jo24_banner
jo24_banner

في علاقاتك الإنسانية.. عاتب، قبل أن تُعاقب !

في علاقاتك الإنسانية.. عاتب، قبل أن تُعاقب !
جو 24 : العتب على قدر المحبة، وقالوا «هو صابون يجلي الظنون، ويغسل القلوب»، وتبقى الصدور هي الحكم ، هل تقبله برحابة وأفق واسع، او هل ترحب به اساسا، ام تصبح كهوفا مظلمة ومعتمة قوامها شك وصدود ولربما قطيعة ونفور. في علاقاتنا الانسانية لابد من شوائب، مواقف وعوامل تعرية، بعضها يفضي لمزيد من القرب، سيما مع عتاب دون لوم، حديث دون جرح، توضيح وتصحيح، في السطور التالية اهمية كسر حاجز الصمت، وتفعيل دور العتاب ليكون «الوسيط» بين الناس على المستوى الظاهر، وبين القلوب على المستوى الباطن لجودة العلاقات. عاتبْ قبل تُعاقِب .. !! «عاتب بلين وابتعد عن القسوة، بل لا تعاقب قبل ان تعاتب، هذه نصائح الستيني جمال ابو صالح سيما للازواج. يقول» قبل هذا وذاك هل يقبل الطرف الاخر العتاب، وكيف نقدمه» ، ويضيف العتاب يختلف تماما عن اللوم، بل هو باب للقبول وتجديد العلاقة ان قدم بطريقة صحيحة بعيدة عن التأنيب والاساءة. ويضيف «البعض في لحظات العتاب، يستذكر جملة مواقف لا يحتمل الوضع ذكرها؛ ما يزيد الامر سوءا، لذا لابد من المصارحة الدائمة والعتاب بأوان». بينما ترفض الثلاثيني «سارة ناصيف» مبدأ العتاب بين الاحباب، بحجة ان ذلك الباب قد يفضي الى خلاف ونزاع وصد. تقول « احيانا يكون عتاب البعض عبارة عن مواجهة جارحة، يقابلها نفور وجمود، لذا لابد من اسلوب وطريقة للعتاب، حتى يؤتي أكله». عتاب ينقلب شجار يقول الاربعيني رضوان، انه يميل الى تسمية «العتاب» بينه وبين زوجته، بـــ «التأنيب»، موضحا ان الامر في كل مرة يتحول الى خصام وشجار، واستحضار للماضي، لذا لا احبذ العتاب ولا النقاش حتى». يقول «يطول العتاب ويصبح اسطوانة تتكرر في مساراتها للتطرق الى مواضيع ماتت ودفنت وهكذا اقول العذاب ولا العتاب». بينما يكره ماجد اسعد، صمت زوجته في حالات مماثلة ويقول «ليتها تعاتبني دهرا!!. يقول: « ليس هناك أجمل من عتاب المحبين، بل هو ضرورة ما دام الخلل موجودا، وهو فرصة للأخذ والرد، ولكن تختلف طريقة العتاب من شخص لآخر، وهذا سبب تجنب الافراد له». يضيف « لايجب ان يكون العتاب اجترارا للماضي بصوره واحداثه، بل يجب ان يكون الهدف خالصا ساميا، تصحح فيه المواقف والمشاعر». ويرى اسعد ان العتاب فرصة تعين كل طرف على فهم الاخر وفهم نفسه. واختتم حديثه بالقول « العتاب يجب ان يحمل معنى واحدا، هو أنك تقدر من تعاتب، وتحترم مشاعره ووجوده في حياتك، وتجتهد في تصحيح مواقفكما معا حبا وألفة، وليس خوفاً وكلفة» . اعترافات وفن العتاب وعن نفسها قالت غادة سامي، ربة منزل، انها تعاتب بقسوة، ووصلت غادة لهذه النتيجة من زوجها الذي قال لها في كثير من المواقف ان عتابها شديد اللهجة يفتقد الى روية وهدوء. وتعترف «اتمنى احيانا السيطرة على حديثي واعرف انني قد اخطئ الطريق احيانا في نقاشي معه، وبالنهاية اعترف ان العتاب فن لا اتقنه انا شخصيا».بحسب كلماتها. تقول «انا متسرعة ولربما هنا يكمن الخلل، وارى ان العتاب في كل مرة يضع حاجزا اقوى من الموقف الذي تسبب بالمشكلة من الاساس». من حالة غادة كان السؤال لخبيرة العلاقات الاسرية والاجتماعية نادرة عرفان التي قالت، ان العتاب من وسائل الحب التي ان استخدمت بطريقة صحيحة جاءت بنتائج مذهلة. تقول «كثيرا ما يتملكنا شك، وحيرة من كلمة، او موقف او حديث لقريب او شريك او زميل، وتبدأ النفس تساؤلاتها لماذا، وما الفكرة والهدف، من الحديث او الموقف، لتترك ندبات في القلب والنفس، ما لم تعالج بتصحيح الفكرة والهدف». ولتاتي وسيلة الحب هذه ثمارها الصحيحة بين الاحباب والاهل والاصدقاء، تقول عرفان، لابد من استخدام صحيح ومدروس وبلباقة ايضا. هل النساء اكثر حاجة لتعلم فن العتاب؟ دون مجاملات قالت عرفان، ان المرأة تجهل في كثير من المواقف الاستخدام الصحيح لفن العتاب، بل قد تحوله الى نقد وتجريح واساءة، بسبب اندفاع العاطفة. تقول «بهذه الطريقة غير المدروسة، تحطم المراة اي نفق يمكن العبور من خلاله الى قلب الرجل عبر الحوار، وبالتالي تصبح محاولات تصحيح الخطأ اكثر صعوبة وخطرا». ولكن، تضيف عرفان هذا بالضرورة لا يعفي الرجل من مسؤولية البعد عن فن الطرح والنقاش لتصفية النفوس والقلوب، فالرجل ايضا مسؤول عن جو النقاش العام، وعن مسار التفاوض والحديث واعادة المياه الى مجاريها بالتوضيح والاجابة الشافية واستيعاب الطرف الاخر». المرأة بحسب عرفان تسبقها عاطفتها في تبرير المواقف او حتى توصيفها بشكلها الصحيح، من هنا وجب على الرجل الاستيعاب والتعقل. وعلى العموم تقول الخبيرة عرفان، ان لغة العتاب، لابد ان تكون رقيقة وناعمة، ولا مانع ان تحمل لوما ولكن بعيدا عن الحدة والغلاظة والتمسك بالموقف في شكله الانحيازي». وتضيف «لابد ان يكون الهدف من العتاب رغبة في تعديل سلوك ما يزعجنا لدى من نعاتب، بهدف التقريب والجذب،وذلك بفترة زمنية قصيرة، اذ ان الاحاديث الطويلة تترك فرصة للعتاب ان يصبح لوما ومشاجرة». ومن اساسيات العتاب تقول عرفان، لغة العتاب لا تحتمل الانانية لذا لا يجب ان يغفل المعاتب وضع اللوم على نفسه في مواضع وليس على من يعاتب فقط». وحذرت ان يجرفنا العتب الى حالة اللوم، تقول « اذا اشتد العتاب، وصل إلى درجة اللوم، واللوم ثقيل على النفس،بينما العتاب، وبحسب مهارة مستخدمه قد يكون فرصة للتعبير عن المشاعر الراقية، بل وطريقا لرفع الرصيد العاطفي بين الطرفين.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير