نجوم الكرة: الكلمات تعجز عن وداع الجوهري
خالد الخطاطبة - لم يتمكن نجوم الكرة الحاليين والقدامى، من تمالك انفسهم وهم يتحدثون بكلمات وداع، لمن وصفوه بالأب والصديق والاخ الكبير وهو الراحل محمود الجوهري.
كلمات النجوم خلال حديثهم لـ”الغد” خرجت من افواههم بصعوبة بالغة، لدرجة ان البعض لم يتمالك نفسه، ولم يستطع اكمال الحديث، بعد ان اجهش في البكاء وهو يتحدث عن الفقيد الذي وصف بأحد ابرز صانعي امجاد الكرة الأردنية.
لاعب المنتخب الوطني السابق هيثم الشبول، الذي فجع بخبر وفاة الجوهري، اعتبر ان لاعبي الكرة فقدوا الاب الحاني الذي كان حريصا على مساعدة الجميع في الامور الرياضية والشخصية.
وقال الشبول: “المرحوم الجوهري لم يتخل عني يوما سواء في المنتخب او خارجه، ولن انسى ما حييت وقوفه الى جانبي عندما توفي والدي، الامر الذي هوّن علّي الاحزان، وساعدني على الصبر، كما لن انسى وقوف الجوهري الى جانبي خلال زواجي، فمواقف هذا الرجل كثيرة، ومن الصعب سردها في عجالة”.
واشار الشبول الى ان 6 سنوات لعب فيها في المنتخب في عهد الجوهري، اثبتت ان هذا الرجل ليس مدربا ورياضيا فقط، بل هو انسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، متمنيا له الرحمة وان يكون مثواه الجنة.
اما قائد المنتخب الوطني السابق في عهد الجوهري فيصل ابراهيم، فقد أكد ان الكلمات لا تعبر عن مدى الحزن الذي يسكن في القلب جراء رحيل رجل عرف بمواقفه الانسانية، الى جانب حنكته الكروية التي وضعت الكرة الأردنية على خريطة الكرة العربية والآسيوية.
واضاف: “ماذا سيقول الانسان لو فقد والده؟، لا كلمات تعبر عن الحزن في مثل هذه الحالة، وهو ما نعيشه حاليا بفقداننا للجوهري الذي كان ابا حانيا لجميع الرياضيين”.
واعتبر فيصل ان الجوهري كان عونا وسندا لجميع اللاعبين، فدوره لم يكن يقتصر على الامور الرياضية، بل تعدى الى المواقف الانسانية، لدرجة انه كان يقف مع اللاعب في ظروفه الخاصة، ويساعده على حل مشاكله.
واشار ابراهيم الى ان الفقيد كان حريصا على بناء علاقات اسرية بين اللاعبين، كما كان حريصا على علاقات متميزة بين الجهازين الفني والاداري من جهة واللاعبين من جهة اخرى، الامر الذي انعكس على المنتخب الذي كان يعيش اسرة واحدة.
اللاعب أنس الزبون وصف الجوهري بالانسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا ما عاشه اللاعبون فعليا خلال تجمعات المنتخب الوطني.
وقال: “الحديث عن الامور الفنية بالنسبة للجوهري، ليس مطروحا للنقاش، فهو مدرب عالمي مشهود له من قبل الجميع، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو ان الفقيد كان ابا حانيا لجميع لاعبي المنتخب، بل انه كان يساهم في حل مشاكل اللاعبين العائلية والنفسية، بل ان نجوم المنتخب كانوا يلجأون اليه في جميع الظروف، بعدما لمسوا منه الحنية، والمشاعر الصادقة في مساعدة الجميع”.
اما خالد سعد فقال: “لقد فقدنا خبيرا رياضيا وانسانا يحظى بقلب كبير، ولن انسى ما حييت ان الجوهري هو الشخص الوحيد الذي كان حريصا على زيارتي في المستشفى، لايقاظي من التخدير بعد العمليتين اللتين اجريتهما لركبتي في السابق”.
واضاف: “الجوهري كان انسانا قبل ان يكون مدربا، فقد كان حريصا على تلمس هموم اللاعبين، لتوفير الراحة النفسية لهم، قبل مطالبتهم بالعطاء داخل الملعب”.
اما المدرب الحالي لفريق اتحاد كلباء الاماراتي عبدالله أبو زمع المتواجد في تركيا في معسكر تدريبي، فقد عبر عن صدمته بخبر وفاة الجوهري، معتبر ان هذا الانسان له الفضل الكبير على الكرة الأردنية.
وقال أبو زمع: “لا كلمات تعبر عما بداخلنا من حزن لفقدان الاب والصديق والاخ، فقد تعودنا ان نلجأ الى الجوهري عندما تضيق صدورنا، ونحتاج الى شخص صادق يقف الى جانبنا، ولكن هذا الشخص رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء”.
واضاف: “مواقف الجوهري كثيرة، خاصة على الصعيد الانساني، ولا اعتقد ان سردها يفي هذا الشخص حقه، وبالتالي ليس بأيدينا الا ان ندعو له بالرحمة، وان يسكنه الله فسيح جنانه، الى جانب التمسك بالمبادئ والقيم التي زرعها في نفوس اللاعبين”.
(الغد)