الحكومة حمل ثقيل على صدور الاردنيين
الفرحة التي عمت المحافظات الاردنية والتي رافقت اقالة وزير من حكومة الدكتور عبدالله النسور هي عينة مصغرة عن تلك الفرحة الكبرى التي كانت ستعم صدور الاردنيين في حال اقالة الحكومة نفسها، وهو ما يشي بحجم المعاناة التي تركته هذه الحكومة في حياة الاردنيين. وقد باتت تركة ثقيلة على النظام السياسي نظرا لطريقتها القاسية في الحكم. وقد حولت الدولة الى مجرد جهاز كبير للجباية.
وقد يكون توزيع الاردنيين للحلوى في مظاهر ابتهاج غير مسبوقة على خلفية اقالة وزير الداخلية، وبما يعد سابقة في الحياة السياسية الاردنية هو بمثابة التعبير الاصدق عن مدى الغضب الشعبي العارم من هذه الحكومة واجراءاتها الاقتصادية والامنية العقابية القاسية بحق الشعب الاردني.
وهو ما يؤكد اهمية ان تراعى الاعتبارات الشعبية في طريقة الحكم، وان تسعى الحكومات في الصالح الشعبي العام، ورعاية شؤون الناس والتخفيف عليهم، وليس وضعهم في دائرة المعاناة والقلق حيث تصبح الحكومات حملا ثقيلا على الشعب، والى ذلك تعم الفرحة صدور الناس عند زوال هذه الحكومات، وكأنها كابوس خيم على صدورهم.
توزيع الحلوى لاقالة وزير يشي بحجم الفرحة القادمة عندما يصل مركز القرار في الاردن الى ضرورات التضحية بالحكومة للحفاظ على توازن الحالة الشعبية في الاردن. ووقف حدة التوتر المجتمعي المتصاعدة على خلفية السياسات الجائرة .
وحسب رجل الحكم من خسارة فادحة يمنى بها ان يصبح الخلاص منه حلما شعبيا، وكأن ذلك يداعب احلام وتطلعات شعب يبحث عن حقه في الحرية والعيش الكريم.