تركيا قلقة من رصاصة برأس نجمة "غوت تالنت" الكردية
كمال قبيسي
تركيا، خصوصا مناطقها حيث الغالبية العظمى من الكرد في محافظة ديار بكر بشكل خاص، قلقة من تداعيات الأحوال فيها، فيما لو توفيت مشاركة واعدة بإحدى المسابقات التلفزيونية، متأثرة برصاصة نفذت في رأسها، ونقلوها على إثرها إلى غرفة للعناية الفائقة بأحد المستشفيات، وما زالت فيها منذ 3 أيام.
موتلو كايا، عمرها 19 سنة، وأصيبت في الثالثة والنصف فجر الاثنين الماضي، برصاصة أطلقها مجهول من نافذة منزلها ببلدة Ergani في محافظة ديار بكر، المعروفة في الجنوب الشرقي التركي باسم "آمد" للكرد الأتراك، فنقلتها سيارة إسعاف إلى مستشفى بالمحافظة، أدخلوها فيه إلى غرفة العناية الفائقة بسبب حالتها الحرجة "إلا أنها تحسنت نسبيا" وفق ما ذكر والدها محمت لصحيفة "راديكال" التركية أمس الثلاثاء.
صورة نشرها موقع محطة "هابير 7" التركية للمشتبه به الأول، وهو صديق لموتلو، وفي الأسفل صورة مركبة لها مع مكتشفتها المطربة سيبل جان، وفي الخلف الثقب الذي أحدثته الرصاصة بنافذة البيت وأصاب رأسها
ونفى الأب تهماً لعائلته، مالت إليها وسائل الإعلام التركية، بوقوف العائلة أو العشيرة وراء محاولة الاغتيال "بدافع الحفاظ على الشرف والعادات والتقاليد"، فأوضح: "نحن لا نعترف بهكذا عادات وتقاليد، وعائلتنا وأعمامنا وأخوالنا جميعا شجعنا موتلو على المشاركة بالمسابقة (..) نحن متعلمون، وأنا مدرس"، وفق تعبيره للصحيفة التي نقلت عنه أيضا أن ابنه الأصغر كان مع موتلو أثناء الحادثة، وعاين ما حدث، وذكر أن مجهولين أطلقوا النار على البيت من الخارج "فأصابت إحدى الرصاصات رأسها"، كما قال.
ذكر محمت أيضا أن الشرطة التي استعانت بما التقطته كاميرا مراقبة أمنية بالشارع، حيث منزل العائلة "اعتقلت 3 مشتبه بهم، إلا أنهم لم يخبرونا بهويتهم، لكنهم أكدوا أنهم ليسوا من بلدتنا ولا من أقربائنا". لكن صحيفة "حورييت" التركية التي راجعت "العربية.نت" طبعتها الإنجليزية الثلاثاء، ذكرت أن المشتبه بهم 4 اعتقلتهم الشرطة الاثنين، أي يوم إطلاق النار على المتسابقة التي ذكر والدها أنها كانت تتدرب على الغناء فجرا حين أردتها رصاصة أطلقها مجهول من نافذة البيت بعد أن تسلل إلى حديقته.
وذكرت "حورييت" الأهم: بين المعتقلين "صديق هو مطلق النار" على موتلو التي سبق وذكرت أنها تلقت تهديدات بالقتل "ممن علموا بأني سأشارك في المسابقة (..) أخبروني أنهم سيقتلونني، وأنا خائفة"، طبقا لما قالت لمنظمي مسابقة Sesi Çok Güzel الشبيهة ببرنامج "أرابز غوت تالنت" الباحث عن المواهب المتنوعة في محطة "أم بي سي" منذ 4 أعوام، إلا أن "سيسي تشوك غوزل" التركي، ومعناه "أجمل صوت" تقريبا، مقتصر بحثه على المواهب الغنائية فقط.
في المسابقة، وهي شعبية وشهيرة، تنظمها قناة "فوكس" التركية، سحرت موتلو كايا بصوتها وأدائها المشاهدين والمنظمين، كما وفريق التحكيم الذي يضم فنانين من مشاهير الأتراك، وأهمهم المطربة المعروفة Sibel Can التي كانت وراء اكتشاف موتلو، وسعت في مارس الماضي إلى إقناع عائلتها بأن تشارك في المسابقة، التي نرى كايا تؤدي في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" الآن، إحدى وصلاتها فيها.
وقامت المطربة سيبل جان، بتدريب كايا لتأهيلها للفوز، وراحت تنشر صورها معها في حسابها بموقع "إنستاغرام" وتتحدث عنها وسحر صوتها، وسط أنباء شبه مؤكدة، تداولها عدد كبير من أكراد ديار بكر بمواقع التواصل، من أن صديق Kaya Mutlu الذي نشرت محطة "هابير 7" التركية صورته مموهة اليوم الأربعاء في موقعها، وعمره 26 سنة، ربما شعر بالغيرة أو خشي أن يخسرها فيما لو شاركت بالمسابقة ونالت شهرة قد تخطفها أضواؤها منه، فهددها بالقتل، وربما كان هو مطلق النار عليها فعلا.
وعائلة موتلو كايا بين الأفقر في بلدة "إرغاني" على ما يبدو، إلى درجة أن موتلو نفسها تعمل في دكان مدرسة يبيع ما يشتريه التلاميذ أثناء استراحاتهم في يومهم المدرسي، كما يظهر في فيديو أطلعت عليه "العربية.نت" بيت المتسابقة الشابة حين زارته مكتشفتها سيبل جان، وهو بعنوانMutlu Kaya Heveslik Eyledim Müziksiz في يوتيوب، حيث نرى صالون البيت في حالة متواضعة تشير إلى فقر العائلة التي اتصل بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحدث إلى والد الفتاة وطيّب خاطره.العربية نت