لا مجال للتكتيك مع ميسي، وحماقة إدارة برشلونة
جو 24 : حقق برشلونة كأس ملك إسبانيا، حيث تمكن من التفوق على خصمه أتلتيك بيلباو بثلاثة أهداف لهدف في مباراة النهائي التي لُعبت على أرضية ملعب الكامب نو ومكّنت الفريق الكتلوني من حصد لقبه الثاني على التوالي هذا الموسم.
استحق الفريق الكتلوني الفوز بالكأس بعد أن قدّم مباراة كبيرة. فريق لويس إنريكي أصبح يعرف جيدًا من أين تُؤكل الكتف. يقوم بالتصرف الصحيح في الوقت الصحيح. فلم نعد نرى فريقًا يُبالغ في الاستحواذ والهجوم ليُضحي بقوة دفاعه، بل أصبحنا نُشاهد فريقًا بفنيات خارقة في خط المقدمة وبصلابة كبيرة في الخط الخلفي وكل ذلك ببعض اللمسات الفنية التي قام به مدرب الفريق الكتلوني.
-تفوّق برشلونة على أتلتيك بيلباو كان بالنسبة لي نابعًا من تعدد أسلحة الفريق الهجومية. لا يُمكن لأي مدرب في العالم أن يسد المنافد أمام كل الحلول الهجومية التي يتوفر عليها الفريق الكتلوني، فإن بحثت عن الحل الجماعي، فإنك ستجد أظهرة تعمل بلا توقف عبر الرواقين من أجل تقديم مساعدة هجومية كبيرة جدًا، وستجد تمريرات سريعة في منتصف الميدان توصل الكرة إلى منطقة جزاء الخصم بسرعة البرق، وستجد مترابطات خارقة للعادة بين ثلاثي المقدمة، أما إن بحثت عن الحلول الفردية، فحدث ولا حرج...أو يكفي أن أقول أن برشلونة يملك ميسي.
-بالحديث عن ميسي، فلا يُمكن أن نوفيه حقه مهما تحدثنا وقلنا عن أهميته في منظومة برشلونة. النجم الأرجنتيني لاعب تتوقف عنده جميع الحسابات التكتيكية والتحضيرات القبلية للمباراة. فبانطلاقة خارقة من طرفه، تمكن من فك شفرة مباراة مهمة جدًا مثل نهائي كأس ملك إسبانيا. ميسي تفوق على نصف فريق بركضة وتحكم خارق في الكرة، ثم تسديدة غريبة في زاوية يتواجد بها حارس المرمى، لتُعطي فريقه تقدمًا كان له الفضل في توجيه ضربة قاضية لفريق فالفيردي الذي كان حينها قد بدأ اللجوء للتدخلات البدنية القوية وللضغط المرتفع من أجل تعطيل بعض مفاتيح قوة خصمهم.
-لاعب آخر كان محوريًا في برشلونة هذه الليلة، وفي الموسم ككل، وهو إيفان راكتيتش الذي يستغله لويس إنريكي أيما استغلال. إيفان أعطى توازنًا دفاعيًا كبيرًا لبرشلونة، كونه يتراجع إلى جانب بوسكيتس من أجل مساعدته على استرجاع الكرة بأسرع وقت ممكن، كما أنه يتيح بذلك الفرصة لميسي من أجل التراجع خلف سواريز ونيمار. راكتيتش يتحرك كذلك للرواق الأيمن عندما يكون برشلونة ضاغطًا بشكل مرتفع، ليدخل دانييل ألفيش إلى عمق الملعب ويستغل قدرته على القيام بتمريرات بينية خارقة، أو للتغطية على انطلاقات ألفيش الهجومية. وفوق كل ذلك، فإن الكرواتي يخلق عنصر المفاجأة في الشق الهجومي، إذ أنه يتقدم بشكل غير متوقع للهجوم ليبعثر أوراق خط الدفاع، وذلك ما اتضح في لقطة الهدف الثاني للبرسا.
-دعونا نتطرق قليلًا إلى الطريقة التكتيكية التي نهجها لويس إنريكي اليوم...فصحيح أن التشكيلة على الورق توحي بأننا أمام خطة 4-3-3، لكن الطريقة التي يتحرك بها اللاعبون تجعلها أقرب لـ4-2-2-2 في رأيي الشخصي. فميسي أصبح يتراجع كثيرًا لوسط الميدان من أجل صناعة اللعب في مهام قد تكون شبيهة بمهام إنييستا لكن بحرية هجومية أكبر بكثير. سواريز لاعب ثابت في منطقة الجزاء رفقة نيمار الذي وإن كان يحاول التراجع للخلف قليلًا، لكنه أصبح أكثر قربًا من مرمى الخصوم مما كان عليه في الموسم الماضي.
تواجد لاعبين اثنين داخل منطقة الجزاء يُتيح حرية أكبر للأظهرة في الشق الهجومي، كما يُمكّن البرسا من استغلال العرضيات بشكل أفضل...راكتيتش يعمل على التحرك للرواق الأيمن للتغطية على تقدم ألفيش، فيما يبقى بوسكيتس في منتصف الميدان من أجل الحد من خطورة الهجمات المرتدة عبر العمق، ويتراجع للخلف من أجل الانضمام لقلبي دفاع الفريق خلال هجومات الخصوم المنظمة.
-بعد كل هذه النقاط الإيجابية، لا يُمكنني سوى أن أبعث رسالة عتاب كبيرة لإدارة برشلونة التي تبدو في طريقها لاقتراف حماقة لا تُغتفر. كيف بإمكانهم أن يتخلوا عن لاعب بقيمة وأهمية دانييل ألفيش الذي أصبح في الفترة الأخيرة يقدم مستويات جيدة جعلته من أهم العناصر المساهمة في الشق الهجومي بالفريق، بالإضافة إلى تحسنه الدفاعي الملحوظ؟ النجم البرازيلي قدم مباراة كبيرة مجددًا اليوم، ولا أرى أن دوجلاس أو مونتويا قادرين على تعويضه أبدًا.
أتلتيك بيلباو | لم يكن بالإمكان أفضل مما كان!
-أتلتيك بيلباو بدأ المباراة جيدًا، وأنهاها جيدًا، لكن ما حدث بين البداية والنهاية كان ترجمة واقعية للفوارق الفنية الكبيرة بين الناديين...فالفيردي حاول بما يملك من مؤهلات أن يحد من خطورة برشلونة، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا من أجل إيقاف عجلة نادٍ تدور بسرعتها قصوى.
-حاول فالفيردي الحد من خطورة البرسا بفرض ضغط متقدم والاعتماد على العامل البدني الذي كان نظريًا في مصلحة أسود الباسك، لكن الهدف "الخارق" المبكر لميسي بعثر جميع أوراق الأتلتيك الذي وجد نفسه أمام فريق مرتاح في الحالة الدفاعية والهجومية معًا، ولم يجد أي طريق لمضايقة تير شتيجن سوى الكرات العالية داخل منطقة الجزاء والتي كانت أخطر أسلحة الفريق في رأيي.
-قد ينهال البعض بانتقدات قاسية على ظهير الأتلتيك بالنثياجا، لكنني صراحة لا أستطيع أن أنتقده...فقد كان أمام أفضل لاعب في العالم حاليًا ليونيل ميسي، وأفضل ظهير أيمن في الوقت الحالي دانييل ألفيش، وأمام لاعب ذكي تكتيكيًا مثل راكتيتش يعقد كل تحركاته الهجومية، فلم يكن أمامه أفضل مما كان.
-حارس الأتلتيك ياجو هيريرن قدم مباراة كبيرة، وقد كان سببًا واضحًا في منع الفريق الكتلوني من حسم الأمور منذ الشوط الأول...آيمريك لابورتي أثبت أنه مدافع جيد جدًا، رغم عجزه عن إيقاف ميسي في لقطة الهدف الخارق. المدافع الفرنسي كان متوازنًا ونجح في مضايقة سواريز بشكل جيد، كما أن تفاهمه مع رفاقه في خط الدفاع كان مثيرًا للاهتمام، وهو ما جعل مهاجمي البرسا يقعون في التسلل أكثر من مناسبة.
-عمومًا، لا يُمكن أن نلوم الأتلتيك على شيء كثير اليوم، فقد كان يتوفر على الدافع والرغبة، وأدى بشكل رجولي حتى آخر لحظة، لكن من الصعب جدًا على أي فريق في العالم أن يصمد أمام البرسا الحالي.
استحق الفريق الكتلوني الفوز بالكأس بعد أن قدّم مباراة كبيرة. فريق لويس إنريكي أصبح يعرف جيدًا من أين تُؤكل الكتف. يقوم بالتصرف الصحيح في الوقت الصحيح. فلم نعد نرى فريقًا يُبالغ في الاستحواذ والهجوم ليُضحي بقوة دفاعه، بل أصبحنا نُشاهد فريقًا بفنيات خارقة في خط المقدمة وبصلابة كبيرة في الخط الخلفي وكل ذلك ببعض اللمسات الفنية التي قام به مدرب الفريق الكتلوني.
-تفوّق برشلونة على أتلتيك بيلباو كان بالنسبة لي نابعًا من تعدد أسلحة الفريق الهجومية. لا يُمكن لأي مدرب في العالم أن يسد المنافد أمام كل الحلول الهجومية التي يتوفر عليها الفريق الكتلوني، فإن بحثت عن الحل الجماعي، فإنك ستجد أظهرة تعمل بلا توقف عبر الرواقين من أجل تقديم مساعدة هجومية كبيرة جدًا، وستجد تمريرات سريعة في منتصف الميدان توصل الكرة إلى منطقة جزاء الخصم بسرعة البرق، وستجد مترابطات خارقة للعادة بين ثلاثي المقدمة، أما إن بحثت عن الحلول الفردية، فحدث ولا حرج...أو يكفي أن أقول أن برشلونة يملك ميسي.
-بالحديث عن ميسي، فلا يُمكن أن نوفيه حقه مهما تحدثنا وقلنا عن أهميته في منظومة برشلونة. النجم الأرجنتيني لاعب تتوقف عنده جميع الحسابات التكتيكية والتحضيرات القبلية للمباراة. فبانطلاقة خارقة من طرفه، تمكن من فك شفرة مباراة مهمة جدًا مثل نهائي كأس ملك إسبانيا. ميسي تفوق على نصف فريق بركضة وتحكم خارق في الكرة، ثم تسديدة غريبة في زاوية يتواجد بها حارس المرمى، لتُعطي فريقه تقدمًا كان له الفضل في توجيه ضربة قاضية لفريق فالفيردي الذي كان حينها قد بدأ اللجوء للتدخلات البدنية القوية وللضغط المرتفع من أجل تعطيل بعض مفاتيح قوة خصمهم.
-لاعب آخر كان محوريًا في برشلونة هذه الليلة، وفي الموسم ككل، وهو إيفان راكتيتش الذي يستغله لويس إنريكي أيما استغلال. إيفان أعطى توازنًا دفاعيًا كبيرًا لبرشلونة، كونه يتراجع إلى جانب بوسكيتس من أجل مساعدته على استرجاع الكرة بأسرع وقت ممكن، كما أنه يتيح بذلك الفرصة لميسي من أجل التراجع خلف سواريز ونيمار. راكتيتش يتحرك كذلك للرواق الأيمن عندما يكون برشلونة ضاغطًا بشكل مرتفع، ليدخل دانييل ألفيش إلى عمق الملعب ويستغل قدرته على القيام بتمريرات بينية خارقة، أو للتغطية على انطلاقات ألفيش الهجومية. وفوق كل ذلك، فإن الكرواتي يخلق عنصر المفاجأة في الشق الهجومي، إذ أنه يتقدم بشكل غير متوقع للهجوم ليبعثر أوراق خط الدفاع، وذلك ما اتضح في لقطة الهدف الثاني للبرسا.
-دعونا نتطرق قليلًا إلى الطريقة التكتيكية التي نهجها لويس إنريكي اليوم...فصحيح أن التشكيلة على الورق توحي بأننا أمام خطة 4-3-3، لكن الطريقة التي يتحرك بها اللاعبون تجعلها أقرب لـ4-2-2-2 في رأيي الشخصي. فميسي أصبح يتراجع كثيرًا لوسط الميدان من أجل صناعة اللعب في مهام قد تكون شبيهة بمهام إنييستا لكن بحرية هجومية أكبر بكثير. سواريز لاعب ثابت في منطقة الجزاء رفقة نيمار الذي وإن كان يحاول التراجع للخلف قليلًا، لكنه أصبح أكثر قربًا من مرمى الخصوم مما كان عليه في الموسم الماضي.
تواجد لاعبين اثنين داخل منطقة الجزاء يُتيح حرية أكبر للأظهرة في الشق الهجومي، كما يُمكّن البرسا من استغلال العرضيات بشكل أفضل...راكتيتش يعمل على التحرك للرواق الأيمن للتغطية على تقدم ألفيش، فيما يبقى بوسكيتس في منتصف الميدان من أجل الحد من خطورة الهجمات المرتدة عبر العمق، ويتراجع للخلف من أجل الانضمام لقلبي دفاع الفريق خلال هجومات الخصوم المنظمة.
-بعد كل هذه النقاط الإيجابية، لا يُمكنني سوى أن أبعث رسالة عتاب كبيرة لإدارة برشلونة التي تبدو في طريقها لاقتراف حماقة لا تُغتفر. كيف بإمكانهم أن يتخلوا عن لاعب بقيمة وأهمية دانييل ألفيش الذي أصبح في الفترة الأخيرة يقدم مستويات جيدة جعلته من أهم العناصر المساهمة في الشق الهجومي بالفريق، بالإضافة إلى تحسنه الدفاعي الملحوظ؟ النجم البرازيلي قدم مباراة كبيرة مجددًا اليوم، ولا أرى أن دوجلاس أو مونتويا قادرين على تعويضه أبدًا.
أتلتيك بيلباو | لم يكن بالإمكان أفضل مما كان!
-أتلتيك بيلباو بدأ المباراة جيدًا، وأنهاها جيدًا، لكن ما حدث بين البداية والنهاية كان ترجمة واقعية للفوارق الفنية الكبيرة بين الناديين...فالفيردي حاول بما يملك من مؤهلات أن يحد من خطورة برشلونة، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا من أجل إيقاف عجلة نادٍ تدور بسرعتها قصوى.
-حاول فالفيردي الحد من خطورة البرسا بفرض ضغط متقدم والاعتماد على العامل البدني الذي كان نظريًا في مصلحة أسود الباسك، لكن الهدف "الخارق" المبكر لميسي بعثر جميع أوراق الأتلتيك الذي وجد نفسه أمام فريق مرتاح في الحالة الدفاعية والهجومية معًا، ولم يجد أي طريق لمضايقة تير شتيجن سوى الكرات العالية داخل منطقة الجزاء والتي كانت أخطر أسلحة الفريق في رأيي.
-قد ينهال البعض بانتقدات قاسية على ظهير الأتلتيك بالنثياجا، لكنني صراحة لا أستطيع أن أنتقده...فقد كان أمام أفضل لاعب في العالم حاليًا ليونيل ميسي، وأفضل ظهير أيمن في الوقت الحالي دانييل ألفيش، وأمام لاعب ذكي تكتيكيًا مثل راكتيتش يعقد كل تحركاته الهجومية، فلم يكن أمامه أفضل مما كان.
-حارس الأتلتيك ياجو هيريرن قدم مباراة كبيرة، وقد كان سببًا واضحًا في منع الفريق الكتلوني من حسم الأمور منذ الشوط الأول...آيمريك لابورتي أثبت أنه مدافع جيد جدًا، رغم عجزه عن إيقاف ميسي في لقطة الهدف الخارق. المدافع الفرنسي كان متوازنًا ونجح في مضايقة سواريز بشكل جيد، كما أن تفاهمه مع رفاقه في خط الدفاع كان مثيرًا للاهتمام، وهو ما جعل مهاجمي البرسا يقعون في التسلل أكثر من مناسبة.
-عمومًا، لا يُمكن أن نلوم الأتلتيك على شيء كثير اليوم، فقد كان يتوفر على الدافع والرغبة، وأدى بشكل رجولي حتى آخر لحظة، لكن من الصعب جدًا على أي فريق في العالم أن يصمد أمام البرسا الحالي.