هكذا يقرأ الجيش العربي الاستقلال
جو 24 : تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بالعيد التاسع والستين لاستقلالها، هذه المناسبة التي تعتبر محطة نتوقف من خلالها مع حجم الانجاز الهائل الذي تحقق في وطننا الغالي على يد الهاشميين الذين نذروا أنفسهم للأردن، فكانوا رمزاً للاستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي الباسل قرة عين قائده الأعلى وسياجاً منيعاً يحمي الاستقلال ويذود عن منجزات الوطن ومكتسباته.
وعند الحديث عن الاستقلال نستذكر جلالة الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين الذي ارتبط شخصه ارتباطاً بهذا الاستقلال الذي استطاع بحنكته وقدرته وبما تحلى به من ذكاء، أن ينتزع الاستقلال انتزاعا. وقد أجزم المؤرخون والمحللون اليوم وبعد مضي أربعة وستين عاماً على استشهاد الملك المؤسس، بأنه كان يستشرف المستقبل في تفكيره وتحليله لطبيعة الظروف والأحداث التي كانت سائدةً في ذلك الوقت، حيث كان, رحمه الله رجل دولةٍ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد ودلالات ومعان، فهو الأمير الذي استطاع بناءَ دولةٍ ذات مضمون رغم صعوبة الظروف وحساسيتها من كل الجوانب، فكان استقطابه لرجال الفكر والأدب والصحافة ولكل مبدعٍ في هذه البلاد, فانبرى يفاوض ويحاجج بكل ما أوتي من حكمة وحنكة وقدرة حتى ضمن لنا هذا الاستقلال الناجز.
وقد كانت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ومنذ تأسيس الدولة الأردنية، أولى المؤسسات الوطنية التي وقع على كاهلها مسؤولية بناء الوطن بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جو يسوده التعاون والتكافل الاجتماعي للوصول إلى أردن متطور مزدهر ينعم أبناؤه بالأمن والأمان شعارهم "الله، الوطن، الملك" والسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق عنوانه الانتماء للوطن والأمة والولاء والإخلاص للقيادة الهاشمية الحكيمة.
البدايات الأولى عندما انطلقت شرارة الثورة العربية الكبرى، هب العرب في كل مكان يؤازرونها ويدعمونها ويشاركون فيها لإنجاحها، وكان لأبناء الأردن دورهم المؤثر في هذه الثورة، التي باركوها وشاركوا في مسيرتها على أمل الوصول إلى الاستقلال الذي يشكل حلم أحرار العرب، وما أن انقضت هذه المرحلة وانتهت الحرب العالمية الأولى، حتى بدأ يلوحُ في الأفق الكثير من المؤثرات ونقض العهود التي قطعتها بريطانيا وفرنسا للشريف الحسين بن علي للحصول على استقلال البلاد العربية، فلم تقف مؤامرات الإستعمار عند حدود "إصدار وعد بلفور" بل امتدت مطامع هذه الدول المستعمرة واتفقت كلمتها في عقد اتفاقية "سايكس بيكو" المتضمنة تقسيم البلاد العربية التي تم تحريرها من الإنتداب الأجنبي عليها، ثم محاولة إخراج الملك فيصل من أول مملكة عربية، بعد قيام ثورة العرب نتيجة الهجوم الفرنسي عليها.
وإزاء هذه الظروف والمتغيرات في سير الأحداث أرسل الشريف الحسين بن علي سمو الأمير عبدالله بن الحسين لمحاولة تعزيز موقف الملك فيصل في سوريا، وقد وصل سموه إلى معان وكانت القوات الفرنسية قد أحكمت قبضتها على سوريا وبقي سموه في معان نحو ثلاثة أشهر, وفي تلك الفترة توافد على مقره رجالات العرب من كل حدب وصوب مبايعين ومناصرين للحق العربي وللرسالة التي حملها الهاشميون. ثم انتقل سموه بعد ذلك إلى عمان فدرس الوضع دراسةً وافية فوجد أن المصلحة القومية تقضي التريث والتفكير والتخطيط لما هو آت إزاء ما آلت إليه الأمور في سوريا, وهنا بدأ سموه بتأسيس إمارة شرق الأردن وهو يضع نصب عينيه إبعاد هذا الوطن عن مؤامرات الإستعمار محاولاً الحصول على استقلاله وبنائه على أسسٍ قويةٍ تكفل له الإستمرار والبقاء رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة.
وقد جرت الأقدار مسرعة مع سمو الأمير عبدالله ليرقى بإمارته التي لم يكن يزيد عدد سكانها عن ربع مليون نسمة إلى مرتبة الإمارات والممالك الشبيهة بالمستقلة، وأستطاع بذكائه وحنكته وبعد نظره أن يؤسس دولة فتية مستقرة، وأن يقضي على الاضطرابات والثورات الداخلية مما دفع الحكومة البريطانية إلى الإعتراف رسمياً باستقلال إمارة شرقي الأردن في 25 آذار سنة1923م، إلاّ أن هذا الاستقلال لم يكتمل نتيجة قيام الحكومة البريطانية بالتنصل من وعودها التي قطعتها للأمير عبد الله آنذاك وعقد سموه مع الحكومة البريطانية معاهدة عام 1928م. وفي 25 أيار عام 1946م ونتيجة للتطور والتقدم والإستقرار والمطالبة المستمرة من القيادة الأردنية والشعب الأردني أنهي الانتداب البريطاني وأُعلن استقلال الإمارة وأُستبدل اسمها باسم "المملكة الأردنية الهاشمية".
