2024-09-10 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يوفنتوس العائد.. نعمة لكرة القدم الأوروبية!

يوفنتوس العائد.. نعمة لكرة القدم الأوروبية!
جو 24 : مع تتويج برشلونة بلقب كأس إسبانيا مؤخرًا، الذي جعل من نهائي دوري الأبطال السبت القادم مواجهة مشتعلة على تحقيق ثلاثية تاريخية لبرشلونة أو خصمه يوفنتوس، ومع دخولنا للأسبوع الختامي لمنافسات موسم أوروبي طويل ، يبدو أن الوقت بات ملائما لتحليل واحدة من أهم ملامح الموسم الكروي متمثلة بعودة يوفنتوس الإيطالي للصورة الرئيسية في أهم وأعرق البطولات الأوروبية.

لربما كان تأهل يوفنتوس الإيطالي لنهائي دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم مصدر انزعاج لبعض جماهير ومكونات جمهور كرة القدم الأوروبية، ولربما كان مصدر ارتياح للبعض الآخر، لكن لا شك في أن هذا التأهل –و العودة من الباب الكبير- يمثل نعمة لكرة القدم الأوروبية وفوائد عديدة ستعود بالنفع عاجلا أم آجلا على عدد ليس بقليل من المستفيدين.

لو عدنا بالزمن عشر سنوات تماما للخلف ونظرنا إلى خارطة القوى العظمى في أوروبا لوجدنا أنها كانت زاخرة بعدد ليس بقليل من الأطراف المتقاربة رياضيا واقتصاديا في مشهد يصعب فيه التنبؤ في بداية كل موسم كروي بهوية بطل أوروبا أو حتى تحديد أهم المرشحين للوصول للمربع الذهبي. فبعد موسم استثنائي انتهى بتتويج بورتو البرتغالي بذات الأذنين على حساب موناكو الفرنسي، بدأت جميع القوى الأوروبية بشحذ أسلحتها وترتيب صفوفها للمنافسة مجددا، بدءاً بقطبي اسبانيا مروراً بثلاثي إيطاليا الكبير الذي كان لا يزال متمتعاً بأتم عافيته، وانتهاءاً بعمالقة الدوري الإنجليزي اليونايتد – أرسنال – ليفربول بعد أن انضم إليهم تشيلسي كقوة لا يستهان بها في المنافسة الأوروبية، من دون إغفال أو نسيان المارد البافاري.

كثير من المتغيرات طرأت خلال السنوات العشر هذه فرضت نفسها تدريجيا موسما بعد الاخر قد لا يتسع المقام لذكرها تفصيلا حتى وصلنا إلى الصورة الحالية التي أصبح كعب برشلونة وريال مدريد ومعهم بايرن ميونيخ أعلى بشكل واضح من بقية النظراء الأوروبيين التقليديين أو حتى القوى الجديدة كباريس سان جرمان ومانشستر سيتي. تغيرات بدأت بقضية الكالشيوبولي التي أزاحت اليوفنتوس إلى الظلام لأجل غير معروف، تبعها تراجع حاد لـ ليفربول، ليخسر دوري الأبطال قوتين هامتين على ساحته. لم يتوقف الأمر هنا بل امتد إلى تؤثر ميلان وانتر ميلان بالأوضاع الاقتصادية المحلية في إيطاليا ليتخليا عن معظم نجومهما وينزويا بدورهما عن المشهد الرئيسي رغم نجاح كل منهما باقتناص لقب للبطولة في 2007 و 2010 على التوالي، انتهاءا بتراجع حاد وغير مبرر لمستوى للأندية الانجليزية في أوروبا في المواسم الأخيرة لتخلوا الساحة نسبياً لترشيح الثلاثي الآنف ذكره. هنا يتسع المقام لالقاء نظرة على بعض الفوائد التي ستجنيها الكرة الأوروبية من عودة يوفنتوس، وبعض الدروس المستفادة.



نعمة.. كسب عملاق أوروبي جديد – قديم!

بعد الشكوك الكبيرة التي رافقت عودة يوفنتوس للبطولات في عهده الجديد مع أنطونيو كونتي بعد سنوات جافة وصعبة، وصف الفريق بأنه فريق محلي وغير قادر على مقارعة كبار الأندية الأوروبية، وأن نجاحه سيكون مرهونا بالبطولات المحلية، أصبحت هذه الشكوك الآن شيئاً من الماضي، وبإمكان مشجعيه الآن وعشاق اللعبة المحايدين الاطمئنان بأن هذه العودة باتت حقيقية وقد تكشف عن وجه جديد أقوى في المواسم القادمة ليمثل إضافة هامة لمعادلة المنافسة المعقدة في أوروبا، ولا شك أنها نعمة كبيرة لمصداقية وقوة البطولة الأهم والأعرق رياضياً واقتصادياَ.



