كيف يتعامل الآباء مع عناد الأطفال والحفاظ على استقلاليتهم؟
جو 24 : تقر أم مراد بأنها باتت عاجزة تماما عن اختيار الأسلوب الأمثل الذي ستتبعه مع طفلها مراد، فهي لا تعرف متى يجب عليها أن تلبي طلباته أو ترفضها، ومتى يجب أن تتمسك برأيها، وباتت تخشى من أن تؤذيه تربويا أو أن تطغى شخصيتها على شخصيته.
وتؤكد أن طفلها يبدأ بالصراخ والعويل وضرب رأسه وركل كل ما هو حوله، ومحاولة إيذاء ذاته، في حال رفضت له أي طلب.
تقول أم مراد “كثيرا ما أسمع من أمي بأن علي أن أكون حازمة أكثر في تربية ابني، وأن لا أرضخ لطلباته، خصوصا عندما يبدأ معركته للحصول على مراده، لكن خوفي الشديد عليه من أن يؤذي نفسه يجعلني أرضخ سريعا لطلباته”.
وتعاني خولة عادل أيضا من عناد ابنتها البالغة من العمر ستة أعوام، وكثرة بكائها عند عدم تلبية طلباتها، فهي تريد أن تقوم بكل ما يخصها وحدها، فترتدي ملابسها وحدها وتختار ما تريد ارتداءه وكيفية ربط شعرها، وأين تريد أن تذهب وما تريد أن تأكل.
وتوضح قائلة “رغم أنني أشعر هكذا باستقلالية ابنتي، إلا أن هذه الأمور باتت مرهقة بالنسبة لي، فهناك بعض الزيارات المهمة التي أحبذ أن أختار لها ملابس جميلة ومتناسقة، إلا أن ابنتي عنيدة ولا تريد إلا اختيار ملابسها وحدها، فأقف أمام عنادها وبكائها الشديد محتارة بالتصرف الصحيح”، مضيفة أنها أحيانا ترضخ لطلب ابنتها وأحيانا تصر على قرارها وأحيانا تلغي مشوارها لأجل مواقف ابنتها.
التربوية سناء أبو ليل، تبين أن الطفولة المتوسطة ما بين (6-8 أعوام)، هي مرحلة عمرية ذات أهمية عالية، فهنا يكون انفصال الطفل شبه التام عن الأم لساعات عدة، واندماجه مع آخرين بشكل أوسع كاختلاطه مع أطفال من عمره في الصف، وأطفال أكبر خلال الاستراحة في المدرسة.
وتضيف “كثيرا ما يتعرض الطفل للضرب أو السخط من أطفال أكبر منه في المدرسة، فيأتي الطفل مضروبا وطعامه مأخوذ في الفرصة، فتحتار الأم ما عليها أن تفعله، والجواب هو تعليمه الاستقلالية وبناء شخصية قوية غير مهزوزة”.
وعلى الأم أن تعرف ما تريد أن يكون عليه ابنها لتزرعه فيه، كما تقول أبو ليل، وذلك للسيطرة على عناده، وإعطائه جزءا من الاستقلالية، وأن تكون واعية في التعامل معه، لأنه أذكى من الكبار أحيانا، موضحة “الطفل الذي لا يرغب في شرب الحليب ولا يحبذه، أو لا يحبذ نكهة البيض، لا داعي لإجباره وجعل الطعام كالسم عليه، فتستطيع التحايل عليه، وصنع طعام آخر فيه هذه المكونات الغذائية لكن بهيئة أخرى كدمجها بقالب من الحلوى يحب تناوله”.
وتردف “وفي حال رفض الطفل تناول اللحم أو الدواجن، على الأم أن تعمل ومنذ صغره على شرح فوائد هذا الطعام للعقل ولبناء جسم جميل قوي وصحي؛ كوالده على سبيل المثال إن كان طفلا ذكرا، أو لأهمية هذه الأطعمة لبشرة جميلة وشعر كثيف في حال كانت طفلة”.
وتؤكد أبو ليل أن الترغيب وسيلة جيدة ولها أثر أقوى من الترهيب والإجبار، فإجبار الطفل على تناول اللحوم مثلا يمكن أن يستمر فترة، لكن بعدها لا يمكن السيطرة عليهم، فبالترغيب تكون النتائج أفضل ولمراحل أطول.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يؤكد أن الطفولة مرحلة صعبة جدا، وكثير من الأهالي يعتقدون أن الأطفال لا يفهمون، بل هم ملائكة وكلهم حساسية وفهم، ما يجعلهم يخزنون كل ما يحدث معهم في الطفولة ليؤثر على حياتهم في الكبر.
ويرى مطارنة أن الطفل من عمر يوم واحد هو شخص هادئ ويحاول أن يتعلم ما يدور حوله بشتى الطرق، فيبدأ باللعب مع الأهل لاكتشاف ذاته وما حوله بحيل دفاعية كثيرة وما يجده مناسبا ويلبي مطلبه أكثر تصبح عادته وحيلته المفضلة، منوها إلى أنه لقلة كلماته فإن أسلوب البكاء هو حيلته الأولى في حال تم تنفيذ طلبه.
ودور الأهل هنا للحفاظ على الطفل وتقويم السلوك، في رأي مطارنة “توقيف الطفل عن الخطأ وتوضيح وجهة نظر الأهل بتصحيح السلوك، وذلك بالحزم وليس بالصراخ أو الضرب أو التهديد وبعض الأهالي يقصدون الإهانة لأطفالهم أو إيذاءهم أو غيره وهذا مرفوض تماما، فيجب تعليمه الاستقلالية والاعتماد على الذات لكن بسبل تحترم إنسانيته”.
ويذهب إلى أن الطفل يحتاج إلى الكثير من التكرار، فليس من السهل تعليمه وهو بحاجة لوقت طويل وصبر ليصبح شخصا كما يريده الأهل على قدر العزم والمسؤولية وله شخصية جميلة خاصة به، وهذا السلوك وإن كان متعبا إلا أنه مريح في المستقبل.
وتنصح أبو ليل الأمهات والآباء بأن لا يعطوا أطفالهم ما يريدون في حال رموا أنفسهم على الأرض وبدأوا بالصراخ والبكاء الشديد، لأن ذلك سيصبح عادة سيئة وسيعرفون أنها وسيلة لتحقيق الرغبات، فيزدادون عنادا وسخطا في كل مرة يريدون شيئا.
والحل، برأي أبو ليل، في هذه الحالة هو التحدث مع الطفل بهدوء وتعليمه بأن هذه الأساليب لا يمكن أن تأتي بفائدة، وما يريده يلبى لكن بهدوء وبالطلب، فإن جاء مرة أخرى وطلب على سبيل المثال مصروف أعلى فيلبى طلبه ترسيخا لفكرة الطلب وليس العناد ورمي النفس والبكاء.الغد
وتؤكد أن طفلها يبدأ بالصراخ والعويل وضرب رأسه وركل كل ما هو حوله، ومحاولة إيذاء ذاته، في حال رفضت له أي طلب.
تقول أم مراد “كثيرا ما أسمع من أمي بأن علي أن أكون حازمة أكثر في تربية ابني، وأن لا أرضخ لطلباته، خصوصا عندما يبدأ معركته للحصول على مراده، لكن خوفي الشديد عليه من أن يؤذي نفسه يجعلني أرضخ سريعا لطلباته”.
وتعاني خولة عادل أيضا من عناد ابنتها البالغة من العمر ستة أعوام، وكثرة بكائها عند عدم تلبية طلباتها، فهي تريد أن تقوم بكل ما يخصها وحدها، فترتدي ملابسها وحدها وتختار ما تريد ارتداءه وكيفية ربط شعرها، وأين تريد أن تذهب وما تريد أن تأكل.
وتوضح قائلة “رغم أنني أشعر هكذا باستقلالية ابنتي، إلا أن هذه الأمور باتت مرهقة بالنسبة لي، فهناك بعض الزيارات المهمة التي أحبذ أن أختار لها ملابس جميلة ومتناسقة، إلا أن ابنتي عنيدة ولا تريد إلا اختيار ملابسها وحدها، فأقف أمام عنادها وبكائها الشديد محتارة بالتصرف الصحيح”، مضيفة أنها أحيانا ترضخ لطلب ابنتها وأحيانا تصر على قرارها وأحيانا تلغي مشوارها لأجل مواقف ابنتها.
التربوية سناء أبو ليل، تبين أن الطفولة المتوسطة ما بين (6-8 أعوام)، هي مرحلة عمرية ذات أهمية عالية، فهنا يكون انفصال الطفل شبه التام عن الأم لساعات عدة، واندماجه مع آخرين بشكل أوسع كاختلاطه مع أطفال من عمره في الصف، وأطفال أكبر خلال الاستراحة في المدرسة.
وتضيف “كثيرا ما يتعرض الطفل للضرب أو السخط من أطفال أكبر منه في المدرسة، فيأتي الطفل مضروبا وطعامه مأخوذ في الفرصة، فتحتار الأم ما عليها أن تفعله، والجواب هو تعليمه الاستقلالية وبناء شخصية قوية غير مهزوزة”.
وعلى الأم أن تعرف ما تريد أن يكون عليه ابنها لتزرعه فيه، كما تقول أبو ليل، وذلك للسيطرة على عناده، وإعطائه جزءا من الاستقلالية، وأن تكون واعية في التعامل معه، لأنه أذكى من الكبار أحيانا، موضحة “الطفل الذي لا يرغب في شرب الحليب ولا يحبذه، أو لا يحبذ نكهة البيض، لا داعي لإجباره وجعل الطعام كالسم عليه، فتستطيع التحايل عليه، وصنع طعام آخر فيه هذه المكونات الغذائية لكن بهيئة أخرى كدمجها بقالب من الحلوى يحب تناوله”.
وتردف “وفي حال رفض الطفل تناول اللحم أو الدواجن، على الأم أن تعمل ومنذ صغره على شرح فوائد هذا الطعام للعقل ولبناء جسم جميل قوي وصحي؛ كوالده على سبيل المثال إن كان طفلا ذكرا، أو لأهمية هذه الأطعمة لبشرة جميلة وشعر كثيف في حال كانت طفلة”.
وتؤكد أبو ليل أن الترغيب وسيلة جيدة ولها أثر أقوى من الترهيب والإجبار، فإجبار الطفل على تناول اللحوم مثلا يمكن أن يستمر فترة، لكن بعدها لا يمكن السيطرة عليهم، فبالترغيب تكون النتائج أفضل ولمراحل أطول.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يؤكد أن الطفولة مرحلة صعبة جدا، وكثير من الأهالي يعتقدون أن الأطفال لا يفهمون، بل هم ملائكة وكلهم حساسية وفهم، ما يجعلهم يخزنون كل ما يحدث معهم في الطفولة ليؤثر على حياتهم في الكبر.
ويرى مطارنة أن الطفل من عمر يوم واحد هو شخص هادئ ويحاول أن يتعلم ما يدور حوله بشتى الطرق، فيبدأ باللعب مع الأهل لاكتشاف ذاته وما حوله بحيل دفاعية كثيرة وما يجده مناسبا ويلبي مطلبه أكثر تصبح عادته وحيلته المفضلة، منوها إلى أنه لقلة كلماته فإن أسلوب البكاء هو حيلته الأولى في حال تم تنفيذ طلبه.
ودور الأهل هنا للحفاظ على الطفل وتقويم السلوك، في رأي مطارنة “توقيف الطفل عن الخطأ وتوضيح وجهة نظر الأهل بتصحيح السلوك، وذلك بالحزم وليس بالصراخ أو الضرب أو التهديد وبعض الأهالي يقصدون الإهانة لأطفالهم أو إيذاءهم أو غيره وهذا مرفوض تماما، فيجب تعليمه الاستقلالية والاعتماد على الذات لكن بسبل تحترم إنسانيته”.
ويذهب إلى أن الطفل يحتاج إلى الكثير من التكرار، فليس من السهل تعليمه وهو بحاجة لوقت طويل وصبر ليصبح شخصا كما يريده الأهل على قدر العزم والمسؤولية وله شخصية جميلة خاصة به، وهذا السلوك وإن كان متعبا إلا أنه مريح في المستقبل.
وتنصح أبو ليل الأمهات والآباء بأن لا يعطوا أطفالهم ما يريدون في حال رموا أنفسهم على الأرض وبدأوا بالصراخ والبكاء الشديد، لأن ذلك سيصبح عادة سيئة وسيعرفون أنها وسيلة لتحقيق الرغبات، فيزدادون عنادا وسخطا في كل مرة يريدون شيئا.
والحل، برأي أبو ليل، في هذه الحالة هو التحدث مع الطفل بهدوء وتعليمه بأن هذه الأساليب لا يمكن أن تأتي بفائدة، وما يريده يلبى لكن بهدوء وبالطلب، فإن جاء مرة أخرى وطلب على سبيل المثال مصروف أعلى فيلبى طلبه ترسيخا لفكرة الطلب وليس العناد ورمي النفس والبكاء.الغد