فعاليات الغضب تهيمن على شوارع المملكة احتجاجا على سياسة "الإفقار والتجويع"
في أولى ردود الفعل الشعبية على قرار حكومة الطراونة برفع أسعار المحروقات، هيمنت مسيرات واعتصامات الغضب على الشوارع في كافة المدن والمحافظات مساء السبت، حيث رفعت القوى السياسية التقليدية سقف شعاراتها وهتافاتها بشكل غير مسبوق، مطالبة بالتغيير الشامل للنهج الاقتصادي والسياسي وليس مجرد الاكتفاء بإصلاحات يتم إجراؤها على قانون الانتخاب أو غيره من القوانين المتصلة بالحياة السياسية.
التركيز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي في فعاليات السبت المسائية، شكل محطة بالغة الأهمية في خطاب الأحزاب السياسية، حيث بدأت تلامس في شعاراتها هموم الشارع ومطالبه المعيشية، حتى أن الاسلاميين تبنوا هذا الخطاب الاجتماعي في اعتصام "الداخلية" الذي ارتفع فيه سقف الحركة الإسلامية بشكل لافت، بعد أن وجهت قياداتها خطابها إلى صاحب القرار دون مواربة أو مجاملة، بل ولوحت بالتصعيد محملة السلطة مسؤولية انفجار الأوضاع.
الاحزاب القومية واليسارية، التي تنطلق من البعد الاقتصادي الاجتماعي في تبني مواقفها السياسية، لم تنجح في التحشيد لفعاليتها أمام رئاسة الوزراء، والتي اقتصر حضورها على عشرات الحزبيين والنشطاء، فرغم تبنيها للخطاب المستند إلى التحولات الاقتصادية على المستوى النظري، إلا أنها مازالت بعيدة عن إقناع الشارع بلغتها وآليات عملها، لا سيما وأن مواقف الكثير من هذه الأحزاب إزاء القرارات الحكومية الاخيرة كان يتسم بالدبلوماسية، كما أن خطابها تركز في تلك الفترة حول قانون الانتخاب والإصلاح السياسي، دون ملامسة القضايا المعيشية المتصلة بهموم الشارع.
وفي محاولة لاستعادة حضوره في الشارع، نظم الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير اعتصاما أمام رئاسة الوزراء، تحت شعار "لا لرهن القرار السياسي والاقتصادي لمؤسسات النهب الدولية"، تنديدا بسياسة التبعية الاقتصادية وارتفاع الدين العام، "الذي أدى إلى سلب السيادة للدولة الاردنية على القرار المحلي"، وفقا للمنظمين. غير ان الائتلاف لم ينجح بالتحشيد لهذا الاعتصام الذي اقتصر حضوره على العضوية الحزبية وبعض النشطاء المستقلين.
ومن جهة اخرى شارك المئات من أنصار الحركة الإسلامية والناشطين في الحراك الشبابي والشعبي في اعتصام السبت على دوار جمال عبد الناصر 'الداخلية'، احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات، حيث أعلن عدد من نشطاء الحراك الشبابي والشعبي قرارهم المبيت على الدوار بعد إعلان الحركة الإسلامية -المنظمة لهذه الفعالية- إنهاء الاعتصام.
وتفاجأ نشطاء الحراك خلال مشاركتهم في هذا الاعتصام، أن الحركة الاسلامية عقدت اتفاقا مع "الامن" لإنهاء الفعالية في تمام العاشرة، رغم ان الحديث كان يدور حول اعتصام مفتوح، إلا أن قيادات وكوادر الإسلاميين غادروا مكان الاعتصام وفق ما تم ترتيبه مع قوات الأمن، ليواصل بضعة نشطاء اعتصامهم دون أي غطاء سياسي.
هذا واعتصم المئات أمام مبنى المحافظة في الطفيلة، احتجاجا على قرار رفع أسعار المحروقات، وتنديدا بسياسات 'الإفقار' و'التجويع' التي تنتهجها حكومة الطراونة، وفقا للمعتصمين.
وهتف المشاركون بهتافات اتسمت بارتفاع سقفها، مشددين على استمرار الحراك الشعبي حتى تحقيق كافة المطالب المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي.
كما جابت شوارع معان مسيرة غاضبة انطلقت من امام مسجد معان الكبير، احتجاجا على قرار رفع اسعار المحروقات، وللمطالبة بإنجاز الإصلاح السياسي والاقتصادي.
وشارك في المسيرة حراك معان وجمع غفير من الاهالي، مطالبين بإسقاط الحكومة، كما أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات القادمة تسجيلا وانتخابا وتصويتا .
واعلن المشاركون في المسيرة نيتهم الاعتصام بسياراتهم واطفائها أمام مبنى محافظة معان صباح يوم الاثنين، احتاجا على قرار رفع اسعار الوقود.
هذا وأعلن نشطاء الحراك الشبابي والشعبي في لواء الشوبك قرارهم بالاعتصام يوميا احتجاجاً على سياسة 'الإفقار' و'التجويع' التي تنتهجها حكومة الطراونة.
جاء هذا خلال اعتصام شارك فيه العشرات، مساء السبت، أمام مسجد التقوى في الشوبك، احتجاجا على قرار رفع أسعار المحروقات.
وفي العقبة اعتصم المئات أمام مسجد الحسين بن علي احتجاجا على قرار حكومة الطراونة برفع أسعار المحروقات.
وطالب المعتصمون بإسقاط الحكومة وباجتثاث الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، منتقدين سياسة رفع الأسعار وسد عجز الموازنة على حساب جيوب المواطنين.
اما في الكرك، فقد اعتصم نشطاء الحراك الشبابي والشعبي أمام مبنى المحافظة، تضامنا مع الناشط باسل البشابشة، الذي اعتقلته الأجهزة الامنية مؤخراً.
وطالب المعتصمون بإطلاق سراح البشابشة وكافة معتقلي الرأي، مشددين على استمرار الحراك الشعبي حتى تحقيق كافة المطالب المتعلقة بالإصلاح السياسي والاقتصادي.
وتجاوزت هتافاتها كعادتها كافة الخطوط الحمراء، محذرين السلطة من الاستمرار في سياسة "التجويع والقمع".
وفي الشمال انطلقت مسيرة من أمام مسجد نوح القضاة إلى دوار الجامعة في مدينة إربد، بدعوة من الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير، وتنسيقية الحراك الشعبي، حيث شهدت هذه المسيرة مشاركة شعبية واسعة، كما اتسمت بارتفاع سقف هتافاتها بشكل غير مسبوق.
وفي كلمة ألقاها باسم الحركة الإسلامية، قال سعيد الجعفري 'ان الشعب الاردني العظيم صبر طويلا ومازال هذا النظام يدفعه الى الثورة'.
وأضاف: ' لقد رفعنا شعار الاصلاح، ولكن الان نفكر الف مرة بهذا الشعار, رسالتنا واضحة الى هذا النظام بكل مكوناته، ابتداء من الديوان الملكي والمخابرات'.