درس مستفاد.. الزعامة المحلية هي أول الطريق

يمثل ليفربول الانجليزي لغزاً كبيراُ في فشله في تقديم نفسه كقوة حقيقية في انجلترا وأوروبا تعكس عراقته وأمجاده السابقة. ليفربول نجح في نفض الغبار عن كاهله أوروبيا في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة عندما وصل لنهائيين لدوري الأبطال وفاز بأحدهما ووصل لنصف النهائي مرة، لكنه ما زال غير قادر على أن يفعل شيئا على مستوى الدوري المحلي. الفوز ببطولة الدوري المحلي هو الأمر الذي يظهر أي فريق بشكل البطل الحقيقي، وتمثل استثمارا نفسياً وذهنياً له للتطور والمضي في عملية النمور والتطور. ليفربول أتم ربع قرن كامل الآن من دون أن يفوز بلقب البريميير ليج، ومن الواضح تماماً أن ما ينقصه هو عناصر نفسية تتعلق بثقافة الانتصار وكيفية تحقيقه. بعد كارثة هيسيل في 1985 والعقوبات التي نالت ليفربول والأندية الإنجليزية فإن ليفربول لم يتعرض حقا لأي نكسات أخرى سواءاً كانت رياضية أو اقتصادية تبرر تذبذب مستواه وعدم تمكنه من مقارعة الأندية الإنجليزية الأخرى، حيث أن النادي لا يواجه أي متاعب اقتصادية ولا يجد حرجاً في الانفاق بسخاء في كل سوق كروية، لكن يبدو أن سوء إدارة الفريق تحتاج لإلقاء نظرة على نموذج اليوفنتوس الذي لم يمنعه حاضر قاتم من استعادة أمجاد الماضي، عبر العمل الجاد والتخطيط السليم وبأقل التكاليف. ليفربول يحتاج لإبراز وجهه القوي محليا وتبني مشروع يمكنه من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي في أقرب وقت ممكن، فاسترداد الزعامة المحلية هو الطريق لكسب الهيبة الأوروبية، وإلا فإن تذبذب ليفربول المحلي وظهوره الأوروبي المتقطع سيستمر، وقد ينسى كثيرون ما كان ليفربول يوما.



درس مستفاد.. التخطيط جيدًا للسوق والبعد عن الصفقات العشوائية

بلا شك الصورة أقل قتامة عند النظر إلى البيت الداخلي للشياطين الحمر، فبعد موسم أول كارثي بعد تقاعد السير أليكس فيرجسون، نجح اليونايتد باحتلال المركز الرابع في البريميير ليج المؤهل للأدوار المؤهلة لدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بعد صعوبات جمة تحت قيادة الهولندي لويس فان خال. مانشستر يونايتد قوة مالية لا يستهان بها ولم يمض زمن كبير على تراجعه كي يفقد ثقته بنفسه أو ثقافة الانتصار التي يتمتع بها، لكن على القائمين على النادي الانتباه أنهم لم ينجحوا بعد مرور موسمين كاملين على رحيل فيرجسون من صنع فريق جديد بركائر رئيسية ثابتة تساعده على أن يطل برأسه مجددا بين الكبار. غلبت على صفقات اليونايتد العشوائية والتعجل من دون النجاح في جلب العناصر اللازمة فعلا لاحتياجات الفريق. وربما هي فرصة هامة للفريق الإنجليزي للترو في سوق الانتقالات القادمة لوضع يديها على الحلول الشافية لتكوين نواة محورية جديدة للفريق مع إحياء كبرياء وثقافة النادي الانتصارية التي لطالما تمتع بها. على كل حال البشائر الأولية جيدة ويبدو أن فان خال يخطط جيدا هذه المرة وخلفه إدارة لم تتوانى يوما عن دعم فريقها، كم سيكون دوري الأبطال رائعاً بعودة الشياطين الحمر!



نعمة.. من أجل الكأس الملعونة..

بعد أن شاهدت أوروبا برشلونة يتلاعب ببايرن ميونيخ ظن الجميع أن الطريق معبد لغريمه ريال مدريد لإزاحة يوفنتوس والاستمرار بحلمه في المحافظة على لقبه لتحقيق رقم قياسي لم يحصل في التاريخ الحديث للبطولة العريقة. اليوفنتوس أصر بشكل أو آخر على صعوبة تحقيق هذا الرقم القياسي مؤكداً صعوبة وجمالية وتفرد هذه البطولة.. فلموسم آخر، تستمر لعنة الحفاظ على اللقب.. لم يتمكن أي فريق أوروبي من الحفاظ على لقبه مهما بلغ أوج قوته وهيمنته.. فلتحيا بطولة دوري أبطال أوروبا!!



درس مستفاد.. نعم للحلول الجذرية.. لا لأنصاف وأرباع الحلول!



الأندية الإيطالية وفي مقدمتها ميلان وإنتر يتوجب عليها قبل غيرها الاستفادة من درس اليوفنتوس. فمن دوري كان يقدم 3-4 فرق قوية ومنافسة في دوري أبطال أوروبا سنويا، تراجع الدوري الإيطالي لأسباب كثيرة بحيث أصبح تواجد فريق إيطالي واحد في دور الـ16 إنجازاً في السنوات الـ 5 الأخيرة. نموذج اليوفنتوس محليا بدأ فعليا من تحت الصفر وليس من نقطة الصفر. فمن فريق عائد من الدرجة الثانية وغائب عن المنافسة محليا والظهور أوروبيا بميزانية سالبة وديون متراكمة إلى بطل متوج بأربع بطولات دوري متتالية وتواجد في نهائي برلين الكبير في غضون 5 مواسم. نموذج اليوفنتوس الحديث اعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: أولها ملعب جديد وعصري بسعة أقل ومرافق عصرية تجذب العائلات والاستثمارات مما انعكس على إيرادات النادي وعلامته التجارية بشكل أكثر من إيجابي. ثانيها التركيز على المواهب الشابة حيث أثبت أن المواهب الصغيرة بإمكانها التألق وصنع اسمها الخاص إذا ما منحت المساحة الكافية والبيئة المناسبة. أما ثالث العناصر وربما أكثرها أهمية هي الإجادة في المزج بين العناصر الشابة ولاعبي الخبرة قليلي التكلفة كبيري القيمة والتأثير، إذ أن اليوفنتوس بعد أن جازف بالابقاء على بوفون المصاب في 2010 جازف مجددا بجلب المخضرم أندريا بيرلو الذي أحاطت به الشكوك حول إصابته ومستواه في تلك الفترة.

اليوفنتوس أجاد مجددا في إضافة عناصر خبرة أخرى مقتناة بعناية ساهمت في دفع الفريق للأمام متمثلة بالأرجنتيني كارلوس تيفيز والفرنسي باتريس إيفرا الذان ساهما مع باقي العناصر الإيطالية ذات الخبرة في الفريق كـ جورجيو كيليني وكلاوديو ماركيزيو وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي في تكوين فريق متماسك متجانس يساعد لاعبين أقل خبرة كالفرنسي بوجبا والإسباني موراتا والأرجنتيني بيريا على تقديم أفضل ما لديهم. دراسة واعية وعميقة لنموذج اليوفنتوس كفيل بإحياء القوى التقليدية كميلان وإنتر وتصحيح مسار بقية الأندية كي يعود الدوري الإيطالي قوياً وتنافسياً مما سيمثل الإضافة الأكبر والأهم لكرة القدم الأوروبية. الميلان تحديداً بحاجة للنظر بعمق على إشكالياته، وحلها من جذورها وتجنب الحلول الترقيعية التي مارسها جالياني في المواسم الثلاثة الأخيرة.

معادلة كرة القدم رغم تعقيدها فهي بسيطة كذلك: علامة تجارية جاذبة + مصادر متنوعة للدخل = إيرادات عالية وإمكانية استخدامها في تطوير الفريق. الحل في بناء ملعب جديد وجلب النجوم الذين يطورون العلامة التجارية وتنويع مصادر الاستثمار أو افساح الطريق لمستثمر جديد، وتشكيل هيكل إداري ذو كفاء وبعد نظر، أما الحلول المؤقتة وقليلة التكلفة كالاستمرار بتغيير المدربين واللاعبين قليلي التكلفة والجودة فإنها ستنتهي بميلان في الظل حتى إشعار آخر!

في عموم الحياة هو درس كذلك.. لا تحل المشاكل إلا من جذورها. تجاهل المشاكل أو تطبيق حلول منقوصة أو مؤقتة يجعل المشاكل تطل برأسها مراراَ وتكراراً. هي دعوة للأندية الإيطالية جميعها للتوقف عن التعامل مع الواقع وكأننا في تسعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي، والبدء في تبني حلول فعالة ومبتكرة في مجالات البنية التحتية وقطاع الناشئين والشباب، والاستثمار والتسويق كي تلتحق بركب الدوريات الأوروبية الأخرى.



درس مستفاد.. تطبيق اللعب المالي النظيف



الدرس الأهم هو موجه لمانشستر سيتي وباريس سان جرمان، فرغم تلقيهما دروساُ أكثر وضوحاً في الموسمين الماضيين من أتلتيكو مدريد وبروسيا دورتموند، يأتي اليوفنتوس في الموسم الحالي ليكرر الدرس ذاته للنادي الإنجليزي والفرنسي. مجموع ما ينفقه أحد هذين الفريقين في موسم واحد يفوق ما أنفقه يوفنتوس وأتلتيكو مدريد وبروسيا دورتموند مجتمعين في المواسم القليلة الماضية، وعلى الرغم من ذلك نراهم يفشلون موسما تلو الآخر في ترك بصمة حقيقية في دوري أبطال أوروبا رغم انفاقهما ببذخ سنويا وترصيع تشكيلتيهما بما تشتهيه النفس من نجوم كرة القدم العالمية.

الأسطورة الهولندية يوهان كرويف كان قد علق مؤخرا على الأمر بقوله: "النجاح لا يتم شراؤه، بل خلقه وتكوينه، اليوفنتوس خلق لنفسه نموذجا متفردا حيث بنوا ملعبهم الخاص الذي نراه دائماً ممتلئاً، وفي ملعبهم نشاهد كرة قدم مختلفة وجذابة وهو شيئ نادر في كرة القدم الإيطالية هذه الأيام" قد لا يعاني السيتي أو باريس من معضلة الملاعب الممتلئة أو كرة القدم الجميلة كبقية الأندية الإيطالية، لكن ماذا عن النجاح الذي يجب "خلقه وتكوينه" لا شراءه؟ يمكننا كذلك سحب هذا النموذج على أندية أخرى التي تفتقر للثقافة اللازمة ولا تفتقر للإمكانيات المادية كـ زينيت الروسي وموناكو الفرنسي وأرسنال الإنجليزي وروما الإيطالي وحتى أي ناد أوروبي آخر يرغب في أن يجد لنفسه مكاناً بين الكبار مع التوفيق في الوقت ذاته مع قوانين اللعب المالي النظيف المفروض من قبل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم.



1- نعمة.. تأجيل احتكار الكلاسيكو.. من أجل الأجيال القادمة..

مجدداً.. ظن الجميع أن الوقت قد حان ليلتقي الغريمان الأزليان برشلونة وريال مدريد على عرش كرة القدم الأوروبية الأمر الذي قد يشكل متعة للكثيرين، لكن الواقع يقول أن حصول أمر كهذا هو نقمة على كرة القدم الأوروبية، على الأقل حالياً. وصول برشلونة وريال مدريد لنهائي برلين كان سيعني اتساع الهوة بينهما وبين بقية فرق أوروبا رياضيا، ونفسيا قبل أي شيئ آخر، وإظهارهما كبعبعين لا يمكن مقارعتهما والوصول إليهما كما هو الحال محلياً رغم استثناء أتلتيكو دييغو سيميوني الأخير. في خضم الهوس بتنافس قطبي إسبانيا على البطولات ونجميهما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على لقب الأفضل، تخسر الكرة الأوروبية وجمهورها –خصوصا الجيل الحديث- الكثير من ثقافتها ووعيها. ففي عهد مواقع التواصل الاجتماعي وألعاب البلي ستيشن والاكس بوكس بات الهوس بالأمر مبالغاً فيه ويختزل بل ويستقطب الشريحة الأعظم من الجمهور الكروي لاختيار جانب منهما على حساب الآخر، من دون الاستمتاع الحقيقي بما تقدمه بقية الأندية ونجومها، فلا انكار لوجود شيئ من النظرة الدونية لكل ما هو ليس "برشلونة أو ريال مدريد أو نجومهما"



يتأجل احتكار العملاقين مرة أخرى كلما اقتربا منه.. وهي برأيي –النعمة الأكبر- للعبة الجميلة، انتصار للواقعية والاجتهاد والعمل الجاد على بهرجة النجوم والإعلام والأضواء البراقة.. تأجيل مؤقت بانتظار عودة ميلان قوي وليفربول متمرس ويونايتد بعبع وإنتر مشاكس، ولم لا ظهور قوى أخرى ممتعة تماما كما فعل تشيلسي قبل 10 سنوات.

ختاماً.. سواءاَ فاز يوفنتوس أو خسر في نهائي برلين، فإنه أعطى لنفسه ولكثير من الأندية الأوربية الكبيرة الأمل في عهد جديد من القوة والازدهار.. ويكفيه أنه عاد في الوقت المناسب ليبعثر الأوراق في خارطة القوى الأوروبية، الأوراق التي كانت على وشك أن تترتب بشكل ممل ورتيب، لا يليق بعراقة ومجد ذات الأذنين.سوبر
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير