5 أسباب خلف وصول اليوفنتوس لنهائي الأبطال
جو 24 : مصنع اليوفنتوس ما قد يراه البعض معجزة الموسم بالتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا بعدما أقصى ريال مدريد من نصف النهائي وقبله أزاح من طريقه الثنائي بوروسيا دورتموند وموناكو الذي سبق وآخرج آرسنال من البطولة.
تأهل اليوفنتوس لم يكن متوقعًا بداية الموسم حتى من مدربه السابق أنتونيو كونتي الذي أشرف على بناء الفريق وبعدما لم توفر له الإدارة الأدوات التي طلبها للمضي قدمًا في الأبطال قرر الرحيل وقال تصريحه الشهير "لا يمكن أن تدخل بـ10 يورو مطعم ذو 100 يورو"، وتوقع عدم وصول الأندية الإيطالية لنهائي البطولة القارية لسنوات طويلة.
هذا ما كان في دائرة التوقعات، لكن أرض الواقع حملت أخبارًا أخرى ! أخبار تأهل اليوفنتوس بمدربه الجديد ماسيمليانو أليجري لنهائي الأبطال للمرة الأولى منذ 2003 حين خسر الفريق أمام ميلان، تُرى ما هي أبرز الأسباب أو العوامل التي ساعدت السيدة العجوز لتحقيق هذا الإنجاز؟ نستعرضها معًا.
1- الجرينتا والاستفزاز !
كونتي نفسه قال قبل موسمين أن الأندية الإيطالية قادرة على تجاوز الفجوة المالية مع الأندية الأوروبية عبر سلاحين، الأول هو الأساليب التكتيكية للعب، والثاني هو الجرينتا والحماس ... وقد صدق هنا.
اليوفنتوس معروف تاريخيًا بروحه القتالية وحماسه وإصراره على النجاح وأن تلك المكونات في شخصيته هي العامل الأهم خلف بطولاته وإنجازاته، خاصة في الظروف الصعبة ! وتلك الجرينتا كانت واقفة بقوة خلف إنجاز التأهل لنهائي الأبطال خاصة مع استفزاز الجميع لقدرات اللاعبين وقدرتهم على مناطحة نظرائهم من أصحاب الرواتب الضخمة ... بداية الاستفزاز كانت من كونتي نفسه بتصريحاته الشهيرة، هذا بالتأكيد ترك أثره على اللاعبين خاصة الكبار منهم مثل بوفون وكيليني وبيرلو، ومن ثم كان التقليل من الفريق قبل كل لقاء والتشكيك في إمكانية تخطيه منافسه في الأدوار الإقصائية.
وفي كل خطوة كان اليوفنتوس يتقدمها في مشواره القاري كان يكتسب المزيد من الثقة والحماس والإصرار على النجاح، حتى وصل لاختبار الموسم أمام ريال مدريد ورأينا كيف لعب الفريق بجرينتا يُحسد عليها ... تلك الجرينتا التي أشعلها بقوة الاستفزاز كانت أبرز العوامل خلف نهائي برلين.
2- ماسيميليانو أليجري
لا يُمكن لأحد أن ينكر دور كونتي في صناعة هذا اليوفنتوس، سواء ملامحه الفنية أو الشخصية، لكن لا يمكن لأحد أيضًا أن ينكر دور أليجري في تطوير هذا الفريق سواء ذهنيًا أو فنيًا أو حتى نفسيًا. فالمدرب الذي استفاد كثيرًا من تجربته مع ميلان خاصة مواجهاته الصعبة قاريًا وتحديدًا أمام برشلونة استخدم كل خبرته تلك لصناعة يوفنتوس أوروبي.
منذ تولى أليجري مهمة تدريب يوفنتوس توقعت أن يمضي جيدًا في أوروبا، لأنه مدرب يُجيد بناء نواة دفاعية صلبة في وسط الملعب ويترك العمل الهجومي لأصحاب المهارات في الجزء الأمامي، ومع ميلان حاول فعل هذا لكن أخطاء فردية وتواضع جودة الخط الأمامي باستثناء إبراهيموفيتش قليل الحظ أوروبيًا منعه من المضي قدمًا ... لكن مع اليوفنتوس هناك خط الوسط القوي جدًا دفاعيًا وبدنيًا وهناك خط الهجوم الممتاز بقيادة كارلوس تيفيز وهو ما وفر للمدرب تنفيذ أفكاره كما يريد، حتى أنه هاجم حين أراد ودافع حين أراد وهذا بفضل جودة أفراده خاصة في خط الوسط وجمعهم الكثير من القدرات المتنوعة هجوميًا ودفاعيًا.
مساهمة أليجري كانت أيضًا في مرونته التكتيكية، فالمدرب لم يصر على خطته المفضلة 4-3-1-2 بل بدأ بطريقة لعب 3-5-2 التي اعتادها الفريق مع سلفه، وتدريجيًا بدأ التخلص منها واللعب بطريقته المفضلة مع تغييرات أحيانًا في شكل الوسط والهجوم، وهنا وبعدما أصبح الفريق يلعب بكل الطرق استخدم هو تلك الميزة وواجه المنافسين بالطريقة المناسبة للمباراة والهدف منها ... حتى أنه كان يغير خلال المباراة بإضافة مدافع أو لاعب وسط كما فعل ضد ريال مدريد وموناكو.
أليجري أيضًا ساهم بهدوئه في تهدئة حماس لاعبي كان يوفنتوس وقت الحاجة، فالحماس الزائد عن الحد والذي ربما كان يسببه كونتي دون تعمد له تأثيره السلبي على اللاعبين أحيانًا .. لكن مع أليجري ظهر الفريق متزنًا نفسيًا أكثر وهو ما ساعده على التحكم فنيًا بزمام المباراة خاصة في الأوقات الصعبة وعدم الاندفاع والتهور بفعل الحماس الزائد ... تلك ميزة مهمة جدًا لفريق بطل خاصة في أوروبا !.
3- حسم لقب الدوري الإيطالي "عمليًا" مبكرًا للغاية
جل معاناة الأندية الكبيرة في الثلث الأخير من الموسم تقف خلفها العوامل البدنية، فالإرهاق وتراجع الجاهزية البدنية للاعبين تؤدي للإصابات وتراجع المستوى وتراجع المردود البدني وهو ما يؤثر على الجوانب الفنية، بجانب الإرهاق الذهني للاعبين بين التركيز هنا وهنا وهناك، ما بين الدوري والكأس وأوروبا والمنتخب والأسرة والأعمال الخاصة.
يوفنتوس كان أقل فرق أوروبا الكبيرة تضررًا من تلك القصة هذا الموسم، والسبب حسمه للقب الدوري الإيطالي عمليًا منذ بداية عام 2015 تقريبًا، بعدما ظهر عدم قدرة روما على منافسته وانشغال الأندية الأخرى بالمقاعد الأوروبية وانعدام فرص منافستها على اللقب، فقد ساهم هذا في توجيه تركيز اللاعبين نحو مباريات دوري الأبطال وسمح لهم باختزال المجهود لتلك المباريات وأيضًا سمح لأليجري بتوفير نجومه للمباريات القارية خاصة في المراحل الإقصائية من البطولة حيث المواجهات الصعبة والحاسمة.
وبالنظر لمنافسي اليوفنتوس خلال تلك المراحل نجد أن تلك الميزة ازدادت أهميتها، فالفريق الألماني بوروسيا دورتموند كان مهتمًا ومنشغلًا جدًا بتحسين مركزه المحلي واللحاق بركب المتأهلين للبطولات الأوروبية، وموناكو كان نفس الأمر، فيما ريال مدريد كان في خضم منافسته مع برشلونة على اللقب ... كل هؤلاء واجهوا يوفنتوس مرتاح محليًا وجل تركيزه الذهني والفني والبدني على دوري الأبطال.
4- خط الوسط الممتاز جدًا، وكارلوس تيفيز
حين نقارن بين خطوط اليوفنتوس المختلفة وغيره من الأندية العملاقة في أوروبا، قد نختلف حول جودة خط دفاعه وهجومه، فالبعض ربما يرى دفاعه من الأفضل وآخر يراه عادي، والبعض قد يرى هجومه متواضع والبعض يراه متميز، لكن الأكيد أن الأغلب سيتفق حول تفوق بوفون وخط الوسط أو على الأقل وجودهم في مستوً واحد من التميز مع خطوط الوسط وحراس المرمى في الأندية الأوروبية الأخرى.
لنبتعد عن الأخطبوط وهو بالتأكيد أحد أبرز عوامل تأهل اليوفنتوس سواء بتصدياته الممتازة أو قيادته الرائعة أو حماسه المذهل، لكن حديثنا الآن عن خط الوسط الذي يُعد من الأفضل في أوروبا فرديًا وجماعيًا، فمجموعة الوسط في البيانكونيري تضم كافة المهارات اللازمة للعب في الوسط .. ما بين تمريرات بيرلو الساحرة وتسديدات بوجبا وفيدال النارية وتوغلات ماركيزيو المدهشة والقوة البدنية لبيريرا وستورارو والمهارة الفردية لبوجبا واستغلال الركلات الثابتة من جانب بيرلو واللمسة الأخيرة الممتازة من فيدال وبوجبا وماركيزيو ! كل تلك المهارات موجودة ومتوفرة تحت أمر أليجري، والمدرب استفاد منها بشكل ممتاز وصنع منها قالب جماعي رائع للغاية امتاز بالصلابة الدفاعية والحركية الدائمة في أرض الملعب والقدرة على دعم الهجوم وتهديد مرمى الخصوم والتحول سريعًا من الهجوم للدفاع والعكس.
خط وسط اليوفنتوس هو من ربح المعركة ضد ريال مدريد وقاد الفريق للمرور من هذا الاختبار الصعب، وهو ما يعول عليه للتصدي لخطورة برشلونة واستغلال ثغرات دفاعه.
العامل الفني الآخر هو تيفيز وبالطبع هذا دون إغفال بوفون والدفاع بقيادة بونوتشي، لكن المهاجم خاصة له ثقله في المباريات القارية، لأن الفريق قد لا يقبل أهدافًا لكن المهم أن يُسجل ! وتيفيز كان خلف جل هجمات اليوفنتوس في دوري الأبطال، كان وحده يتحرك ويصنع ويسدد ويراوغ ويمرر ويفعل كل شيء في الهجوم دون الحاجة لجهد كبير من الوسط ! تيفيز لعب دور المهاجم الذي يريده أليجري في فريقه، مهاجم ذو قدرات خاصة وشخصية ممتازة قادر على التعامل مع الضغوطات وسحب الفريق للأمام واستغلال أغلب الفرص.
5- القُرعة
ينزعج البعض ويغضب حين نتحدث عن وقوف الحظ مع ناديهم ! البعض يفضل استخدام كلمة التوفيق !! هذا رغم أن الكل يتمنى أن يقف الحظ أو التوفيق بجانب فريقه في أي مباراة أو بطولة، ورغم إقرار الجميع أن دون الحظ أو التوفيق لم يتمكن الفريق من فعل شيء، وأن جميعنا مرت علينا دقائق قلنا أن الفريق لو استمر يلعب لأسبوع لن يُسجل ! الحظ أو التوفيق مطلوب في كرة القدم كما هو مطلوب في كافة مناحي الحياة ولا أحد مشكلة أو سلبية حين نقول أن اليوفنتوس كان محظوظًا في قرعة البطولة.
يوفنتوس وقع في مجموعة سهلة نسبيًا، لكنه كان في بداية المشوار مع أليجري ولذا احتاج للتعب للمرور منها في المركز الثاني خلف أتليتكو مدريد، لكن الحظ وقف مع الفريق في قرعة الدور الثاني بمواجهة بوروسيا دورتموند الذي يمر بأسوأ مواسمه منذ سنوات، مواجهة لم تكن صعبة على الفريق الإيطالي الذي اكتسب الكثير من الثقة بعد تلك المواجهة.
بعدها جاءت مواجهة موناكو، وهو أسهل فريق يمكن لليوفنتوس مواجهته من السبعة المتاحين في دور الـ8، مواجهة كانت ممتازة لصالح اليوفنتوس الذي اكتسب المزيد من الثقة وحقق الإنجاز بالفعل بالوصول لنصف نهائي البطولة.
وحتى في نصف النهائي حين واجه الفريق ريال مدريد، كان الريال هو الأسهل من خياري برشلونة وبايرن ميونيخ، وهنا لا نقول أن ريال مدريد كان فريقًا سهلًا بل صعبًا للغاية واليوفنتوس أثبت معدنه الأصيل حين تخطاه بأداء مقنع وممتاز ... لكن في تلك المرحلة تكون الثقة قد وصلت أعلى معدلاتها، وتكون الجرينتا في أفضل حالاتها، ولذا مهما كان المنافس ومهما كانت قوته يُمكن تخطيه لأن الأمر لا يخضع فقط للجوانب الفنية وأسعار اللاعبين بل عوامل أخرى أبرزها الجرينتا، وبالطبع مواجهة ريال مدريد في نصف النهائي بعدما يكون الفريق قد اكتسب الثقة والخبرة والشخصية مختلفة عن مواجهته في دور الـ16 أو الـ8 !.
إذًا، هل لديك أسباب أخرى تراها وقفت بقوة خلف تواجد اليوفنتوس في برلين السبت القادم لمواجهة برشلونة؟ ولا تنسى المشاركة في استفتاء الموقع حول هوية الفائز باللقب الثمين.جول
تأهل اليوفنتوس لم يكن متوقعًا بداية الموسم حتى من مدربه السابق أنتونيو كونتي الذي أشرف على بناء الفريق وبعدما لم توفر له الإدارة الأدوات التي طلبها للمضي قدمًا في الأبطال قرر الرحيل وقال تصريحه الشهير "لا يمكن أن تدخل بـ10 يورو مطعم ذو 100 يورو"، وتوقع عدم وصول الأندية الإيطالية لنهائي البطولة القارية لسنوات طويلة.
هذا ما كان في دائرة التوقعات، لكن أرض الواقع حملت أخبارًا أخرى ! أخبار تأهل اليوفنتوس بمدربه الجديد ماسيمليانو أليجري لنهائي الأبطال للمرة الأولى منذ 2003 حين خسر الفريق أمام ميلان، تُرى ما هي أبرز الأسباب أو العوامل التي ساعدت السيدة العجوز لتحقيق هذا الإنجاز؟ نستعرضها معًا.
1- الجرينتا والاستفزاز !
كونتي نفسه قال قبل موسمين أن الأندية الإيطالية قادرة على تجاوز الفجوة المالية مع الأندية الأوروبية عبر سلاحين، الأول هو الأساليب التكتيكية للعب، والثاني هو الجرينتا والحماس ... وقد صدق هنا.
اليوفنتوس معروف تاريخيًا بروحه القتالية وحماسه وإصراره على النجاح وأن تلك المكونات في شخصيته هي العامل الأهم خلف بطولاته وإنجازاته، خاصة في الظروف الصعبة ! وتلك الجرينتا كانت واقفة بقوة خلف إنجاز التأهل لنهائي الأبطال خاصة مع استفزاز الجميع لقدرات اللاعبين وقدرتهم على مناطحة نظرائهم من أصحاب الرواتب الضخمة ... بداية الاستفزاز كانت من كونتي نفسه بتصريحاته الشهيرة، هذا بالتأكيد ترك أثره على اللاعبين خاصة الكبار منهم مثل بوفون وكيليني وبيرلو، ومن ثم كان التقليل من الفريق قبل كل لقاء والتشكيك في إمكانية تخطيه منافسه في الأدوار الإقصائية.
وفي كل خطوة كان اليوفنتوس يتقدمها في مشواره القاري كان يكتسب المزيد من الثقة والحماس والإصرار على النجاح، حتى وصل لاختبار الموسم أمام ريال مدريد ورأينا كيف لعب الفريق بجرينتا يُحسد عليها ... تلك الجرينتا التي أشعلها بقوة الاستفزاز كانت أبرز العوامل خلف نهائي برلين.
2- ماسيميليانو أليجري
لا يُمكن لأحد أن ينكر دور كونتي في صناعة هذا اليوفنتوس، سواء ملامحه الفنية أو الشخصية، لكن لا يمكن لأحد أيضًا أن ينكر دور أليجري في تطوير هذا الفريق سواء ذهنيًا أو فنيًا أو حتى نفسيًا. فالمدرب الذي استفاد كثيرًا من تجربته مع ميلان خاصة مواجهاته الصعبة قاريًا وتحديدًا أمام برشلونة استخدم كل خبرته تلك لصناعة يوفنتوس أوروبي.
منذ تولى أليجري مهمة تدريب يوفنتوس توقعت أن يمضي جيدًا في أوروبا، لأنه مدرب يُجيد بناء نواة دفاعية صلبة في وسط الملعب ويترك العمل الهجومي لأصحاب المهارات في الجزء الأمامي، ومع ميلان حاول فعل هذا لكن أخطاء فردية وتواضع جودة الخط الأمامي باستثناء إبراهيموفيتش قليل الحظ أوروبيًا منعه من المضي قدمًا ... لكن مع اليوفنتوس هناك خط الوسط القوي جدًا دفاعيًا وبدنيًا وهناك خط الهجوم الممتاز بقيادة كارلوس تيفيز وهو ما وفر للمدرب تنفيذ أفكاره كما يريد، حتى أنه هاجم حين أراد ودافع حين أراد وهذا بفضل جودة أفراده خاصة في خط الوسط وجمعهم الكثير من القدرات المتنوعة هجوميًا ودفاعيًا.
مساهمة أليجري كانت أيضًا في مرونته التكتيكية، فالمدرب لم يصر على خطته المفضلة 4-3-1-2 بل بدأ بطريقة لعب 3-5-2 التي اعتادها الفريق مع سلفه، وتدريجيًا بدأ التخلص منها واللعب بطريقته المفضلة مع تغييرات أحيانًا في شكل الوسط والهجوم، وهنا وبعدما أصبح الفريق يلعب بكل الطرق استخدم هو تلك الميزة وواجه المنافسين بالطريقة المناسبة للمباراة والهدف منها ... حتى أنه كان يغير خلال المباراة بإضافة مدافع أو لاعب وسط كما فعل ضد ريال مدريد وموناكو.
أليجري أيضًا ساهم بهدوئه في تهدئة حماس لاعبي كان يوفنتوس وقت الحاجة، فالحماس الزائد عن الحد والذي ربما كان يسببه كونتي دون تعمد له تأثيره السلبي على اللاعبين أحيانًا .. لكن مع أليجري ظهر الفريق متزنًا نفسيًا أكثر وهو ما ساعده على التحكم فنيًا بزمام المباراة خاصة في الأوقات الصعبة وعدم الاندفاع والتهور بفعل الحماس الزائد ... تلك ميزة مهمة جدًا لفريق بطل خاصة في أوروبا !.
3- حسم لقب الدوري الإيطالي "عمليًا" مبكرًا للغاية
جل معاناة الأندية الكبيرة في الثلث الأخير من الموسم تقف خلفها العوامل البدنية، فالإرهاق وتراجع الجاهزية البدنية للاعبين تؤدي للإصابات وتراجع المستوى وتراجع المردود البدني وهو ما يؤثر على الجوانب الفنية، بجانب الإرهاق الذهني للاعبين بين التركيز هنا وهنا وهناك، ما بين الدوري والكأس وأوروبا والمنتخب والأسرة والأعمال الخاصة.
يوفنتوس كان أقل فرق أوروبا الكبيرة تضررًا من تلك القصة هذا الموسم، والسبب حسمه للقب الدوري الإيطالي عمليًا منذ بداية عام 2015 تقريبًا، بعدما ظهر عدم قدرة روما على منافسته وانشغال الأندية الأخرى بالمقاعد الأوروبية وانعدام فرص منافستها على اللقب، فقد ساهم هذا في توجيه تركيز اللاعبين نحو مباريات دوري الأبطال وسمح لهم باختزال المجهود لتلك المباريات وأيضًا سمح لأليجري بتوفير نجومه للمباريات القارية خاصة في المراحل الإقصائية من البطولة حيث المواجهات الصعبة والحاسمة.
وبالنظر لمنافسي اليوفنتوس خلال تلك المراحل نجد أن تلك الميزة ازدادت أهميتها، فالفريق الألماني بوروسيا دورتموند كان مهتمًا ومنشغلًا جدًا بتحسين مركزه المحلي واللحاق بركب المتأهلين للبطولات الأوروبية، وموناكو كان نفس الأمر، فيما ريال مدريد كان في خضم منافسته مع برشلونة على اللقب ... كل هؤلاء واجهوا يوفنتوس مرتاح محليًا وجل تركيزه الذهني والفني والبدني على دوري الأبطال.
4- خط الوسط الممتاز جدًا، وكارلوس تيفيز
حين نقارن بين خطوط اليوفنتوس المختلفة وغيره من الأندية العملاقة في أوروبا، قد نختلف حول جودة خط دفاعه وهجومه، فالبعض ربما يرى دفاعه من الأفضل وآخر يراه عادي، والبعض قد يرى هجومه متواضع والبعض يراه متميز، لكن الأكيد أن الأغلب سيتفق حول تفوق بوفون وخط الوسط أو على الأقل وجودهم في مستوً واحد من التميز مع خطوط الوسط وحراس المرمى في الأندية الأوروبية الأخرى.
لنبتعد عن الأخطبوط وهو بالتأكيد أحد أبرز عوامل تأهل اليوفنتوس سواء بتصدياته الممتازة أو قيادته الرائعة أو حماسه المذهل، لكن حديثنا الآن عن خط الوسط الذي يُعد من الأفضل في أوروبا فرديًا وجماعيًا، فمجموعة الوسط في البيانكونيري تضم كافة المهارات اللازمة للعب في الوسط .. ما بين تمريرات بيرلو الساحرة وتسديدات بوجبا وفيدال النارية وتوغلات ماركيزيو المدهشة والقوة البدنية لبيريرا وستورارو والمهارة الفردية لبوجبا واستغلال الركلات الثابتة من جانب بيرلو واللمسة الأخيرة الممتازة من فيدال وبوجبا وماركيزيو ! كل تلك المهارات موجودة ومتوفرة تحت أمر أليجري، والمدرب استفاد منها بشكل ممتاز وصنع منها قالب جماعي رائع للغاية امتاز بالصلابة الدفاعية والحركية الدائمة في أرض الملعب والقدرة على دعم الهجوم وتهديد مرمى الخصوم والتحول سريعًا من الهجوم للدفاع والعكس.
