مسلسلات رمضان «كلاكيت ثاني مرة»
جو 24 : كتب: د. مالك الأحمد - الحديث عن رمضان لا يمكن أن يستقيم دون المرور بإعلام رمضان، حيث يُحيي الكثيرُ من الناس لياليَه بالتسمّر أمام الشاشة الصغيرة لمشاهدة المسلسلات.
تتسابق مؤسساتُ الإنتاج في هذا الشهر في تقديم أفضل ما لديها من مسلسلات، لدرجة أن أصبح هناك عُرفٌ أن الموسم الرئيس للمسلسلات العربية هو رمضان، والقليل من القنوات مَن يغامر بعرض مسلسلاته في بقية العام.
يا ترى ماذا يُعرض في هذه المسلسلات؟ التاريخ الإسلامي! أم دراما البطولة والشجاعة! أم هي مسلسلات الشخصيات الإسلامية الخالدة؟!
في رمضان الفائت عُرض 108 مسلسلات، منها 48 مسلسلاً مصريًّا و35 خليجياً و10 مسلسلات سورية، أغلبها اجتماعية وبعضها كوميدي.
لقد أصبحت المسلسلاتُ صناعةً إعلاميةً ضخمةً تُحشد لها الأموال والطاقات البشرية، والمحروم – في عرفهم – مَن فاته موسمُ رمضان ولم يستطع أن يُكمل إنتاجَ حلقاته.
تكلفة إنتاج “سرايا عابدين” 30 مليون دولار تقريباً، أما “صاحب السعادة” فبلغت تكلفته 8 ملايين دولار، والبقية أقل قليلاً من هذه الأرقام.
من خلال دراسات الرصد والتحليل التي قمنا بها العام الماضي لعيِّنة من مسلسلات (22 تمثل أهم المسلسلات) ماذا وجدنا؟
جرأة في طرح موضوعات حساسة، وأيضاً معالجة سيئة تُشجع على الفاحشة بمسمى معالجة القضايا الاجتماعية!
تمادٍ في الألفاظ النابية والجارحة والخادشة للحياء والتي لم تكن معتادة سابقاً.
مُجون وخلاعة وتعرٍّ وصور داخل الملاهي الليلية، وإشارات متعددة واضحة للشذوذ الجنسي وبطريقة مُسفّة جداً.
توظيف فكرة “فتيات الليل” في السياسة والمال والأعمال وأن أنوثة المرأة سلاحٌ للوصول إلى أهدافها.
تجاوز شديد في اللباس وارتداء الملابس الفاضحة (بدلات الرقص والهوت شورت).
عرض شبكات الدعارة والقوادين وحفلات تعاطي المخدرات -الحشيش والكوكايين تحديداً- وتناول الخمر، وكأن المجتمعات العربية بهذا الشكل!.
مشاهد الرقص المبتذل في الكثير من المسلسلات (“ابن حلال” و”دكتور أمراض نسا” و”سجن النسا” و”دلع البنات” و”كلام على ورق” و”صاحب السعادة”) وأغلبها مضمَّنة قصداً ولا تخدم النصَّ الدرامي، فقط من أجل الإثارة.
التناول المتكرر المُسفّ لشخصية القوّاد (“كلام على ورق”، جسَّد الشخصيةَ حسين الإمام الذي مات قبل أن يُكمل دوره! اللهم نسألك حُسن الخاتمة).
الكثير من الأمثلة حاضرة وتمثل إدانةً دامغة لهذه المسلسلات، وأكتفي بنماذج يسيرة جداً فقط حتى لا نجرح شعورَ القراء الكرام:
تعطُّش ليلى للرومانسية جعلها تفكر في خيانة زوجها غيث الذي ذنبه الوحيد أنه مشغول في عمله، فتلجأ إلى الرسام جاد الذي يعوضها عن “الحنان”! الذي تفتقده، في مشاهد أقل ما يقال عنها إنها خادشة للحياء، هذه هي حكاية “مسلسل لو”.
في مسلسل “ابن حلال” الممثلة “سارة سلامة” أثارت ضجةً بسبب ارتدائها لملابس فاضحة وجريئة جداً بتجسيدها دور “فتاة متحررة” (يظهر أكثر من نصف جسدها عارٍ تماماً أغلب المشاهد!). في منزل صديقتها “ميرنا” تقوم بممارسة الفاحشة مع أصدقائها الشباب، وفي أحد المشاهد تقوم بمعاشرة “حاتم” في الفراش، وعندما دخلت صديقتها إلى الغرفة قالت بسخرية! “وكمان نايمين في سريري”!
من خلال رصد ما قُدِّم العام الماضي من مسلسلات كانت النتائج صادمة:
تم عرض 3100 مشهد علاقات فاضحة جداً وإغراء وإثارة وتعرٍّ ونكت جنسية (22 مسلسلاً) بمعدل 5 مشاهد تقريباً لكل حلقة لكل مسلسل! أما الخمر فقد عُرض 245 مشهداً (ضمن 11 مسلسلاً فقط!).
التجاوزات الشرعية والاستهزاء بالقيم الإسلامية والتعرض للصحابة أو الأنبياء أو سبّ الدين أو التعرض للذات الإلهية (22 مسلسلاً): 782 مشهداً (لاحِظ في ليالي رمضان!).
أما الجريمة والعنف والألفاظ النابية والمخدرات والقمار فسنتجاوزها، لكن أترك للقارئ الكريم تخيل حجمها على الشاشة!.
ما يُعرض في هذه القنوات من مشاهد ليس فقط اعتداء على الأسرة العربية أخلاقيًّا بل تدمير فكري وبطريقة متدرجة تُنهك العقلَ حتى يصل إلى مرحلة القبول إن لم يكن التنفيذ.
مَن المسؤول عما تقدمه هذه القنوات من مسلسلات هابطة؟!
ما دور الحكومات؟ ما دور مؤسسات المجتمع المدني؟ ما دور المشاهد ابتداءً ؟!
كلنا مسؤولون فماذا نحن فاعلون ؟!
(تواصل
تتسابق مؤسساتُ الإنتاج في هذا الشهر في تقديم أفضل ما لديها من مسلسلات، لدرجة أن أصبح هناك عُرفٌ أن الموسم الرئيس للمسلسلات العربية هو رمضان، والقليل من القنوات مَن يغامر بعرض مسلسلاته في بقية العام.
يا ترى ماذا يُعرض في هذه المسلسلات؟ التاريخ الإسلامي! أم دراما البطولة والشجاعة! أم هي مسلسلات الشخصيات الإسلامية الخالدة؟!
في رمضان الفائت عُرض 108 مسلسلات، منها 48 مسلسلاً مصريًّا و35 خليجياً و10 مسلسلات سورية، أغلبها اجتماعية وبعضها كوميدي.
لقد أصبحت المسلسلاتُ صناعةً إعلاميةً ضخمةً تُحشد لها الأموال والطاقات البشرية، والمحروم – في عرفهم – مَن فاته موسمُ رمضان ولم يستطع أن يُكمل إنتاجَ حلقاته.
تكلفة إنتاج “سرايا عابدين” 30 مليون دولار تقريباً، أما “صاحب السعادة” فبلغت تكلفته 8 ملايين دولار، والبقية أقل قليلاً من هذه الأرقام.
من خلال دراسات الرصد والتحليل التي قمنا بها العام الماضي لعيِّنة من مسلسلات (22 تمثل أهم المسلسلات) ماذا وجدنا؟
جرأة في طرح موضوعات حساسة، وأيضاً معالجة سيئة تُشجع على الفاحشة بمسمى معالجة القضايا الاجتماعية!
تمادٍ في الألفاظ النابية والجارحة والخادشة للحياء والتي لم تكن معتادة سابقاً.
مُجون وخلاعة وتعرٍّ وصور داخل الملاهي الليلية، وإشارات متعددة واضحة للشذوذ الجنسي وبطريقة مُسفّة جداً.
توظيف فكرة “فتيات الليل” في السياسة والمال والأعمال وأن أنوثة المرأة سلاحٌ للوصول إلى أهدافها.
تجاوز شديد في اللباس وارتداء الملابس الفاضحة (بدلات الرقص والهوت شورت).
عرض شبكات الدعارة والقوادين وحفلات تعاطي المخدرات -الحشيش والكوكايين تحديداً- وتناول الخمر، وكأن المجتمعات العربية بهذا الشكل!.
مشاهد الرقص المبتذل في الكثير من المسلسلات (“ابن حلال” و”دكتور أمراض نسا” و”سجن النسا” و”دلع البنات” و”كلام على ورق” و”صاحب السعادة”) وأغلبها مضمَّنة قصداً ولا تخدم النصَّ الدرامي، فقط من أجل الإثارة.
التناول المتكرر المُسفّ لشخصية القوّاد (“كلام على ورق”، جسَّد الشخصيةَ حسين الإمام الذي مات قبل أن يُكمل دوره! اللهم نسألك حُسن الخاتمة).
الكثير من الأمثلة حاضرة وتمثل إدانةً دامغة لهذه المسلسلات، وأكتفي بنماذج يسيرة جداً فقط حتى لا نجرح شعورَ القراء الكرام:
تعطُّش ليلى للرومانسية جعلها تفكر في خيانة زوجها غيث الذي ذنبه الوحيد أنه مشغول في عمله، فتلجأ إلى الرسام جاد الذي يعوضها عن “الحنان”! الذي تفتقده، في مشاهد أقل ما يقال عنها إنها خادشة للحياء، هذه هي حكاية “مسلسل لو”.
في مسلسل “ابن حلال” الممثلة “سارة سلامة” أثارت ضجةً بسبب ارتدائها لملابس فاضحة وجريئة جداً بتجسيدها دور “فتاة متحررة” (يظهر أكثر من نصف جسدها عارٍ تماماً أغلب المشاهد!). في منزل صديقتها “ميرنا” تقوم بممارسة الفاحشة مع أصدقائها الشباب، وفي أحد المشاهد تقوم بمعاشرة “حاتم” في الفراش، وعندما دخلت صديقتها إلى الغرفة قالت بسخرية! “وكمان نايمين في سريري”!
من خلال رصد ما قُدِّم العام الماضي من مسلسلات كانت النتائج صادمة:
تم عرض 3100 مشهد علاقات فاضحة جداً وإغراء وإثارة وتعرٍّ ونكت جنسية (22 مسلسلاً) بمعدل 5 مشاهد تقريباً لكل حلقة لكل مسلسل! أما الخمر فقد عُرض 245 مشهداً (ضمن 11 مسلسلاً فقط!).
التجاوزات الشرعية والاستهزاء بالقيم الإسلامية والتعرض للصحابة أو الأنبياء أو سبّ الدين أو التعرض للذات الإلهية (22 مسلسلاً): 782 مشهداً (لاحِظ في ليالي رمضان!).
أما الجريمة والعنف والألفاظ النابية والمخدرات والقمار فسنتجاوزها، لكن أترك للقارئ الكريم تخيل حجمها على الشاشة!.
ما يُعرض في هذه القنوات من مشاهد ليس فقط اعتداء على الأسرة العربية أخلاقيًّا بل تدمير فكري وبطريقة متدرجة تُنهك العقلَ حتى يصل إلى مرحلة القبول إن لم يكن التنفيذ.
مَن المسؤول عما تقدمه هذه القنوات من مسلسلات هابطة؟!
ما دور الحكومات؟ ما دور مؤسسات المجتمع المدني؟ ما دور المشاهد ابتداءً ؟!
كلنا مسؤولون فماذا نحن فاعلون ؟!
(تواصل