2024-05-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل قبض الأردن ثمنا لذلك؟!

هل قبض الأردن ثمنا لذلك؟!
جو 24 : لا يملك المرء إلا أن يستغرب ويستهجن هذا المستوى المؤسف من الجحود والنكران حيال هذا البلد الذي يفتح بواباته وحدوده مشرعة لكل طالب نجاة ولجوء وأمن وأمان لنفسه ولأبنائه من الدول القريبة أو البعيدة حرصا عليهم من مكروه يتربص بهم على أيدي قتلة من الصهاينة والإرهابيين الذين امتهنوا القتل والتنكيل ومقارفة الجرائم ضد المدنيين العزل والأبرياء من الأطفال لأسباب وبدون أسباب..

الشعب الأردني يا سادة لا يمنّ على أحد، ولا ينتظر جزاء أو شكورا على ما يقدمه من واجب قومي أو ديني أو إنساني لأي ملهوف وطالب نجدة وحماية له ولأسرته.. هذا هو ديدن الاردن منذ مطلع نشأة دولته حتى اليوم ..وخلال العقدين الأخيرين فقط استقبل الملايين من أبناء العراق الشقيق ومن أبناء سوريا الشقيقة.. وقبل ذلك استقبل أعدادا كبيرة من الأشقاء اللبنانيين ..وقبل قبل ذلك استقبل واحتضن ولا يزال الملايين من الأشقاء الفلسطينيين ..فالذين عادوا إلى وطنهم بعد انقشاع الغمة ودًعهم أبناء الاردن ودعوا لهم بالسلامة.. والذين ظلوا في ربوع الأردن فإنهم ينعمون بالأمن والأمان والعيش الكريم..

لا يمكن لنا ولكل مُنصف عند سماعنا للاتهامات بأن ما يفعله الأردن مقبوض الثمن إلا أن نشعر بظلم كبير يلحق بأبناء الاردن الاوفياء الميامين.. خاصة إن كانت تلك الاتهامات صادرة من أبناء جلدتنا، إنه أمر معيب بلا شكّ .. فأي ثمن يتقاضاه أبناء الاردن وهم يرحبون بأشقائهم العرب والمسلمين أو حتى غيرهم ممن لحق بهم حيف وظلم ..أو تعرضوا لحملات القتل والتعذيب والتشريد ..وهل الامن والامان يقدران بثمن ؟!!..

لعل الأشقاء اللاجئين الذين يعيشون بين ظهرانينا يدركون ويلمسون بأصابعهم العشرة مدى معاناة أبناء الاردن من شح المياه ومن الضائقة الاقتصادية والمعيشية ومن البطالة المتفاقمة بسبب غزو العمالة الوافدة من الاشقاء المصريين ,ثم من حدة تزاحم الاشقاء السوريين في سوق العمل ..ورغم ذلك نقول : أن أرض الحشد والرباط تتسع للجميع ..فهي أرض عربية ومن واجب أبنائها نصرة أشقائهم العرب .. وكذلك نصرة طالبي الإغاثة والحماية من غير العرب ..وإذا كانت الأمم المتحدة تناشد بعض الدول تقديم المساعدات من الغذاء والدواء والمال للاجئين السوريين اليوم فإن هذا لايعني أن الشعب الاردني يتقاضى ثمنا قل أو كثر لما يقدمه من خدمة وحماية لأشقائه .. لذلك فإن على الذين يرددون بمناسبة وبدون مناسبة القول بأن مواقفنا مدفوعة الثمن الكف عن هذه الهرطقات والهراء المعيب ..أو أن يعلنوا بشجاعة ما هو الثمن الذي قدموه هم أنفسهم للشعب الاردني مقابل إقامتهم بأمن وأمان وعيش كريم ..وليتحلوابشجاعة أكبر ويؤشروا إلى الجهة التي قبضت منهم الثمن إن كانوا صادقين ..

حمى الله شعب الاردن وأبعد عنه كيد الكائدين ..
تابعو الأردن 24 على google news