مساع بمجلس الأمن لدعم خطة أنان
تعمل دول غربية داخل مجلس الأمن الدولي لاستصدار بيان أممي يؤكد دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان، في حين ينتظر وصول وفد لحفظ السلام تابع للأمم المتحدة إلى سوريا خلال 48 ساعة تمهيدا للقيام بمهمة لمراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة حوالي 250 مراقبا غير مسلح.
وتسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لصياغة نصّ بيان يصدره مجلس الأمن الدولي للتأكيد رسميا على البدء في تنفيذ خطّة أنان في العاشر من أبريل/نيسان المقبل.
كما يتوقّع أن تجري المفاوضات بشأن مشروع قرار ليست له قوة القرار الكامل مع باقي أعضاء المجلس اليوم الأربعاء.
تحذير الأسد
واستنادا لدبلوماسيين سيشمل البيان تحذيرا للرئيس السوري بشار الأسد من احتمال اتّخاذ المزيد من الإجراءات ضدّه في حال عدم التزامه بتطبيق الخطّة.
كما سيشكل النص تأكيدا رسميا لموافقة النظام الحاكم على سحب قواته العسكرية قبل العاشر من أبريل/نيسان وعلى الاستعدادات لبدء نشر مراقبين أمميين داخل سوريا.
وبحسب دبلوماسي غربي، فإن نص القرار سيعيد تأكيد مهلة العاشر من أبريل/نيسان، واستعدادات الأمم المتحدة لنشر بعثة مراقبين في حال وقف إطلاق النار، وضرورة التوصل إلى عملية سياسية انتقالية في سوريا.
وكان أنان قد أعلن الاثنين أمام المجلس أن دمشق وافقت على سحب قواتها من المدن وأنها ستتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ابتداء من 10 أبريل/نيسان عملا بخطته للسلام.
من ناحية أخرى توقع أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان وصول فريق طليعي من إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة خلال 48 ساعة إلى سوريا لمتابعة وقف إطلاق النار.
وتندرج هذه الخطوة ضمن المقتضيات الست لخطة أنان للسلام التي منها وقف العنف من قبل جميع الأطراف تحت إشراف أممي وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق التي تضررت من المعارك وإطلاق سراح الأشخاص المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.
دعم القمع
على صعيد آخر، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الثلاثاء بدعم "القمع" الذي يتعرض له الشعب السوري بصورة غير مباشرة بإخفاقه في اتخاذ موقف موحد بشأن الأزمة السورية.
وقال أردوغان -خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم- "من خلال عدم اتخاذه قرارا، فإن مجلس الأمن دعم بشكل غير مباشر القمع.. وقوفه مكتوف الأيدي بينما يموت الشعب السوري كل يوم هو دعم للقمع".
في السياق ذاته أشارت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إلى أن بعض أعضاء المجلس "عبروا عن قلقهم من أن تستغل الحكومة السورية الأيام المقبلة لتكثيف العنف، وأبدوا بعض التشكك في حسن نية الحكومة بهذا الشأن".
وقالت رايس "اسمحوا لي أن أقول إن الولايات المتحدة ترى أن ما نشهده منذ أول أبريل ليس مشجعا وأعتقد أن هذه أيضا وجهة نظر كثير من الدول الأعضاء".
وأضافت "إذا استغلت حكومة سوريا هذه المدة لتكثيف العنف بدلا من تخفيفه فسيكون هذا مؤسفا للغاية وسيكون رأينا بالتأكيد أنه ينبغي لمجلس الأمن أن يرد على هذا التقاعس بطريقة عاجلة وجادة".
يذكر أن مساعد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا ناصر القدوة حصل على موافقة كل أطراف المعارضة السورية على خطة أنان إلا أن المعارضة لا تزال "متشككة في نية الحكومة" السورية بشأن الالتزام بتعهداتها. الجزيرة