jo24_banner
jo24_banner

الدراما الرمضانية: هل أكل رامز الجو.. والتلفزيون الأردني صيام بدون سحور

الدراما الرمضانية: هل أكل رامز الجو.. والتلفزيون الأردني صيام بدون سحور
جو 24 :

ملاك العكور- غدت المسلسلات العربية التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك تشكل حالة فريدة من نوعها تبعًا لكم الجرأة التي تحملتها المشاهد والجمل الحوارية والألفاظ التي تظهر في حلقات العرض على شاشات التلفاز ما حدا ببعضها إلى تصدير مسلسلاتهم بعبارة تحذيرية تفيد بعدم مناسبة هذا الأعمال لمن تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

فرغم الإنتاجات الضخمة والزخم الدرامي الذي يشهده ماراثون رمضان سنوياً، إلا أن هناك بعض الأعمال التي ينتقدها الجمهور، ويرسم حولها دائرة واسعة من الجدل ويحقق العديد منها نسب مشاهدة عالية مما يطرح سؤالا حول مدى "الحرية" التي قد تكون عليها الأعمال الرمضانية في السنوات القادمة!

وكشفت لنا الأيام القليلة الماضية عن ثبات كبير في خريطة الدراما العربية بين ممثلين ومؤلفين ومخرجين، وضعف في الطرح مقارنة بالأعوام السابقة، وظهر ذلك من خلال تكرار أشكال السرد في الدراما.

وبداية نقف أمام ما يعرضه التلفزيون الأردني الذي يصّر في كل عام أن ينأى بنفسه عن سباق الدراما العربية والبرامج النوعية، ما أجبر العديد من الأردنيين على أن "يغسلوا يديهم" من أن يقدم مسلسلات أو برامج نوعية.

فيلحظ المتابع للتلفزيون الأردني خلال السنوات القليلة الماضية استنساخاً لبرامجه المعروضه خلال الموسم الرمضاني وعرض لمسلسلات عفا عليها الزمن و مفرغة من أي مضمون هادف.

وتبقى نشرة الساعة الثامنة متصدرة لكافة برامج التلفزيون وصامدة في جميع الدروات البرامجية بكافة المواسم، و الأكثر حظوة بالمتابعة من قبل الجمهو الأردني، فهنيئاً للقائمين عليها!

ونبقى محلياً مع قناة رؤيا، الذي كان العديد من الأردنيين يعولون عليها كقناة خاصة تستعرض برامجاً نوعية، إلا أنها الأخرى بدأت تخرج نفسها من مضمار السباق من خلال ما تعرضه من برامج.


حيث تبث القناة عشرات البرامج التي من المفترض أنها ذات طابع كوميدي يحاول تناول قضايا اجتماعية بأسلوب ساخر، إلا أنها لم تحقق ذلك، فرغم كل محاولات الاضحاك التي يسعى القائمون على تلك البرامج تحقيقها إلا أنها لم تصب الهدف المرجو، ما يضع الكوميديا الأردنية على شفا حفرة من الفشل كما حصل مع الدراما.

 

وعربيا، تعد مجموعة قنوات الـ MBC من أكثر القنوات متابعة نظراً للكم المهول من البرامج و المسلسلات التي تعرض عليها و التي تتنوع ما بين الدراما و الأكشن و التاريخي إضافة إلى برامج المسابقات و البرامج الساخرة.


ومن المسلسلات التي تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة و شعبية بالغة، المسلسل السوري "باب الحارة" الذ يطل علينا بجزئه الثامن هذا العام.

ذلك المسلسل شكّل في بدايته حالة فريدة وذا قيمة فنية عالية، وقدم دراما اجتماعية مشوقة، موثقة في بعض تفاصيلها الحياتية واليومية على خلفية تاريخية ترتبط بأحداث سياسية، إلا أنه بدا خلال المواسم الثلاثة الاخيرة اعتمد على تكرار للمشاهد، وأصبح العنوان الرئيسي للحضور النسائي هو الحروب النسائية لا سيما حرب الضراير، يضاف إليها جلسات ثرثرتهن ومظاهر خنوعهن لرجالهن، وهي صورة بدت مثيرة للاستهجان، مشوهة لواقع المرأة الدمشقية التي كانت في تلك الفترة تتقدم الرجال في كثير من مناحي الحياة ولا سيما التعليم.

