jo24_banner
jo24_banner

الجوهري سيدفن في مصر .. والجثمان ينقل الثلاثاء

الجوهري سيدفن في مصر .. والجثمان ينقل الثلاثاء
جو 24 : جثمان الكابتن محمود الجوهري سينقل إلى مصر ليدفن هناك في مسقط رأسه وذلك غدا الثلاثاء.
وأكد المصدر بأن هناك تنسيق وعلى مستوى عال بين أصحاب القرار في الأردن ومصر يتعلق بوضع ترتيبات خاصة لجنازة الجوهري التي ستكون في مصر.


وانتقل الجوهري إلى جوار ربه ظهر اليوم الإثنين عن عمر يناهز (74) عاما، حيث حقق العديد من الإنجازات على صعيد كرة القدم المصرية والأردنية.

وارتبطت ذكريات كرة القدم لدى جيل الشباب المصري بصورة الرجل قصير القامة أشيب الشعر وعيناه الخضراوان تنظران بثبات إلى الملعب ثم لا يلبث أن يرفع كلتا يديه معبرا عن سروره بتحقيق إنجاز جديد لكرة القدم في بلاده.



ورغم رحيل الجوهري عن عالمنا عن عمر يناهز 74 عاما إثر إصابته بجلطة في المخ، فإن المدرب صاحب الخلفية العسكرية والذي عُرف بالجنرال بقي علامة مميزة لذاكرة الكرة المصرية والأردنية على حد السواء بتحقيقه إنجازات غير مسبوقة في البلدين الجارين.



ومع تناقل أنباء وفاته إكلينيكيا قبل صباح الاثنين، شهدت الشبكات الاجتماعية على الإنترنت نشاطا ملحوظا من متابعي كرة القدم العرب الذين انصرفوا عن تقييم بطولات الدوري في أوروبا وخصصوا جل وقتهم لرثاء المدرب الراحل.



ورغم أن عددا غير قليل من الشباب المصري تحديدا دأب على انتقاد الجوهري بوصفه مدرب دفاعي، فإن غالبيتهم لا ينكرون أنهم عرفوا أبجديات كرة القدم وقتما كان الجنرال يقود الفراعنة إلى إنجازات ستبقى عالقة لفترة طويلة.



ولد الجوهري في القاهرة عام 1938 وكان عمره 21 عاما فقط حين قاد مصر لإحراز لقبها الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية بل وتوج هدافا للمسابقة.



وعرف الجنرال التألق مع الأهلي كمهاجم فذ يقود فريقه للقب الدوري الممتاز إلى أن اعتزل عام 1965 ليتجه فورا إلى العمل بالتدريب كمدرب مساعد في بادئ الأمر.



تولى الجوهري لاحقا تدريب الأهلي لولايتين ثم تولى تدريب الغريم الزمالك في سابقة من نوعها بين مدربي الفريقين وقاد الفرسان البيض لتحقيق فوز تاريخي على الشياطين الحمر بهدف دون رد في كأس السوبر الأفريقية عام 1994.



وشملت تجارب الجوهري مع الأندية قطبي جدة الاتحاد والأهلي في السعودية والشارقة والوحدة في الإمارات، في حين قاد على مستوى المنتخبات كلا من مصر وعمان والأردن.



تولى الجوهري مسئولية الفراعنة لأربع ولايات متقطعة حيث حقق في الأولى إنجاز التأهل لكأس العالم 1990 في إيطاليا ليقطع غياب مصر عن المونديال الذي امتد 56 عاما.



وبعد تصفيات عنيفة أزاح فيها المصريون الجزائر بصعوبة بالغة، فاجأ الجوهري الجميع بأداء مبهر في المونديال أدى إلى التعادل مع هولندا بطلة أوروبا وقتها (1-1).



وتعتبر المباراة الثانية أمام أيرلندا منعطفا خطيرا في علاقة الجوهري بالجماهير المصرية، فلعبه بأسلوب دفاعي بحت حتى انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي ترك عنه انطباعا لم يفارقه حتى رحيله بأنه مدرب لا يميل للهجوم رغم كونه مهاجم في السابق.



وحتى الهزيمة أمام إنجلترا في ختام المشاركة المونديالية بهدف خلفت مرارة في الحلق لدى الجماهير المصرية، ليس لمنطقية النتيجة ولكن لضآلة مشاركة نجم الفريق وقتها طاهر أبو زيد في المحفل العالمي وإبقائه أسيرا لمقاعد البدلاء.



وانتهت ولاية الجوهري الأولى بشكل حزين جراء خسارة مدوية بستة أهداف دون رد أمام اليونان في لقاء ودي.



وحقق الجوهري في ولايته الثانية كأس العرب عام 1993 في سوريا بفوز ماراثوني على السعودية (3-2) في المباراة النهائية ولكن الفريق فشل في بلوغ مونديال 1994 وخرج من التصفيات بعد مواجهة شهيرة مع زيمبابوي.



عاد الجنرال مرة أخرى إلى المشهد بعد تجربة في عمان لم تدم طويلا فقاد الفراعنة في النصف الثاني من تصفيات مونديال 1998 وتعرض الفريق وقتها لخسارة مدوية من ليبيريا أفقدته الأمل في بلوغ النهائيات ووضعت كفاءة الجوهري على المحك.



وبينما كانت التوقعات تشير إلى خروج مصر من الدور الأول في كأس الأمم الأفريقية 1998 فاجأ الجوهري الجماهير بتجاوز موزمبيق ثم سحق عمالقة زامبيا بقيادة كالوشا بواليا برباعية وبلوغ الدور ربع النهائي.



استعاد المهاجم حسام حسن شبابه وسجل سبعة أهداف في البطولة التي أنهتها مصر بالفوز على جنوب أفريقيا بهدفين في النهائي لتحرز لقبها القاري الرابع ويستعيد الجوهري هيبته بين مدربي القارة السمراء.



ولكن النهايات المأساوية لم تفارق الجوهري فانتهت ولايته بخسارة مدوية أمام السعودية (1-5) في كأس القارات بعد تعادل مبهر مع المكسيك صاحبة الضيافة (2-2).



ودون سابق إنذار، عاد الجوهري لتدريب الفراعنة في تصفيات مونديال 2002 ولكن صعوبة المجموعة التي ضمت السنغال والمغرب والجزائر حالت دون تحقيق حلم المصريين فرحل الجنرال للمرة الرابعة ولكن بعد الخروج من ربع نهائي كأس الأمم في مالي.



انتقل الجوهري بعدها إلى الأردن وقاد النشامى إلى أول ظهور قاري في كأس آسيا 2004 بالصين حيث بلغ الفريق الدور ربع النهائي وكاد يذهب إلى المربع الذهبي لولا الخسارة بركلات الترجيح أمام اليابان البطل المتوج.



انتقل الجوهري بعد ذلك ليشغل منصب مستشار للاتحاد الأردني لكرة القدم وآثر الحياة في عمان على العودة إلى القاهرة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعيدا عن صخب الإعلام المصري، تاركا من ورائه عشرات الذكريات السعيدة والحزينة لجماهير بلاده.

kooora
تابعو الأردن 24 على google news