منير لم تمنعه إعاقته في شق طريقه نحو العمل
جو 24 : بدأ وجهه مستبشرا فرحا وخجولا وهو يتحدث كيف قرر ان يترك مقاعد الدراسة ليتجه نحو الحياة العملية بقسوتها وشدتها من أجل ان يحقق ذاته ويساعد والده في إعالة أسرته.
منير المشاقبة ابن الحادية والعشرين ربيعا والذي يقطن قرية أم النعام الغربية التي تبعد عن مدينة المفرق 12 كلم، لم تمنعه ظروف أسرته المكونة من ستة أفراد ولا إعاقة خلقية في إحدى يديه من ان يشق طريقه نحو هدف وطموح وضعه لنفسه، بل كانت حافزا له بأن يكون شابا منتجا ملتزما نحو مجتمعه واسرته، على عكس بعض أقرانه ممن يتمتعون بكامل صحتهم ووجدوا في البقاء على مقاعد الدراسة متسعا لهم للعب واضاعة الوقت.
يتحدث منير بصوت واثق " ذات يوم قررت ان بقائي في المدرسة كطالب في فرع المعلوماتية والسنوات التي سأقضيها على مقاعد الدراسة سواء في المدرسة أو في الجامعة ستأخذ مني الكثير من الوقت والمال"، ويضيف ان لا ظروفه المادية ولا رغبته الشخصية في دراسة ذلك التخصص ستجعلانه مصمما على إكمال المشوار ، فقرر ان يترك المدرسة بعد ان أخذ رأي والده الذي بدوره ترك له حرية الاختيار.
ويتابع " أردت ان أساعد أسرتي بأي طريقة فنصحني أحد الأشخاص بأن اتعلم مهنة كهربائي سيارات كونها تدر الكثير من المال وتختصر الكثير من الوقت ، إلا أنني وبعد فترة من خوضي غمار تلك التجربة ، لم ترق لي ، فقررت ان أبحث عن عمل آخر ، حيث عملت في مجال دهان الخزائن مع أحد المعارف طمعا في قليل من المال يسد رمق عائلتي".
وذات يوم تلقى منير اتصالا من أحد أساتذته يبلغه عن مشروع يقوم بتنفيذه برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع التحالف الوطني لمكافحة الجوع وتعزيز الامن الغذائي تحت عنوان " النقد مقابل التدريب"، حيث يتقاضى المتدرب بموجبه ما يقرب من 185 دينارا شهريا ويخضع خلاله لبرنامج تدريبي مكثف لثلاثة أشهر في 16 تخصصا مهنيا .
وعن ذلك يتحدث منير " وجدت في ذلك فرصة مناسبة لي من أجل ان أختار التخصص الذي أريد ، وفرصة مواتية وسريعة للحصول على قليل من المال تساعدني في تغطية نفقاتي من أكل وملبس وتنقل من قريتي إلى مدينة المفرق ، وهو ما تم فعلا فالتحقت بدون تردد في مجال التمديدات الكهربائية وهو التخصص الذي لطالما رغبت في تعلمه " .
واستطاع منير بعد ان أكمل فترة تدريبه من ان يعمل مع أحد أقاربه وهو متعهد في ذلك المجال لستة أشهر ما اكسبه خبرة عملية في التعامل مع الناس وتحملا للمسؤولية والأهم من ذلك رغبة واصرارا بأن يكون مستقلا بذاته وان يصبح صاحب عمل.
يقول منير " المشكلة التي كانت تواجهني في كل مرة أفكر فيها بأن اكون صاحب عمل وامتلك قراري بنفسي، هي عدم قدرتي على تأمين المبلغ المطلوب لشراء " العدة " .
ويضيف " ذات يوم تلقيت اتصالا من مسؤولة في البرنامج ، لتطمئن عن أحوالي ولتتابع تطور عملي ، فأخبرتها برغبتي الطموحة تلك ، وما هي إلا أيام حتى تلقيت اتصالا آخرا من فاعل خير يتعهد بتأمين ثمن تلك " العدة " لي" ، وهانذا اصبحت اليوم صاحب عمل اخذ ورش لحسابي الخاص.
ويوجه منير رسالة إلى أبناء جيله قائلا " الإعاقة في العقل لا الجسد ، وينبغي ان يكون لدى الشاب هدف يسعى لتحقيقه ، إذ ان هناك الكثير من المجالات المتاحة أمام شبابنا للعمل فيها وتحقيق ذاتهم والصبر والتحمل، مهما عظمت المصاعب وصعبت التحديات ".
--(بترا)
منير المشاقبة ابن الحادية والعشرين ربيعا والذي يقطن قرية أم النعام الغربية التي تبعد عن مدينة المفرق 12 كلم، لم تمنعه ظروف أسرته المكونة من ستة أفراد ولا إعاقة خلقية في إحدى يديه من ان يشق طريقه نحو هدف وطموح وضعه لنفسه، بل كانت حافزا له بأن يكون شابا منتجا ملتزما نحو مجتمعه واسرته، على عكس بعض أقرانه ممن يتمتعون بكامل صحتهم ووجدوا في البقاء على مقاعد الدراسة متسعا لهم للعب واضاعة الوقت.
يتحدث منير بصوت واثق " ذات يوم قررت ان بقائي في المدرسة كطالب في فرع المعلوماتية والسنوات التي سأقضيها على مقاعد الدراسة سواء في المدرسة أو في الجامعة ستأخذ مني الكثير من الوقت والمال"، ويضيف ان لا ظروفه المادية ولا رغبته الشخصية في دراسة ذلك التخصص ستجعلانه مصمما على إكمال المشوار ، فقرر ان يترك المدرسة بعد ان أخذ رأي والده الذي بدوره ترك له حرية الاختيار.
ويتابع " أردت ان أساعد أسرتي بأي طريقة فنصحني أحد الأشخاص بأن اتعلم مهنة كهربائي سيارات كونها تدر الكثير من المال وتختصر الكثير من الوقت ، إلا أنني وبعد فترة من خوضي غمار تلك التجربة ، لم ترق لي ، فقررت ان أبحث عن عمل آخر ، حيث عملت في مجال دهان الخزائن مع أحد المعارف طمعا في قليل من المال يسد رمق عائلتي".
وذات يوم تلقى منير اتصالا من أحد أساتذته يبلغه عن مشروع يقوم بتنفيذه برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع التحالف الوطني لمكافحة الجوع وتعزيز الامن الغذائي تحت عنوان " النقد مقابل التدريب"، حيث يتقاضى المتدرب بموجبه ما يقرب من 185 دينارا شهريا ويخضع خلاله لبرنامج تدريبي مكثف لثلاثة أشهر في 16 تخصصا مهنيا .
وعن ذلك يتحدث منير " وجدت في ذلك فرصة مناسبة لي من أجل ان أختار التخصص الذي أريد ، وفرصة مواتية وسريعة للحصول على قليل من المال تساعدني في تغطية نفقاتي من أكل وملبس وتنقل من قريتي إلى مدينة المفرق ، وهو ما تم فعلا فالتحقت بدون تردد في مجال التمديدات الكهربائية وهو التخصص الذي لطالما رغبت في تعلمه " .
واستطاع منير بعد ان أكمل فترة تدريبه من ان يعمل مع أحد أقاربه وهو متعهد في ذلك المجال لستة أشهر ما اكسبه خبرة عملية في التعامل مع الناس وتحملا للمسؤولية والأهم من ذلك رغبة واصرارا بأن يكون مستقلا بذاته وان يصبح صاحب عمل.
يقول منير " المشكلة التي كانت تواجهني في كل مرة أفكر فيها بأن اكون صاحب عمل وامتلك قراري بنفسي، هي عدم قدرتي على تأمين المبلغ المطلوب لشراء " العدة " .
ويضيف " ذات يوم تلقيت اتصالا من مسؤولة في البرنامج ، لتطمئن عن أحوالي ولتتابع تطور عملي ، فأخبرتها برغبتي الطموحة تلك ، وما هي إلا أيام حتى تلقيت اتصالا آخرا من فاعل خير يتعهد بتأمين ثمن تلك " العدة " لي" ، وهانذا اصبحت اليوم صاحب عمل اخذ ورش لحسابي الخاص.
ويوجه منير رسالة إلى أبناء جيله قائلا " الإعاقة في العقل لا الجسد ، وينبغي ان يكون لدى الشاب هدف يسعى لتحقيقه ، إذ ان هناك الكثير من المجالات المتاحة أمام شبابنا للعمل فيها وتحقيق ذاتهم والصبر والتحمل، مهما عظمت المصاعب وصعبت التحديات ".
--(بترا)