأطفال في النهاية هم الضحايا.
وداد تجد أن قصر فترة الخطوبة لا تمكن الخطيبين من فهم طباع بعضهما بعضا جيداً، كما أنها تدفع الطرفين للتغاضي عن أشياء كثيرة يعتقدون أنها صغيرة وغير مهمة تكبر مع الأيام والعشرة وتتسبب في النهاية بالطلاق.
“الخطوبة حق مشروع والدنيا مش طايرة”، هكذا عبر الثلاثيني أحمد حسن عن رأيه في الخطبة الطويلة، مؤكدا أنها تجعل الخطيبين مستعدين لكل شيء ومدركين لكل نواحي الحياة الزوجية المقبلين عليها.
ومن جهته، يشير اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن الخطوبة هي فترة تعارف خاصة في الزواج التقليدي، لذا لابد من أخذ مساحة كافية للتعارف.
ويلفت مطارنة إلى أن مقومات الزواج الناجح ترتكز على التكافل الاجتماعي، والثقافي والانسجام الفكري والمعرفي، ولا يمكن أن يحصل هذا إلا من خلال فترة كافية من الخطوبة يتواجد فيها الخطيبان بمواقف طبيعية بعيدا عن التصرفات المصطنعة، لافتا إلى أن مرور الوقت في العلاقة يكسر التصنع ويبدأ الاثنان بالتعامل مع بعضهما على الطبيعة.
ويقول “تشكل الخطوبة مرحلة مهمة في حياة الزوجين ومستقبل التكوين الأسري”، الأمر الذي يزيد من أولوية زيادة فترة الخطوبة واللقاءات، سعيا لضمان نجاح الزواج وديمومته، لافتا إلى أن النضوج يتطلب معرفة بمكونات الأسرة ورؤية كل منهما للزواج.
وعلى صعيد آخر، يجد مطارنة أن قصر فترة الخطوبة مطب من شأنه أن يقود إلى الطلاق السريع ما بعد الزواج، خصوصا عندما يبدأ الأزواج بالتعرف على شخصية الآخر وعدم التوافق وعدم الانسجام بينهما.
ويردف أن السرعة في اتخاذ قرارات الزواج وعدم التريث وأخذ الوقت الكافي في التعرف على الآخر يجعل العلاقة الزوجية في مهب الريح.
استشارية العلاقات الزوجية الدكتورة نجوى عارف، تؤكد أن الاهتمام بفترة الخطوبة ليست بفكرة رؤية الخطيبين لبعضهما بعضا كل يوم، وإنما في التنوع في اللقاءات والخروج وتبادل العلاقات الاجتماعية.
وتلفت إلى ضرورة أن يشمل الحديث كل أمور الحياة وتصوراتهما عن الحياة الزوجية ليتشارك كل منهما في أمور حياتهما الزوجية حتى المادية، منوهة إلى أن نسبة كبيرة من الأسر الأردنية تعقد القران بسرعة حتى تسمح للخاطبين من رؤية بعضهما بعضا وتبادل الحديث.
وتستغرب عارف التغير الكبير الذي يطرأ على الرجل العربي بعد عقد القران، لافتة إلى تغير شخصيته وأفكاره عن فترة ما قبل كتب الكتاب فيبدأ بالتدقيق على كل كبيرة وصغيرة، ويرفض الكثير من التصرفات ويتحكم بأخرى، معتبرة ظهور مثل هذه الفروقات الكبيرة والمشاكل التي تدل على أن نهاية هذه العلاقة ستكون الطلاق، فالأفضل فسخ الخطوبة.
وتوصي عارف بضرورة تأخير مسألة كتب الكتاب، وتنمية فكرة أن يكون الشباب والفتيات صادقين منذ بداية العلاقة وأن يكونوا واضحين، الأمر الذي يجعلهم يتجاوزون الكثير من المشاكل والعقبات.
بدوره، يشير اختصاصي علم الاجتماع الأسري المحامي الشرعي الدكتور فتحي طعامنة، إلى أن من أهم أسباب الطلاق في المجتمع الأردني ومن خلال البحث والاستقراء؛ قصر فترة الخطوبة.
ويتمثل قصر فترة الخطوبة، وفق طعامنة، في ذهاب أهل الشاب لرؤية الفتاة وطلبها ومن ثم يراها الشاب مرة أو مرتين فيأتي بعدها عقد الزواج، الأمر الذي تنتج عنه آثار سلبية كثيرة.
ويلفت طعامنة إلى تحكم العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي بقصر الخطوبة؛ إذ يعتبر الأهالي الخطيب غريبا عن خطيبته فلا يسمح للشاب له أن يجلس مع الفتاة ويتحدث معها.
ويؤكد ضرورة أن ينظر إلى هذه العملية بعين الواقعية، لافتا إلى إمكانية جلوس الشاب ووفق تعاليم الدين مع خطيبته، رؤيتها والحديث إليها ومعرفة منطقها وتصرفاتها وتفكيرها وتعاملها، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق من جلسة واحدة.
ويتابع طعامنة “إذا أردنا أن يكون الزواج ناجحا، لابد أن نوائم بين فترة خطوبة تنضبط مع الشرع والعادات والتقاليد”، مشددا على عدم التسرع في اتخاذ القرار في الزواج وتفادي اكتشاف أحدهما عدم توافقه مع الآخر وبالتالي اللجوء إلى الطلاق.
ويجد طعامنة أن للخطوبة القصيرة سلبيات على العلاقة الأسرية، فلا يجب أن تؤخذ الفتاة على شكلها فحسب وإنما لابد من التركيز على القضايا المعنوية التي لا تذهب ولا تتلاشى وإنما يزداد بريقها مع الوقت كتفكيرها وثقافتها وفكرها وحسن التدبر وحسن المنطق، وهو ما لا يكشف عنه إلا مع الوقت.الغد