2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الهدايا.. واجب اجتماعي يشكل عبئا على العائلات

الهدايا.. واجب اجتماعي يشكل عبئا على العائلات
جو 24 : يتردد ربيع خليل «موظف» وزوجته «نائلة» في قبول بعض المناسبات الاجتماعية الموجهة لهم كدعوات من قبل الاهل أو الاصدقاء لتبادل الزيارات او الذهاب لافراح لمجاملة المدعوين نظرا لان الظروف المالية لهم باتت صعبة والذهاب الى مثل هذه المناسبات يحتاج الى تقديم هدية ما، فيما بعضها ياتي بايام طفر تكون اغلبها بنصف الشهر مما يتسبب باحراج له خاصة مناسبات الصيف ومناسباته المفرحة وما يتبعها من أعباء مادية ترهق وتثقل كاهل رب الأسرة. فهنالك مناسبات الافراح واخرى التخرج في الجامعات وناهيك عن قدوم مولود او مولودة الى احد الاقارب او الاصدقاء مما يترتب عليك زيارتهم جميعهم ، فمن ناحية نكون حقاً مسرورين لكل من وفقه الله بإكمال مشوار نجاحه فتخرج في الجامعة أو نجح في الثانوية العامة أو وجد شريك عمره فتزوّج أو غيرها من المناسبات السعيدة التي لا تعد ولا تحصى ، ومن ناحية أخرى إلى جانب فرحتنا نصاب بإرهاق فكري ويتبعه إرهاق مادي كوننا لا نريد التقصير في مباركة كل هذه المناسبات لأصحابها. صلة رحم اما ربيحه عبد الفتاح « معلمة متقاعدة « فقالت ان هذا الامر جميل ومتوارث من الاجداد ويمسنا جميعا ولكن في الوقت الحالي وفي ظل الظروف المالية الصعبة فان المناسبات اجمالا متعبة جسديا و فكريا و خاصة ماديا. فعليك توفير الافضل للضيوف و هذا من شيمنا كعرب لكن لما ترى الابتسامة على وجوه الضيوف و هم يتبادلون الحديث و يرقصون اذا كان عرسا او تخرجا لطالب او طالبة تنسى كل التعب و المصاريف فهي فرصة لصلة الرحم و هي لا تقدر بثمن، وأن خوف الناس من العتاب والخصومة، هو الدافع الرئيس للذهاب في تأدية الواجبات الاجتماعية، إذ إن مجتمع النساء من النوع الذي يدقق في معرفة كل تفاصيل المناسبات، ومن يقوم بتأدية الواجب أو لا، لذلك تؤكد أنها على استعداد أن تضحي بوقتها ووقت عائلتها في سبيل تأدية الواجبات اليومية، خاصة فيما يتعلق بأقاربها وأقارب زوجها. مناسبات اجتماعية وتضيف: للأسف الشديد إن مناسباتنا الاجتماعية تحولت الى استعراضات لامتناهية تنفق فيها اموال ومصاريف (بالهبل) حتى لو فاقت طاقة رب الاسرة وقد تضطره احيانا كثيرة الى التدين مما يقضي وقتا طويلا من العمر وهو يسدد هذا الدين وتدخله اضطربات معيشية تعود بالسلب على الاسرة بسبب الاختلال الواقع في ميزانية العائلة بسبب الدين فتجد رب الاسرة تقع على عاتقه مسؤولية تدبر الامر حتى لو كلفه الامر بيع شيء من ممتلكاته، ومن لايملك ممتلكات خاصة يلجا الى الدين الذي يثقل كاهله، وانا شخصيا اقوم بمتابعة وتقصي المناسبات الاجتماعية لكل من حولي من معارف وأقارب، حتى اقوم بتقديم «الواجب»، وتجنب العتاب أو الخلافات مع المحيطين كون الشخص بطبيعته الاجتماعية والتشاركية يتوجب عليه أن يشارك الآخرين مناسباتهم سواء أكانت أفراحا أم أتراحا، ليشاركه الآخرون الأحداث والمناسبات التي تحدث معه غير أنني لا اخفى بداخلي كمية العبء النفسي والاجتماعي والمادي الواقع عليها وعلى أسرتها جراء ذلك، خاصة فيما يتعلق بتقديم الهدايا، و»النقوط»، في بعض الأحيان، وكذلك ترك البيت والأطفال لفترة من الوقت لتأدية تلك الواجبات، مع وجود بعض الأشخاص الذين لا يرغبون بتواجد الأطفال في مناسباتهم. ظروف طاحنة اما أستاذ القانون التجاري المشارك بجامعة ال البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني فعلق على الامر بالقول يتفق الجميع على أنه لا معنى لكل أشكال وألوان الفرح من دون مشاركة الأحبة من الأهل والأقارب في مختلف المناسبات الاجتماعية، ان هذا الامر يلامس حالة اجتماعية يعاني منها الجميع مع العلم أن البعض يلوم ويعتب (أو ياخد على باله منك) لو قصرت في أداء الواجب أو تأخرت بسبب ظروفك المادية الطاحنة، كما انها من جانب آخر تشكل عبئاً ماديا لا يحتمله الجميع. متطلبات وأعتبر السوفاني ان كثرة المتطلبات التي يفرضها الواقع المجتمعي على كافة الأطراف وهم في الهم سواء، من صاحب المناسبة إلى المدعوّين، فصاحب المناسبة من الممكن ان يكون أعد العدة للاحتفال سواءً بعرس أو نجاح أو تخرج لكن، بالنسبة للمدعوين، هل حضروا ما يليق وينقذ ماء وجوههم أمام أقاربهم من هدية؟؟ أم تكفي الزيارة وحدها؟، وبالنسبة لحفلات التخرج التي ترهق رب الأسرة، هل هي من الضرورات أم أصبحت مجرد تقليد يجب أن يتبع؟؟ حيث تشكل تلك المناسبات ارهاقاً مادياً للطرفين لصاحب المناسبة الذي قد يتحمل فوق قدراته المادية في تلك المناسبة وذلك كي يجاري المجتمع في تصرفاته ويكف عنه السنتهم ومع ذلك لايسلم من السنة الناس فيخسر المال ويتكدر من كلام الناس وذلك لقلة درايته وحكمته، ونفس الامر بالنسبة للضيف يحمل نفسه فوق طاقته المادية ليجاري الناس ايضاً فيتساوى الطرفان في الارهاق المادي وكل ذلك للتباهي بين الناس وارضاء لهم ولن يكون التقليد والنظر لمن هم اعلى وأغنى اجتماعيا يكسر الرقاب ويرهق الجيوب فلنكن واقعيين ونعمل حسب قدراتنا فالهدية هي رمزية وتعبر عن المشاركة في الفرح فقط. بعد حقيقي وخلص السوفاني إلى القول، اننا ابتعدنا كثيرا عن المعنى الحقيقي للمناسبات وهي لم الشمل والفرح الذي يعم الجميع حتى لو كان بابسط المحتويات وكل يوم تتزايد هذه الظاهرة حتى كدنا نقطع كل الوصال وصلات الرحم من اجلها لما تضعنا فيه من متاهة لامتناهية للمصاريف فلا يمكننا زيارة احد او الذهاب الى عرس او مناسبة معينة دون تكليف فيجب ان تكون الهدية فاخرة وكذلك اللباس والمظهر الخارجي حتى اصبحت التعاملات بالند أي قيمة ما أهديتني هي قيمة ما سأهديك وكل يتعامل حسب هذا المنطق بل احيانا كثيرة من ليس لهم قدرة على مثل هذا العطاء تجدهم يهمشون وقد لايستدعون الى مثل هذه المناسبات فأصبحنا نرى الجانب المادي ونتعامل به أكثر بكثير من الجانب الانساني والديني والعلائقي فقد تستدعي الغريب لمجرد البرجوازية والاتيكيت والبرتوكول الزائد ولا تستدعي القريب ورحمك لانك تستحي بوضعيته ومحدودية قدوراته، فيما المناسبات الاجتماعية صارت مرادفا لعبء مالي اضافي لم ندرجه مسبقا ضمن الخريطة المادية ومع ذلك نجد انفسنا مجبرين على التأقلم مع الوضع فالامر يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والغياب يفتح الباب امام العديد من التأويلات. الدستور
تابعو الأردن 24 على google news