jo24_banner
jo24_banner

استقلال المرأة المالي هل يحررها من ضغوط الزوج؟

استقلال المرأة المالي هل يحررها من ضغوط الزوج؟
جو 24 : في السنوات الأخيرة اصبحت المرأة جزءا لا يتجزأ من الايدي العاملة، فالقليل من النساء في هذه الاوقات لا يعملن، اذ اصبحت المرأة تتعلم كما يتعلم الرجل وتنافسه على الكثير من الوظائف لتحصل على فرص قد لا يحصل عليها بسبب تركيز المرأة على اكتسابها مهارات لتطوير شهادتها الدراسية، هذه المهارات تزيد من فرصتها في العمل، هذا العمل يمنح المرأة العديد من المزايا التي تحقق لها استقلاليتها المادية وتطورات ملحوظة في شخصيتها، الا ان هذه الاستقلالية المادية قد تمنحها الفرصة حتى تتمرد على اسرتها او على زوجها ليصبح العمل وقتها ليس وسيلة بل وسيلة تمرد وخروج عن الواقع. الثقة بالنفس من المعروف أن نقطة انطلاقة المرأة نحو المراكز القيادية والإشرافية والقيام بدورها في تنمية المجتمع، تبدأ أولاً بثقتها بذاتها ومعرفة إمكانياتها وقدراتها، ومن ثم اختيارها للمجال الذي يمكن أن تبدع فيه بعد أن تحقق التوازن بين دورها ودور الرجل كمكمل لها وشريك أساس في حياتها.ومن هنا برزت الاستقلالية الاقتصادية كأحد العناصر الكفيلة بتمكين المرأة في إظهار قدراتها وإمكانياتها بعيداً عن ظل الرجل، تقول مريم يوسف :» ان هذه الاستقلالية جعلت المرأة تواجه المزيد من العوائق لاسيما في ظل رفض الرجل لها انطلاقاً من كون هذه الاستقلالية ستفقده سيطرته عليها وكذلك لانعكاس هذه الاستقلالية سلباً على حياتها الاجتماعية والعائلية كما يدعي البعض، الكثير من الفتيات بعد وصولهن الى مراكز معينة من العمل والحصول على سلطة لا توجد بأيدي الكثير من الرجال ممن يعطيونها تشعر المرأة انها ملكت العالم، هذا الشعور يأتي من شعورها وهي صغيرة انها انثى ضعيفة ولا تستطيع ان تعيش بلا مساعدة الرجل ودعمه، لذلك السيدات اللواتي يشعرن بهذا الشعور عندما يمتلكن السلطة فانهن يتمردن بلا شك على العائلة والاصدقاء وجميع المعارف». وتضيف مريم :» ليست كل النماذج متشابهة والاصل في الحكاية هو شعور المرأة الاساس تجاه نفسها، فاذا كانت تشعر بانها ضعيفة فهذا سينعكس سلبا عليها عندما تتطور مهاراتها وتحصل على استقلاليتها المادية، اما المرأة التي تشعر نفسها بانها قوية منذ ان كانت صغيرة فانها لن تتأثر ان حصلت على مكاسب مادية او نفسية بل هذا سيمنحها شعورا يزيدها اكثر تواضعا وليس تمردأ». تمرد المرأة يجد احمد نبيل ان البييئة المحيطة بالمرأة هي التي تحدد ماذا ستفعل المرأة ان كان لديها استقلالية مادية او منصب محدد، يقول احمد : « هنالك الكثير من النساء اللواتي تمردن على اسرهن بعدما اصبح لديهن دخل اقتصادي مستقر، حتى ان الكثير من النساء تطلقن بسبب العمل فعندما تصبح المرأة تتكلم بلغة المال مع الرجل فان هذا الامر يجعله يغضب بلا شك، لانه عندما عملت المرأة في وظيفة معينة فكان الهدف من هذا العمل هو مشاركة الرجل في تخفيف الضغوطات المادية التي تقع عليه، وليس الشعور بالغرور وان عملها سيشكل خطرا على اسرتها». ويرى احمد :» المرأة الان تعلمت ووصلت الى وعي وثقافة ويجب ان لا تجعل المال الذي يأتيها من عملها مصدرا من المصادر التي تهدد استقرار عائلتها، بل يجب ان تزيد من استقرار هذه العائلة، سمعنا الكثير من الحكايات التي جعلت من العمل والاستقلال المادي للمرأة سببا اساسا في خراب منزلها لانها استخدمته بشكل سلبي ولم تجعل منه وسيلة لحياة مطمئنة اكثر». تهديد البناء المجتمعي اما منى سعيد فتقول: «انني اسمع الكثير من الزميلات حولي في العمل ينطقن جملا وكلمات لها دلالات مجتمعية كبيرة، فمن هذه الجمل : « يأتيني دخل مادي اكثر من زوجي فلماذا ابقى معه!!» وجملة اخرى : « لماذا لا اعيش كالحياة الاجنبية واستأجر شقة خاصة بي بعيدا عن اهلي الذين يتدخلون بي كثيرا وقد وصلت الى سن كبيرة ولا اريد الزواج».. وغيرها من الجمل وبالفعل احدى الزميلات تمردت على اهلها واستأجرت شقة خاصة بها ولم تعد تذهب الى زيارتهم لانها بحسب وصفها انها لم تعد تتحمل نصائح وقد تجاوزت عمر الاربعين، هكذا يصبح الدخل المادي خطرا يهدد حياة كل منا ويهدد البناء المجتمعي بشكل كامل، والاطلاع على الحياة الاوروبية التي لا تناسبنا رسمت في ذهنية الكثير انها الحياة الانسب للعيش». تحكم المرأة عقلها تضيف الاخصائية الاجتماعية رواند ابو خلف ان الأمم المتحدة في تقاريرها السنوية الصادرة حول التنمية البشرية أن المرأة العاملة هي مدخل التنمية الأساسي، وهي امرأة على درجة معينة من الوعي تسهم في زيادة دخلها وبالتالي تأمين ظروف حياة أفضل لها ولأسرتها، هذه التقارير أنه لا أمل لدول العالم الثالث الغارقة في مستنقع الفقر والتخلف والبطالة للحدّ من تفاقم أوضاعها الاجتماعية والسير في طريق التنمية إلا بتحسين ظروف النساء الاجتماعية وخلق فرص العلم والعمل لهن، فالأسرة التي ترعاها امرأة منتجة هي أفضل حالاً من أسرة تعوّل على دخل الرجل فقط. وتذكر التقارير، ان المرأة العاملة تتمتع من خلال التجربة الواقعية بوعي أفضل لمفهوم الوقت ولمعنى الجهد الذي يبذل لإنجاز العمل، وبالتالي تعي قيمة الدخل الذي تتقاضاه. وتجد ابو خلف : ان العمل والاستقلال المادي يجب ان لا يؤثر على حياة المرأة ويعمل على تفكيكها بل يجب ان يزيدها استقراراً، لهذا فالمرأة الناضجة الواعية يجب ان تستخدم مصدر الرزق بشكل ايجابي في تحسين حياتها وحياة من حولها لا ان تجعل من المال خطرا يهدد حياتها وإذا كانت المرأة مستقلة اقتصادياً، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على منزلها بحيث تبنيه بشكل صحيح وتسهم في اقتصاد المنزل والاسرة، مشيرة إلى أن الرجال في الوقت الحالي يفتشون عن المرأة العاملة التي تساعدهم في تسيير امور الحياة، وأكدت أنه لا يعني إذا كانت المرأة مرتاحة اقتصادياً أنها ستتمرد على زوجها وبيتها . وتختم ابو خلف :» أرى أن أغلب الرجال يعتمدون على راتب المرأة، ولهذا تبقى حياتها الأسرية مستقرة لأن الاعتماد في الوقت الحالي على راتب واحد لايكفي، لاسيما في ظل الغلاء الفاحش وبالتلي فإن دخل المرأة ينعكس على استقرار منزلها، والمرأة يجب ان تحكم عقلها بين الصحيح والخاطئ والا يصبح المال هو الهدف الاساس في حياتها بل هنالك اهداف اسمى من ذلك، مث الوجود بشكل امن ومطمئن». الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير