غوارديولا : بين المعجزة.. و الباب الصغير
جو 24 : لم يأت الى ميونيخ للفوز بأقل من دوري الأبطال: استنتاج في غاية البساطة حين نتذكر بأنه استلم في يونيو-حزيران 2013 فريقا "بطلاً لاوروبا" وحين أشرف على"أول تمرين جماهيري لبايرن",نلت شخصياً شرف تقديمه تلفزيونياً للمشاهدين عبر شاشة احدى القنوات الرياضية العربية, وأُقيم انذاك في آليانزآرينا تحت أضواء الصحافة العالمية , ووسط نشوة عارمة بقدوم "اسطورة التدريب المعاصر".
استلم فريقاً في أوج عطائه المحلي والقاري من المخضرم يوب هاينكس الذي ترك له بايرن بعد إحراز ثلاثية رائعة سنة 2013 وتاج اوروبي من ويمبلي انتظره بايرن منذ اثنتي عشرة سنة.
بيب و الاحصائية القاتلة منذ وصوله الى ولاية البافاريا للاشراف على احد اعرق اندية المستديرة في العالم : بايرن– ريال مدريد 0-4 : نصف نهائي دوري الابطال 2014. برشلونة– بايرن 3-0 : نصف نهائي دوري الابطال 2015 :
هذه حصيلة الرجل على موسمين اوروبيين في مسابقة تعد أولوية الأوليات لأندية في حجم وبسمعة بايرن أو ريال أو برشلونة أو تشيلسي أو جوفنتوس. وهي المسابقة التي شهدت حضور البافاري طرفاً في دورها النهائي الكبير خلال عشر مناسبات كاملة منذ ألف وتسعمئة وأربعة و سبعين (آنذاك ضد أتليتيكو مدريد في ملعب بروكسيل البلجيكية).
عند وصوله الى ذلك " التمرين الافتتاحي الشهير" كان يدرك غوارديولا بأنه سيشرف على فريق اقترن اسمه بأمجد بطولات القارة العجوز , بعد أن نجح البافاري في خوض ثلاثة ادوار نهائية لدوري الابطال في المواسم الخمس الماضية منذ 2010 (في مدريد و ميونيخ و ويمبلي).
الإحصائية القاتلة التى أنهى توقيعها ليونيل ميسي بهدفين..من كوكب آخر في آخر ثلاث عشرة دقيقة حزينة من موقعة النو كامب ذات يوم "أسود" من مايو2015 .
"دايلي مايل" الانجليزية كتبت بأن بيب فقد السيطرة في بايرن . لوتار ماتاويس صرح الى "سكاي الالمانية " بان اللاعبين فقدوا ثقتهم في مدرب أقدم على إجراء تغييرات واسعة في الفريق بشكل مزعج .
في ميونيخ ,لم يغفر له البعض بأنه كان سبباً مباشراً في استقالة طبيب معترف بكفائته عالميا في مجال العلاج الرياضي (فولفهارت مولر) ,و بأنه المدرب الذي يعتمد سياسة " الحكم الفردي المطلق" اضافة إلى خطيئة كبرى : اساءة التصرف في اهم ربع ساعة لبايرن هذا الموسم.. وعامة عقدة الفشل في المباريات الكبرى التى خاضها مع بايرن.
ضحية البرسا التي صنعته..
مدرب متهم بالتهور في الاندفاع الهجومي امام برشلونة في عقر دارها, رغم علمه المسبق بأنها تملك سلسلة الحروف الاتينية المرعبة ام اس ان ( ميسي- سواريز- نيمار او 111 هدفا لمثلث الرعب الهجومي الذي يمتلكه البرسا). لقد اظهر توماس مولر, مباشرة بعد تبديله إثرهدف ميسي الاول ,غضبه وصرخ تجاه المدرب الاسباني في حادثة غير مسبوقة.
تكرار للفشل امام الاندية الكبرى..؟ انسحاب للموسم الثاني على التوالي من" طريق النهائي ".. الطريق الذي لطالما أحبه واختص فيه الالمان. بيب و بايرن: هل هي بداية النهاية.. ؟
غوارديولا قد يصبح قريبا ضحية الفريق (برشلونة) الذي يمثل عشقه القديم , والذي معه صنع التيكي تاكا وأحرز أربعة عشر لقبا كاملا بين 2008 و 2012.
برشلونة لم ترحم بيب وهو ليس بالأمر المفاجئ, لكن المفاجئ فعلاً هو أن تتهاوى سمعة الرجل بهذه السرعة وهو الذي وصل إلى جنوب المانيا منذ سنتين فقط , وسط اصوات تبشر بإنجازات لا تقل عن ما حققته رجالات مثل اودو لاتك او ديتمار كرامر او اوتمار هيتزفلد او يوب هاينكس..المدربين الأكثر القابا في تاريخ النادي الألماني.
لقد خسر بيب 3 مباريات كاملة في دوري الابطال هذا الموسم من مانشستر سيتي وبورتو,الذي كاد أن يقصيه لولا انتفاضة اللحظة الاخيرة, و برشلونة : كثير على فريق يسمى بايرن ميونيخ.
بيب الذي تلقى السبت امام أوغسبورغ ضمن الجولات القليلة الاخيرة للبندسليغا هزيمته الرابعة على التوالي في مختلف المسابقات منذ احتفاظ بايرن رسميا بلقب الدوري الألماني (هزائم من دورتموند في كاس المانيا,ولاحقا من ليفركوزن واوغسبورغ في دوري ,اصبح مضراً , اكثرمن نافعاً لبايرن). وان شئتم التعمق اكثر في" الاحصائيات القاتلة ".. فهي الخسارة الخامسة لبايرن في اخر8 مباريات رسمية اجريت منذ الخامس عشر من ابريل الماضي.
يورغن كلوب على قائمة الانتظار..
مدرب وسط العاصفة. هكذا هي لعبة الجلد المدور: لن ترحم و بقدر ما تعلو..يأتيك فيها السقوط أخطر وأكثر صخباً.
لكن التساؤل بتبني النظرية المعاكسة يبقى مشروعاً في هذه الآونة.. لعدم تحميل الرجل ما لايمكن ان يتحمله :
فهل كل هذه القراءات تمثل إجحافا في حق مدرب يعرف الكرة اكثر من غيره..بمجرد تقديم احصائية سجله الذهبي كلاعب و كمدرب: 35 كأساً و بطولة مع برشلونة وبايرن ميونيخ بين عامي واحد و تسعين و الفين و خمسة عشرة 1991 و 2015
هل هو إجحاف لمدرب أوقف برشلونة في ملعبه على امتداد 80 دقيقة ؟ وهو يلعب منقوصاً من خدمات جناحين عالميين بقيمة ريبيري وروبن, و في ظل غيابات اخرى شبه دائمة في بايرن هذا الموسم (ألابا و مارتينيز) وأيضاً مع ليفاندوفسكي يعاني من مخلفات ارتجاج دماغي وكسر في الانف ويشارك بقناع طبي..
و لمن نسي او لا يعرف نذكر بان معدل غيابات بايرن في مباريات هذا الموسم هو سبعة لاعبين في كل مباراة..؟
اختلفت القراءات لكن النتيجة واحدة : بايرن, باستثناء معجزة في اليانز ارينا الثلاثاء, سيتخلف عن موعد" النهائي الأوروبي الكبير", وذلك للموسم الثاني على التوالي. خيارات قليلة للاسباني : معجزة كروية لا يتحكم فيها , او خروج من الباب الصغير رغم استمرارعقده مع بايرن لسنة اضافية.
و لأن الأخبارالسيئة لا تأتي فرادى: هنالك مدرب عاطل عن العمل انطلاقاً من يونيو في المانيا يسمى يورغن كلوب...
لم يبق من الكلام سوي عنوان يبدو لي أساسياً لوصف"زمن بيب في ميونيخ":من يصعد اليوم..قد يهوي غدا : درس حقيقي في الحياة تقدمه لنا لعبة المستديرة.
استلم فريقاً في أوج عطائه المحلي والقاري من المخضرم يوب هاينكس الذي ترك له بايرن بعد إحراز ثلاثية رائعة سنة 2013 وتاج اوروبي من ويمبلي انتظره بايرن منذ اثنتي عشرة سنة.
بيب و الاحصائية القاتلة منذ وصوله الى ولاية البافاريا للاشراف على احد اعرق اندية المستديرة في العالم : بايرن– ريال مدريد 0-4 : نصف نهائي دوري الابطال 2014. برشلونة– بايرن 3-0 : نصف نهائي دوري الابطال 2015 :
هذه حصيلة الرجل على موسمين اوروبيين في مسابقة تعد أولوية الأوليات لأندية في حجم وبسمعة بايرن أو ريال أو برشلونة أو تشيلسي أو جوفنتوس. وهي المسابقة التي شهدت حضور البافاري طرفاً في دورها النهائي الكبير خلال عشر مناسبات كاملة منذ ألف وتسعمئة وأربعة و سبعين (آنذاك ضد أتليتيكو مدريد في ملعب بروكسيل البلجيكية).
عند وصوله الى ذلك " التمرين الافتتاحي الشهير" كان يدرك غوارديولا بأنه سيشرف على فريق اقترن اسمه بأمجد بطولات القارة العجوز , بعد أن نجح البافاري في خوض ثلاثة ادوار نهائية لدوري الابطال في المواسم الخمس الماضية منذ 2010 (في مدريد و ميونيخ و ويمبلي).
الإحصائية القاتلة التى أنهى توقيعها ليونيل ميسي بهدفين..من كوكب آخر في آخر ثلاث عشرة دقيقة حزينة من موقعة النو كامب ذات يوم "أسود" من مايو2015 .
"دايلي مايل" الانجليزية كتبت بأن بيب فقد السيطرة في بايرن . لوتار ماتاويس صرح الى "سكاي الالمانية " بان اللاعبين فقدوا ثقتهم في مدرب أقدم على إجراء تغييرات واسعة في الفريق بشكل مزعج .
في ميونيخ ,لم يغفر له البعض بأنه كان سبباً مباشراً في استقالة طبيب معترف بكفائته عالميا في مجال العلاج الرياضي (فولفهارت مولر) ,و بأنه المدرب الذي يعتمد سياسة " الحكم الفردي المطلق" اضافة إلى خطيئة كبرى : اساءة التصرف في اهم ربع ساعة لبايرن هذا الموسم.. وعامة عقدة الفشل في المباريات الكبرى التى خاضها مع بايرن.
ضحية البرسا التي صنعته..
مدرب متهم بالتهور في الاندفاع الهجومي امام برشلونة في عقر دارها, رغم علمه المسبق بأنها تملك سلسلة الحروف الاتينية المرعبة ام اس ان ( ميسي- سواريز- نيمار او 111 هدفا لمثلث الرعب الهجومي الذي يمتلكه البرسا). لقد اظهر توماس مولر, مباشرة بعد تبديله إثرهدف ميسي الاول ,غضبه وصرخ تجاه المدرب الاسباني في حادثة غير مسبوقة.
تكرار للفشل امام الاندية الكبرى..؟ انسحاب للموسم الثاني على التوالي من" طريق النهائي ".. الطريق الذي لطالما أحبه واختص فيه الالمان. بيب و بايرن: هل هي بداية النهاية.. ؟
غوارديولا قد يصبح قريبا ضحية الفريق (برشلونة) الذي يمثل عشقه القديم , والذي معه صنع التيكي تاكا وأحرز أربعة عشر لقبا كاملا بين 2008 و 2012.
برشلونة لم ترحم بيب وهو ليس بالأمر المفاجئ, لكن المفاجئ فعلاً هو أن تتهاوى سمعة الرجل بهذه السرعة وهو الذي وصل إلى جنوب المانيا منذ سنتين فقط , وسط اصوات تبشر بإنجازات لا تقل عن ما حققته رجالات مثل اودو لاتك او ديتمار كرامر او اوتمار هيتزفلد او يوب هاينكس..المدربين الأكثر القابا في تاريخ النادي الألماني.
لقد خسر بيب 3 مباريات كاملة في دوري الابطال هذا الموسم من مانشستر سيتي وبورتو,الذي كاد أن يقصيه لولا انتفاضة اللحظة الاخيرة, و برشلونة : كثير على فريق يسمى بايرن ميونيخ.
بيب الذي تلقى السبت امام أوغسبورغ ضمن الجولات القليلة الاخيرة للبندسليغا هزيمته الرابعة على التوالي في مختلف المسابقات منذ احتفاظ بايرن رسميا بلقب الدوري الألماني (هزائم من دورتموند في كاس المانيا,ولاحقا من ليفركوزن واوغسبورغ في دوري ,اصبح مضراً , اكثرمن نافعاً لبايرن). وان شئتم التعمق اكثر في" الاحصائيات القاتلة ".. فهي الخسارة الخامسة لبايرن في اخر8 مباريات رسمية اجريت منذ الخامس عشر من ابريل الماضي.
يورغن كلوب على قائمة الانتظار..
مدرب وسط العاصفة. هكذا هي لعبة الجلد المدور: لن ترحم و بقدر ما تعلو..يأتيك فيها السقوط أخطر وأكثر صخباً.
لكن التساؤل بتبني النظرية المعاكسة يبقى مشروعاً في هذه الآونة.. لعدم تحميل الرجل ما لايمكن ان يتحمله :
فهل كل هذه القراءات تمثل إجحافا في حق مدرب يعرف الكرة اكثر من غيره..بمجرد تقديم احصائية سجله الذهبي كلاعب و كمدرب: 35 كأساً و بطولة مع برشلونة وبايرن ميونيخ بين عامي واحد و تسعين و الفين و خمسة عشرة 1991 و 2015
هل هو إجحاف لمدرب أوقف برشلونة في ملعبه على امتداد 80 دقيقة ؟ وهو يلعب منقوصاً من خدمات جناحين عالميين بقيمة ريبيري وروبن, و في ظل غيابات اخرى شبه دائمة في بايرن هذا الموسم (ألابا و مارتينيز) وأيضاً مع ليفاندوفسكي يعاني من مخلفات ارتجاج دماغي وكسر في الانف ويشارك بقناع طبي..
و لمن نسي او لا يعرف نذكر بان معدل غيابات بايرن في مباريات هذا الموسم هو سبعة لاعبين في كل مباراة..؟
اختلفت القراءات لكن النتيجة واحدة : بايرن, باستثناء معجزة في اليانز ارينا الثلاثاء, سيتخلف عن موعد" النهائي الأوروبي الكبير", وذلك للموسم الثاني على التوالي. خيارات قليلة للاسباني : معجزة كروية لا يتحكم فيها , او خروج من الباب الصغير رغم استمرارعقده مع بايرن لسنة اضافية.
و لأن الأخبارالسيئة لا تأتي فرادى: هنالك مدرب عاطل عن العمل انطلاقاً من يونيو في المانيا يسمى يورغن كلوب...
لم يبق من الكلام سوي عنوان يبدو لي أساسياً لوصف"زمن بيب في ميونيخ":من يصعد اليوم..قد يهوي غدا : درس حقيقي في الحياة تقدمه لنا لعبة المستديرة.