الدولة والإعلام .. قِفوهم إنهم مسؤولون
جو 24 : تكتسب الدولة شرعيتها ومشروعيتها من احساسها بالمواطن وقدرتها على تلمس همومه وتلبية تطلعاته، وأول مجسات الاستشعار للدولة هي الصحافة التي كانت دائما أحد قرون استشعار الدولة ونافذتها على المجتمع الاردني وقضاياه ومتطلباته، وتحفل الذاكرة بعشرات القصص التي تثبت تفاعل الدولة مع القضايا التي طرحتها الصحافة والاعلام، إن كان من خلال ما تنشره الصحافة او ما تقوله برامج الخدمات على اثيرها في الاذاعة وشاشة التلفزيون وكلنا يذكر صوت الحسين رحمه الله على البث المباشر ومتابعته لمطالب المواطنين .
اليوم نجد الصورة ملتبسة وغامضة، فجسم الدولة وجلدها بات سميكا ولا يستشعر بهموم المواطن ومتطلباته، والسبب حالة الجفاء مع الصحافة والاعلام والاستئناس بمواقع التواصل الاجتماعي، فالمسؤول بات يتحدث بلغة الهايبرد الهجينة ويقلب لسانه، ويتابع الهاشتاج التويتري ويستقبل ناشري الهاشتاجات بل ويمنحوهم صدر المجالس والشاشات، وصارت علاقته مع الصحافة والاعلام مبتسرة عبر تلخيص اسمه التقرير الصحفي والاعلامي الذي يُعدّه على عجل موظف في العلاقات العامة وكثيرا لا يقرأه المسؤول في دوائر الدولة .
كانت طاولة المسؤول تتصدرها الصحف، وجهاز الراديو على اثير الاذاعة يستمع للبث المباشر وعينه على الشاشة تتابع ما يحدث اليوم، اما الآن فطاولته سفرة صغيرة، عليها صندوق بلاستيكي يحتوي قطع الخضراوات وسندويشة “ تيركي “ بخبزاسود، فكلهم يبحثون عن رشاقة اجسامهم وكأنها اشتراط للرشاقة السياسية والوظيفية، وكان شعر المسؤول يكسوه بعض غبار ومنكوش اما اليوم فمستحضر “ الجِل “ سيد المرحلة، وكان اعلام الديوان والرئاسة اول المتصلين والمتابعين عكس اليوم الذي باتت هواتفهم مربوطة بخدمة “ رقم الهاتف المطلوب مغلق “ واذا ما ساق القدر صدفة وقام جرس الهاتف بعمله فلا توجد اجابة، وعندما يحتاجون امرا فكلهم مشغوليات ثم اعتذارات شديدة وتعود العلاقة الى النسيان .
شكوى الاعلام من عدم الاستجابة لما يطرحه ليست الشكوى الوحيدة، بل يشعر كثيرون ان الدولة ادارت ظهرها لهم وانها في خدمة طبقة سياسية واولادها واحفادها وانسبائها، فالدولة في خدمة خمسمائة اسرة على الاكثر، وهذا دليل على سماكة جلد الدولة وانعدام قدرتها على الاحساس بما يحدث، سماكة الجلد تعني ان الدولة بحاجة الى وخز كي تشعر بالمواطن، ولذلك تكافئ اصحاب الصوت العالي فقط ممن يشتمون ويشمتون، ولا تلتفت الى الناس الذين يضعون على جراحهم ملحا من اجل الاستقرار والامان، فأي رسالة تلك التي تريد الدولة ايصالها للناس ؟ وما شكل العلاقة بين الدولة والمواطن وفق هذا المعيار .
الاعلام كان صوت المواطن واول مكان لبثّ شكواه ونشر مظلمته . وكانت البطانة الصالحة تنقل لصاحب القرار ما تسمعه وتقرأه وكانت الصحيفة اول ورقة على طاولة صاحب القرار، ولهذا كان الدعاء لصاحب القرار أن يرزقه الله البطانة الصالحة التي تعينه إن ذكر، وليس البطانة التي تُخفي عنه المعلومة والمظلمة، او تلك التي تُحبط مبادراته ورؤاه، كما هو الواقع الآن، فثمة بطانة ممسكة على مصالحها وتقوم بتدوير نفسها واصدقائها على المناصب حتى بات المنصب لا يفنى ولكن يُستحدث وكأن الاردن مشغول بالخمسمائة شخصية واتباعهم فقط، فهم اصحاب الدم الازرق الجديرون بالبقاء والاستنساخ وباقي المواطنين في خدمتهم.
الاعلام اول حائط للدفاع عن الدولة، واول موصل للرسالة الوطنية، والخشية ان عقل البطانة يعمل على بطارية الهايبرد وليس على الشاحن الوطني الذي يتقنه الناس من عقربا الى العقبة، فاللغة اداة تفكير وتعبير والهاشتاج لا يصل الى القرى والمحافظات وعلى البطانة ان تتذكر ان الرأي العام او “ العامّة “ حسب المصطلح العربي هم مفتاح الاستقرار وحُماة الدولة، ونُعيد البطانة الى التراث الاسلامي العربي الذي لا يقرؤونه، وتحديدا الى الحكمة التي تُلخصّها جملة الوزير الاسلامي المشهورة “ العامّة، العامّة فإن الحكم لا يستقيم الا بهم “ والخشية ان تستمر سماكة جلد الدولة بفعل هذه البطانة ويصبح الوخز هو السبيل لاستثارة احساس الدولة . الدستور omarkallab@yahoo.com
اليوم نجد الصورة ملتبسة وغامضة، فجسم الدولة وجلدها بات سميكا ولا يستشعر بهموم المواطن ومتطلباته، والسبب حالة الجفاء مع الصحافة والاعلام والاستئناس بمواقع التواصل الاجتماعي، فالمسؤول بات يتحدث بلغة الهايبرد الهجينة ويقلب لسانه، ويتابع الهاشتاج التويتري ويستقبل ناشري الهاشتاجات بل ويمنحوهم صدر المجالس والشاشات، وصارت علاقته مع الصحافة والاعلام مبتسرة عبر تلخيص اسمه التقرير الصحفي والاعلامي الذي يُعدّه على عجل موظف في العلاقات العامة وكثيرا لا يقرأه المسؤول في دوائر الدولة .
كانت طاولة المسؤول تتصدرها الصحف، وجهاز الراديو على اثير الاذاعة يستمع للبث المباشر وعينه على الشاشة تتابع ما يحدث اليوم، اما الآن فطاولته سفرة صغيرة، عليها صندوق بلاستيكي يحتوي قطع الخضراوات وسندويشة “ تيركي “ بخبزاسود، فكلهم يبحثون عن رشاقة اجسامهم وكأنها اشتراط للرشاقة السياسية والوظيفية، وكان شعر المسؤول يكسوه بعض غبار ومنكوش اما اليوم فمستحضر “ الجِل “ سيد المرحلة، وكان اعلام الديوان والرئاسة اول المتصلين والمتابعين عكس اليوم الذي باتت هواتفهم مربوطة بخدمة “ رقم الهاتف المطلوب مغلق “ واذا ما ساق القدر صدفة وقام جرس الهاتف بعمله فلا توجد اجابة، وعندما يحتاجون امرا فكلهم مشغوليات ثم اعتذارات شديدة وتعود العلاقة الى النسيان .
شكوى الاعلام من عدم الاستجابة لما يطرحه ليست الشكوى الوحيدة، بل يشعر كثيرون ان الدولة ادارت ظهرها لهم وانها في خدمة طبقة سياسية واولادها واحفادها وانسبائها، فالدولة في خدمة خمسمائة اسرة على الاكثر، وهذا دليل على سماكة جلد الدولة وانعدام قدرتها على الاحساس بما يحدث، سماكة الجلد تعني ان الدولة بحاجة الى وخز كي تشعر بالمواطن، ولذلك تكافئ اصحاب الصوت العالي فقط ممن يشتمون ويشمتون، ولا تلتفت الى الناس الذين يضعون على جراحهم ملحا من اجل الاستقرار والامان، فأي رسالة تلك التي تريد الدولة ايصالها للناس ؟ وما شكل العلاقة بين الدولة والمواطن وفق هذا المعيار .
الاعلام كان صوت المواطن واول مكان لبثّ شكواه ونشر مظلمته . وكانت البطانة الصالحة تنقل لصاحب القرار ما تسمعه وتقرأه وكانت الصحيفة اول ورقة على طاولة صاحب القرار، ولهذا كان الدعاء لصاحب القرار أن يرزقه الله البطانة الصالحة التي تعينه إن ذكر، وليس البطانة التي تُخفي عنه المعلومة والمظلمة، او تلك التي تُحبط مبادراته ورؤاه، كما هو الواقع الآن، فثمة بطانة ممسكة على مصالحها وتقوم بتدوير نفسها واصدقائها على المناصب حتى بات المنصب لا يفنى ولكن يُستحدث وكأن الاردن مشغول بالخمسمائة شخصية واتباعهم فقط، فهم اصحاب الدم الازرق الجديرون بالبقاء والاستنساخ وباقي المواطنين في خدمتهم.
الاعلام اول حائط للدفاع عن الدولة، واول موصل للرسالة الوطنية، والخشية ان عقل البطانة يعمل على بطارية الهايبرد وليس على الشاحن الوطني الذي يتقنه الناس من عقربا الى العقبة، فاللغة اداة تفكير وتعبير والهاشتاج لا يصل الى القرى والمحافظات وعلى البطانة ان تتذكر ان الرأي العام او “ العامّة “ حسب المصطلح العربي هم مفتاح الاستقرار وحُماة الدولة، ونُعيد البطانة الى التراث الاسلامي العربي الذي لا يقرؤونه، وتحديدا الى الحكمة التي تُلخصّها جملة الوزير الاسلامي المشهورة “ العامّة، العامّة فإن الحكم لا يستقيم الا بهم “ والخشية ان تستمر سماكة جلد الدولة بفعل هذه البطانة ويصبح الوخز هو السبيل لاستثارة احساس الدولة . الدستور omarkallab@yahoo.com