بترا
وعند الحديث عن الاستقلال نستذكر جلالة الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين الذي ارتبط شخصه ارتباطاً بهذا الاستقلال الذي استطاع بحنكته وقدرته وبما تحلى به من ذكاء، أن ينتزع الاستقلال انتزاعا. وقد أجزم المؤرخون والمحللون اليوم وبعد مضي أربعة وستين عاماً على استشهاد الملك المؤسس، بأنه كان يستشرف المستقبل في تفكيره وتحليله لطبيعة الظروف والأحداث التي كانت سائدةً في ذلك الوقت، حيث كان, رحمه الله رجل دولةٍ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد ودلالات ومعان، فهو الأمير الذي استطاع بناءَ دولةٍ ذات مضمون رغم صعوبة الظروف وحساسيتها من كل الجوانب، فكان استقطابه لرجال الفكر والأدب والصحافة ولكل مبدعٍ في هذه البلاد, فانبرى يفاوض ويحاجج بكل ما أوتي من حكمة وحنكة وقدرة حتى ضمن لنا هذا الاستقلال الناجز.
وقد كانت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ومنذ تأسيس الدولة الأردنية، أولى المؤسسات الوطنية التي وقع على كاهلها مسؤولية بناء الوطن بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جو يسوده التعاون والتكافل الاجتماعي للوصول إلى أردن متطور مزدهر ينعم أبناؤه بالأمن والأمان شعارهم "الله، الوطن، الملك" والسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق عنوانه الانتماء للوطن والأمة والولاء والإخلاص للقيادة الهاشمية الحكيمة.
البدايات الأولى عندما انطلقت شرارة الثورة العربية الكبرى، هب العرب في كل مكان يؤازرونها ويدعمونها ويشاركون فيها لإنجاحها، وكان لأبناء الأردن دورهم المؤثر في هذه الثورة، التي باركوها وشاركوا في مسيرتها على أمل الوصول إلى الاستقلال الذي يشكل حلم أحرار العرب، وما أن انقضت هذه المرحلة وانتهت الحرب العالمية الأولى، حتى بدأ يلوحُ في الأفق الكثير من المؤثرات ونقض العهود التي قطعتها بريطانيا وفرنسا للشريف الحسين بن علي للحصول على استقلال البلاد العربية، فلم تقف مؤامرات الإستعمار عند حدود "إصدار وعد بلفور" بل امتدت مطامع هذه الدول المستعمرة واتفقت كلمتها في عقد اتفاقية "سايكس بيكو" المتضمنة تقسيم البلاد العربية التي تم تحريرها من الإنتداب الأجنبي عليها، ثم محاولة إخراج الملك فيصل من أول مملكة عربية، بعد قيام ثورة العرب نتيجة الهجوم الفرنسي عليها.
وإزاء هذه الظروف والمتغيرات في سير الأحداث أرسل الشريف الحسين بن علي سمو الأمير عبدالله بن الحسين لمحاولة تعزيز موقف الملك فيصل في سوريا، وقد وصل سموه إلى معان وكانت القوات الفرنسية قد أحكمت قبضتها على سوريا وبقي سموه في معان نحو ثلاثة أشهر, وفي تلك الفترة توافد على مقره رجالات العرب من كل حدب وصوب مبايعين ومناصرين للحق العربي وللرسالة التي حملها الهاشميون. ثم انتقل سموه بعد ذلك إلى عمان فدرس الوضع دراسةً وافية فوجد أن المصلحة القومية تقضي التريث والتفكير والتخطيط لما هو آت إزاء ما آلت إليه الأمور في سوريا, وهنا بدأ سموه بتأسيس إمارة شرق الأردن وهو يضع نصب عينيه إبعاد هذا الوطن عن مؤامرات الإستعمار محاولاً الحصول على استقلاله وبنائه على أسسٍ قويةٍ تكفل له الإستمرار والبقاء رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة.
وقد جرت الأقدار مسرعة مع سمو الأمير عبدالله ليرقى بإمارته التي لم يكن يزيد عدد سكانها عن ربع مليون نسمة إلى مرتبة الإمارات والممالك الشبيهة بالمستقلة، وأستطاع بذكائه وحنكته وبعد نظره أن يؤسس دولة فتية مستقرة، وأن يقضي على الاضطرابات والثورات الداخلية مما دفع الحكومة البريطانية إلى الإعتراف رسمياً باستقلال إمارة شرقي الأردن في 25 آذار سنة1923م، إلاّ أن هذا الاستقلال لم يكتمل نتيجة قيام الحكومة البريطانية بالتنصل من وعودها التي قطعتها للأمير عبد الله آنذاك وعقد سموه مع الحكومة البريطانية معاهدة عام 1928م. وفي 25 أيار عام 1946م ونتيجة للتطور والتقدم والإستقرار والمطالبة المستمرة من القيادة الأردنية والشعب الأردني أنهي الانتداب البريطاني وأُعلن استقلال الإمارة وأُستبدل اسمها باسم "المملكة الأردنية الهاشمية".
بترا