خط وسط اليوفنتوس هو من ربح المعركة ضد ريال مدريد وقاد الفريق للمرور من هذا الاختبار الصعب، وهو ما يعول عليه للتصدي لخطورة برشلونة واستغلال ثغرات دفاعه.
العامل الفني الآخر هو تيفيز وبالطبع هذا دون إغفال بوفون والدفاع بقيادة بونوتشي، لكن المهاجم خاصة له ثقله في المباريات القارية، لأن الفريق قد لا يقبل أهدافًا لكن المهم أن يُسجل ! وتيفيز كان خلف جل هجمات اليوفنتوس في دوري الأبطال، كان وحده يتحرك ويصنع ويسدد ويراوغ ويمرر ويفعل كل شيء في الهجوم دون الحاجة لجهد كبير من الوسط ! تيفيز لعب دور المهاجم الذي يريده أليجري في فريقه، مهاجم ذو قدرات خاصة وشخصية ممتازة قادر على التعامل مع الضغوطات وسحب الفريق للأمام واستغلال أغلب الفرص.
5- القُرعة
ينزعج البعض ويغضب حين نتحدث عن وقوف الحظ مع ناديهم ! البعض يفضل استخدام كلمة التوفيق !! هذا رغم أن الكل يتمنى أن يقف الحظ أو التوفيق بجانب فريقه في أي مباراة أو بطولة، ورغم إقرار الجميع أن دون الحظ أو التوفيق لم يتمكن الفريق من فعل شيء، وأن جميعنا مرت علينا دقائق قلنا أن الفريق لو استمر يلعب لأسبوع لن يُسجل ! الحظ أو التوفيق مطلوب في كرة القدم كما هو مطلوب في كافة مناحي الحياة ولا أحد مشكلة أو سلبية حين نقول أن اليوفنتوس كان محظوظًا في قرعة البطولة.
يوفنتوس وقع في مجموعة سهلة نسبيًا، لكنه كان في بداية المشوار مع أليجري ولذا احتاج للتعب للمرور منها في المركز الثاني خلف أتليتكو مدريد، لكن الحظ وقف مع الفريق في قرعة الدور الثاني بمواجهة بوروسيا دورتموند الذي يمر بأسوأ مواسمه منذ سنوات، مواجهة لم تكن صعبة على الفريق الإيطالي الذي اكتسب الكثير من الثقة بعد تلك المواجهة.
بعدها جاءت مواجهة موناكو، وهو أسهل فريق يمكن لليوفنتوس مواجهته من السبعة المتاحين في دور الـ8، مواجهة كانت ممتازة لصالح اليوفنتوس الذي اكتسب المزيد من الثقة وحقق الإنجاز بالفعل بالوصول لنصف نهائي البطولة.
وحتى في نصف النهائي حين واجه الفريق ريال مدريد، كان الريال هو الأسهل من خياري برشلونة وبايرن ميونيخ، وهنا لا نقول أن ريال مدريد كان فريقًا سهلًا بل صعبًا للغاية واليوفنتوس أثبت معدنه الأصيل حين تخطاه بأداء مقنع وممتاز ... لكن في تلك المرحلة تكون الثقة قد وصلت أعلى معدلاتها، وتكون الجرينتا في أفضل حالاتها، ولذا مهما كان المنافس ومهما كانت قوته يُمكن تخطيه لأن الأمر لا يخضع فقط للجوانب الفنية وأسعار اللاعبين بل عوامل أخرى أبرزها الجرينتا، وبالطبع مواجهة ريال مدريد في نصف النهائي بعدما يكون الفريق قد اكتسب الثقة والخبرة والشخصية مختلفة عن مواجهته في دور الـ16 أو الـ8 !.
إذًا، هل لديك أسباب أخرى تراها وقفت بقوة خلف تواجد اليوفنتوس في برلين السبت القادم لمواجهة برشلونة؟ ولا تنسى المشاركة في استفتاء الموقع حول هوية الفائز باللقب الثمين.جول