2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دوري الأبطال | معضلة مودريتش وأيهم الأنسب لتعويضه أمام يوفنتوس؟

دوري الأبطال | معضلة مودريتش وأيهم الأنسب لتعويضه أمام يوفنتوس؟
جو 24 : شارك المدافع الإسباني الدولي سيرخيو راموس أساسياً في مركز لاعب الوسط المدافع؛ تعويضاً للمصاب لمودريتش، خلال مباراة ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بهزيمة فريقه ريال مدريد على يد مضيفه يوفنتوس في تورينو يوم الثلاثاء الماضي بـ2-1.

ولم يقدم نجم اللاروخا مستوىً يرقى لطموحات النادي الملكي في مركزه الجديد بتلك المباراة بحسبما صرح اللاعب نفسه لموقع ناديه الرسمي عقب نهاية المباراة. وبالرغم من نجاحه في قطع 3 تمريراتٍ واسترجاع 4 كراتٍ من لاعبي البيانكونيري بحسب إحصائياته في تلك المباراة، إلا أنه لم ينجح بشكلٍ فعالٍ في إغلاق الطريق أمام لاعبي وسط اليوفي قبل وصولهم إلى منطقة جزاء الميرينجي. حيث تسلل مهاجم السيدة العجوز كارلوس تيفيز في أكثر من مرةٍ من خلفه، مشكلاً الكثير من الخطورة بتسديداته على مرمى إيكر كاسياس، التي ارتدت إحداها مسفرةً عن هدف موراتا الأول لأصحاب الأرض، قبل أن يستغل الأباتشي ضربة ركنية تقدم فيها راموس كعادته للاستفادة من الرأسيات، ارتدت سريعاً عبر هجمة منظمة قادها الأرجنتيني، انتهت بضربة جزاء، سجل منها هدف الفوز بنفسه لبطل إيطاليا.

وبالإضافة لذلك، كان توزيع راموس للعب عشوائياً طوال المباراة، حيث كانت أغلب تمريراته غير مؤثرة للمدافعين في الخلف، زيادةً على تمريراته التي كانت أغلبها أطول من اللازم أو مقطوعةً من لاعبي الخصم في النصف الهجومي من الملعب، مما ساهم في تفوق وسط ملعب يوفنتوس، الذي بدا منظماً بشكلٍ أكبر من نظيره في الريال في تلك المباراة، حيث قام لاعبو الأول بتغطية 7.7 كيلومتراتٍ أكثر من لاعبو الأخير على مدار اللقاء.

يذكر أن تجربة استخدام أنشيلوتي لقلب دفاعه كمحور ارتكازٍ قد نجحت في القليل من المناسبات سابقاً، مثل لقاء العودة أمام جاره اللدود أتلتيكو مدريد في ربع نهائي دوري الأبطال هذا الموسم. إلا أن اللاعب الإشبيلي الأصل لم يظهر بنفس الفعالية في لقاء ناديه الأندلسي السابق إشبيلية في الجولة الـ35 من الليجا، إضافةً لسوء الأداء الذي ذكرناه في لقاء اليوفي. وليس هناك أي ذنبٍ لراموس في ذلك، في مركزٍ يعتبر غريباً كلياً عليه، حيث يحاول أن يقدم أفضل ما عنده لتنفيذ أفكار مدربه أنشيلوتي الذي تحدث عن دوره الجديد عقب اجتياز عقبة الروخيبلانكوس قائلاً "إنه يضحي بنفسه من أجل الفريق".

ولكن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو كيف لفريقٍ بحجم الريال، أنفق حوالي الـ300 مليون يورو على سوق انتقالاته في العامين الأخيرين -من ضمنها زهاء الـ50 مليون يورو على لاعبي الوسط الدفاعي فقط- أن يعاني في وقتٍ حرجٍ من الموسم مثل وقتنا الحالي، لدرجة أن يضطر لإشراك مدافعاً
كلاعب وسطٍ دفاعي، في غير مركزه المعتاد؟

أسيير إياراميندي


أغلى لاعبي الوسط الدفاعي الذين جلبهم فلورنتينو بيريث كان الإسباني أسيير إيارَّاميندي، مقابل حوالي الـ30 مليون يورو من ريال سوسييداد عام 2013، إلا أنه لم يتمكن أبداً من انتزاع مكانه كأساسيٍ في صفوف الفريق، حيث بات بديلاً يدخل في الدقائق الأخيرة من عمر مباريات الريال، إذ شارك في ما مجموعه 1636 دقيقة من إجمالي 39 مباراة في مختلف البطولات بهذا الموسم، دخل في أغلبيتها من على مقاعد البدلاء، ولم يتمكن من تسجيل أو صناعة أي هدف، بينما حصل على 4 إنذاراتٍ صفراء

ومن وجهة نظرٍ فنيةٍ بحتة، فإن المكان المناسب للاعب البالغ من العمر 24 عاماً هو لاعب الوسط الموزع بجانب لاعب الارتكاز الدفاعي القوي، الذي كان يشكله مع زميله الأسبق ماركيل بيرجارا، في خطة 4-2-3-1 ذات المحاور المزدوجة، أثناء فترته الناجحة سابقاً في صفوف سوسييداد. إلا أن أنشيلوتي غالباً ما كان يطالبه بأدوارٍ أكثر قوة في الدفاع أو أكثر إبداعاً في الهجوم، مما جعله كالمذبذبين الـ "راقصين على السلالم"، فلا هو يمتلك الصلابة اللازمة للاعب الارتكاز الدفاعي، ولا الفنيات التي يتطلبها مركز المايسترو الهجومي.

ومن المرجح أن يكون المدرب الإيطالي قد فقد الثقة في لاعبه منذ أداء الأخير المخزي في العام الماضي بدوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني، وبالرغم من مشاركته في الشهر الماضي أمام كلاً من السيلتا وإشبيلية في الدوري بصفةٍ أساسيةٍ، إلا أنه فشل في إثبات وجوده في كلا اللقائين، مما أعاده احتياطياً من جديد في لقائي ذهاب الأبطال أمام اليوفي، وقمة الليجا أمام فالنسيا، والتي كان محظوظاً بالمشاركة فيها عقب إصابة الألماني توني كروس في منتصف الشوط الأول، إلا أنه من غير الوارد على الإطلاق أن يقحمه أنشيلوتي أساسياً في لقاء العودة غداً الأربعاء أمام بطل إيطاليا.

سامي خضيرة


أما بالنسبة لسامي خضيرة، المتوج ببطولة كأس العالم الماضية في البرازيل برفقة منتخب بلاده ألمانيا، فقد حدثت معه العديد من المشاكل منذ عودته من المونديال، حيث أعلن أنشيلوتي أن لاعب الوسط الدفاعي -الذي يمكنه اللعب كموزعٍ هجوميٍ ايضاً- قد أصبح زائداً عن حاجته للموسم الجديد، بعدما أبعده تمزق الرباط الصليبي عن جل الموسم التاريخي الماضي لحامل اللقب الأوروبي، وازدادت الأمور تعقيداً مع استمرار إصاباته وتنوعها، بالإضافة لعدم توصله لاتفاقٍ مع إدارة النادي لتجديد عقده، حيث اتفق مع ناديه على الرحيل بنهاية عقده في الصيف القادم، بالإضافة لقدوم لاعب الوسط البرازيلي الجديد لوكاس سيلفا في يناير الماضي، والذي كان بمثابة المسمار الأخير في نعش اللاعب ذي الأصول التونسية مع الميرينجي.

وعلى أي حال، فقد شارك اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً هذا الموسم في 17 مباراةٍ بمختلف البطولات، لم يسجل أو يصنع خلالها أي هدف، بينما تحصل اللاعب صاحب القوة البدنية العالية -طوله يبلغ 189 سم- على 3 إنذارات. وكانت فترة غياب مودريتش الأولي هذا الموسم هي الأكثر مشاركةً للاعب المانشافت بصفوف الريال في الموسم الحالي، إلا أن أدائه المخيب في لقاء عودة ثمن نهائي دوري الأبطال، والذي خسره على أرضه بالسانتياجو برنابيو بـ3-4، جعل أنشيلوتي يفقد الثقة نهائياً في النجم الألماني، ويستبعده من قائمة الفريق ككل، اللهم إلا في مناسباتٍ نادرةٍ في ما تبقى من لقائات الموسم. لذا، فمن غير المرجح أن نشاهد اللاعب الألماني في لقاء الغد.

لوكاس سيلفا


وأخيراً وليس آخراً، فقد قام النادي الملكي بإنفاق 13 مليون يورو من أجل جلب لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي لوكاس سيلفا صاحب الـ22 ربيعاً، والمتوج في العامين الأخيرين بطلاً لدوري بلاده برفقة فريقه السابق كرزيرو.

وبالرغم من كونه أكثر صلابةً دفاعيةً من إياراميندي، وأكثر حيويةً وسرعةً في رتم الأداء من المتعدد الإصابات خضيرة، بالإضافة لإظهاره لبعض الملامح المبشرة بنجمٍ قادمٍ بقوةٍ في المستقبل خلال الدقائق القليلة التي شارك فيها منذ قدومه إلى قلعة البلانكو، والبالغ عددها 427 دقيقةٍ فقط خلال 8 مبارياتٍ بالدوري ومباراةٍ يتيمةٍ بذهاب ثمن نهائي الأبطال أمام شالكة، إلا أنه سيكون من غير العادل على الإطلاق أن يزج المدرب الإيطالي المخضرم بلاعبٍ أتى لتوه منذ أشهرٍ قليلةٍ من أمريكا اللاتينية، وغير معتاد على أجواء الكرة الأوروبية، لكي يبدأ أساسياً في مركزٍ حيويٍ كهذا، في لقاء الريال المصيري أمام كتيبة أليجري غداً الأربعاء، بسبب نقص خبرته المتوقع في مثل تلك اللقائات، والتي تحسمها تفاصيلٌٍ صغيرةٌ من الخبرة الكبيرة للاعبي الفريقين.

وبناءاً على كل ما سبق، نستنتج أن أنشيلوتي أمام 3 حلولٍ، أحلاهم مر، إذا ما استبعدنا الخيارات المذكورة أعلاه:

1- تكرار نفس خطأ مباراة الذهاب، والمغامرة بالرهان على راموس مجدداً في خط الوسط الدفاعي بجانب كروس، وهو أقل الخيارات المطروحة منطقياً.

2- تجربة لاعبٍ أخرٍ مثل قلب الدفاع البرتغالي بيبي أو مواطنه الظهير الأيسر كوينتراو في الوسط الدفاعي، إذ سبق لهما اللعب في هذا المركز في بعض المناسبات سابقاً مع المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو، خلال حقبته المنقضية في الريال.

3- المغامرة الواضحة، بالدفع بكل أوراقه الرابحة في تشكيلةٍ واحدةٍ، عن طريق الثلاثي كروس، إيسكو وخاميس في وسط الملعب، بدون ارتكازٍٍ دفاعيٍٍ واضح -كما حدث في بداية لقاء فالنسيا الأخير في الليجا- مع الاعتماد على المهارات الفردية المميزة للثلاثي المذكور، وقدراتهم الكبيرة في الاحتفاظ بالسيطرة على الكرة لصالح النادي الملكي في معركة وسط الميدان أمام ثلاثي اليوفي القوي -ماركيزيو، بيرلو وفيدال- خصوصاً مع الاندفاع الهجومي المتوقع لكتيبة أنشيلوتي منذ بداية المباراة في مدريد، بغية العودة سريعاً في النتيجة المخيبة لمباراة الذهاب.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير