كيف اكتشفت "تغريد" أن جارتها هي ضرتها؟
جو 24 : الوفاء صفة وخلق راقٍ يضفي على الحياة لوناً وطعماً آخر، والوفاء الحقيقي بين البشر يتمثل بتجنب الخيانة والغدر والخداع، أما نكران الجميل فيتنافى عادة مع طباع النفوس الوفية، وبطلة قصتنا اسمها «تغريد»، حيث تعرضت في حياتها إلى عدم الوفاء ونكران الجميل من جارتها وزوجها، فهي زوجة وثقت بجارتها، واستضافتها في منزلها، وقدمت يد المساعدة لها، ولم تكن تعتقد يوماً ما أنها ستخطف زوجها، واكتشفت بعد عامين زواجهما بالمصادفة عندما أرادت أن تنقذ جارتها وهي تتألم نتيجة مخاض الولادة، ومع ذلك قامت بإيصالها إلى غرفة الولادة والاطمئنان عليها، وبعد أن تم إخبارها بأنها بخير ووضعت مولودها وهو بصحة جيدة، غادرت المكان، ثم قطعت كل الخيوط التي يمكن أن تصلها بها.
«سيِّدتي» التقت «تغريد» واستعادت شريط ذكرياتها معنا، وعادت إلى الماضي والأحداث التي مرت بها قبل عامين وروتها بكل ألم، كما التقت بالزوج والجارة الناكرة للمعروف، وأخذت رأي الأخصائية الاجتماعية بالقصة.
البداية
تقول «تغريد»: «لم يخطر ببالي أن يتزوج زوجي من امرأة أخرى غيري، خاصة أنه من أقاربي، وجاء ارتباطنا بعد قصة حب وإعجاب، فقد تزوجته منذ ستة أعوام، وكانت حياتنا مستقرة قبل أن أعرف بزواجه من جارتي، حيث لم تكن بيننا خلافات، وكنا متفقين على جميع تفاصيل حياتنا، وحتى مسألة الإنجاب هو من طلب مني في بداية زواجنا أن أنجب طفلاً، وأنتظر فترة من الزمن ثم أحمل بالطفل الثاني، وكنت أقوم بجميع واجباتي على أكمل وجه».
ذكريات
استعادت «تغريد» ذكرياتها لتسرد أحداث العامين الأخيرين من زواجها، وما حدث فيهما من خيانة زوجها وعدم اعترافه بشجاعة بزواجه من جارتها قائلة: «حدثت الكثير من المواقف من قبل زوجي وجارتي، إلا أنني لم أشك للحظة أن زوجي تزوج علي، فبعد أن سكنا في عمارة سكنية يملكها زوجي؛ حتى ينتهي من بناء بيت العمر، الذي قمت أنا وهو بتصميمه، وبعد أيام طرقت جارتي باب منزلي، وهي من إحدى الجنسيات العربية، وطلبت التعرف إلي، ورحبت بها، وطلبت مني زيارتها، إلا أنني لم أذهب إليها، وبعد عدة أيام عادت لزيارتي عارضة علي خدماتها، حيث إنها كانت تعمل كوافيرة في بلدها، وأنها تجيد هذه المهنة، فشكرتها على ذوقها وأخبرتها بأنني لا أريد أن أقوم بعمل أي خدمة تجميلية الآن، ولا أنسى أن أذكر أن جارتي كانت جريئة ولحوحة، وألحت علي بتغيير إطلالتي، وقد استسلمت لها، وطلبت زيارتي عندما يسمح لها الوقت فوافقت، وعندما حضر زوجي إلى المنزل وشاهد مظهري الجديد أبدى إعجابه، واستغرب من أنني لم استأذنه أو أطلب السائق ليصطحبني إلى المشغل النسائي، وأخبرته بالتفاصيل، وكان حديثنا تلك الليلة عن جارتي، وتعاطف معها وطلب مني أن أبلغها بأنه لن يأخذ الإيجار بالكامل منها كبقية الشقق، بل خفض لها نصف الإيجار تعاطفاً معها، وأبلغتها وشكرتني».
اهتمام زوجي بها
وتواصل تغريد حديثها قائلة: «منذ ذالك الحين أصبح زوجي يسأل كثيراً عنها، وطلب مني أن نصطحبها في عطلة نهاية الأسبوع معنا إذا ذهبنا إلى أحد الأماكن، لكن بعد أن رأيت جرأتها بالحديث مع زوجي وتفاعله معها لا أنكر أنني شعرت بالغيرة، ولكن لم أصارح زوجي حتى لا يغضب مني، وأخبرت شقيقاتي وطلبن مني أن أمنعها من الخروج معنا بحيلة؛ حتى لا يشعر زوجي فيغضب وفعلاً أخبرت زوجي بأنها مشغولة، واقتنع بكلامي، لكنني شعرت بأنه تضايق، وحاولت التهرب من جارتي، ولم تعد تذهب معنا، لكنني لم أستطع أن أتخلص من زيارتها غير المنظمة للمنزل، فهي تأتي عندما يكون زوجي في البيت».
سفره بمفرده
وأضافت: «منذ أن تزوجت وزوجي يصطحبني معه إلى رحلات العمل، لكن منذ عامين كان يتحجج أن معه مجموعة من زملاء العمل، ولا يمكنه اصطحابي، ومرت الأشهر، وذات مرة صادف سفره سفر أهلي برحلة إلى إحدى الدول، وطلب مني أن أذهب معهم، ولم أجبه بنعم أو لا، واعتقد أنني وافقت؛ واستغربت من اختفاء جارتي، ونزلت أسأل عنها لكن لم أجدها، فاتصلت بها ووجدت هاتفها مغلقاً، وزوجي في هذه الرحلة خصوصاً لم يتصل بي، فبادرت أنا بالاتصال، ورد علي بعد ساعات ليخبرني بأنه مشغول ولا داعي لأقوم بالاتصال؛ إذ سينجز عمله ويعود، وعندما حضر زوجي أخبرته بغياب جارتنا، فارتبك وغضب؛ لأنني لم أستمع لكلامه وأذهب مع أهلي، وبعد أن ذهب زوجي في اليوم الثاني إلى عمله ذهبت إليها وسألتها عن اختفائها تلك المدة، فتحججت بأنها كانت بزيارة قصيرة إلى إحدى قريباتها في المنطقة الشرقية، ولكنني استغربت؛ لأنها أخبرتني قبل ذلك بعدم وجود أقارب لها، واعتقدت أنها لا تريد الحديث وانتهى الأمر».
زواجها وحملها
وتواصل تغريد قائلة: «بعد مضي يوم جاءت جارتي لي وأخبرتني بأنها ستتزوج، ولكن لن تنتقل من شقتها، حيث سيدفع زوجها الإيجار لها، وهو رجل متزوج من أخرى وسيقوم باصطحابها بعد فترة من الزمن إلى سكن آخر، وباركت لها، وأخبرت زوجي وفرح كثيراً ودعا لها بالتوفيق وكأنه لا يعلم من هو زوجها، وبعد فترة وجيزة جاءت لتخبرني بأنها حامل، في هذه الأثناء كان زوجي يغيب ويسافر كثيراً عكس الماضي، وكانت هي تختفي في نفس الوقت، وبعد أن قاربت على الولادة لم تعد تذهب معه بل تبقى وتأتي لزيارتي؛ خوفاً من أن تأتيها ساعات الولادة ولا تجد أحداً معها، وكنت أطلب منها أن تنام عندي في غياب زوجي، وكانت تلبي دعوتي، وكنت أهتم بها، وزوجي يشجعني على ذلك».
صدمتي بزوجي وجارتي
وعن اكتشافها أمرهما قالت: «في أحد الأيام سافر زوجي للعمل، وبقيت جارتي في شقتها، ورفضت أن تأتي للمبيت عندي؛ نظراً لثقلها، وما كان مني إلا عمل الواجب والاتصال بها للاطمئنان عليها، وفي ساعات الفجر الأولى تلقيت اتصالاً منها، وكان صوتها متعباً، فارتديت عباءتي ونزلت فوراً إلى شقتها، وكانت في حالة ولادة ومتعبة، فاتصلت بالسائق الذي وضعه زوجي لي للتنقل أثناء غيابه، وطلبت منه أن يحضر فوراً للتوجه إلى المستشفى، وكانت جارتي تتألم وأنا مرتبكة، لكنني تذكرت أمراً هاماً وهو وثيقة الزواج حتى أستطيع أن أدخلها غرفة الولادة بأمان، وطلبت منها أن تزودني بنسخة إذا كانت عندها، فطلبت مني فتح الصندوق الذي كان موضوعاً داخل خزانة الملابس، وفتحته وكان يحتوي على أوراق ووثائق لها، وكانت الصدمة في ورقة عقد النكاح حينما أمسكت بها، والفضول شدني لقراءة اسم زوجها والشخصية التي رفضت أن تفصح لي عنها، وكم تمنيت لو لم أقم بالقراءة وعشت بقية أعوامي وأنا مغفلة؛ إذ قرأت اسم زوجها وتاريخ الزواج الذي تم منذ عامين، وعندما قرأت الاسم أخذتني ذاكرتي إلى الوراء، وراجعت الكثير من الأحداث التي لم أعرها اهتماماً لثقتي العمياء بزوجي وطيبتي التي استغلتها جارتي، وبعد ثوانٍ بدأ صوت جارتي يعلو من شدة الألم وتطلب النجدة، فقلت لها: «لماذا خطفتِ زوجي؟» ولم تجبني، وقالت: «أرجوكِ ساعديني ولا تتخلي عني في هذه اللحظات»، فحملتها إلى السيارة وذهبنا إلى المستشفى لتضع طفلها، وكنت أبكي حتى وضعت ابنها، وبعدما علمت بأنها بخير هي والمولود، ذهبت إلى شقتي، وأخذت كل ما يلزمني أنا وأبنائي، وذهبت إلى منزل أهلي وأنا منهارة والتزمت الصمت، وعندما عاد زوجي ولم يجدني أتى إلى منزل أهلي ووجدني في قمة انهياري، وبعد ساعات انفجرت في وجهه وأخبرته بأن يذهب إلى زوجته الثانية في المستشفى؛ لأنها وضعت مولودها، وهنا لزم زوجي الصمت وذهب».
طلبت الطلاق ورفض زوجي
وأضافت: «بعد أيام حضر زوجي بعد أن دعاه والدي لإيجاد حل لمشكلتنا، وحضر وأبدى استعداده للتفاهم معي، وكنت أرفض أن أعود له، وطلبت الطلاق، لكنه رفض، وأسرتي رفضت أيضاً، وأخبر والدي ووالدتي بأنه متمسك بي، وأنه حضر من رحلته الأخيرة للتجهيز لتأثيث منزل العمر الذي لن يسكنه أحد غيري، وطلب مني التفكير قبل اتخاذ أي قرار، وبعد إصرار أهلي وأهله وزوجي، عدت إليه، ولكنني كنت أشعر وكأن شيئاً كبيراً انكسر، وأن هناك حاجزاً بيني وبينه، لكن من أجل أبنائي وعدم ضياع حقهم وحتى لا أترك الفرصة لجارتي المخادعة لامتلاك كل شيء عدت وكلي ألم».
زوج تغريد
تواصلت «سيِّدتي» مع زوج «تغريد»، وسألته عن سبب زواجه فأجاب قائلاً: «زوجتي هي سبب زواجي من جارتنا، فهي من تعاطفت معها وأدخلتها إلى حياتنا، وكانت لا تكف عن الحديث عنها لدرجة أنني أصبحت متلهفاً لمعرفة أخبارها، وزواجي كان شرعياً وواضحاً، ولم أقم بعلاقة عابرة كما يفعل الكثير من الأزواج، وكان زواجي منها في البداية نوعاً من العطف عليها وعلى حالتها، ولا يعني زواجي من امرأة ثانية أنني أكره زوجتي الأولى، بالعكس تظل حبي الأول وأم أبنائي، والرجل أحياناً يحتاج إلى تغيير في حياته عكس المرأة التي تكرس حياتها لزوجها وأبنائها منذ أن تتزوج، وطبيعتي وظروفي الجديدة جعلتني أتزوج شرعاً بأخرى، ومستقبلاً قد أتزوج بالثالثة والرابعة أيضاً، فأنا لا أرى أنني على خطأ نهائياً».
الجارة
أما الجارة فتمثل ردها على اتهام «تغريد» لها بالخيانة بقولها: «لا أعلم السبب وراء اتهام جارتي لي بأنني خنتها أو خدعتها أو أنني غير وفية، فزوجها هو من طلب يدي وتزوجته زواجاً شرعياً، والآن أنا أم لابنه، وقد يكون أعجب بي أو رأى أنني أمتلك أشياء هي لا تمتلكها فجذبته وارتبط بي، وأنا امرأة من حقي أن أتزوج وأنجب وأعيش بسلام، وليس ذنبي أن زوجها هو من اختارني، ولو لم يتزوجني ربما اختار امرأة غيري».
الرأي الاجتماعي
الأخصائية الاجتماعية منال أحمد من كلية العلوم تقول: «من الأحداث المؤسفة والمؤلمة جداً التي قد تحدث بين الأزواج أن يتزوج الرجل من جارة أو صديقة زوجته، وهذه الأحداث ليست نادرة، وموجودة في مجتمعنا وبكثرة، ويقع هنا اللوم على الزوجة؛ لأنها يجب ألا تدخل أي امرأة إلى حياتها ومنزلها، ولا تمدح وتتعاطف مع مشاكل النساء، فهناك رجال يعجبون بالمرأة من الحديث عنها بشكل كبير، وعندما يختار الزوج جارة أو صديقة زوجته لتكون زوجته الثانية فإنه يوجه للزوجة الأولى أقسى وأبشع وأشد الضربات، وأنصح الزوجات بعدم الإكثار من الحديث عن الجارة المطلقة أو الصديقة، أو أي امرأة ومدحها بطريقة مبالغة أمام الزوج، فذلك ربما يثير فضوله ويتعلق بها، وأحياناً رغبة الرجل بامتلاك الطرف الآخر المتميز والمتفوق على صفات زوجته كما يعتقد».
«سيِّدتي» التقت «تغريد» واستعادت شريط ذكرياتها معنا، وعادت إلى الماضي والأحداث التي مرت بها قبل عامين وروتها بكل ألم، كما التقت بالزوج والجارة الناكرة للمعروف، وأخذت رأي الأخصائية الاجتماعية بالقصة.
البداية
تقول «تغريد»: «لم يخطر ببالي أن يتزوج زوجي من امرأة أخرى غيري، خاصة أنه من أقاربي، وجاء ارتباطنا بعد قصة حب وإعجاب، فقد تزوجته منذ ستة أعوام، وكانت حياتنا مستقرة قبل أن أعرف بزواجه من جارتي، حيث لم تكن بيننا خلافات، وكنا متفقين على جميع تفاصيل حياتنا، وحتى مسألة الإنجاب هو من طلب مني في بداية زواجنا أن أنجب طفلاً، وأنتظر فترة من الزمن ثم أحمل بالطفل الثاني، وكنت أقوم بجميع واجباتي على أكمل وجه».
ذكريات
استعادت «تغريد» ذكرياتها لتسرد أحداث العامين الأخيرين من زواجها، وما حدث فيهما من خيانة زوجها وعدم اعترافه بشجاعة بزواجه من جارتها قائلة: «حدثت الكثير من المواقف من قبل زوجي وجارتي، إلا أنني لم أشك للحظة أن زوجي تزوج علي، فبعد أن سكنا في عمارة سكنية يملكها زوجي؛ حتى ينتهي من بناء بيت العمر، الذي قمت أنا وهو بتصميمه، وبعد أيام طرقت جارتي باب منزلي، وهي من إحدى الجنسيات العربية، وطلبت التعرف إلي، ورحبت بها، وطلبت مني زيارتها، إلا أنني لم أذهب إليها، وبعد عدة أيام عادت لزيارتي عارضة علي خدماتها، حيث إنها كانت تعمل كوافيرة في بلدها، وأنها تجيد هذه المهنة، فشكرتها على ذوقها وأخبرتها بأنني لا أريد أن أقوم بعمل أي خدمة تجميلية الآن، ولا أنسى أن أذكر أن جارتي كانت جريئة ولحوحة، وألحت علي بتغيير إطلالتي، وقد استسلمت لها، وطلبت زيارتي عندما يسمح لها الوقت فوافقت، وعندما حضر زوجي إلى المنزل وشاهد مظهري الجديد أبدى إعجابه، واستغرب من أنني لم استأذنه أو أطلب السائق ليصطحبني إلى المشغل النسائي، وأخبرته بالتفاصيل، وكان حديثنا تلك الليلة عن جارتي، وتعاطف معها وطلب مني أن أبلغها بأنه لن يأخذ الإيجار بالكامل منها كبقية الشقق، بل خفض لها نصف الإيجار تعاطفاً معها، وأبلغتها وشكرتني».
اهتمام زوجي بها
وتواصل تغريد حديثها قائلة: «منذ ذالك الحين أصبح زوجي يسأل كثيراً عنها، وطلب مني أن نصطحبها في عطلة نهاية الأسبوع معنا إذا ذهبنا إلى أحد الأماكن، لكن بعد أن رأيت جرأتها بالحديث مع زوجي وتفاعله معها لا أنكر أنني شعرت بالغيرة، ولكن لم أصارح زوجي حتى لا يغضب مني، وأخبرت شقيقاتي وطلبن مني أن أمنعها من الخروج معنا بحيلة؛ حتى لا يشعر زوجي فيغضب وفعلاً أخبرت زوجي بأنها مشغولة، واقتنع بكلامي، لكنني شعرت بأنه تضايق، وحاولت التهرب من جارتي، ولم تعد تذهب معنا، لكنني لم أستطع أن أتخلص من زيارتها غير المنظمة للمنزل، فهي تأتي عندما يكون زوجي في البيت».
سفره بمفرده
وأضافت: «منذ أن تزوجت وزوجي يصطحبني معه إلى رحلات العمل، لكن منذ عامين كان يتحجج أن معه مجموعة من زملاء العمل، ولا يمكنه اصطحابي، ومرت الأشهر، وذات مرة صادف سفره سفر أهلي برحلة إلى إحدى الدول، وطلب مني أن أذهب معهم، ولم أجبه بنعم أو لا، واعتقد أنني وافقت؛ واستغربت من اختفاء جارتي، ونزلت أسأل عنها لكن لم أجدها، فاتصلت بها ووجدت هاتفها مغلقاً، وزوجي في هذه الرحلة خصوصاً لم يتصل بي، فبادرت أنا بالاتصال، ورد علي بعد ساعات ليخبرني بأنه مشغول ولا داعي لأقوم بالاتصال؛ إذ سينجز عمله ويعود، وعندما حضر زوجي أخبرته بغياب جارتنا، فارتبك وغضب؛ لأنني لم أستمع لكلامه وأذهب مع أهلي، وبعد أن ذهب زوجي في اليوم الثاني إلى عمله ذهبت إليها وسألتها عن اختفائها تلك المدة، فتحججت بأنها كانت بزيارة قصيرة إلى إحدى قريباتها في المنطقة الشرقية، ولكنني استغربت؛ لأنها أخبرتني قبل ذلك بعدم وجود أقارب لها، واعتقدت أنها لا تريد الحديث وانتهى الأمر».
زواجها وحملها
وتواصل تغريد قائلة: «بعد مضي يوم جاءت جارتي لي وأخبرتني بأنها ستتزوج، ولكن لن تنتقل من شقتها، حيث سيدفع زوجها الإيجار لها، وهو رجل متزوج من أخرى وسيقوم باصطحابها بعد فترة من الزمن إلى سكن آخر، وباركت لها، وأخبرت زوجي وفرح كثيراً ودعا لها بالتوفيق وكأنه لا يعلم من هو زوجها، وبعد فترة وجيزة جاءت لتخبرني بأنها حامل، في هذه الأثناء كان زوجي يغيب ويسافر كثيراً عكس الماضي، وكانت هي تختفي في نفس الوقت، وبعد أن قاربت على الولادة لم تعد تذهب معه بل تبقى وتأتي لزيارتي؛ خوفاً من أن تأتيها ساعات الولادة ولا تجد أحداً معها، وكنت أطلب منها أن تنام عندي في غياب زوجي، وكانت تلبي دعوتي، وكنت أهتم بها، وزوجي يشجعني على ذلك».
صدمتي بزوجي وجارتي
وعن اكتشافها أمرهما قالت: «في أحد الأيام سافر زوجي للعمل، وبقيت جارتي في شقتها، ورفضت أن تأتي للمبيت عندي؛ نظراً لثقلها، وما كان مني إلا عمل الواجب والاتصال بها للاطمئنان عليها، وفي ساعات الفجر الأولى تلقيت اتصالاً منها، وكان صوتها متعباً، فارتديت عباءتي ونزلت فوراً إلى شقتها، وكانت في حالة ولادة ومتعبة، فاتصلت بالسائق الذي وضعه زوجي لي للتنقل أثناء غيابه، وطلبت منه أن يحضر فوراً للتوجه إلى المستشفى، وكانت جارتي تتألم وأنا مرتبكة، لكنني تذكرت أمراً هاماً وهو وثيقة الزواج حتى أستطيع أن أدخلها غرفة الولادة بأمان، وطلبت منها أن تزودني بنسخة إذا كانت عندها، فطلبت مني فتح الصندوق الذي كان موضوعاً داخل خزانة الملابس، وفتحته وكان يحتوي على أوراق ووثائق لها، وكانت الصدمة في ورقة عقد النكاح حينما أمسكت بها، والفضول شدني لقراءة اسم زوجها والشخصية التي رفضت أن تفصح لي عنها، وكم تمنيت لو لم أقم بالقراءة وعشت بقية أعوامي وأنا مغفلة؛ إذ قرأت اسم زوجها وتاريخ الزواج الذي تم منذ عامين، وعندما قرأت الاسم أخذتني ذاكرتي إلى الوراء، وراجعت الكثير من الأحداث التي لم أعرها اهتماماً لثقتي العمياء بزوجي وطيبتي التي استغلتها جارتي، وبعد ثوانٍ بدأ صوت جارتي يعلو من شدة الألم وتطلب النجدة، فقلت لها: «لماذا خطفتِ زوجي؟» ولم تجبني، وقالت: «أرجوكِ ساعديني ولا تتخلي عني في هذه اللحظات»، فحملتها إلى السيارة وذهبنا إلى المستشفى لتضع طفلها، وكنت أبكي حتى وضعت ابنها، وبعدما علمت بأنها بخير هي والمولود، ذهبت إلى شقتي، وأخذت كل ما يلزمني أنا وأبنائي، وذهبت إلى منزل أهلي وأنا منهارة والتزمت الصمت، وعندما عاد زوجي ولم يجدني أتى إلى منزل أهلي ووجدني في قمة انهياري، وبعد ساعات انفجرت في وجهه وأخبرته بأن يذهب إلى زوجته الثانية في المستشفى؛ لأنها وضعت مولودها، وهنا لزم زوجي الصمت وذهب».
طلبت الطلاق ورفض زوجي
وأضافت: «بعد أيام حضر زوجي بعد أن دعاه والدي لإيجاد حل لمشكلتنا، وحضر وأبدى استعداده للتفاهم معي، وكنت أرفض أن أعود له، وطلبت الطلاق، لكنه رفض، وأسرتي رفضت أيضاً، وأخبر والدي ووالدتي بأنه متمسك بي، وأنه حضر من رحلته الأخيرة للتجهيز لتأثيث منزل العمر الذي لن يسكنه أحد غيري، وطلب مني التفكير قبل اتخاذ أي قرار، وبعد إصرار أهلي وأهله وزوجي، عدت إليه، ولكنني كنت أشعر وكأن شيئاً كبيراً انكسر، وأن هناك حاجزاً بيني وبينه، لكن من أجل أبنائي وعدم ضياع حقهم وحتى لا أترك الفرصة لجارتي المخادعة لامتلاك كل شيء عدت وكلي ألم».
زوج تغريد
تواصلت «سيِّدتي» مع زوج «تغريد»، وسألته عن سبب زواجه فأجاب قائلاً: «زوجتي هي سبب زواجي من جارتنا، فهي من تعاطفت معها وأدخلتها إلى حياتنا، وكانت لا تكف عن الحديث عنها لدرجة أنني أصبحت متلهفاً لمعرفة أخبارها، وزواجي كان شرعياً وواضحاً، ولم أقم بعلاقة عابرة كما يفعل الكثير من الأزواج، وكان زواجي منها في البداية نوعاً من العطف عليها وعلى حالتها، ولا يعني زواجي من امرأة ثانية أنني أكره زوجتي الأولى، بالعكس تظل حبي الأول وأم أبنائي، والرجل أحياناً يحتاج إلى تغيير في حياته عكس المرأة التي تكرس حياتها لزوجها وأبنائها منذ أن تتزوج، وطبيعتي وظروفي الجديدة جعلتني أتزوج شرعاً بأخرى، ومستقبلاً قد أتزوج بالثالثة والرابعة أيضاً، فأنا لا أرى أنني على خطأ نهائياً».
الجارة
أما الجارة فتمثل ردها على اتهام «تغريد» لها بالخيانة بقولها: «لا أعلم السبب وراء اتهام جارتي لي بأنني خنتها أو خدعتها أو أنني غير وفية، فزوجها هو من طلب يدي وتزوجته زواجاً شرعياً، والآن أنا أم لابنه، وقد يكون أعجب بي أو رأى أنني أمتلك أشياء هي لا تمتلكها فجذبته وارتبط بي، وأنا امرأة من حقي أن أتزوج وأنجب وأعيش بسلام، وليس ذنبي أن زوجها هو من اختارني، ولو لم يتزوجني ربما اختار امرأة غيري».
الرأي الاجتماعي
الأخصائية الاجتماعية منال أحمد من كلية العلوم تقول: «من الأحداث المؤسفة والمؤلمة جداً التي قد تحدث بين الأزواج أن يتزوج الرجل من جارة أو صديقة زوجته، وهذه الأحداث ليست نادرة، وموجودة في مجتمعنا وبكثرة، ويقع هنا اللوم على الزوجة؛ لأنها يجب ألا تدخل أي امرأة إلى حياتها ومنزلها، ولا تمدح وتتعاطف مع مشاكل النساء، فهناك رجال يعجبون بالمرأة من الحديث عنها بشكل كبير، وعندما يختار الزوج جارة أو صديقة زوجته لتكون زوجته الثانية فإنه يوجه للزوجة الأولى أقسى وأبشع وأشد الضربات، وأنصح الزوجات بعدم الإكثار من الحديث عن الجارة المطلقة أو الصديقة، أو أي امرأة ومدحها بطريقة مبالغة أمام الزوج، فذلك ربما يثير فضوله ويتعلق بها، وأحياناً رغبة الرجل بامتلاك الطرف الآخر المتميز والمتفوق على صفات زوجته كما يعتقد».