jo24_banner
jo24_banner

اللاجئون.. ولعبة استقطاب المنح المالية

اللاجئون.. ولعبة استقطاب المنح المالية
جو 24 : تامر خرمه- وزير التخطيط والتعاون الدولي د. جعفر حسان، صرح خلال مؤتمر صحفي عقد في المركز الثقافي الملكي حول اللاجئين السوريين، بأن التكلفة المعيشية لإغاثة اللاجئين تبلغ 16 مليون دولار شهرياً، كما انه ستترتب على الدولة كلف إضافية من أجل التوسع في مجالات التعليم والصحة والمياه والطاقة وغيرها، لتتجاوز الـ 200 مليون دولار من الانفاق الرأسمالي العام القادم، مع بقاء تواجد هذه الاعداد في المملكة لتتجاوز الكلف الاجمالية من نفقات جارية ورأسمالية 360 مليون دولار، لا يمكن للدولة الاستمرار بتحملها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وفقاً لحسان.

وفي رده على أسئلة الصحفيين أوضح وزير الدولة لشؤون الإعلام، سميح المعايطة، أن الدولة الاردنية بمؤسساتها هي من يدير الأزمة السورية ويتولى التعامل مع ملف اللاجئين، وأن ادارتها ليست مرتبطة بالحكومة أو مجلس النواب.

حسان والمعايطة لم يوضحا من أين ستتم تغطية هذه الكلف المالية، كما لم يشر أي منهما إلى قيمة المبالغ المالية التي تلقاها الأردن حتى الآن لرعاية اللاجئين، ولا إلى كيفية إنفاق هذه المبالغ، في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئون السوريون ظروفاً معيشية قاسية، لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الأرقام التي تحدث عنها الوزيران.

رغيف خبز وبيضة واحدة، هي كل ما يتلقاه اللاجئ في مخيم الزعتري لوجبة الإفطار، أما وجبتيّ الغداء والعشاء فإن العائلة السورية لا تحصل على العدد الكافي لأفرادها من هاتين الوجبتين، فعلى سبيل المثال تحصل للعائلة المكونة من ثمانية أفراد على خمسة وجبات فقط، وفق معلومات أكدتها مصادر من داخل المخيم.

أضف إلى ذلك ان اللاجئين السوريين ممنوعون من طهي طعامهم، فالنار محرمة داخل المخيم بذريعة التخوف من حدوث حرائق، كما ان الدجاج الذي يحصلون عليه لا يكون ناضجاً، بل مشبعا بالدم.. ناهيك عن عدم توفر الماء البارد في المخيم الذي تغلفه كثبان الغبار.

هذه الظروف الصعبة للاجئين السوريين تتناقض تماما مع التصريحات الرسمية حول الارقام التي تتحدث بها أركان الحكومة، كما ان القيمة الإجمالية للمنح المالية التي تم تقديمها للأردن من أجل إغاثة اللاجئين لا تزال في خانة المجهول.. في الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء حول منحة أمريكية إضافية تم تقديمها للأردن بقيمة 100مليون دولار لدعم موازنتها وإيواء اللاجئين السوريين، و 17.5 مليون جنيه استرليني قدمتها بريطانيا.

كما قررت الحكومة اليابانية تخصيص مبلغ 3 ملايين دولار لدعم اللاجئين، فيما قدمت ألمانيا 10 ملايين يورو كمساعدة عاجلة لدعم قطاع المياه في الأردن بعد الشكوى من "الضغط المتزايد" نتيجة ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في المملكة.

هذا وقدم الاتحاد الأوروبي منحة مالية للحكومة في حزيران الماضي بلغت 6.6 مليون دولار، كما قدمت الحكومة الصينية مساعدات إنسانية طارئة لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن بنحو 2.3 مليون دولار، ناهيك عن آلاف الاطنان من المواد الغذائية والمساعدات العينية التي تلقاها الأردن من مختلف الدول الآسيوية والأوروبية والخليجية.

ولايزال المبلغ الإجمالي لما تلقاها الأردن من معونات غير معروف إلى الآن، في الوقت الذي يتحدث فيه المعايطة عن إدارة "مؤسسات الدولة" لهذا الملف دون ان ترتبط بالحكومة ومجلس النواب !!

وكذلك يمضي رئيس الوزراء الاردني فايز الطراونة بطلب الدعم من الجهات المانحة، حيث صرح لوسائل الإعلام المحلية والعالمية بأن الاردن يدرس إمكانية فتح مخيمات جديدة للاجئين السوريين في الوقت القريب، مشيراً في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان "الاردن يبذل قصارى جهده ضمن امكانياته الاقتصادية المحدودة للتعامل مع ملف اللاجئين ويأمل بمساعدة المجتمع الدولي".

مزيد من الاموال يتوقع وصولها إلى الأردن في ظل المساعي المحمومة التي تبذلها حكومة الطراونة لاستقطاب الدعم المالي، ولكن يبدو ان احدا لن يعلم نسبة المصروفات إلى الوارد من هذه الاموال.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير