رجال دولة .. طاهر المصري

جو 24 : بعد التجاوزات التي ارتكبت والاخطاء التي اقترفت والفساد الذي استشرى ، تبلور لدى الكثيرين موقف من رجال السلطة جميعهم ، واخذ الجميع يفرق جيدا بين ان تكون بالسلطة وان تكون رجل دولة ، فلم يعد رجال دولة في السلطة كما لم تعد السلطة مهيبة الجانب يستقر بها رجال الدولة الحقيقيون كما كان عليه الحال من قبل …

ورغم حالة الطلاق البائن بين ثنائية السلطة ورجال الدولة - بهذا المعنى - ، الا اننا نكتشف في الظل الكثير من الرجالات الذين يذكروننا باسلافهم ، برجالات الدولة الذين ساهموا في بناء مملكتنا و تركيب معادلة اعجازها ولغز ممانعتها وثباتها. هؤلاء سيكونون ضيوف هذه الزاوية الجديدة في jo24 التي ستركز بها على هذه الشخصيات ، ما الذي يميزهم وبماذا يختلفون عن الاخرين ، ما هي خصالهم وكل ما يتعلق بهم في سطور معدودة ..

طاهر المصري

في كل مرة يثبت رئيس مجلس الاعيان السابق طاهر المصري انه الاكثر نضجا وحكمة والاقدر فعلا على اتخاذ موقف وطني عندما يصمت الاخرون ويلوذون بالتصريحات الفارغة والكلام المصمت.

طاهر المصري الشخصية الوطنية الاجماعية لا يفقد ثقله السياسي عند مغادرته السلطة، بل تراه اكثر نشاطا وحضورا ومحط اهتمام ومتابعة الجميع. المصري من رجال الدولة الذين يحافظون على وزنهم الاعتباري سواء أكانوا في الخدمة او خارجها. لذلك نقول ان محاولات الاحلال كلها ستبوء بالفشل الذريع...

ابو نشأت لم يخذل وطنه وامته في يوم من الايام ولم يسجل عليه انه باع واشترى وقايض وساوم على مواقفه، صحيح انه لم ينجح وهو على رأس عمله في كبح جماح القوى الرجعية واحباط مشروعهم، ولكنه لم ينقلب على مبادئه ولم يركب الموجة كما فعل البقية.

اليوم يدين المصري وفي تصريحات صحفية تشويش مصلين في المسجد الاقصى على خطبة قاضي القضاة الاردني احمد هليل وهو الموقف الذي لم يجرؤ اي مسؤول حالي او سابق على تبنّيه سرا أو علاَنِيَة.

في الملمات تظهر معادن الرجال وتبرز خبرتهم، عندها فقط نمايز ونفاضل، لا يغرننا الكلام المكرور الفارغ الذي يردده الطامحون بالعودة للسلطة فكله يذهب جفاء {فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}...