كما أن محاولات القائمين على العمل بناء أحداث فيها إسقاطات على الوضع الحالي الذي تمرّ فيه سوريا والتعايش بين الطبقات والأطياف والأديان ستهدد عفوية المسلسل و تجعله يعود بخفي حنين!

 

أما مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" بطولة الفنان عادل إمام، الذي اعتبره العديد من المشاهدين نقلة نوعية في تاريخ الفنان الذي تفوق على نفسه في هذه المسلسل، واتخذ مسارا مغايراً لما عرضه خلال المواسم الرمضانية السابقة.


ويجسد عادل إمام في المسلسل شخصية أستاذ جامعي يتعرّض للاعتداء بسبب مواقفه المعارِضة، ويُضيء العمل على رحلة الرجل في معارضته للنظام، في حياته اليومية وداخل حرم الجامعة، حيث تتركّز معركة الأستاذ المعارض بشكل أساسي.


كما حظي مسلسل "سيلفي" الذي يقدمه الفنان السعودي ناصر القصبي باعجاب جماهيري وافر، لما لمسه المشاهدون خلال الحلقات الأولى للمسلسل من تجسيد حقيقي لواقع المجتمع الخليجي وقضاياه الحساسة بطريقة ساخرة متقنة.

أما برنامج "رامز واكل الجو" الذي يقدمه الممثل رامز جلال الذي حكم على نفسه بالفشل من خلال تقديمه لذلك البرنامج، الذي لم يأكل حتى قضمة واحدة من الجو.

فرغم التكاليف المادية و البشرية العالية للبرنامج التي أعلن عنها، إلا أنه لم يحقق قيمة واحدة، وابتعد كثيراً عما يعرف "بالكاميرا الخفية" وتشعر للحظة و أنت تتابع البرنامج أن القائمين عليه لم يسمعوا يوماً بفن الكاميرا الخفية.

فتقف مندهشاً أمام تسخير كل تلك القوى المادية و البشرية لاخافة الناس و ايقاع الرعب في قلوبهم تحت مسمى الكوميديا التي ابتعدت كل البعد عن أهداف البرنامج.

فناهيك عن كمية الذعر والتي يصبها البرنامج في نفوس ضيوفه والأثر الصحي والنفسي السلبي الذ ي يترمه البرنامج والمحاولات الفاشلة لاضحالك المتابعين، فإن البرنامج أيضاً يزعج المتابعين بكم الصراخ الهائل الذي يطلقه الضيوف خوفاً إضافة إلى الكلمات النابية التي تصدر عنهم حال معرفتهم بأنهم في برنامج كاميرا خفية.

 

ومن جانب آخر، فقد لقي برنامج خواطر11 الذي يعرض على شاشة الMBC بقاعدة جماهيرية واسعة لما حمله خلال المواسم السابقة من رسالة سامية وأهداف نبيلة حاول أن يضيء بها طريق المتابعين، ما دفع بالعديد من القنوات إلى محاولة استنساخ البرنامج إلا أنها بدت جميعها محاولات فاشلة.

 

قد لا يتفق الجميع مع ما تم طرحه من نقد على البرامج والمسلسلات فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، إلا أن ما يجمع عليه الجميع هو زخامة الكم الإعلاني الذي يعرض خلال أوقات بث البرنامج أو المسلسل، والذي يفقدها قيمتها المرجوة، فتأخذ الإعلانات حيزاً واسعاً من وقت البرنامج تحوله إلى مادة إعلانية.

قد لا يدرك المعلن أن المشاهد يحاول استغلال فترة الاعلانات لقضاء حاجة أو اجراء مكالمة أو الحديث إلى أحد المشاركين في الجلسة ما ينفي الغاية التي أعد من أجلها الإعلان، "فخفوا علينا" رجاءً.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير